ولاية سنار التى اشتهرت من عهدة سيادة سلطنة الفونج فى عام 1504م حتى يومنا هذا تعتبر من الولايات المهمة فى السودان لمركزها الاقتصادى وثقلها السياسى وتنوعها القبلى ، ومحلياتها هى سنار وشرق سنار والسوكى والدندر وسنجة وابوحجار والدالى والمزموم تتميز الولاية باراضيها الصالحة للزراعة وتقدر بحولى 6مليون فدان ومن اهم محاصيلها الزراعية الذرة وزهرة الشمس والقطن والصمغ العربى والسمسم والفول السودانى وقصب السكر والكناف والفواكه بانواعها وتعتبر من المحاصيل ذات العائد الاقتصادى اذا تم الاهتمام بها وتصديرها. التكوين السكانى للولاية يتمثل فى عدة قبائل عربية وافريقية تعايشت وتصاهرات مع بعضها حتى كونت نسيج اجتماعى سودانى اصيل يمتاز الاحترام والوعى الاجتماعى والأمن والاستقرار بينهم . اما التكوين السياسى الغالبية من سكان الولاية ينتمون الى الحزبين العريقين وذلك لتمسك الاباء والاجداد باهداف تلك الاحزاب واحترام مؤسسيها. يتسال سكان الولاية عن عدم التطور والتقدم فى ولايتهم خلال الاربعين عاما التى مضت رغم انتاجهم الزراعى والحيوانى والتزامهم بسداد الضرائب والرسوم ومشاركتهم فى التنمية وصد العدوان على السودان ايام الحروب ودعمهم ومشاركتهم فى كل نفره حكومية او شعبية . حيث نجد اغلب المرافق العامة التى تم تشييدها كانت من الدعم الشعبى . رغم ان دخل الولاية يكفيها ويطورها لكن لم يرى المشاهد بأن عاصمتها سابقا (مدينة سنار) لم تتطور فى البنية التحتية وقد نقلت عاصمة الولاية للاسباب سياسية الى مدينة سنجة التى لم تجد حظها فى التطور. بعض المدن الكبرى فى تلك الولاية مازالت فى مستواها رغم شهرة بعضها عالمية مثل مدينة الدندر التى تشتهر بحظيرتها السياحية التى كانت ضمن موارد الدولة فى عهد الحكومات السابقة ومدينة السوكى التى كانت مركزا تجاريا وزراعيا مهم وسنار وشرقها الذى يدعم المدينة تجاريا وزراعيا ، اذا نظرنا الى مدينة سنار نجد معلمها الانجليزى الاستراتيجى ومضىء العاصمة تصدع وتشقق من الاهمال حيث يربطها بشرقها الذى يعتبر الداعم والمحرك الحقيقى للمدينة ونجد قطبانها الحديدية فى مدينة التقاطع التى تربط البلاد بكل الاتجاهات قد دمر تماما وفقد المدينة اهميتها ومكانتها ولا يخفى على سكانها ما تعانية مدينة الدالى والمزموم فى ابسط مقومات الحياة وهى توفير المياه النقية ناهيك على مراكز العلاج والتعليم وهو ماينطبق على كثير من قراها . علما بان سعى الولاية محدود فى تلك المجالات. تحتفظ الحكومة بمسئولى الولاية ويحتفظ سكانها بالصمت بينما تحتفظ مدنها وقراها بماضيها وذكرياتها . رغم ذلك نجد مسئولى الولاية يتفاخرون بالاهتمام بها وخاصه بالزراعة التى فقدت مكانتها فى عهد ابو العلا والصادق بدرى حيث تشاهد ارضها خضراء صيفا وخريفا وترعها تفيض بالمياه طوال العام بينما نجد اليوم اصبحت ارض سوداء حتى فى فصل الخريف وترعها اصبحت مجارى صغيرة من عدم الاهتمام واصبحت مشاريعها الكبرى تحت سيطرة الاستثمار الحكومى الذى ينافس عليه ابن الوالى وبعض اقارب منسوبى الولاية بينما يعوض المزارع بمبلغ رمزى مقابل تحويل ارضه التى وزعت للاستثمار وتم ابعاد الكثيرون من المسئولين المخلصين والذين تربوا على تلك المشاريع الكبرى وحفظوها شبرا شبرا وتعاملوا معها بكل اخلاص وحب. اما المجال التعليمى فحدث ولا حرج فى ذلك وهى مجرد مدارس وفصول لا تليق بمستوى التعليم اليوم و يعمل بها استاذة لا يتعدون اصابع اليد الواحدة فى بعضها . والمجال الصحى يحتاج الى انعاش فى كوادره ومبانية . والمجال الصناعى تراه مثل مخلفات الحروب فى محلج كساب ومصنع الكناف بابونعامة وسكر غرب سنار وغيرها من المصانع التى اغلقت تماما . بما ان الدولة لجأت للزراعة بعد فقد البترول يخشى مواطن الولاية تدمير ما تبقى من مشاريع زراعية مثل مشروع ود تكتوك وكساب وودالعباس والبساطة مثل ما دمر مشروع مسرة والسوكى . يجب على مواطنى الولاية المطالبة بحقوقهم ومحاسبة المسئولين عن دخل ولايتهم وان يكونوا لجان شعبية حزبية لمتابعة تطوير الولاية وربطها بشبكة طرق وتحسين الصحة والتعليم واعادة عاصمتها الى المدينة التاريخية والاهتمام بالسياحة فيها حتى تعود لمكانتها العالمية ويطالبون بأنفصال الولاية فى مواردها وأنتاجها وحكمها.