(رمينا طوبتهم وقنعنا من خير فيهم) هكذا تحدث الرئيس البشير ذات مرة وهو يشير إلي العلاقة مع الولاياتالمتحدة غير أن البحث المضني عن منهجية التفكير لدي صانع القرار في مطبخ المؤتمر الوطني وقراءة نفسية قيادات المؤتمر الوطني فيما يتعلق بالموقف من الولاياتالمتحدة تضع أمامنا جملة من المواقف المتناقضة والمتقاطعة والعجائب التي لاتنتهي، فهم يكرهون اليانكي كراهية (التحريم) وفي نفس الوقت يهيمون حبا في (الدولار أبوصلعة) والحديث عن أثر العقوبات الأمريكية لا ينقطع بل يأتي مع كل طائرة تسقط أو أي مشروع يرتنح ويسقط ويقال هنا( العقوبات الأمريكية) هي السبب، ولكن أمريكا ذاتها في روايات أخري ضعيفة وفي أزمة اقتصادية حادة وأصبحت غير فاعلة، وكتب الدكتور مصطفي عثمان اسماعيل فصول كثيرة ومثيرة في رواية البحث عن الود الأمريكي وقال ذات مرة العداء مع الولاياتالمتحدة ألحق بالسودان الكثير من الأذي والضرر البليغ وعاد مصطفي عثمان وقال كلاماً مغايراً ((لابنخاف من العصا ولاطمعانين في الجذرة)). ورغم كل الشعارات المعادية لأمريكا ظلت قيادات الوطني تستجيب لكل الضغوط الأمريكية ولو بعد حين،نيفاشا لم تكن رغبة حقيقية للوطني بل كانت إنحناءة للعاصفة الأمريكية أو قل(تقية) إنقاذية لمن يريد( التأصيل) في كل المنعطفات كانت الانقاذ ترضخ للوعود الأمريكية ، صحيح كانت المواقف بعض الحزئيات تتطابق علي سبيل المثال انفصال الجنوب رغم الكثير من الأسباب التاريخية والسياسية ولكن الرغبة الانقاذية القديمة المتجددة بفصل الجنوب تلاقت مع الموقف الأمريكي (الجديد) بدعم خطوات فك الارتباط بين الشمال والجنوب.قادة المؤتمر الوطني وفق مرتكزات المشروع الحضاري والرؤية الإستراتيجية ومرجعية (الإسلام السياسي ) ييغضون الولا يات المتحدةالأمريكية ولكنهم يحبون المال حباً جماً ولذلك يغرفون من نبع الرأسمالية المتوحشة بإناء (التقوي) دون خوف أو تردد. وهنا تكمن المفارقة الانقاذية ، تبذل الانقاذ الغالي والنفيس من أجل الود العابر للأطلنطي ونفس الوقت تقول للآخرين بأنهم عملاء للولايات المتحدة التي حفيت أقدام الانقاذ من الجري وراءها وطلب ودها. من الجانب الآخر تبدو مواقف الولاياتالمتحدةالأمريكية داعمة لبقاء الانقاذ في السلطة وهذا صحيح لأن النظام المحاصرو المعزول دوليا هو أفضل خيار. تبدو قيادات الوطني معجبة بالنموذج الأمريكي ولكنها عندما ما لاتجد المقابل بعد تقديم خدمات مجانية لأمريكا تعود وتعزف لحن العداء المصطنع لأمريكا ثم ما تلبث أن تبدأ رحلة جديدة في مشروع البحث عن (التطبيع).مواقف قادة الانقاذ تجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية تبدو في منعرجات كثيرة وكأنها مواقف نفسية وشعور بعقدة النقص ويقول علماء النفس (عندما تتعارض متطلبات الحاجة وما يمتلكه الفرد من قدرات فيلجأ الى التعويض لاكمال عقدة النقص التي يشعر بها تجاه نفسه وتجاه الاخرين) هذا التحليل النفسي يقدم إضاءات مكثفة لطرائق التفكير لدي قادة الانقاذ فيما يتعلق بالتعامل مع أمريكا.