الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسكوت عنه في تاريخ الحزب الشيوعي حوار شامل مع القيادي الشيوعي الأستاذ محمد علي خوجلي هلاوي {4-4}

كل الدول الشيوعية السابقة اصبحت رأسمالية وتخلت عن الاشتراكية وتبنت سياسة السوق الحر
النخب الحاكمة وقيادات معارضة تتقرب من امريكا وقيادة الشيوعي سقطت بقبولها للدعم المالي الامريكي للتجمع
نرفض تسليم أي سوداني للمحاكمة بالخارج وليقل اعوان امريكا ما يقولون لان المحكمة الجنائية في نظرنا اداة امريكية
النضال من اجل الديمقراطية مرتبط بمقاومة الاستراتيجية الامريكية ومشاريع الدول الرأسمالية
أجرى الحوار: عمر صديق
في إطار سعيها لتوثيق الحياة السياسية عبر الحوارات الشاملة قامت (أخبار اليوم) بإجراء هذا الحوار المتفرد مع القيادي الشيوعي محمد علي خوجلي هلاوي والذي يمثل نموذجاً لمئات من القادة الشيوعيين الذين أٌبعدوا من الحزب الشيوعي أو ابتعدوا.. وفي هذا الحوار حاولنا أن نتطرق للجوانب غير المعلنة أو التي لم يُسلط عليها الضوء في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني. كما تطرقنا لحاضره وحقيقة ما يجري فيه وما تمثله مكونات الساحة السياسية في السودان والتوقعات المستقبلية إزاءها فإلى مضابط الحوار ..
لماذا يعارض الحزب الشيوعي مواقف الدول الاشتراكية تجاه السودان؟
واين هي الدول الاشتراكية حيث لا توجد حاليا دول اشتراكية ذات اثر وكل الدول الشيوعية السابقة قد تحولت الى دول رأسمالية وتبنت سياسات السوق الحر مثلها ومثل امريكا والسودان وكل الدول الغربية القديمة واصبح العالم حاليا وكأنه يعيش في الحقبة ما قبل 1971م واذا كنت تقصد الصين فهي اصبحت مثل الدول الرأسمالية والمواقف والتوافق اصبحت تتم في اطار تنافس الرأسمالية الدولية لنهب موارد الشعوب وعندنا هنا نجد ان كل القوى السياسية اصبحت تتجه نحو الاجنبي بطريق او بآخر وهذا اكثر شيء يكرهه الشعب السوداني
?{? بالنسبة للحزب الشيوعي ما الذي يجعله يتبنى سياسات امريكا تجاه السودان؟
كل النخب الحاكمة ومعظم القيادات المعارضة اصبحت تتقرب من امريكا وعليه فلا يكون دقيقا القول بان الحزب الشيوعي او أي حزب اخر يتبنى سياسات امريكا وامريكا ومنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي اتجهت نحو فئات اجتماعية داخل كل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني ليكونوا عونا لها في انفاذ سياساتها وعندما تعتلي الفئات الطفيلية والرأسمالية الطفيلية قيادة أي حزب بذلك تكون الاقرب للرأسمالية الدولية وعليه فقد سقطت قيادة الحزب الشيوعي يوم قبلت الدعم المادي والمالي الامريكي تحت غطاء التجمع لاسقاط النظام والذي يناضل بالاموال الامريكية لن يكون هدفه المصالح الوطنية ولادراك حجم المأساة فان الدعم الامريكي كان مشروطا بالنضال المسلح وابلغت امريكا التجمع في اسمرا بانها لن تدعم أي فصيل ليست لديه قوة عسكرية ولا تزال اثار ذلك النضال متواصلة وحتى اليوم لان الانسان في شرق السودان وهو على بساطة معاشه نجده يموت ويفقد اطرافه جراء الالغام التي زرعتها المعارضة المسلحة وبلا خرائط من اجل اسقاط النظام
?{? وهل كان لذلك اثر في سياسة الحزب؟
بالنسبة لسياسة قيادة الحزب فأقول نعم والامثلة على ذلك كثيرة ومن نماذجها تأييد قيادة الحزب لقرار مجلس الامن رقم 1706 والذي قضى بارسال قوات دولية الى دارفور تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة من اجل دعم اتفاقية ابوجا والتي هي صناعة امريكية بريطانية مشتركة
?{? وما هو موقف عضوية الحزب من قضية كبرى كهذه؟
