[email protected] يقول إبن خلدون عن أهل السودان :(أنهم قوم فيهم خفة وطيش يستخفهم الطرب) ،والسودان للذين لا يعرفون كان إسم يطلقه العرب على المنطقة الواقعة بين البحر الأحمر حتى المحيط الأطلنطي ، أي أن المقصود ليس السودان بحدوده الحالية ، وقد ذكر البروفيسور حسن مكي المختص في الشؤون الأفريقية أن إبن خلدون في حديثه عن الزنج لا يقصد النوبة ، فالعرب كانوا يفرقون بين الزنج والبجا والنوبة وفي الكلام عن الزنج يقصد القبائل ما وراء منطقة مالي والنيجر لأن هذه كانت موصولة بغرب إفريقيا لكن هو يأخذ النوبة ككيان قائم بذاته،وكل الكتاب العرب يفرقون بين هذه الأعراق وإن كانوا يطلقون عليهم جميعاً (السودان) . وبالعودة إلى عبارة أنهم قوم فيهم خفة وطيش يستخفهم الطرب نجدها ، تلخص الحالة النفسية التي يعيشها الأفريقي فهو به خفة أي غير رزين كما إنه طائيش أي يفعل ما حلو له دون هدف واضح ودون قيم تحكم سلوكه ، أي تغلب عليه بداوته التي جبل عليها أما قول إبن خلدون يستخفهم الطرب فقد صدق فيلسوفنا أيما صدق في التصوير الدقيق للحالة الأفريقية ، فهم أهل لهو وطرب يستخفهم حتى في مراسيم دفن موتاهم فالطرب شئ أصيل في حياة الأفارقة يعبرون فيه عن أفراحهم وأتراحهم ... أردت من هذه المقدمة أن أوضح مدى ضحالة عيش الأفارقة وبعدهم عن الحضارة والمدنية وذلك لطبيعة المنطقة التي يعيشون فيها ولبعدهم عن بؤر الحضارات شرقاً وغرباً ... المضحك المبكي أن تجمع (كاودا) المكون من الحركات العنصرية الزنجية وبعضاً من موتوري القبائل المستعربة يريدوا سيادة هذا النموذج الأفريقي المتخلف على شمال ووسط السودان بما أسموه السودان الجديد الذي قوامه المهمشون كما يدعون ، هذا السودان الجديد الذي تسود فيه الثقافة الأفريقانية التي وصفها إبن خلدون بالخفة والطيش ، يريدوا أن يجرونا آلاف السنين للوراء بعدما ساد الإسلام واللغة العربية بلاد أفريقيا وعمرها بحضارته التي قوامها القيم النبيلة والمدنية الباذخة التي سادت حتى في الأندلس بلاد الأفرنجة ، ماذا لدى أفارقة اليوم ليهبوه للسودان؟ هل يريدون سيادة ثقافة لباس السكسك وديانات الكجور الخرافية التي لا تقنع مخبول؟ أيريدوننا مرتعاً للإباحة الجنسية ومرض الإيدز؟ أيريدوننا مسرحاً للحروب والغارات القبلية وسيادة قانون الغاب ، ماذا قدم الأفارقة للسودان طوال عهوده بخيرها ونكباتها؟ ، ماذا قدموا غير زيادة بلوانا على بلوى بنزوحهم وأمراضهم ، لم يقدم الأفارقة للسودان ولن يقدموا لأنهم ببساطة ليس عندهم ما يعطونه، ففاقد الشئ لا يعطيه ودونكم الجنوبيين أشقاء الأمس فبعدما كانوا بين ظهرانينا معززين ومكرمين بل ومدللين هاهم اليوم تنتاشنا سهامهم غدراً جزاءاً لنا على منحهم دولة وإعطاءهم للثروة دونما أن يتعبوا فيها (لقوها جاهزة) . بالمقابل أنظروا للدول العربية فهي تعطي السودان دون من ولا أذي فكم عدد مغتربي السودان بتلكم الدول؟ وكم بيت سوداني مفتوح بفضل خيرات العرب ؟ وكم عدد المشاريع الإستثمارية العربية في السودان ؟ وما حجم التمويل العربي الذي قدم إلينا ؟، ورغم ذلك نجد الأفارقة بكل حقد يريدوا فصل السودان عن محيطه العربي بدعوة إفريقية السودان ، وبالمقابل محاولة النيل من العرب وتسفيه ونسف الشخصية العربية بل ومحاولة نفي أن أغلب السودانيين ذوي أصول عربية . إن (الشعوبيين) هم من يدسون في ثنايا كتبهم كل ما من شأنه الحط من قدر العرب والتهوين من مفاخرهم التقليدية كالكرم والشجاعة والفروسية وكذلك الطعن فى أنسابهم وإرجاع كل فضل إلى الأعاجم وأهم هولاء المزورين للتاريخ والأنساب والمخترعين للأخبار(أبو عبيدة مولى تيم قريش) الفارسى الأصل كان أبوه على دين اليهودية وجده مجوسياً و(غيلان الشعوبى) مؤلف كتاب مثالب قريش ، فالشعوبية حركة قديمة نشأت للحط من مكانة العرب بعدما علا شأنهم وذاع صيتهم في العالمين ، نفس هذا الدور القذر لا زال متواصلاً مستغلاً التقانة الحديثة لوسائط الإعلام لتشويه الصورة الذهنية الذاهية للعرب ومحاولة تفتيت أجزاءهم والسودان يقع ضمن أهدافهم ، فليحذر شباب السودان من الإنقياد لدعاوي الأفريقانية المتخلفة وليحذروا من الوقوع في هذه الخدع التي تريد سلخنا عن إخواننا الذين نجد منهم المؤازرة ونجد منهم الدعم وفوق كل ذلك لا نحس بالغربة معهم أينما حللنا بينهم وكيف نحس بغربة وتربطنا بهم وشائج الدم والدين والقربى .