اشرف رمز لا مكان ، وعلى وفق هذا المفهوم فان اغلاق ابواب هذا الرمز في حيز الاستحالة من الناحية الاعتبارية، وهو ما يستهدفه النظام الحاكم في طهران ، وفي ظنه انه بالاغلاق المادي لابواب مخيم اشرف ، ونقل ساكنيه الى مكان اخر سيتم له ذلك والانتقال الى مخيم ليبرتي ، والمناسبة هنا هي اتمام انتقال الوجبة السابعه ، بعد اللتي واللتيا والممارسات القمعية الحكومية التي شهدناها وصمت المراقبين الدوليين عليها ، انما يعني ولوج مرحلة جديدة من مراحل ترسيخ الرمز الاشرفي ، قلب صفحة جديدة مضافة من صفحات انتشار دعوة المعارضة الايرانية المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق ، الى الخلاص من نظام الفاشست الجدد في طهران ، ونظامهم الاستبدادي القمعي ، بين شعوب ايران في الداخل والخارج ، فالمظلومية الواضحة التي يعاني منها الاشرفيون من حكومة بغداد ، رضوخا لاملاءات طهران ، مظلومية نضالية ، ستعطي عكس ما يتوخاه حكام طهران منها ، حيث سيحضى الرمز الاشرفي بالمزيد من الترسخ في نفوس ابناء الشعب الايراني ، ومناصريه ، وسيحضى هذا الرمز بالمزيد من التعاطف مع من كانوا واقفين على الحياد ليفهموا الا حياد في تقرير المصير ، والمزيد من الاقتراب والانتماء والتشارك في تحمل الاعباء النضالية التي تفرضها المرحله ، على وفق مبدا ان ارتفاع حدة التحديات يعني بيقين وكتحصيل حاصل ارتفاع وتضاعف قوة الاستجابة لها ، على وفق قانون التحدي والاستجابة ، وجدل الحكم والسلطة القمعية والشعب الثائر ، الى ذلك فان كل ما قامت به حكومة المالكي من ضغوط واجراءات تعسفيه ومجازر في مسلسل تعاملها مع الاشرفيين منذ ان تولت مسؤولية حمايتهم خلفا للاميركان عام 2009 ، وقلبتها الى معركة دموية معهم ، وحتى لحظة دخول اخر اشرفي في الوجبة السابعة الى مخيم ليبرتي ،كانت عملية دعائية اعلامية عالمية صبت وتصب حاضرا ومستقبلا في صالح الاشرفيين ومنظمة مجاهدي خلق ، وهي عملية مردودها لو يعلمون عظيم ، على ارتفاع الثمن والمعاناة الصعبة التي واجهها الاشرفيون من شراسة ولا انسانية وغيظ وحقد العناصر التي سلطتها عليهم حكومة المالكي واغلبهم ان لم يكن كلهم من المخترقين العاملين في الاجهزة الامنية الايرانية او لصالحها . الى ذلك فان انتقال الاشرفيين من اشرف الى ليبرتي ، على رغم انه معتقل ، صمم ليقيد حركتهم ويشل فعاليتهم ، الا انه لم يلغ رمزيتهم ، واضافة الى ذلك فان الاشرفيين واجهوا في اشرف نفس التحديات منذ عام 2009 وتمرنوا وتغلبوا عليها ، فقد جرى تحويل اشرف ايضا الى معتقل ، لا يختلف عن ليبرتي ، فماذا تغير؟؟ وسنرى في الايام المقبلة انواعا من التحديات التي سيفرضها عملاء ايران على الاشرفيين ، لكننا في المقابل سنرى الوانا من الاستجابات الملهمة في سجال الاشرفيين النضالي . اما في مرحلة توطين الاشرفيين في بلدان ثالثه ، فان ابسط ما يمكن قوله ، هو ان ذلك يعني توسيع رقعة الشرر النضالي لمنظمة مجاهدي خلق بدلا من تفكيكها كما يرغبون ويظنون انهم فاعلون ؟؟ فيالخيبة الذين يقمعون شعوبهم ويالبؤس الذين يمالئونهم ويتحركون على منهاجهم وينسجون على منوالهم ويركعون لهم ، لان مصيرهم واحد ، ومعروف مصير من يتخندق ضد شعبه ، ومعروف مصير العملاء والخونة . *كاتب عراقي