بقلم/ أحمد محمدخير حقاني - الخرطوم [email protected] في لقاء معه لصحيفة السوداني اليومية ، ذكر الأستاذ الدكتور حسن مكي الخبير في شؤون القرن الإفريقي مانصه : (السودان فى الشمال ومنذ خمسمائة عام أقام الممالك من موارده الخاصة... حتى السودان الحديث إعتمد على مشروع الجزيرة والسكك الحديدية وميناء بورتسودان.. فالجنوب حتى سنة 48 كان مناطق مقفولة..أنا طبعاً أتفق معك حول حقيقة أن القبائل الحدودية من المهم إستواء العلاقات مع الجنوب لكن إقتصاد الدولة الحديث لا يقوم على ذلك ، فلنفرق بين الإقتصادات المجتمعية وإقتصاد الدولة الحديثة، فإذا راجعت ميزانية السودان فى الخمسين سنة الماضية ستجد أن دارفور والجنوب كانتا عبئاً على الإقتصاد وإلى الآن.. ففى كل السودان لا توجد منطقه لديها فائض تعطيه للحكومة المركزية ال26 ولاية قبل الإنفصال وبعد الإنفصال تظل خصماً على الحكومة المركزية) إنتهى حديث مكي . هاهو الجنوب وقد إنفصل بما له وما عليه.. ويبقى السؤال ماذا قدمت دارفور للسودان طوال الخمسين عاماً الماضية؟ وهذا السؤال موجه للذين يتشدقون بأهمية دارفور بالنسبة إلى السودان وأنها ظلمت وأنها (همشت) وبفضل هذا النواح الخبيث وهذا (الردحي) و(الحنك السنين) جعلوا الحكومة القائمة تقدم التنازل تلو التنازل على حساب بقية الولايات المنتجة والفاعلة ، ماذا قدمت دارفور للسودان حتى يكون أغلب الجهاز التنفيذي والتشريعي الإتحادي من أبناء دارفور!!؟؟ ، ماذا قدمت دارفور حتى تعطى سلطة إقليمية لها من الصلاحيات والإمتيازات ما يفوق حتى السلطات الإتحادية!!؟؟ .. ماذا قدمت دارفور حتى تكون كل ولاياتها محكومة بأبنائها من الخفير حتى الوالي!!؟؟ ويحرم على بقية أهل السودان المشاركة في حكمها ، ماهذه القسمة الضيظى ؟ إنها الترضيات والمجاملات إتقاءاً لل(الحنك السنين) الذي ظل يطرق ويردد على آذان المجتمع الدولي وعلى الوسائط الإعلامية الدولية ،أن دارفور (مهمشة) وأنها لم تعط حقوقها الكاملة في السلطة والثروة .. أي سلطة وأنتم مستحوزون على كل مقاليد الحكم في ولايات دارفور الخمسة ولا تسمحون بالمشاركة لأي (جلابي) أو (ودبحر) أن يكون بينكم!!؟؟ ، فلو حدث لكم ظلم أو إجحاف حاسبوا أبناءكم الذين يتسنمون القيادة ماذنب بقية السودان؟ عن أي سلطة وأبناءكم في مجلس الوزراء يتربعون على أهم الوزارات!!؟؟ لا بسبب كفاءتهم ولا لولاءهم لدولة السودان ولكنها المجاملات في محاولة لإسكات (الحنك السنين) ، وعن الثروة ماهي إيراداتكم للبنك المركزي!!؟؟ وماهي منتجاتكم!!؟؟ ، لقد سئمنا ترويجاتكم أيها (الرداحون) أن دارفور ترقد على بحيرة من النفط وجبال من الذهب وكثبان من اليورانيوم ، نسمع جعجعة ولم نر طحيناً . سادتي دارفور منذ إنضمامها للسودان عام 1916م ظلت عبئاً على السودان ، فكل السلع الغذائية وغيرها تصدر لها من مدن السودان الأوسط ، أبناء دارفور يتعلمون في جامعات ومدارس السودان الأوسط تلك الجامعات التي بنيت بعرق وجهد (أولاد البحر) ، كل الأسواق الآن في وسط وشمال السودان يتربع عليها أبناء دارفور ويمارسون شتى صنوف التخريب الإقتصادي من غسيل للأموال وتهريب ومضاربات للعملة الأجنبية دون أن يطرف لهم جفن ، ليغتنوا هم وليهلك بقية أهل السودان وحكومتنا الرشيدة إن كانت تعلم أولا تعلم فهي لم تحرك ساكناً وكل ذلك لأجل إسكات (الحنك السنين) . إنهم يسيرون في ذات الطريق الذي سلكه الصهاينة من قبل في إحتلال فلسطين ، نعم إنهم ينفذون ذات السياسة التي تعلموها في المعاهد اليهودية التي صاروا يحجون لأجلها إلى إسرائيل، عندما أحتل الصهاينة فلسطين لم يأخذوها عنوة بالسلاح منذ أول وهلة ، بل إستخدموا الكثير من السياسات والخطط بدأت بالمؤتمرات في دول الشتات لجمع التبرعات ولحشد التأييد الدولي لتحقيق هدفهم ، ذات المسلك يتبعه أبناء دارفورالآن ، فقد أنشأوا المنظمات في منافيهم الإختيارية بالتعاون مع الغرب واليهود ليخلقوا لهم قضية ويلستدروا عطف المجتمع الدولي بقضايا مصطنعة كالإبادة الجماعية والإغتصاب وغيرها إنها (هولوكوست ) دارفورية هذه المرة والتي صاروا يستخدمونها ك(مسمار جحا) لتنفيذ هدفهم الأكبر بالإستحواز على كل السودان .. الصهاينة عندما أتوا إلى فلسطين أشتروا وتملكوا الأراضي من الوطنيين بأسعار مغرية مستفيدين من الدعم اللامحدود من منظماتهم التي أنشأوها في دول الشتات ، نفس هذا المخطط يقوم به الآن أبناء دارفور في الخرطوم ومدن السودان الاوسط فنجدهم الآن قد إستحوزوا على أحياء وحارات بأكملها في أمبدة والثورات ودار السلام وسوق ليبيا وغيرها ، من أين لهم بهذه الأموال التي هبطت عليهم فجأة والسودان يمر بأزمة إقتصادية طاحنة!!؟؟ ، إنها الأموال المغسولة المجلوبة من المنظمات المشبوهة التي أنشأوها في الخارج أو تلك المنظمات الدولية التي بعضاً منهم أعضاء فيها .. اليهود عندما قوي عودهم بدأوا بتسريب السلاح وتكوين العصابات المسلحة للإغارة على البلدات الفلسطينية وإحتلالها وإبادة الجنس العربي ، نفس هذا المخطط بدأ الآن في السودان ، فاليوم أصبحنا نسمع عن السلاح المتدفق على ولاية الخرطوم سراً والإحصاءات الرسمية تقول بالقبض على (19) حالة لتهريب السلاح إلى داخل ولاية الخرطوم ، والحالات التي لم تكتشف لا يعلم عددها إلا الله ، من الذي يسرب السلاح إلى الخرطوم؟ وماذا يراد به؟ هذا غير عصابات (النقرز) التي تنهب وتقتل وتروع الآمنين وكذلك صرنا يومياً نشهد ونسمع عن الحرائق المجهولة للمنشئآت العامة والخاصة ..إنها وثبة أخرى لأجل الهيمنة الدارفورية على البلاد وهذه المرة بالقوة المسلحة بعد أن أصيبوا بالتخمة المالية ، علماً بأنهم سبق وأن جربوا في عدوان سافر غزو أم درمان ، عندما هاجمت قوات الهالك (خليل إبراهيم) هذه المدينة الآمنة الوادعة ويبدو أن تلك العملية كانت (جس نبض) إستعداداً للهجوم الكبير الذي يعدون له الآن. إن روح الهيمنة وحب التوسع ظلت تراود أبناء دارفور منذ تأسس سلطنتهم الغابرة ، فكانت هجماتهم على سلطنة وداي ومملكة التاما وحتى كردفان(مملكة المسبعات ) بل وأم درمان لم تسلم من طموحاتهم التوسعية في عهد السلطان تيراب . سادتي دارفور لم ولن تقدم للسودان شيئاً ، بل ستظل قاطرة معطوبة تؤخر تقدم ونهضة السودان النيلي ، ذلكم السودان الذي يمتلك من الثروات والموارد والعقول مايؤهله ليكون في مصاف الدول العظمى وحتى الإستعمار البريطاني عندما أقام مدنيته في السودان ، إعتمد على سودان الوسط لما وجده فيه من منافع تحقق الغايات من إستعمار السودان ، لذا كان مشروع الجزيرة والسكة حديد والخزانات والصناعة وكافة مقومات الدولة الحديثة وقتها ولقد إهتم البريطانيون بإنسان الوسط وقاموا بتأهيله تعليماً وتدريباً لما وجدوه فيه من تحضر ورقي وقابلية للإبداع ، لم يهتموا به لأجل عيونه ولكنهم وجدوا إنساناً قابلاً للتطور بفضل إرثه الحضاري ، وبالمقابل أهملوا دارفور والجنوب لا لشئ إلا لأنهم لم يجدوا ضالتهم المنشودة في تحقيق الإيرادات المطلوبة من دولة أستعمروها لأجل الإستحواز على خيراتها ، والسؤال لماذا إذاً ضمت دارفور وضم جنوب إلى السودان ؟ والإجابة هي: فقط تقاسم لل(الكيكة) بين المستعمرين أنفسهم الذين تقاسموا وقتها العالم فيما بينهم فكان نصيب حكومة السودان البريطانية دارفور وتشاد ذهبت للفرنسيين وضم كذلك الجنوب وتركت يوغندا كمستعمرة منفصلة وبقية دول الجوار للبلجيك والفرنسيين والطليان ، تقاسم لكيكة المستعمرات لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، فإن كان ذلك لمصلحة بريطانيا الدولة المستعمرة في السابق ، ما ذنبنا اليوم أن نتحمل هذه التبعات ، وليت القوم كانوا قد إندمجوا وإنصهروا وصاروا من ضمن منظومة الدولة السودانية ، لكنهم ما لبثوا أن أسسوا كياناتهم الخاصة منذ (نهضة دارفور) وماقبلها وما تلاها من أحزاب وحركات مسلحة الآن ومنظمات ووو... سيظل هؤلاء القوم يعيشون بروح الغرباء طالما السودان مستمراً بذات الوضعية التي أقرها المستعمر وبالتالي سيستمر مسلسل العنف وإستنزاف مقدرات البلد بلا طائل ودون مقابل ... إنهوا هذه المسلسل السمج الحلقات بفصل هذه الولايات المسماة دارفور وليلتفت بقية السودان لنهضته ولرفاه شعبه.