لا اعلم لكنني افهم انه بحسب نظام الحزب المركزي فمن غير المتوقع ان تسمع صوتا بخلاف صوت قيادة الحزب اما بالنسبة للشيوعيين خارج الحزب فقد كانت المرة الاولى التي يصدرون فيها بيانا مشتركا مع قوى سياسية وطنية محترمة وقد وجدنا جميعا ان الساحة السياسية السودانية قد انقسمت الى معسكرين هما معسكر الحكومة الرافض للقرار ومعسكر المعارضة الرسمية المؤيد للقرار وهذا الرأي كان يرى ان كل الرافضين للوصاية الاجنبية هو داعم للمؤتمر الوطني وبناء على ذلك كان البيان بعنوان (لا للشمولية لا للتدخل الاجنبي) والذي اكد الموقف المستقل لحزب البعث العربي الاشتراكي والحزب الوطني الاتحادي واخرين من بينهم الشيوعيين خارج الحزب وكان هذا الرأي الوطني لا يدعم السلطة الشمولية ولا يشرفه الاستعانة بالاجنبي لاسقاط النظام.
?{? وما هو رأي الشيوعيين خارج الحزب في المحكمة الجنائية الدولية؟
اذا كنا قد رفضنا ونرفض العون الامريكي باي صورة كان بحجة اسقاط النظام فاننا بالضرورة نرفض تسليم أي سوداني ليحاكمه الاجانب في الخارج وعليه فنحن دوما نرفع راية السيادة الوطنية عالية وليقل اعوان امريكا ما يقولون ونحن نرى ان المحكمة الجنائية الدولية هي اداة سياسة والسياسة الامريكية متأرجحة بتأرجح الاحتكارات التي تحكمها ومواقف الدول الرأسمالية التي تنافسها في نهب موارد الشعوب واخيرا فانني لا استبعد في هذا الامر ان يتم تحقيق رؤية القائم بالاعمال الامريكي التي نشرتها الصحف اليومية في مايو 2009 والتي ستعمل على اجراء مصالحة شاملة لانهم قد صرفوا الغالي والنفيس بحسب قوله على وقف الحرب ومكافحة الارهاب ونشر الديمقراطية واجراء الانتخابات على الرغم مما نراه الان من سياسات امريكية تسعى لتفتيت البلاد.
?{? وما هي مصلحة امريكا في ذلك والى ماذا تهدف؟
السياسة الخارجية لامريكا تجاه اي دولة نابعة من مصالحها واهدافها الكونية من جهة واهمية تلك الدولة المعنية من جهة اخرى وعليه اقول ان رواية ان السودان لا يعني شيئا لامريكا وليست في حاجة لموارده وانها الدولة التي تريد نشر الديمقراطية وحماية حقوق الانسان وما الى ذلك فهو يمثل فرية كبرى ونهج القرن الامريكي الجديد هو ذات نهج الطبقة الحاكمة في امريكا منذ الالفية الثانية وهو يمثل في انه لا حاضر ولا مستقبل لامريكا الا بالهيمنة على العالم وعليه نجد ان امريكا قد اهتمت بالسودان منذ فترة طويلة عند قيام الشركة الزراعية برأسمال امريكي والتي سجلت في انجلترا وايضا نجد طلبات امريكا عام 1957 عن طريق شركاتها لاقامة مطارات في كردفان ودارفور ومصانع للحوم في كوستي وتسرع امريكا في تنفيذ خططها في افريقيا لمواجهة سياسات الصين الشعبية والسودان بالطبع به موارد لا حصر لها منها النفط والنحاس واليورانيوم والحديد والذهب وغيرها
?{? اراك وكأنك تقول ان لامريكا اعوانا في كل الاحزاب السودانية أليس كذلك؟
نعم ولقد كان الاستعمار القديم لديه موالون من بين القوى الوطنية ولذلك يجب الا نستغرب اذا وجدنا اليوم من يدعم بطريق مباشر او غير مباشر اهداف الاستعمار الجديد والبعض منهم يبررون هذه الموالاة للسياسات الامريكية بحجة ان ما ترغبه امريكا سيتحقق في السودان شئنا ام ابينا واقول اننا قبل فترة طالعنا تصريحات للدكتور الترابي مفادها ان امريكا ستقبل باي نظام بخلاف النظام القائم وعليه فان الامور اصبحت واضحة ونؤكد ان أي نضال من اجل الديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية لا ينفصل عن النضال ضد الاستعمار الجديد واي نضال من اجل التحول الديمقراطي يستحيل فصله عن مقاومة الاستراتيجية الامريكية ومشاريع الدول الرأسمالية الاخرى.
