كلام اناس *الصحافة التي تهتم ضمن ما تهتم بنشر الاخبار والتعبير عن هموم المواطنين والمشاكل التي تواجههم تحولت هي ذاتها الى مادة للاخبار واصبحت هماً يضاف الى الهموم العامة التي نعلم انها متداخلة ومرتبطة ببعضها برباط لا ينفصم. *لسنا هنا بصدد الحديث عن حال الصحافة الذي اصبح كالحال العام لايحتاج الى كثير كلام ولكننا مضطرون للحديث عن بعض همومها التي هي ايضا جزءا من الهموم العامة لانها لصيقة الصلة بقضايا الحريات الضرورية للاستقرار والسلام الاجتماعي والبناء الاقتصادي والعافية السياسية وبسط العدل والتنمية المتوازنة. *اسست العبقرية السودانية المرتكزة على تراث اصيل من القيم والموروثات الدينية والاجتماعية والاخلاقية قواعد راسخة للسلوك التضامني الذي يجمع بين كل مكونات الامة بلا عصبية نتنة في مواجهة الظروف العصيبة والتحديات الماثلة. *الوسط الصحفي شهد نموذجا فريدا لهذا التضامن المهني والاخلاقي حقق بعض اهدافه في حماية الصحف والصحفيين وتعزيز الحريات نسبياً قبل ان تحدث الردة السياسية والقانونية التي تنامت عقب انفصال الجنوب الذي هو ثمرة من ثمرات الردة السياسية والقانوية عن انفاذ استحقاقات نيفاشا لتأمين السلام وتعزيز الحريات وبناء التحول الديمقراطي. *صحيح هناك صحف عجزت عن مواصلة مشوارها لاسباب اقتصادية وادارية لكن يعلم القاصي والداني ان بعض الصحف حوصرت وخنقت اقتصاديا مع سبق الاصرار والترصد الى ان اضطر الناشرين لبيعها ، وبعضها تعثر في الصدور حتى بعد البيع ، لكننا نتحدث هنا عن تلك الصحف التي اغلقت من عل. *للتذكير نورد هنا اجراس الحرية وراي الشعب والميدان والتيار ويعلم الجميع بمن فيهم من اتخذوا قرار الاغلاق او التجميد او الملاحقة ان هذه القرارات والاجراءات لاتخلو من شبهه سياسية ، وكأن الهدف هواغلاق كل منافذ الرأي السياسي الاخر بغض النظر عن هوية هذا الرأي. *نقول هذا بمناسبة اليوم التضامني الذي ينظمه الصحفيون نهار غد السبت تتويجا لحملة التوقيعات التي جمعت مطالبة بالغاء قرار تعليق صدور الزميلة التيار ، ولمناصرة المتضامنين لوقف ملاحقة الميدان ومنعها من الصدور ، ولوقف الاجراءات الادارية الاسشتثنائية التي تلاحق الصحف بعد الطبع لايماننا بان الحرية لا تتجزأ ، ولاقتناعنا بان تكميم الافواه والتضييق على الصحفيين والصحف لن يخدم للوطن ولا ل (الوطني) قضية وانه لا يمكن حجب ضوء الحقيقة التي بدونها لا يسلم الوطن ولا تحل للمواطنين قضية. *اننا نؤكد تضامننا المهني والاخلاقي لتعزيز الحريات خاصة حرية التعبير والنشر ولتنقية الأجواء السياسية والصحفية والاعلامية للخروج من دوامة الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي تهدد وحدة بلادنا وأمنها واستقرارها ومستقبلها. *ختاماً نقول لاولي الامر في الحكومة : ارفعوا ايديكم عن رئة الشعب (الصحافة) فلاتوجد قوة قادرة على حجب ضوء الحقيقة لأن فضاءات الله واسعة.