الأربعاء, 17 أكتوبر 2012 12:42 بسم الله الرحمن الرحيم جرت العادة لدي بني وطني ألا يكرموا شخصاً مهما حظي من مقام الا بعد أن يواري الثري لكن كسر هذا التقليد التاريخي في الادبيات السودانية مما زادني وجداً علي وجدي , وانا أري في ذلك تكريم لأعظم نساء بلادي الائي ولدتهن ولاية كردفان من رحم المعاناة , وانا اتحدث عنهن بكل فخر وأعزاز ليس من قبيل الجهوية بأعتبار انني ابنة الولاية , ولكنهن استطعن ان يسطرن اسمائهن بأحرف من نور في ملحمة تاريخية يوم الاثنين 15/10/2012 م في احتفالية ضخمة أقيمت في قاعة الصداقة بمناسبة جائزة نساء الريف السابعة علي شرف اليوم العالمي للمرأة الريفية ما هو معلوم بالضرورة ان الامة عندما تكرم بنوها الذين قاموا ببناء وجه من وجوه حياتها تكون في الاصل قد كرمت نفسها , وأحتفت بتاريخها وصنعت المثل في الأرتقاء المعنوي والحضاري هذا هو ملمح من ملامح الارادة السودانية للمرأة الكردفانية ويكفي أن نأخذ من ضوء المواقف المترامية علي مر تاريخ المرأة الكردفانية ونضلاتها التي لا تخفي علي احد الا مكابر يريد طمس الحقيقة الماثلة نأخذ شمعة واحدة تشير في زهو الي عبقرية الارادة الكامنة في هذه الامة الكردفانية الفاضلة . المعروف عن جزيرة المغنطيس انها تجزب السفن وتحيلها لألواح خشبية أي تسلبها المسامير , والمرأة الكردفانية جزيرة مغنطيس تسلبك القدرة علي مقاومة الاحساس العميق بها والحب المؤكد لها . القاريء الكريم أقبل علينا بوجدان المعرفة وعندما تقترب من سوحنا أغمض اجفانك لتبصر أعمق هذا ميخائيل نعيمة أبرز شعراء المهجر يؤكد أهمية غض الطرف حتي نلم بتفاصيل المشهد اذا السماء يوماً تلبدت بالغيوم أغمض جفونك تبصر خلف الغيوم النجوم في هذه الرقعة الجغرافية المزدانة بالخضرة الشامخة كجبالها , الصامدة صمود التبلدي , المعطا , كهشابها , المتجددة دوماً عطاء وتضحية , مثل ارضها اتحدث اليوم عن المرأة في ولاية كردفان في هذه الاحتفالية الضخمة والتي كانت حظوة المرأة في ولاية شمال كردفان أكثر عدد من الجوائز كأكثر ولاية تحصد أعلي جوائز منذ تأسيس هذه الجائزة بواسطة الاتحاد العام للمرأة السودانية يخيل الي ان طرق الدنيا تصبح متاهة واشاراتها تؤدي الي غير الطريق عندما نعلم ان هؤلاء النسوة لم تكن بينهن واحدة قدر لها أن تنال تعليم كافي اللهم الا السنوات الاولي لأثنين منهن في المرحلة الابتدائية فقط. صمود نساء كردفان ليس بالشيء الجديد عليهن فهن يستمدن هذا التحدي من اشجار التبلدي الصابرة الصامدة الشامخة الناظرة الي السماء دوماً والتي لا تهزها الاعاصير تخيلوا ولاية كاملة منذ 50 عاماً لم يقدر لها ان تنال حظها من التنمية الكافية أسوة ببقية الولايات وذلك لعدم عدالة المركز وأستأثاره بخيراتها وتوجيهها الي ولايات اخري هذه الولاية التي تعتبر حرفتي الرعي والزراعة من اولويات الحرف فيها اذ يعتمد عليها السكان في معيشتهم والتي لا توجد بها اليات زراعية محاريت او غيرها بالقدر الكافي وأن وجدت ارتفاع اسعارها يجعل المواطنون يفضلون استعمال الالة التقليدية ( الحشاشة ) ومع هذا العناء والالم والتعب والزمهرير يأتيين نسا ء كردفان في مقدمة الفائزات بجائزة المرأة الريفية ويوشحن بوسام رئاسة الجهورية ويحصدن الميداليات الزهبية والفضية والبرونزية تخيلوا معي صاحبة الجائزة الاولي وتدعي ام جقر ابراهيم أحمد محلية ود بندة قرية عشراية وهي حامل في شهرها الثامن أتت الي الخرطوم قاطعة مسافات طويلة حتي توشح وتعطي وسام الانجاز من رئاسة الجمهورية وهي لم تأخز تعليماً بالمرة ولكنه التعليم الرباني والالهام الالهي الذي أهلها لتتبؤ هذه الدرجة الرفيعة كان مشروعها عبارة عن مزرعة مختلطة أي زراعة ورعي هذا بلأضافة الي اسهامها بأدخال كهرباء لكل القرية من عائد مشروعها ومساهمتها في تبني عدد من أيتام القرية في لمحة انسانية نادرة في هذا الزمن الاغبر معطية درساً مؤلماً في معني الايثار متمثلة بقوله تعالي : ( ويؤثرون علي أنفسهم ولو بهم خصاصة ) الا يحق لنا ان نصنع لها تمثالاً وكانت كل الجوائز من ولاية شمال كردفان من مختلف المحليات بدأ من الجائزة الاولي و الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والعاشرة أي ست جوائز لولاية واحدة . وتألمت كثيراً عندما سألت ام جقر صاحبة الجائزة الاولي ما هي امنيتك القادمة قالت بكل بساطة عاوزين تركتر او محرات يا استاذة عشان الحشاشة متعبة لنا ونحن نحصد حوالي 10 مخمسات حينها شعرت بأن خنجرأ مسموماُ غرس في صدري اين ولاة الولايات من هذا الحديث الا يستحقون فعلا سحب الثقة بل رميهم في مزبلة ثلة المهملات تباً لهم من ولاة لهم أعين لا ينظرون بها وازان لا يسمعون بها والتحية والأعزاز لنساء بلادي واخص المرأة السودانية ويكفينا شرفاُ ابنة من بنات كردفان وداد المحبوب التي اكتشفت الحياة في كوكب المريخ تجلس الان في وكالة ناسا الفضائية بالولاياتالمتحدةالامريكية ويكفيناً شرفاً الدكتورة امال التني ابنة كردفان وهي تترأس مفوضية حقوق الانسان في السودان. وانا ارسلها دعوة لكل كردفاني غيور ان يجعل من هذا الانجاز قلادة في صدره ويدعم التنمية ومنظمات المرأة من أجل امرأة مبدعة ومبتكرة دون معاناة او الم اخلاص صلاح وداعة الله (اخلاص قرنق )