?{? كيف ترى مستقبل البلاد وفقا لاثار تحالف التمرد الجديد تحت اسم الجبهة الثورية؟
ليس من الاخلاق في شئ ادانة الجبهة الثورية وفي نفس الوقت يكون من المعيب سياسيا ووطنيا ان نلتزم الصمت لان العمل المسلح ليس من تجارب الحركة الثورية السودانية وهو في كل الاحوال يكون مدعوما من جهات اجنبية لها اهدافها ومصالحها وكل الحركات المسلحة في البلاد اما انها تنهزم او تتوصل في النهاية الى اتفاق حول قسمة السلطة والثروة والحرب دائما يدفع ثمنها الابرياء والمهمشون الذين يناضل المقاتلون من اجلهم اضف الى ذلك تباين اهداف الحركات المسلحة ما بين تحرير مناطقهم وتحرير السودان ومصالح الحركات المختلفة تتقاطع مع المصالح الاستراتيجية للدول الرأسمالية والتي تشكل مفهوم الاستعمار الجماعي الجديد وهي مصالح معلنة ومعروفة.
?{? ماهي فرص تأسيس حزب اشتراكي جديد؟
في السودان وفي حقبة الألفية الثانية وكان يوجد المعسكر الاشتراكي ومئات من الاحزاب الاشتراكية على مستوى العالم ولم يتمكن أي حزب اشتراكي من الاستمرار واليوم وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي فان تأسيس حزب اشتراكي جديد هو من الامور الصعبة ولكن من المحتمل او افصاح الحزب الشيوعي عن تحوله الى حزب اشتراكي واستعادة تجربة الحزب الاشتراكي السوداني في عام 1968م.
?{? هل يمكن ان يتوحد الحزب الشيوعي مع الحركات التي انفصلت عنه ومع الشيوعيين خارج الحزب؟
الحركات التي انفصلت عن الحزب نجد انها خرجت منه بعد تركها للماركسية واصبحت رؤيتها هي عدم جدوى الحزب الشيوعي ولذلك فان التوحد بينها وبين الحزب غير وارد ومرتبط بتعديل أي منهما لموقفه اما الشيوعيين خارج الحزب فنجد ان الذين تركوا الحزب لاختلافات فكرية فان توحدهم معه مرتبط بادارة الصراع الفكري وكثيرون منهم يمكن ان يتوحدوا وخاصة الذين كانت اسبابهم التي ادت الى ابتعادهم شكلية وثانوية وبهذه المناسبة لابد من توضيح انه ليس كل من ترك الحزب هو بالضرورة مختلف مع قيادة الحزب.
