[email protected] تابعت من خلال موقع سودانيزأونلاين خبر تشييع الطالب الدارفوري الذي قيل أنه وجد جريحاً ثم توفى إلى رحمة مولاه بعد ذلك وتم تشييعه بمقابر دار السلام وسط جمهرة من شباب دارفور وقد شاهدت صوراً له بالموقع وجثمانه ملفوف بعلم إحدى الحركات المسلحة المعارضة ، أن يشيع أهل الميت صاحبهم في جماعة فهذا من الواجب ومن الشرع أيضاً ، ولكن أن يلف بعلم غير علم البلاد المعترف به وتنشر صوره على الإنترنت فهذا قمة الإستهزاء بسيادة البلد بل وقمة الإهانة ، هل يريد بعضاً من أبناء دارفور تكرار نفس سيناريو الحركة الشعبية الجنوبية إبان الفترة الإنتقالية التي أعقبت نيفاشا ، هل هتافاتهم المعادية للحكومة القائمة أثناء تشييع الفقيد هي إرهاصات لإثنين أسود آخر؟ هل إشاراتهم التي أبدوها والتي وجهت لإدانة الحكومة في مقتل هذا الطالب والذي لم تحدد هوية قاتليه أو قاتله حتى الآن ، هل هو إتهام آخر كالإتهام الذي وجه جزافاً للحكومة السودانية وتحميلها مسؤولية مقتل قرنق كما ظهرت وقتها شائعة إغتياله في الخرطوم مما أدى إلى إندلاع أحداث الإثنين الأسود؟؟؟ هذه الاسئلة وغيرها دارت بخلدي وأنا أقرا التغطية الإخبارية المصورة لتشييع الطالب الفقيد على موقع سودانييز اونلاين(قام بها أحد أبناء دارفور) ، وأحسب ان هذه الأسئلة والخواطر دارت بخلد كثر آخرين غيري. لقد كتبت مراراً وتكراراً في هذا الموقع وغيره من المواقع الإلكترونية عن ضرورة فصل دارفور اليوم قبل الغد وبينت الأسباب التي بنيت عليها دعوتي هذه ومن أهمها حداثة إنضمام دارفور إلى السودان ، حيث لا يمكن ان يتم إندماج وإنصهار لأمتين كانتا لوقت قريب دولتين منفصلتين ، إن أبناء دارفور اليوم يعيشون بيننا في كل المدن والقرى السودانية ولكنهم يحملون من الغبن والكراهية لأبناء الوسط والشمال ما لا يخفى على العين . ماذا قدمت دارفور للسودان حتى الآن وما مساهمتها في الناتج القومي للسودان وحتى الثروات التي يتحدثون عنها لم نر منها شيئاً ، لولا المركز لما عاشت دارفور يوماً واحداً فكل الميزانيات الضخمة مخصصة لها وكل الدعومات الداخلية والخارجية كذلك ، حتى البضائع والسلع الغذائية تشحن من أم درمان وغيرها لمدن دارفور وبالمقابل ماذا يأتي منها غير (التمباك) ، كما مازحني احد الأخوة الساخرين. دارفور الآن لها سلطة إنتقالية أعضائها معينون بدرجة وزير ، مجلس الوزراء والبرلمان جل أعضائه من أبناء دارفور ، حتى نائب الرئيس منهم ، هذا غير ولاتها ،ماذا تركوا لبقية الولايات وما هو كسبهم الذي يؤهلهم لنيل كل ذلك ، ويا ليتهم قنعوا بذلك ، إنهم يريدون بقية السودان عقب إنفصال الجنوب وإني أراهم سايرين على درب الحركة الشعبية الجنوبية وما تحالف حركاتهم المسلحة معها إلا أكبر دليل. حلم أهل دارفور بحكم السودان قديم منذ عهد السلطان تيراب الذي حارب السلطنة السنارية ووصل بجيوشه حتى أم درمان ولولا النيل لعبر إلى سنار وقتها ، وهكذا فعل خليل بعد أكثر من مائة عام نفس الشئ ، إن ما يربط أهل دارفور بتشاد أكثر مما يربطهم بالسودان ..هاهي والدة خليل إبراهيم التي توفيت قبل يومين عليها الرحمة تقبر ويقام عزاءها في إنجمينا ، وذاك القيادي بالمؤتمر الوطني يتزوج من أخت الرئيس التشادي ويمنح أعلى الأوسمة هناك ، أن تكون علاقاتهم بتشاد بتلك الحميمية فذلك شأنهم ولكن أن يقنعونا أنهم جزء من هذا الوطن فهذا عين (الإستهبال) ، فالمرء لا يحمل قلبين في جوفه . لقد حذرت في كتاباتي السابقة أن أبناء دارفور يعملون وفق إستراتيجية تعمل على التحكم في مفاصل الدولة كما فعل اليهود في فلسطين وكيف لا يعملون وبعضاً منهم تدرب في إسرائيل بل أن أحد فصائلهم له مكتب هناك هذا غير عشرات الآلاف من الدارفوريين الموجودين هناك ، هذه الهيمنة التي يريدون ، قوامها الإعلام فثمانين بالمائة من طلاب الإعلام في جامعة القرآن الكريم وكذلك أم درمان الإسلامية من أبناء دارفور وحتى المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة يوجد بها أعداد غفيرة من الدارفوريين هذا غير المواقع الإلكترونية ، كل هذا الحشد الهائل لتوجيه الرأي العام المحلي والعالمي لصالح أهدافهم ، نفس الأسلوب الإسرائيلي في قيادة الرأي العام ، إن أغلب النظريات الإعلامية وراءها اليهود وأكبر مراكز البحوث الإستراتيجية التي تهتم بالرأي العام يعمل من خلفها اليهود ، لم تحتل فلسطين في بداية النكبة بقوة السلاح ، وإنما بحشد الدعومات المالية وتوجيه الرأي العام والعمل على تفسخ نسيج المجتمع العربي ، هذا الدور صورة طبق الأصل يقوم به بعضاً من أبناء دارفور ومن نماذجه ، الهيمنة والتكتل في السوق ، حشد المنتديات الإلكترونية وتعبيئتها لصالح أغراضهم ، تهريب المواد التي تدعو لإنحراف الشباب وقتل هممهم ، غسيل الأموال والتهريب (سوق المواسير نموذجاً) ، الهيمنة على مفاصل المؤسسات الحكومية ومحاولة إبعاد الآخرين بكل السبل وووو .. والكثير من الممارسات ، فيا سادتي أفصلوا دارفور حتى لا نعاني خمسين عاماً أخرى كما عانينا مع الجنوب الذي إنفصل الآن.