شهدت القاهرة السبت الماضي بتاريخ 10/3/2012م وقفة احتجاجية أمام مبني جامعة الدول العربية نظمها جمع من نشطاء المعارضة السودانية ولفيف من قادة المجتمع المدني السوداني بهدف التنديد بجرائم النظام ضد المواطنين الأبرياء في جنوب كردفان والنيل الأزرق وفي دارفور جاءت هذه الوقفة الاحتجاجية في وقت تنعقد فيه قمة وزراء الخارجية العرب مع رئيس وزراء روسيا السيد / سيرغي لافروف الذي وصل إلي القاهرة بتاريخ 10/3/2012م بصدد مناقشة ومتابعة تطورات الوضع المتأزم في سوريا والعمل علي توحيد الجهود الروسية بتطبيق المبادرة العربية و التي نصت علي مبدأ نقل صلاحيات الرئيس بشار الأسد إلي نائبه فاروق الشرع للبدء في حوار جاد بين كل أطياف المعارضة السورية .مع وقف كل أشكال العنف( To stop all acts of violence ) من الجانبين والسماح بدخول المنظمات الدولية والمساعدات الإنسانية إلي المواطنين السوريين في المدن المحاصرة من قبل الجيش السوري . كان هذا هو الحوار الدائر في أروقة جامعة الدول العربية بالتاريخ المذكور أعلاه مع اللاعب الأكبر في القضية السورية السيد سيرغي لافروف والذي يسعي بحذر الدبلوماسي المحنك بين ألغام الأزمة السورية لضمان مصالح روسيا ما بعد الثورة في سورية . وبنفس قدر و مستوي حدة النقاش بين المؤيدين للمبادرة العربية والرافضين لها تحت قبة جامعة الدول العربية كان دوي هتاف الثوار السوريين خارج مبني الجامعة تبعث برسالة قوية من القرب إلي المؤتمرين تُطالبهم بعدم التخاذل في اتخاذ قرارات حاسمة ضد النظام الاسدي و إجباره علي وقف مجازر الجيش والشبيحة في حمص وفي باب عمرو وفي ريف دمشق والسماح للجرحى السوريين بتلقي العلاج في المشافي العامة وحماية النساء من التعرض للاغتصاب من قبل مليشيا الشبيحة و السماح بدخول الإعلام العالمي لتغطية الإحداث في مناطق الصراع بين الجيش الحر والجيش السوري .وعلي بعد أمتار من سيرغي لافروف ووليد المعلم هتف المتحجين من المعارضين للنظام السوداني تضامناً مع إخوتهم السوريين المحتجين علي مجازر بشار الأسد يسقط يسقط السفاح عمر البشير يسقط يسقط السفاح بشار الأسد وردد شباب ثورة 25يناير ممثلة في حركة 6 ابريل والتي تعد أحدي ابرز فصائل الثورة المصرية رددوا معاً يسقط يسقط السافح عمر البشير وردد الجميع سوريين وسودانيين ومصريين يسقط يسقط السفاح عمر البشير يسقط يسقط السفاح بشار الأسد يسقط يسقط حكم العسكر. بجد كانت ملحمة رائعة جسدت معني الوحدة بين الشعوب وليست بين الحكام ولم يكن من السهل أن يهتف مصري بسقوط البشير فالكل كان يري الأمور من الزاوية التي يراها حسني مبارك ورجالته في مصر ولذلك نسال الله أن يحفظ مصر والثورة المصرية من كيد الحاقدين وأعداء الحرية في البلاد العربية والعالم الإسلامي .كما نحسب هذا الوعي العام الذي أفضي إلي الانحياز من قبل الثوار في مصر إلي جانب الشعب السوداني ما كان أن يحدث لو لا عمل الإعلاميين السودانيين الشرفاء الذين كشفوا فضائح النظام وتستره الدائم بالدين وبالعروبة ليستجدي يهما تعاطف الرأي العام العربي سواء الرسمي آو الشعبي .كذلك من بين الأمور التي ساهمت في خلق هذا الوعي العام بالشارع المصري وقفات الاحتجاج المستمرة من قبل شباب حركة الائتلاف من اجل التغيير وشباب السودان الحر أمام السفارة السودانية بالقاهرة ولا ننسي أن هذا الوعي بقضايا الشعب السوداني نتيجة طبيعية لوقفات كل المكونات السياسية والاجتماعية المعارضة لنظام حكم المؤتمر الوطني بالقاهرة . القارئ الكريم لابد لي أن أشير إلي أجواء هذه الوقفة رغم قلة المشاركين فيها إلا أنها كانت معبرة فقد تجلي فيها معني الوطنية ولم أري من الشباب المشاركين أو من الأخوات المشاركات في الوقفة من كان يسعي من وقفته تلك والتي استمرت من الصباح وحتى المساء عن مجد شخصي أو تقوقع قبلي أو حزبي كان هم الجميع أن تصل رسالتهم إلي العالم وان يعرف السيد / وزير خارجية السودان /علي كرتي بأننا هنا علي بعد أمتار منك ندد ونطالب بإسقاط حكومة الظلم والاستبداد الذي جاء يمثلها دون خجل هذا هو كان هم الجميع فلا أحد يفكر في غير ذلك رجال ونساء . كما شاهدتُ تجليات ميدان التحرير في هذه الوقفة الاحتجاجية الصغيرة القوية عندما طلبت إحدى النشاطات قلم( خط وورق) و ما هي إلا لحظات جاءت وهي تحمل لافتة كتب عليها (دم الشهيدة عوضيه لن تذهب هباء ) ليس هذا وحسب فقد هتف الطفل السوري في هذا اليوم من أجل ثورة الأحرار في جبال النوبة وفي جنوب كردفان وفي النيل الأزرق عندما قال ببراءة الأطفال فيما معاناة باللهجة السورية ( يا بيت بشير المخرب من بيت بشار الله ينصر ثوار سورية والسودان) الحرية ما أحلاها كلنا بشر وبني أدم همنا أن نحيا كراماً في أوطاننا لا عبيداً للحكام وكم كان عظمة المشهد لو أن السيد / رئيس الجبهة الوطنية العريضة شرف المحتجين ولو مجاملا فالإعلام كان موجود بكثرة خارج المبني حيث هتافات المحتجين يجلل كالرعود في السماء ولكن عبثاً ندعي التغيير دون أن ندفع ثمنها أو أن تكون قامتنا في قامة المسؤولية وقدر التغيير فإذا الشعب أراد الحياة يوماً لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ولابد للقدر أن يستجيب . أ/ عبدا لرحمن صديق هاشم كرو مراقب للشان السوداني والإقليمي . ناشط بالمجتمع المدني السوداني بالقاهرة. مدير الوكالة الإفريقية لتنمية منظمات المجتمع المدني بالمهجر. رحمن صديق هاشم كرو ونشطاء ومعارضي نظام البشير بالقاهرة ورددوا معاً يسقط يسقط السفاح عمر البشير يسقط يسقط السفاح بشار الأسد ولا لحكم العسكر بعد اليوم في الوطن العربي .