?{? وهل الانضمام للحزب الشيوعي يكون عبر طرح الافكار الماركسية؟
هذا من النادر ولذلك فان ممارسة الحزب وجدت فيها فترة للترشيح للعضوية وهي فترة لتأهيل المرشحين ماركسيا او على الاقل تعريفهم بعموميات الماركسية ولذلك نجد ان تيار التحلل من الماركسية في المناقشات العامة قد اقترح الغاء فترة الترشيح ولكن الانضمام للحزب مدخله دائما سياسي واذكر انه بعد ثورة اكتوبر كانت هنالك دفاتر في الليالي السياسية للحزب يسجل فيها اسماء الراغبين في الانضمام للحزب وعموما فان نشاط الحزب السياسي ودعمه لقضايا العاملين وتضحيات كوادره هي اساس الانضمام وقد ذكر المهندس صديق يوسف عضو اللجنة المركزية الحالي في حوار عبر صحيفتكم هذه ان نشاطه بدأ مع الاخرين كنشاط معادٍ للاستعمار لا بسبب الاقتناع بالافكار الماركسية والحاج وراق حكى في اكثر من مرة قصة انضمامه للحزب الشيوعي بسبب اعجابه بجسارة فتاة شيوعية خلال مظاهرة وهكذا تتعدد مداخل الانضمام للحزب في كل حالة.
?{? كيف تنظر الى نتائج المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي؟
المؤتمر الخامس لم ينعقد بعد وما اطلقوا عليه المؤتمر الخامس هو عبارة عن اجتماع موسع وسري وانعقد في شكل لجان ولم يقدم أي اضافة فكرية ولم تتجاوز تقاريره تقارير الاداء وهو في الاصل لم يكن متصورا له ان يكون غير ذلك وذلك لانه من المستحيل مناقشة قضايا اربعين سنة في اربعين ساعة الا اذا اريد للامر ان يكون مجرد اداء واجب وقد غاب في تلك الفترة النقد ويكفي ان (التقييم الطبقي) لاستيلاء الحركة الاسلامية على السلطة في عام 1989م لم يظهر للوجود الا بعد حوالي ست سنوات وقدمت فيه وقائع خاطئة ومبتورة عن نضال الحزب في قواعده في الحقبة المايوية وفترة الانتفاضة في عام 1985م والتي اكدت لنا بصورة نهائية عجز القيادات وقد تم نقد اللجنة المركزية في ذلك الاجتماع دون محاسبة ودون رد الاعتبار للضحايا وتم الصمت نهائيا عن اغتيال قيادات الحزب وغيره من القضايا الجوهرية.
?{? المؤتمر السادس على الابواب هل تتوقع له ان يحدث تغييرا في سياسات الحزب وقياداته؟
ليس المهم التغيير الشكلي لقيادات الحزب باسماء جديدة ولكن المهم ان يكون ذلك في سياسات الحزب وقيادته الجماعية وديمقراطيته الداخلية وان يعود كما كان حزب الطبقة العاملة لا حزب يتعاون معها ومرة اخرى اؤكد ان المؤتمر الخامس للحزب لم ينعقد حتى الآن وما تم في قاعة الصداقة كان مجرد احتفال وان قاموا بعقد الف مؤتمر فهم يتحللون عن النظرية بالتدريج ويتحولون الى حزب اشتراكي ديمقراطي لا نظرية له.
?{? كيف ترى مستقبل الحزب الشيوعي السوداني؟
ظروف السودان الحالية والحياة المريرة التي يعيشها الناس وسطوة الرأسمالية السودانية الجديدة وهيمنة الامبريالية وعودتها مرة اخرى للاستعمار القديم الجديد فان كل هذه العوامل مجتمعة تبعث كل قيم العدالة الاجتماعية وتناهض الاستغلال واتوقع للحزب في المستقبل ان يبرز اقوى مما كان وارى ان سيطرة العناصر الانتهازية على مفاصل الحزب هي امر مؤقت والى زوال.
