رؤوس أقلام انتقل إلى رحمة الله تعالي صبيحة السبت السابع عشر من شهر ربيع الآخر 1433ه الموافق العاشر من شهر مارس 2012م ، الصديق والأخ الحبيب الأستاذ محمد علي حمد الترابي ، رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه . كان رحمه الله من الإخوة الأفاضل الكرام الذين جمعتنا بهم الغربة لسنوات طويلة حافلة في رياض الخير بالمملكة العربية السعودية.وقد شق نعيه على أهله وإخوانه وأصدقائه وعارفي فضله. وكان رحمه الله من السودانيين الذين يشرفون السودان بحسن أخلاقهم وطيب تعاملهم، وتفانيهم في قضاء حوائج الناس، والاهتمام بكل ما من شأنه رفعة الوطن وأهله ، ليس في مجال عمله ومحيط اهتمامه المهني فحسب ، وإنما في ساحات العمل العام على تنوعه وتعدد مجالاته. فبذل وقدم جهودا خيرة وكبيرة في كل المحافل والمنتديات التي تخص جموع السودانيين المغتربين بالمملكة العربية السعودية بشكل عام ومدينة الرياض بشكل خاص. وعُرف الفقيد بتعدد علاقاته مع كل ألوان الطيف السوداني في الرياض ، يتواصل معهم بروح الإخاء الصادق ويتواجد في كل مناسباتهم ويبادلهم الود والمحبة والتقدير. لم تكن اهتمامات الأخ الراحل محمد علي الترابي من منطلق رؤية ضيقة أو قائمة على تعصب أعمى أو قاصرة على فئة دون أخرى ممن تعامل معهم ،فقد كان رحمه الله مهموما بقضايا الوطن وباهتمامات السودانيين بمختلف فئاتهم من منظور واسع وشامل.وانعكس هذا بشكل واضح وجلي على كل ارتباطاته اللصيقة، وعلاقاته المتميزة بتجمعات المغتربين باختلاف أنواعها وتعدد أنشطتها. وكان الراحل المقيم محمد على الترابي رحمه الله يتحلى بالصبر وسعة الصدر ، كريما حفيا بزواره ، يلقى الناس هاشا باشا في كل مكان ، متمثلا قول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم " تبسمك في وجه أخيك صدقة". كان متحدثا لبقا ذرب اللسان ، ينفذ إلى جوهر الأمور بسهولة ويسر ، ويتميز بنصاعة الرأي وبقوة الحجة والمنطق.ولهذا كان إخوانه من الذين جمعتهم به ظروف العمل العام، يقدمونه للتحدث نيابة عنهم في كثير من المحافل التي يرتادها الإخوة المغتربون، وينتدبونه للمهام التي تقتضي الكياسة والحكمة.وكان رحمه الله عند حسن الظن في كل ما أوكل إليه من مهام مما أكسبه ثقة الجميع واحترامهم. اللهم يا ربنا ، يا من ليس بينك وبين دعاء المكروبين حجاب ، أرحم عبدك الأخ الحبيب محمد علي الترابي رحمة واسعة ، وأشمله بعفوك الكريم ورضوانك العميم ومغفرتك . وأجعل اللهم قبره روضة من رياض الجنان ، وأجمعنا به في الفردوس الأعلى إخواناً في عليين على سررٍ متقابلين .اللهم تقبل دعاءنا له بالرحمة ، واجعل اللهم البركة في أبنائه وبناته وذريته ليحفظوا سيرته العطرة.اللهم أكلأ أهل بيته بحفظك ورعايتك ، وخفف عنهم وعنا الأحزان وأملأ قلوبهم وقلوبنا بالصبر والسلوان. إنا لفراقك يا محمد لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي رب العالمين، إنا لله وإنا إليه راجعون.