*نزار جاف ترحيب وزارة الخارجية الاميركية بنقل الوجبة السادسة من سكان "أشرف" الى مخيم "ليبرتي", وإعلان زعيمة المقاومة الايرانية السيدة رجوي عن استعداد نحو 680 من سكان "أشرف" وعلى نفقتهم الخاصة مع مسلتزماتهم كافة, يكاد أن يضع الرتوش الاخيرة على لوحة الحل السلمي لقضية "أشرف" ويحسم الامور بمختلف خطوطها. النظام الايراني الذي ادى دورا أكثر من قذر منذ بداية تنفيذ بنود مذكرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية "أشرف" وحاول دائما اختلاق المشكلات وخلق منغصات وأزمات من شأنها أن تنسف العملية برمتها وتعيد الامور الى المربع الاول, رغم أن المقاومة الايرانية وسكان "أشرف" و"ليبرتي" أنفسهم ارتفعت أصواتهم تحذر من تدخلات النظام الايراني ومساعيه الخبيثة التي تهدف الى تجيير الامور كلها لصالح أهدافه وأجندته المشبوهة, لكن المجتمع الدولي ولاسيما الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة الاميركية لم يأخذا تلك التحذيرات كما كان يجب, وانما كانوا يتركون دائما فسحة مناسبة لكي يسرح ويمرح فيها هذا النظام كما يشاء, وهو أمر سوف يسلط الاضواء عليه مستقبلا وستكون وصمة عار في جبين الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة خصوصا. قضية معسكر "أشرف", وذلك الدور الخبيث والقذر الذي اداه ويؤديه النظام الايراني من أجل خلق حالة من العداء والكراهية من جانب الشعب العراقي لسكان "أشرف" بخاصة ومنظمة "مجاهدي خلق" بعامة, كان ولايزال من الاهداف الستراتيجية التي خطط لها النظام الايراني, خصوصا عندما تيقن إستحالة تمكنه من النيل من المنظمة والقضاء عليها, ولذلك فلم يكن أمامه من خيار سوى تشويه صورة المنظمة ونسج كومة من الاكاذيب المختلفة بصددها وبث ذلك بين اوساط العراقيين عبر طرقه واساليبه بالغة الخبث, ولابد من التذكير هنا بأن نظام الدجل والتدليس وتزوير الحقائق في إيران, ليس مثل هذا الامر بجديد او طارئ عليه, وانما هو من صلب أعماله, ومن يرى ما فعل هذا النظام البدعة من تزوير وتحريف واختلاق في خطاب الرئيس المصري الذي ألقاه في مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران, يؤكد ذلك للعالم كله الماهية والمعدن الرديء لهذا النظام, وكيف أنه لا يتوانى عن فعل وارتكاب أي شيء لبلوغ أهدافه, ومن هنا, فمن المهم جدا معرفة ما فعله ويفعله النظام بحق منظمة "مجاهدي خلق" التي عارضت منذ الاساس نظام ولاية الفقيه الاستبدادية الطائفية القمعية, وتصدت لها بكل السبل والوسائل الممكنة, ودفعت في سبيل موقفها هذا الكثير الكثير, وهو أمر يعرفه القاصي قبل الداني, وان إدراج منظمة "مجاهدي خلق" ضمن لائحة الارهاب قد خطط له النظام الايراني بمنتهى الخبث حيث انه كان يدرك بأن الولاياتالمتحدة الاميركية ستصطدم في النهاية بالنظام العراقي السابق, وستقوم بإسقاط النظام مهما كلف الامر, ولذلك رصدت كل إمكانياتها ومحاولاتها من أجل خداع وإيهام إدارة الرئيس الاسبق بيل كلينتون بإدراج المنظمة ضمن قائمة الارهاب في عام 1997, حيث كانت ذروة الحصار المختلف الجوانب المضروب على العراق, وقد ضرب النظام الايراني أكثر من هدف بحجر واحد وهيأت هذه المؤامرة المشبوهة للمستقبل القريب ومختلف احتمالاته, بل وان الدور الذي اداه نظام الملالي