كل يوم يمر يثبت أن منظمة الأممالمتحدة تحتاج إلى إصلاحات عاجلة أو أن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب. والشرارة التي ستنطلق منها الحرب معروفة وموجودة جغرافيا وهي الصراع المتوقع في مضيق هرمز، وسياسيا هي الرغبة الأمريكية في تقليم أظافر إيران النووية. العناد الأمريكي الإسرائيلي يرفض تماما بروز إيران قوة نووية إسلامية، يكفي عندهم أن باكستان دخلت النادي النووي بحجة التهديد الهندي لها كما أنها كانت دولة حليفة لأمريكا ضد الاتحاد السوفيتي (الغابر) في تلك الأيام وبغرض منع الدب الروسي من الوصول للمياه الدافئة كما كانت تردد الصحافة الغربية سمح الناتو بالقنبلة الباكستانية ودعمت السي آي إيه (الجهاد الأفغاني) طلقة طلقة ودانة دانة، ولكن لو كانت هذه القنبلة الباكستانية بعد الحادي عشر من سبتمبر لما سمحت الناتو بها ولأرسلت إسرائيل سربا من الطائرات لتدميرها كما فعلت ذلك مع العراق. الأممالمتحدة منظمة كسيحة ومكسورة الجناح في التعامل مع هذه الحالات، ذات الفشل الذي ظل يلاحق (عصبة الأمم) قبل الحرب العالمية الثانية؛ ولذلك قصة الفيتو والعضوية الدائمة في مجلس الأمن إما أن يأتي عليها ربيع أممي أو تنفجر الحرب. المخطط الأمريكي واضح جدا بإثارة القلق (السني العربي) من القنبلة (الشيعية الفارسية) وإلزام العرب بالتحالف مع الناتو وإسرائيل. وللأسف جزء من هذه المخاوف موجود في أرض الواقع ولكن لم يمنحنا العالم الغربي فرصة لطرح هذه الأسئلة في أجواء عقلانية: هل إيران خطر متخيل أم حقيقي؟ هل قوتها هي قوة لكل العالم الإسلامي أم أنها ستخدم مذهبها الشيعي وحده وربما تنقض على الوجود السني؟ هل تريد إسرائيل ذبح الخليج على أرض إيرانية؟ ثم تتوجه للدول الأخرى؟ هل يجوز شرعا أن تتفق دول عربية مسلمة مع إسرائيل ضد إيران؟ المشكلة ليست في الخوف والرعب والشكوك التي تبعثها هذه الأسئلة ولكن المشكلة أنها أسئلة بلا إجابات حاليا! الأسئلة تزداد تعقيدا عندما تتنزل الأمور على أرض الواقع! ومثال ذلك: نحن في السودان عندما دارت الحرب فجأة في هجليج وأعلنت يوغندا أنها ستقف وراء دولة الجنوب. وألمحت أمريكا إلى إمكان تقديم أسلحة ثقيلة ومضادات طائرات لدولة الجنوب، ما هي الدولة الوحيدة التي تصدت وكشرت عن أنيابها العسكرية للدفاع عن السودان؟ إنها إيران! هل يجوز بعد ذلك المشاركة في أي عمل ضدها؟ العالم يلعب مع إيران عسكريا ولكنه في الحقيقة يلعب بالنار، والحديث عن التهديد النووي الإيراني أشبه بذر الرماد على العيون في وجود التهديد النووي الإسرائيلي، أمريكا الآن، ليست بالقدر الذي يخيف إيران وهي تنسق معها في أفغانستان والعراق، وتقتسم (الكيكة) ثم تدير وجها آخر للعرب والسنة تتحدث فيه عن الخطر الإيراني، هذا الخطر الذي تتحالف معه في أفغانستان والعراق. الفشل يا سادتي، فشل دولي في وجود منظمة أممية فيها تمثيل عادل للشعوب وطرح منصف للقضايا، وهذا ما سيجر علينا الحرب لا محالة.