منذ شهور والحركة الإسلامية بالبلد تحس بشئ من التململ الذى يحسه الشعب السودانى- الواعى فى مجمله- ... نتيجة لعوامل كثيرة من أهمها الضائقة المعيشية المتزايدة يوما بعد يوما وشهر تلو آخر...فدفعت بمذكرة(ألفيه) عسى ولعل الله يفتح لأهل السلطة...بإسم العقل أو بالرباط القديم الذى ربط بالقابضين على السلطة بتأريخ مشترك والعمل المشترك تحت مسمى الجبهة الإسلامية سابقا(الحركة الإسلامية لاحقا) ثم إنحيازهم للقصر فى صراع القصر –المنشية....عسى كل ذلك يكون شفيعا لهم فى إستدراك المهددات الحقيقة لمستقبل مشترك(المؤتمر الوطنى – الحركة الإسلامية) .... لكن هذا الدعوات قوبلت بالرفض المباشر- كما فى حديث الرئيس فى لقائة مع الطاهر حسن التوم – بل ذهب إلى تهديد كل المشاركين فى المذكرة –ليس هناك وصى على المؤتمر الوطنى وأضاف بمحاسبة كل الموقعين على المذكرة!!!! ثم أضاف مرة أخرى مستقلا بهم ماذا يعنى 1000 إلى كم مليون هى عضوية المؤتمر الوطنى!!!!!!!!....وبين دعوات سابقة تدعو للتهدئة والتعامل بعقلانية مع مخرجات المذكرة –كما جاء فى أحاديث متفرقة للبروفسير إبراهيم أحمد عمر . كان هذا هو الدور المرتقب للحركة الإسلامية بعد الإنقلاب والوصول للسلطة...ولكن الأمين العام حينها ورئيس البلاد الفعلى د.حسن عبد الله الترابى...رفض بشدة الإبقاء على الحركة الإسلامية-لسببين متناقضين فى ظنى- ولكنه إصرار على حلها دون الإحتكام للشورى- السبب الأول كيف نحل كل الأحزاب السياسية ونبقى على الجبهة-كان يمكن حلها صوريا والإبقاء على التنظيم السرى- والسبب الثانى أنا دور الحركة الإسلامية إنتهى بالوصول للسلطة مما يجعل إذدواجية الولاء للحكومة والحزب !!!!....وأظن الشيخ الترابى أكثر النادمين على ذلك الأمر الذى حدث...خاصة عندما عز النصير فى المفاصلة 1999 ....لأن ولاء الحزب والتظيم كان كبيييييرا للشيخ ....ولكنه خسره فى السعى بعيدا عن الحسيب والرقيب ومن ثم الشورى ....وهى غلطة بحجم الشيخ ومقدراته أو مجاهداته . نعم هناك تململ من الحركة الإسلامية ومن شركائه الإسلاميين المتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين ...والتى أوقفت الحوار حول المشاركة...بعد رفض المؤتمر الوطنى كتابة ميثاق مشترك به نقطة تتحدث برفع المعاناة عن المواطن...والنقطة الثانية تتحدث عن العمل الجاد على محاربة الفساد .وهى النقطة الثانية من أسباب الكثير من الصادقين على إستمرار –التجربة الإسلامية- بمرها قبل حلوها ...وهو فساد أشار إليه الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد فى لقاءه بصحيفة الأهرام اليوم بقوله- الفساد اليوم لم أره فى كل الحكومات الوطنية السابقة- ...وأن أسميه الفساد المستفز... يستفز بأن/ الذى يقوم به لا يخفيه ولا يستحى منه بل يعمد إلى شرعنته ومستفز أيضا أن صاحبه يزداد حظوة وترقيا وربما ثباتا فى الوظيفة العامة !!!! . ستظل الأمة بخير ما لم يغب عنها العدل والمساواة والمحاسبة فى المال العام –سنة الله التى لا تميز بين حركة إسلامية وأخرى شيوعية-... إذا غاب العدل وغابت الشفافية ...فإن سقوط الدولة مسألة وقت ...