نبدأ بالسكوت الثوري والإلتهاب الناري المشتعل في المراجل داخليا بصورة ثورية صامتة في نخاع الشعب المظلوم ، ونسميه الجهاد الثوري الملتهب الصامت: الذي هو ليس علامة رضا بل من أبلغ مظاهر الرفض التام والتذمر الكامل والحنق المستشاط سعيراً باطنياً. فالطاقة الكامنة في خلايا أربعين مليون مواطن ظهرت إشعاعاتها وطفحت بوادر زمجرة غليانها المكبوت 23سنة كبيسة مكبوسة كحزم بالات خلايا مضغوطة ستنفجرذرات نووية رهيبة متحررة من ربقة الإستعمار الإنقاذي الذي طال غمطه للحقوق وغبنه المتطاول المستدام وظلمه المستفحل وتغييبه للعدالة وغشه الأرعن وتعاليه وإفترائه على هذا الشعب الذي تهامدت عليه تعاسة متكالبة وإنصبت على رأسه نازلة وألقت ما في جوفها وتخلت منه واقعة على نافوخ أم رأس الشعب السوداني الممكون المنكوب وسمت نفسها إنقاذا . لذلك فقد إشتعلت ذرات خلاياه وتحركت بصمت طاقته المكبوتة الكامنة ثورياً. فالشعب في ثورته الصامتة الكامنة هذه ينظر الآن متحفزاً بقلب حديدي فولاذي صلب ويراقب الموقف في ثلاثة محاور ولابد له من ثلاث عيون فاحصة مدققة للإلتهاب الناري المتقد بجوانبه المختلفة المتعددة. الإلتهاب المشتعل المدني: هو الثورة المدنية التي تقودها كل منظمات المجتمع المدني ومنظماته الحقوقية وحقوق الإنسان والمقالات الملتهبة في الصحف والمواقع الالكترونية والمنظمات الخيرية متخذة من الحق الإنساني دافعاً أساسياً وإنطلاق لتحرير إنسان السودان من العفصة الإنقاذية الخطيرة التي أوشكت أن تطيح بالعصمة وتشظي النعرة القومية والهوى الوطني والوجود الوحدوي المتماسك. وهذه النبرة التي إنطلقت إرهاصاتها المدنية تقودها كذلك مجموعة من الأحزاب وقد أعلنها صراحة الإمام الصادق المهدي أكثر من مرة بعنوان الجهاد المدني لتفكيك تركيبة الحكومة الإنقاذية وإسقاط النظام مدنياً. وهذه المجاهدات المدنية أطاشت عقل النظام وأربكت تفكيره ولخبطت لبه الطائر. المجاهدات الثورية النارية : لهذا فإن هذه المجاهدات الثورية الملتهبة الصامتة مع المجاهدات الثورية المشتعلة المدنية سوف تفرقع بمجرد لمسة أوخرشة إشتعال الفتيل. وقد تكون هذه الخدشة والخرشة بسبب تلك المجاهدات الثورية النارية بحمل الأسلحة النارية. هذه المجاهدات النارية بدأت منذ وقوع طامة الإنقاذ وحملت الأحزاب السلاح الناري وتركته لدواعي الإتفاقيات التي أبرمت والتحول الديموقراطي المنشود والحريات العامة التي أهدرت وسلبت. الخلل الذي حدث في الكثير من الإتفاقيات كإتفاقية أبوجا،والقاهرة، والدوحة وإتفاقية أديس أبابا نافع أمبيكي عقار جعلتهم يحملون السلاح مرة ثانية النيل الأزرق وج كردفان مع حركات دارفور التي لم تتوقف أصلا عن الحرب والمناوشات فدخلت الجبهة الثورية في خط النار والتي إنضم إليها جبهات عريضة أخرى كمؤتمر البجا وحركة كوش والجبهة العريضة والحركة الشعبية الشمالية سوف تخرش الكبريت ويشتعل العويش والربيع الناري الثوري السوداني الذي إقترب.