القاهرة التي كنّا تخلّينا عنها يوما بإسم (المقاطعة) ولم تعُد لنا إلى ان عُدنا لها، هى ذاتها اليوم بكرام القوم، بخيارهم (وشرارهم إن جاز التعبير) .. القاهرة فيها اليوم أنقرة بأوغلو التركي وطهران بالصالحي الإيراني، وفيها دمشق بالإبراهيمي الجزائري وقد وصلها دبلوماسيا لاهثا خائبا، وكان قد جاءها قبلهم من واشنطن (إبن الحسين/باراك أوباما) سندبادا بحريا، ليخاطب العالم الإسلامي بميكروفونات القاهرة (عاصمة المليون مئذنة) .. القاهرة اليوم في حيرة من أمرها، بكرفتّة أفنديّة وطربوش البشوات؟ أو ببُرد الحُجى، لحية الدراويش وجُبّة الأزهري؟ أين المفرّ وأين المصير والقوم بالقاهرة بكل أطيافه وطوائفه.؟!
وخيرما فعلتها قاهرة العرب بجوار بنغازي الليبي، أنها لم تشحن الشارع المصري بالجماهير الغاضبة (على الفلم المسيئ للرسول صلى الله عليهم وسلم) لهدم السفارات وقتل السفراء، كما فعلتها صنعاء وتونس، والسودان وباكستان ودمشق، ثم وأخيرا (ولن تكن آخرا) طرابلس بشمال لبنان، وعواصم أخرى قد تكون متأهبة لجمعة الحريق: (إحرقوا السفارات وأقتلوا السفراء.!)
شعرتُ وكأن الأرض إبتعلتني والقاهرة تنشغل في مثل هذا الوقت بفبركة تجميل أنف برلماني سابق بعد النجاة من فبركة الفلم.! القاهرة نريدها قوية في وجه أعداء لايفهمون الا لغة القوة، إن قوى غيبية تُشغل عواصمنا ببعضها يوما قبل يوم، وعلى حسابها ودماء أبنائها يقوى العدو يوما بعد يوم .. تكذب القاهرة إن أدّعت أنها تنجح لوحدها.! وكذلك تكذب دمشق وطهران وأنقرة إذا إعتقدت أنها جاءت للقاهرة لإبراز قوة فردية ونفود سيادي، هذا المثلث الثالوثي إيران تركيا ومصر بغياب السعودية، لن تمتد لهم يد من السماء لتساعد سوريا، إن لم تنضمّ الأيادي كلها، وبينها اليد السوري الدموي بكل أطرافها إلى اليد العليا الواحدة بالقاهرة.
لا أدري ما الذي يمنعنا من وحدة القوة وقوة الوحدة..! القاهرةوأنقرة وطهران كل منها عاصمة ثمانين مليون مسلم، إن وقفت تلك العواصم الثلاث وقفة 240 مليون مسلم، مع مليار وخمسمئة مليون مسلم من العالم في وجه 14 مليون يهودي: 7 مليون منهم في أمريكا، 5 ملايين في آسيا، 2 مليون في أوروبا، ومئة ألف في أفريقيا، وما لم تُعدُّ بأصابع اليد الواحدة من الصهاينة في إسرائيل ..!
يعني نحن لليهود بمئة مسلم لكل يهودي.! والناتج: اليهود هم الأقوى، وسيبقون الأقوى باكثر من 100 مرة من جميع المسلمين في العالم.! فماذا تعمل القاهرة بمليون مئذنة (الله أكبر؟)، والعواصم العربية بمئتي مليون مقاتل؟، وشوارع العواصم الإسلامية بالهتافات والمظاهرات المليونية الأخيرة بالفلم المسيئ لذات الرسول الكريم أرواحنا فداه.؟!
و"مستريهودي" قد يرد على هؤلاء المتظاهرين: أفيكم ألبرت أينشتاين وهو يهودي؟ وسيجموند فرويد وهو يهودي؟ وبنيامين روبين مخترع التطعيم وهو يهودي؟ وجوناس مخترع لقاح شلل الأطفال؟ وجيرترود Elion مخترع دواء سرطان الدم؟ وباروخ بلومبرغ مخترع التطعيم لإلتهاب الكبد B ومرض الزهري (الأمراض المنقولة جنسيا)؟ وايلي متشنيكوف الحائز على جائزة نوبل في الأمراض المعدية؟ وغريغوري بينكوس مخترعة أول حبوب منع الحمل عن طريق الفم؟ ثم ويليم كولف مكتشف آلة غسيل الكلى.؟
ويواصل (المستر يهودي) تساؤلاته: كم بين 1.7 ملياركم بجوائز نوبل؟ ونحن 14 مليون يهودي بيننا 180 بجوائز نوبل.! وماذا إخترعتم من عواصم مظاهراتكم العلنية لمنافسة عواصمنا المخملية الصامتة الخفية؟ فقد إخترع ستانلي Mezor أول رقاقة معالجة الدقيقة! وليو سزيلارد أول مفاعل نووي متسلسل! وبيتر شولتزأول كابل الألياف البصرية! وتشارلز أدلر أول إشارات المرور! وبينو شتراوس أول الفولاذ المقاوم للصدأ! وإسادور Kisee أول أفلام سليمة! واميل برلينرأول ميكروفون الهاتف! وجينسبيرغ تشارلز اول شريط فيديو مسجل.!
