مقدمه: المقال الخامس من سبع مقالات تضع الرؤيه المنطقيه لسلوك وسياسات والي ولايه البحر الاحمر د. محمد طاهر ايلا في ولايته الاولي والثانيه مسنوده بشواهد ملموسه من واقع ممارساته وافعاله فالمقالات السبع تتمحور حول مقولته الشهيره عندما جاء واليا معينا حيث قال لخاصته ( لو استطعت تنفيذ برنامجي فلا يبقي لي الا العلم) وهنا ساله احد الحاضرين ماذا يعني بالعلم فقال (رئيس جمهوريه). فهل كان ايلا يخطط ويعمل منذ يومه الاول قي الولايه لينصب نفسه رئيسا لدوله الشرق الوليده او دوله البحر الاحمرعلي اقل تقدير وهل كانت سياساته وسلوكه في الحكم تمهيدا للارضيه لهذا الهدف لحين انتظار الفرصه المواتيه لذلك وهل كان ايلا يتوقع ويتحسب لانهيار الدوله والياتها او زوال حكم الانقاذ لما يعرف الرجل من اسرار لمفاصل الدوله وتنافس الانداد من الحاكمين وما نتج عنها من مجموعات متنافسه اضعفت المؤسسات الحاكمه وكرست الولاء للافراد والقبائل اضف لذلك المهددات الخارجيه المتسارعه والحاله الامنيه الداخليه المزمنه والتي ادت لتاكل الاقتصاد فالرجل له خبراته التراكميه في الحكم والوزاره والتي به يدرك الكيفيه التي يحكم بها السودان. فالي مضابط الترتيبات والسياسات التي قام بها ايلا في طريقه الي الجمهوريه . استثماره للاعلام المتعارف عليه والمعمول به في ابراز الانجازات والاعمال الحكوميه هو الاعلان عن هذه الانجازات سواء كانت ملموسه كانشاء المرافق العامه والخدمات او كانت غير محسوسه كسن القوانين والنظم واللوائح المنظمه او تبني بعض الموجهات التي تساعد في حل بعض الاشكالات الاجتماعيه والاقتصاديه التي تفرضها الظروف والمتغيرات المتجدده. ويتخذ الاعلان عن الانجازات الحكوميه ايا كانت طرق واساليب شتي منها قنوات الاتصال الحكوميه والخاصه كالاذاعه والتلفزيون والصحف السياره واللافتات والافتتاحات والتي عاده تتم عن طريق قيادات مركزيه لزياده الجرعه الاعلاميه وحيث ان انجازات واعمال الحكومات في تجدد وتنوع مستمر لمقابلتها لمتطلبات متجدد ومتنوعه مستمره من مجتمعاتها وهذا ديدن الحكومات فهي دواليك. فكل انجاز ياخذ حيزه من الاعلان في حينه بالقنوات وبالطريقه التي يريدها القائمين عليه وفقا لاهميته ونوعه ولان انجازات الحكومات شان عام ينتفع بها المجتمع برمته فقليل من الاعلان عنها يعم الجميع وينداح بسرعه حيث تبقي ماده في المجالس والتجمعات في حينها وحيث ان انجازات الحكومات لا تنسب لشخص او مجموعه افراد بل لمؤسسات ذو نظام متسلسل ومترابط ومتداخل بادواره المختلفه والمكمله لبعضها البعض ينتفي الاهتمام الشخصي بالاعلان عنها وياخذ منحني مؤسسي . والغرض من الاعلان عن انجازات واعمال الحكومات هو الاشهاروالتوثيق والتعريف والاستفاده منها وابراز دور الحكومات الايجابي في مجتمعاتها ومثال لذلك سد مروي الذي اخذ حظه من الاعلان في حينه . الا ان الاعلان عن انجازات ولايه البحر الاحمر اخذ ماخذ الدعايه والتسويق بدلا عن الاعلان والسؤال هو لماذا ؟ هذا ما سوف نجيب عليه ولكن بعد ان نبرهن علي ذلك . تتبع الشركات التجاريه اسلوب الدعايه والتسويق لمنتجاتها بغرض بقائها في السوق فتعمل عبرها علي ترسيخ جوده منتج او خدمه وتوفرها في الاسواق وكل ذلك لا يجدي نفعا ان لم تكن الدعايه والتسويق باستمرار غير منقطع لذا فان الشركات التجاريه تستثمر اموال طائله في ذلك عبر القنوات المرئيه والمقروءه والمسموعه واللافتات والمسابقات ورعايه بعض الانشطه الرياضيه والخيريه والاجتماعيه وعبر كثير من الابتكارات . والنظريات التجاريه الحديثه تقول ادفع نصف ارباحك في الدعايه والتسويق لتظل في السوق وتحمي نفسك من المنافسه التي يمكن ان تطيح بك خارجا من السوق وهذا ما تفعله شركه كوكا كولا كمثال وكل الشركات العالميه والمحليه كل علي شاكلتها وكل علي قدر ايمانها بهذه النظريه . اما الهدف من الدعايه والتسويق للشركات التجاريه فهو هدف بقاء او موت فهو كالماء للشجره ولانه هدف يتطلب مالا وجهدا يخطط له ويبني بناءا استراتيجيا مبرمج يقاس ويقيم عائده مقارنه بالمنفق عليه بنسبه في اطار زمني محدد . فاركان الدعايه والتسويق تشمل الاستمراريه والطرق علي المستهلك والاستثمار في ذلك ووجود هدف محدد وواضح لبلوغه من كل ذلك. ان اركان الدعايه والتسويق تنطبق تماما علي ما تفعله ولايه البحر الاحمر في عكس انجازاتها فالولايه تستثمر اموالا وتخصص جزءا من ميزانيتها في تمويل حملات الدعايه والتسويق لانجازاتها واعمالها وبصوره رتيبه ومستمره عبر كل قنوات الاتصال الجماهيري المتعرف عليه والمبتكر فمافتئت تتبني زيارات الوفود الرئاسيه والمركزيه المتكرره ومالها من تبعات ماليه جسيمه وزيارات الاتحادات والتكوينات الفئويه المحفزه بالتسهيلات ولا تزال الولايه تحتضن المؤتمرات والملتقيات ولايزال سيل الصحفين يترا من كل حدب علي الولايه بدعوات كامله الدسم وكل ذلك بطلب ودفع وتحفيز من الاراده السياسيه للولايه وهذا كله يتم في اطار الدعايه والتسويق لما يتم من انجاز عبر خطط توضع مسبقا ويتم تنفيذها بكادر فني متاح له ميزانيه وهكذا تضمن الولايه ان لا يري كل ذوشان مستهدف قادم الي الولايه ما خطط له ان يري من خلال برنامج مغلق ومكثف ورقابه لصيقه فاذا فالمرئي والمسموع كله مشرق وجميل وكذا منطوقهم يكون عند رجوعهم فشهادتي لما علمت ورايت . ان هذا تخطي لما هو اعلان واعلام لما هو انجاز حكومي عام يحسب لحكومه الولايه واخذ منحي الدعايه والتسويق والتي يتبعها هدف واضح ومحدد فاذا اخذنا في الاعتبار حقيقه ان اراده الولايه متمثله تخطيطا وتنفيذا في شخص ايلا وهوواقع ليحتاج الي اثبات فيا تري ما هو هدف الرجل من ذلك وهو يبذل فيه جهدا ومالا باستمرار. هدف الرجل من ذلك هو الغطاء لما يخطط له وما يفرضه تخطيطه من افعال وسلوك وهو يرتقي السلم نحو هدفه فهذه الصور التي يرسمها لنفسه كرجل اعجاز من خلال التسويق والدعايه تبعد عنه كثيرا من النقد والانتقاد لقراراته وممارساته في الحزب والسلطه كما ان استثماره اموالا بصوره مستمره في التسويق والدعايه جعل قنوات الاتصال الجماهيري المفترض ان تكون متاحه للمجتمع حكرا له ولا تريد تلك القنوات بانتقاده او ابراز رؤي مختلفه ان تغضبه فان وجد المنبر شخص ليفصح عن رايه او ينتقد ايلا ادرك ان الماكينه الاعلاميه التي يديرها بالجزره تقف له بالمرصاد .