كنت قد دونت و نوهت كثيرا لهذا بين طيات مقالات عدة وحشوت أحيانا سطر سطرين عن هذه المظهرية الفجة في مواضيع مختلفة لادخل فيها ولاعلاقة لها البتة بها لما واصل عليه ووصل إليه الحال في كل الفعال. فقد صارت المظهرية الصورية هي أساس كل عملية.فالمظهرية ستقودنا إلى أسوأ حال وسوء المنقلب والمآل. والعملية التي أقصدها هاهنا هي ويا للهول ! هي كل الحياة السودانية وفي كل مشارب ومناحي وطرق وسبل وأساليب هذه الحياة، الحياة الدنيا والآخرة. إنتفى جوهرها ولمع وبرق مظهرها. فالنبدأ بإسم الله بالأخيرة أي بالآخرة، عالم الغيب والشهادة لاإله إلاانت سبحانك إني كنت من الظالمين، هذا قول نبي الله يونس في جوف الحوت فأنجاه ربه. فالنعترف جميعاً بظلمنا ،على الأقل لأنفسنا، حتى ينجينا رب العزة والشهادة والحق العدل الرحيم.صرنا مظهريين حتى في علاقتنا بالخالق. فقد صار الشعب السوداني مظهرياً بعد إنقاذه. بل إن كلمة (إنقاذ) نفسها التي أتت بها هذه الحكومة كانت خراب ودمار وتهميش وتهشيم لكل مكونات الأمة خلقاً وأخلاقاً ودينا ومؤسسات. وبدت المظهرية الدينية تتفشى في الظاهر ويزيد خواء الماعون الأخلاقي الديني وبدلا من أن تكون التقوى في القلب نجد الإهتمام الأساسي صاربعكسها كلاماً وشعارات وملابس وسبح وحجبات.تهشمت الفطرة الدينية السليمة ومكارم الأخلاق التي بها الإسلام جاء تحولت لحزم مكاره أفعلية شوفونية رعناء وتكفيرية وتطاول وسباب للآخرين والعبادات أضحت طلاءاً وزخرفاً ومظهرا وذقون وملابس وخطباً وإستعراض. ولأنه تنكبت بهم سبل الرشد والهداية و الرشاد وضاع منهم طريق الحق والعدل المبين يستعاض عنه بالشوفونية البغيضة والجهر بالإعلام ورمي الإنحراف على الآخر وينسون معنى قول الحق تعالى (إنا هديناه النجدين إما شاكرا أو كفورا) (ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر) فتطغى المظهرية القشرية على المشهد الديني بين البشرفتسب الآخر حتى يقال عنك يا سلام إنه رجل مؤمن. دائماً خليك نائم وجهك ناضر وملائم إسترخى أمسك في يدك السبحة أذكر ربك ساجد راقد قايم أو حايم وأنظر حولك مبتسما أعمل فيها متدين وحازم فالإنقاذ تظهر وتورق على رمم الآخرين يموت مشروعها المسمى إسلامي حضاري فتعوضه بالجعجعة عن الشريعة. فكأن شريعة الخالق مجرد لوحات تعلق وقوانين حمورابية فقط تقرأ وتسجل في الأضابيرومجموعة من حدود عقابية للتأديب وتعلن بالميكرفونات والإذاعة والتلفزيون. يا إلهي يا من خلقت الجن والإنسان ليعبد دون عنت أو تكبد أو تلون أوتذاكي إن شعبي من هؤلاء صار محتاراً وساهي كل يوم يسمع الإفك ويقشعر من التفشخر والتباهي تاه في متاهات حروب وتزلف إنزلاقات المعارضة بالتراجع والتردد والتباكي وابتلاءات الأوامر وفتاوي السلطان الفقهية الظرفية بالزواجروالنواهي لاتلبس البنطال لاتلعب الكونكان لاتعزف الموسيقى لا تسمع الأنغام ولاتفتح التلفاز لا تصلي الظهر هنا فهذا مسجد السلطان فهي إطلالات حبيبة للشيطان بغيضة للسلطان . فكل الأمر لله صائر فتحيروتغيروتبدل فليس للممنوع حد وللزواجرأول أو آخر. فاليذاكر تاني يبدأ التلقين والحفظ والترديد من أول. هلل كبر وبصوت عالي أصرخ فهي نضال وللهجة صوتك بدل منذ83م نسمع بالمعيدي خير من أن تراه تدهور الدين فصار شكلياً بحتا وتضعضع الإسلام حتى صار لبسا وقوانين وتكبيل للحرية وكأنهم لايعلمون إن الأديان في الأساس أنزلت لتحرير الناس من عبادة وتقديس البشرإلى عبادة رب الناس إلى يوم الناس.فهو حكم وعبادة بين العبد والرب لابين العبد والعبد مهما إدعى أحدهم السيادة والقوة فهي لله جميعا. وفي الحياة اليومية أصبحت العملية منظر وترك الجوهر.أنظر فقط للشكل الخارجي وأثر المنظر ولاداعي للشهادات والعلم وما داخل المخبر.فإن لم تملك مقومات هذا المظهر البراق أبحث عن الواسطة فهي حسبك لشغل المنصب حتى ولو وزيراً أومستشارا كبيرا لاتستشار لدى رئاسة الجمهورية. فالحياة السودانية العملية مظاهر ومناظر صارت هي العملية الجوهرية الطاغية على كل ماعداها.هناك أمثلة كثيرة لاحصر لها ومنذ الكذبة المظهرية الأولى فتحولت الخدمة المدنية والعسكرية فتات مظاهر شوفونية، فالإنقلاب الشمولي يجعل الباطل حقاً والظلم عدلا نعم المظهر مهم لكنه ليس كل شيء فهو مظهر ليس إلا.