في جمع وتسويق المعلومات المفبركة والمختلقة التي كان يجمعها عيون له من داخل العراق وكانت ترسل للأميركيين بعد أن تمر بمعامل ومختبرات الكذب والدجل والتدليس والتحريف في طهران, وعندما شنت الولاياتالمتحدة الاميركية هجومها العسكري الكبير واسقطت النظام السابق, كان المستفيد الاكبر من تلك العملية"ولايزال"النظام الايراني, ومنذ البدايات طفق نظام الملالي يعد العدة للقضاء على معسكر "أشرف", وبعد أن فشل هجمومه العسكري الكبير عندما ادخل قوات الحرس الثوري بملابس كردية ومدنية لإيهام العراقيين وتكبد خسائر فادحة من جانب مقاتلي منظمة "مجاهدي خلق" في مناطق كفري وكلار وقورتو وغيرها, بدأ ببث الاكاذيب والروايات المختلقة بخصوص أن القتلى من أفراد حرسه الثوري المتخفين تحت ملابس كردية ومدنية عراقية, كانوا كردا عراقيين من أهالي الجنوب, وللأسف فقد انطلت هذه الكذبة على عدد كبير من الناس الذين لم ينتبهوا حتى الان الى أن نظام الملالي قد أدخل المئات من الحافلات الفارغة من المناطق الحدودية في خانقين على أمل أن تعود لطهران وفي داخلها سكان "أشرف" كأسرى, لكنها"أي الشاحنات", عادت بجثث أفراد الحرس الثوري الذين سقطوا قتلى بيد مقاتلي منظمة "مجاهدي خلق". اليوم, والعالم كله يتابع الفصول الاخيرة من المسرحية السخيفة والسمجة التي أعدها النظام الايراني وأخرجتها إدارة الرئيس الاسبق كلينتون بإدراج منظمة "مجاهدي خلق" ضمن قائمة المنظمات الارهابية, يستميت النظام الايراني من أجل الحيلولة دون ذلك, بل وان الالاعيب والمخططات الخبيثة المختلفة التي يمارسها ضد سكان "أشرف" و"ليبرتي" من أجل عرقلة عملية نقل سكان "أشرف" الى مخيم "ليبرتي" وممارسة ضغوط كبيرة جدا على الحكومة العراقية"الهزيلة"لنوري المالكي, لتنفيد مراميها بهذا الصدد, وان السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية عندما تعلن استعداد نحو 680, من سكان "أشرف" وهم يشكلون آخر وجبة من السكان للانتقال الى مخيم "ليبرتي" وعلى نفقتهم الخاصة ونقل كل ممتلكاتهم وحاجياتهم معهم, فإنها تريد أن تسد الطرق والمنافذ والابواب بوجه دسائس ومكائد وفتن نظام الدجل والتدليس في إيران, ومن المهم جدا أن تنتبه المنظمة الدولية لهذا الامر وقبلها على الولاياتالمتحدة الاميركية أن تأخذ ولو لمرة واحدة هكذا مبادرة إيجابية وعملية لزعيمة المقاومة الايرانية وتفعلها على أرض الواقع من أجل ألا يكون هناك من مجال لخباثة النظام الايراني, ويقينا ان مسألة إخراج منظمة "مجاهدي خلق" من قائمة المنظمات الارهابية في الولاياتالمتحدة الاميركية باتت قريبة وقريبة جدا, وهو في الحقيقة تصحيح خطأ فادح وغبي اقترفته إدارة الرئيس كلينتون بحق ليس المنظمة فقط وانما بحق نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية, وان الذي ينتظره العالم كله ولاسيما اولئك الذين يدعمون ويساندون الشعب الايراني من أجل نيل حريته, هو أن تبادر الادارة الاميركية الى إدراج النظام الذي يقوم بصناعة وتعليب الارهاب وتصديره الى مختلف نقاط العالم, وان إخراج المنظمة من قائمة الارهاب لا يكفي أبدا من دون وضع المستحق الحقيقي في ذلك المكان, وليس هناك في العالم كله جديرا بقائمة الارهاب والجريمة كما هو الحال مع نظام ولاية الفقيه في إيران!