ان استطلاعا للرأى يمكن ان تجرية اى منظمة عالمية بشفافية فى كل بقاع العالم عموما و بين المسلمين خصوصا قد يثير رعب التحالف الاقليمى الاوروبى العسكرى (الناتو) ذلك ان فزاعة انتاج قنبلة نووية فى بلاد مسلمة لا يمكن ادراجه تحت بند خطير اسلاميا او حتى عالميا فالتجربة الباكستانية النووية تعد انجازا بالرغم اعادة التوازن للمنطقة بتسليح الهند نوويا و المثير للجدل انه لا يوجد فارق كبير فى الاهداف (التى يمكن للكونغرس الامريكى ان يهرول بادراجها على لائحته بانها ارهابية) بين التوجه العام للدولتين الباكستانية و الايرانية فدولة باكستان ومنذ الثمانينيات لديها توجه عام يجنح للتطرف الدينى و قد ظهر ذلك جليا فى تعاون الاستخبارات الباكستانية فى ايواء بن لادن و القاعدة عموما بحكم القبلية و حمايتها وقد يدعم هذا التوجه للتطرف الدينى للدولة مساعدة الاستخبارات الباكستانية فى اغتيال بناظير بوتو بعد عودتها من افغانستان لاجراء مباحثات تتعلق بالتعاون بين الدولتين لمحاربة التطرف الدينى المتمثل بتنظيم القاعدة و الطريف فى الامر ان ذلك لم يسهم اطلاقا فى ادراج باكستان على لائحة الدول الارهابية او الراعية للارهاب !!و قد يثير ذلك التساؤل القائم لماذا تعتقد اسرائيل ان التهديد الامنى الاستراتيجى لها هو ايرانى فى حين ان وجود تنظيم القاعدة بالقرب من القنبلة النووية الباكستانية اشد خطرا و فتكا و حسما للقضية الفلسطينية من ايران , و لعل الاجابة البديهية باعتبار ان اسرائيل خارج منظومة الجوار الاقليمى مع باكستان تكاد تكون ساذجة و غير كافية لان الرؤؤس النووية يمكنها ان تعبر القارات اذا وجدت التوجيه السياسى المقنن للهدف فهتلر تعقب اليهود فى كل دول اوروبا تقريبا دون ان يحول ذلك البعد الجغرافى عن تحقيق غايته الدموية او الحد منها , كما وان اعتبار التهديدات السياسية الايرانية بانها قادرة على اعادة ترتيب المنطقة بهدف ازالة دولة اسرائيل يمكن ادراجها تحت بند سذاجة سياسية لرؤساء الدولة الايرانية فاسرئيل ليست قضية ايرانية على الاطلاق بل قضية سياسية استيطانية محضة ذات عباءة دينية اما اذا تم ادراجها كقضية اسلامية فهى قضية تخص حوالى ثلاثة مليار نسمة مسلمة حول العالم اى اكثر من ثلث العالم تقريبا اما اذا تم ادراجها تحت بند التهديد بالجوار فالاغلبية و الصراع السنى الشيعى اكثر خطورة و تهديدا من اسرائيل كما هو واضح من شراء دولة قطر و الامارات لمنظومة دفاع صاروخية كاملة و تسليح سعودى لمواجهة ما يعرف بالمد الشيعى فى المنظقة اى صراع عربى مسلم مسلم و يعتبر السنه عموما تحت حماية اسرائيلية بالوكالة عن الحماية الامريكية لمصالحها فى المنطقة فتلاقى الاهداف الامنية السنية الاسرائلية فى الشرق الاوسط عموما كفيلا باعادة دفة الايدولوجيا الايرانية عن تدمير اسرائيل الى تامين حدودها و برنامجها النووى فالعالم الاسلامى عموما لا يمانع التسلح النووى الايرانى لانه يهتم بالصراع الاسلامى المسيحى العالمى ككل ووجود تسلح نووى مسلم يعزز من القصور التظيمى العسكرى الاتحادى بين الدول الاسلامية الكبرى كاندونيسيا و ماليزيا و الشمال و الغرب المسلم لافريقيا ضد الاتحاد العسكرى الموحد لاوروبا (الناتو) يجد استحسانا عالميا مسلما اى يجد استحسان لاكثر من ثلث العالم باستثناء السنه فى منطقة الشرق الاوسط فقط و يعتبر انوذج دولة جنوب افريقيا لمناهضة الاحتلال الاستيطانى الهولند نموذجا جيدا لحل القضية الفلسطينية اذا ما ارادت اسرائيل ان تضع حدا للصراع الاسلامى اليهودى كما و ان حل الدولتين لن يكون مخرجا بقدر ايجاد وطن موحد للمسلمين و اليهود كاقليات عرقية ذات حدود و عاصمة مشتركة موحدة , بيد ان الصراع الحقيقى الشرق اوسطى هو تكالب دول السنة لضرب ايران بذراع اسرائيلية لانهاء طموحها النووى و المد الشيعى , و تكمن الخطورة الحقيقية فى البرنامج النووى الايرانى فى انه فى حال تم توجيه ضربة عسكرية للمفاعلات المعروفة كمفاعل قم فان ايران قد تسهم فى نشر المعرفة المتعلقة بانتاج القنبلة النووية كرد فعل شديد الاحتمال حيث ان الاهتمام الاسرائيلى بضرب ايران يتعلق اغلبه بانهاء المعرفة المتعلقة بانتاج القنبلة النووية و ضرب و اغتيال العلماء عموما اما الاهتمام السنى المسلم ينصب فى الصراع الدينى السنى الشيعى كما وان التشجيع السنى الشرق اوسطى بضرب المصالح الايرانية السودانية المشتركة فى السودان تكاد تكون مبادرة جديرة بالاهتمام ذلك ان الاستنكار السودانى الداخلى عموما ينصب على فتح مجال ضغط دولى جديد على كاهل الشعب و ليس استنكار تسليح المقاومة الفلسطينية ذلك ان المقاومة المسلحة الفلسطينية حماس المدرجة على اللائحة الدولية للارهاب تجد دعما ضمنيا اسلاميا باعتبارها حق مشروع كرد فعل اسلامى متمرحل لاتفاقية بلفور و لا يعتبر اغلب المسلمون عموما ان منظمة حماس ارهابية بل يعتبرونها ذات حق مشروع فى الكفاح المسلح للاستيطان الى حين تغيير تلك المنظمة لطريقة مقاومتها او اهدافها او تذعن اسرائيل (الليكود بيتنا) الى السلم و التفاوض ووضع حد للصراع و لا يعتبر اغلب المسلمون ان احداث 11 سبتمبر ارهاب بقدر اعتبارها نتيجة حتمية لدعم التطرف الدينى و تسليحه فالقاعدة قضية غير منتهية اكثر منها ارهاب او تطرف .