ويواصل (المستر يهودي): ومن هو مشاهيركم لو رفعنا من القائمة هذه الأسماء اليهودية: رالف لورين (بولو) ليفيس ستراوس (جينز ليفي)؟ وهوارد شولتز؟ وستاربوك؟ وسيرجي برين (غوغل)؟ ومايكل Dell كمبيوتر)؟ ولاري اليسون (اوراكل)؟ و دونا كاران (DKNY)؟ وايرف روبنز (Baskins وروبنز)؟ وبيل روزنبرج (دانكن دونتس)..!
و من لديكم من أكاديميين وسياسيين مخضرمين، ولدينا ريتشارد ليفين رئيس جامعة ييل يهودي؟ وهنري كيسنجر (وزير الخارجية الأمريكية الأسبق) يهودي؟ وآلان جرينسبان (رئيس الاتحادية المصرفية في عهد ريغان)، وبوش الأب والإبن و كلينتون يهوديون.! .. وجوزيف ليبرمان عضو مجلس الشيوخ يهودي! ومادلين أولبرايت (وزيرة الخارجية السابقة) يهودية! ومكسيم ليتفينوف (وزير خارجية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابقة)، وديفيد مارشال (SG أول رئيس وزرائها)، واسحق ايزاك (الحاكم العام لاستراليا)، و خورخي سامبايو (رئيس البرتغال) كلهم يهود..!
وماذا لديكم من قنوات وفضائيات؟ لو قلنا ان ولف بليتزر (CNN)، باربرا والترز (ايه بي سي نيوز)، يوجين ماير (واشنطن بوست)، هنري جرونوالد (محرر ورئيس مجلة تايم)، كاثرين غراهام (ناشرة الواشنطن بوست)، جوزيف Lelyyeld (رئيس التحرير التنفيذي لنيويورك تايمز)، وماكس فرانكل (نيويورك تايمز)، كلها قنوات وشخصيات وأجهزة إعلامية يهودية.؟ .. بل وان جورج سوروس، وهو يهودي المعاصر الذي تبرع حتى الآن 4 مليارات دولار لإعلاميات اليهودية وجامعاتها حول العالم، وبنى المكتبات لليهود حول العالم بتبرعات تجاوزت 2 مليار دولار أمريكي؟!
بل أولا تعلمون: ان هوليوود نفسها مؤسسة يهودية أسسها يهودي؟!!
وعن دورة الألعاب الأولمبية: مارك الفائز ب7 ميداليات ذهبية يهودي.! ويني كرايزلبورغ الذهبي الاولمبي بثلاث مدياليات متتالية يهودي.! وكرايزلبورغ وبوريس بيكر (تنس) يهودي..!
والمسلمون الذين قاربوا 1.7 مليار على كوكب الأرض: مليار في آسيا، و400 مليون بأفريقيا، و44 مليون في أوروبا، 10 ملايين في الأميركيتين: يعني نيف وربع الكون مسلمون.! يعني مقابل كل كائن بشري على وجه الأرض هناك 5 مسلمون، يقابل كل هندوسي 2 مسلم، وكل بوذي 2مسلم، وكل يهودي 100 مسلم..!
سؤال إفتراضي: إذن لماذا اليهود دائما أقوياء وهم قطرة في البحر، والمسلمون ضعفاء وهم السواد الأعظم من العالم.؟ والجواب حقيقي مش إفتراضي: (لكثرة الشوشرة والإستعراض الضجيج في الأضواء من جانب، وكثرة التعليم والتنفيذ الدقيق في الخفاء من الجانب الآخر.!)
وعليه، فلنعُد للقاهرة لأنها المعلم وستبقى المنجم .. القاهرة لا تحيلوها إلى التقاعد ولاتتهموها بشين الشيخوخة وجيم (الجُبن والجبر) .. بل ودرّبوها وروّضوها على شين (الشجاعة والشفافية) .. شعوب اليوم تُفضّل الهواء الطلق على الغرف المغلقة .. فلتكن إجتماعات اليد الواحدة الموحدة بمليار وسبعمائة مسلم في الهواء الطلق، لا في غرف مغلقة ينتظرون داخلها شروق الشمس وقد حان الغروب خارجها.!