?{? ماهو رأيك في رسالة الاستاذ بشرى الصايم الى المؤتمر الخامس وهل تم نقاشها ام لا؟
ورقة الاستاذ بشرى الصائم للمؤتمر الخامس اتفق معها من الألف للياء والورقة لا تعبر عن وجهة نظر فردية بل دار حولها نقاش طويل بين عشرات الشيوعيين خارج الحزب والذين اتفقوا على ضرورة دخول الرسالة للمؤتمر ولانهم جميعا كانوا خارجه بصورة عملية الا الاستاذ بشرى الصائم والذي كان وقتها لايزال محتفظا بعضوية الحزب في بحري ولذلك اتفق الرأى على ان يقدم هو بتقديمها باسمه وفقا للوائح الحزب وبالفعل قام الاستاذ بشرى بتسليم الرسالة الى فرع الحزب ببحري وايضا قام بتسليمها الى لجنة المديرية بالخرطوم والى اللجنة المركزية بالحزب ولما لم يتم الاخذ بها وادراجها في النقاش تم توزيعها في ذلك الاحتفال الذي اقيم بقاعة الصداقة عقب الاجتماع السري الذي اسموه المؤتمر الخامس ورغم ان قيادات حزبية طالبت بمناقشتها الا انها رفضت وبسببها فقد الاستاذ بشرى الصائم عضويته في الحزب وهذا انما يدل دلالة واضحة لرفض قيادة الحزب لاي نوع من النقد لان المهم هو الوقائع التي حوتها تلك الورقة وليس من قدم تلك الوقائع ولو كانت قيادة ديمقراطية كانت يجب عليها ان تناقش تلك الوقائع حتى ولو جاءت من اعداء الحزب.
?{? نرجو ان تعطينا تقويما اجماليا حول الوضع السياسي الراهن بالبلاد؟
ارى ان النخب السياسية الحاكمة والمعارضة تنشر الارتباك في الساحة السياسية السودانية والتي بدأت تتحول الى واحد من المسارح التي تتنافس فيها الرأسمالية الدولية حول موارد البلاد واوزانها الاقليمية فضلا عن تردي الاوضاع السياسية وحيث فكر المؤتمر الوطني حول مفهوم الامن والذي يحصره في امن النظام والحكومة ويزيد الاوضاع تعقيدا ويتمثل ذلك في ان كثيرا من الجماهير لا ترغب في استمرار حكومة المؤتمر الوطني في الحكم بصيرورته هذه او باي صورة اخرى بعد ان فقدت فيه الثقة وايضا لا ترغب في ان يكون البديل هو النخب السياسية المعارضة منذ 1956م وقد اكتشف الجميع في النهاية ان وقف الحرب لا يعني السلام وان الهدنة المؤقتة التي حدثت بسبب نيفاشا لا تعني عدم تجدد النزاعات المسلحة في اماكن اخرى اوبين الدولتين وكل ذلك يضاف إليه تغاضي النخب السياسية الحاكمة والمعارضة عن التدخل الاجنبي بل ومحاولة كلا الطرفين الاستقواء به مما يشكل استمرارا لانفاذ اهداف الرأسمالية الدولية وعليه فان لم ترتفع رايات السيادة الوطنية مرة اخرى وتنطوي صفحة الصراع حول كراسي الحكم وبأي ثمن فانني لا ارى غير انهار من الدماء وجبال من الجيوش وتفتيت البلاد.
?{? كلمة اخيرة
في الختام اشكركم على هذا الحوار واؤكد بانني هدفت فيه الى قول الحقيقة وحرصت على نشر كلماتي كما هي وبعد ذلك فليس مهما عندي انها وافقت هوى واجندة البعض او عارضتها ولانني لم اتوقف عن الكتابة منذ عام 2001 فقد عرفت ان من انواع الكذب الصمت او الهروب عن طريقين هما الزمان والمكان بحجة انهما غير ملائمين او ترك الوقائع جانبا والحديث عن طرفي الحوار ولان الاسئلة كثيرة في هذا الحوار لدرجة انها ارهقتني فقد جاءت الاجابات في مرات كثيرة عامة وعليه اؤكد استعدادي لاي ردود وتوضيحات تتطلب اعطاء تفاصيل اضافية حول كافة الافادات والوقائع التي عرضتها واخيرا اختتم بقوله تعالى (يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه) صدق الله العظيم.. والسلام عليكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.