سيناريو: عادل حسون جامعة الدول العربية. المقر الدائم. القاهرة بتاريخ....... بتوقيت............ - الأمين العام للجامعة: بعد السلام والتحية، هذا الاجتماع يعقد بطلب من جمهورية مصر العربية ودولة فلسطين حول الموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة. بدايةً أرجو التأكيد على ثلاثة قضايا، باب الحديث مفتوح لمن يريد إبراء ذمته التاريخية ولكن بالوضوح التام والصراحة المنطقية عند النقاش حول هذا البند المطروح على اجتماعكم ورجاءً، الخوض في ذلك بدون أية شعارات هلامية أو نفخة كذابة. ثانياً، أؤكد وطاقمي ومن خلفيتي العلمية أن للجامعة دورٌ هام في المعركة القانونية قدام هيئة الأممالمتحدة لنحصل لفلسطين على موقع عضو مراقب بالجمعية العمومية للمنظمة الدولية وعضو قانوني في الأسرة الدولية. وأخيراً آملُ أن تتفقوا على عقد قمة طارئة للزعماء العرب حول المخاطر التي تحدق بالأمة والعالم العربيين وإلاّ عليّ الطلاق لأسبلكم القاعة وأروح بيتنا. - جمهورية مصر العربية: شكرا على تلبيتكم الدعوة، نحن في مصر لسنا في كامل قوتنا لاتخاذ قرارات إستراتيجية ضد المغامرات الرعناء التي يقوم بها شريكنا في السلام في منطقة الشرق الأوسط دولة إسرائيل. فنحن بعد ثورة يناير المجيدة ما زلنا بعد في حالة من عدم الاستقرار السياسي، لا نملك دستورا دائماً وحاكماً، لا نملك سلطة تشريعية مكتملة، نعاني من خطر اقتصادي ملحٌ، ومجتمعنا يمتز على عدة مستويات أمنية واجتماعية ويكفي ما تشاهدونه من قلق مدوي في سيناء نؤكد على قدرة القوات المسلحة المصرية على حسمه في وقت قريب. ونحن والحالة هذه، ليس بوسعنا اتخاذ قرار سلبي تجاه معاهدة السلام المصرية- الإسرائيلية بالإلغاء بدون إقرار مثل هذا الخيار عبر البرلمان المنتخب مثلاً، أو بدون إجراء استفتاء شعبي نزيه في أمره، وقد أجيزت المعاهدة باستفتاء قانوني يحوز الشرعية كما تعلمون. وعلى كلٍّ نحن في سبيلنا حتماً وبالتفاهم مع الراعي الأمريكي أن نعّدل الترتيبات الأمنية للمعاهدة. وأخيراً في شأن معاهدة السلام، نحن ندعو الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة والدول العظمى في العالم إلى الوقوف أمام ضمائرهم للحظة واحدة عن الجزء الخاص في المعاهدة الذي يتحدث عن خطوات الحكم الذاتي وتقرير المصير للفلسطينيين وهم الشعب الوحيد الذي لا يزال محتلاً في هذا العالم الذي نسعى دأباً لصيانته بالحقوق الإنسانية وتحقيق السلام والأمن الدوليين بما في ذلك إلزام جميع الدول المتحضرة التخلص من الأسلحة المحرمة دولياً بخاصة السلاح النووي وخصوصاً في هذه المنطقة من المسكونة. وإلى ذلك الحين نطمئنكم بأننا لن نتأخر أبداً عن مّد وعون الأشقاء الفلسطينيين بكل المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا العربية والدفاع عنهم وعن قضيتهم العادلة إلا أن يحصلوا على أمنهم وحريتهم ودولتهم المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، إنشاء الله. - دولة فلسطين: نحيكم على سرعة استجابتكم لاستغاثتنا بكم. نحن في السلطة الوطنية الفلسطينية نشير عليكم بحاجتنا الماسة لدعامات مادية تمنع انهيار تماسك مجتمعنا في الضفة الغربية وقطاع غزة في وجه كل أشكال العدوان اللا إنساني على قوت الناس وأرزاقهم وبطبيعة الحال على حياتهم وحرياتهم. فهذا العدو المحتل لأراضينا يحاصر محافظاتنا الجنوبية في القطاع منذ سنوات، وفي بقية أرجاء الوطن منذ سنين، وحتى لا نتوجه لنعلن دولتنا من تحت القبة الدولية وبشهادة أعضاء المجتمع الدولي، يهددنا باحتجاز المعونات الأوروبية والغربية وتدفقات أموال الضرائب وغيرها من استحقاقات سيادية لدولتنا المعترف بها عرفاً من العالم الحر المحب للسلام وحق الشعوب في العيش بكرامة إنسانية. ونناشدكم تفعيل كافة الأسلحة العربية، الدبلوماسية والسياسية والمالية والشعبية والقانونية والحربية، في معركتنا الوجودية إلى أن ننتصر فيها بعد سبعين عاماً من النضال الفلسطيني والعربي. وفي الوقت الذي نعلن فيه دعمنا لكافة أبناءنا الذين يحملون السلاح صداً للعدوان والإجرام الإسرائيلي، نؤكد لكل العالم استعدادنا التفاوض والحوار السلمي مع الجانب الآخر على أساس مقررات الشرعية الدولية كافة حال ما جنح العدو للسلم ولكن بما لا يهدر أياً من حقوقنا التاريخية بما في ذلك القدس أورشليم وحق العودة للمهجرين منذ النكبة وحتى النكسة وإلى يومنا هذا. وأخيراً نلتمس من حضرتكم سرعة إبلاغ عواصمكم بحاجتنا المستعجلة لدعم من مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة عبر اجتماع طارئ يعقد قبل توجهنا لنيويورك لمبنى المنظومة الدولية. - المملكة العربية السعودية: واللهِ نحن نشعر بأسى عميق من كل الجرائم التي ترتكب على جيراننا وأهلنا وبني ديانتنا في هذا العالم. ونشعر بالأسف من وجهين، أولاً لأننا عرضنا على الإسرائيليين منذ أكثر من عقد من الزمان اتفاقاً مشرفاً للسلام وقوبل عرضنا الجاد هذا بالاستهزاء المرضي والطفولة السياسية من قبلهم. وثانياً لأننا دعونا منذ أكثر من عامين الرئيس أبو مازن والإخوان أبو الوليد خالد مشعل وأبو العبد إسماعيل هنية، إلى مكةالمكرمة، وعند بيت الله المعمور، لنصلح بينهم ولكننا خُذلنا من استمرار الانقسام الفلسطيني على مدى الأيام وما تبعه من خذلان على مستوى القضية الفلسطينية والأراضي المباركة حولها، وهي كما تعلمون القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية، وما رتبه ذلك من هزائم أخرى على مستوى أدوارنا التي يلزمنا بذلها وأساس منع ذلك وحدة الفلسطينيين بعدم وضع الفصائل الفلسطينية لنفسها تحت رغبات وأهواء أنظمة ودول ربما حتى من خارج الأقاليم العربية. ونحن لعلمكم لن نتأخر في وقف إمدادات البترول العربي عن الغرب وأمريكا إذا واصلوا في نصرتهم للظلم الصهيوني على العرب في فلسطين ولبنان وسوريا، ولن نتأثر اقتصادياً لأننا غادرنا محطة الاعتماد على عائدات النفط الخام منذ أمد بعيد، حيث ولله الحمد ولرسوله الأمين الصلاة والسلام، أقمنا قواعدنا الصناعية والبشرية المؤهلة لمواصلة خدمتنا لضيوف الرحمن ولاستمرار رفاه شعبنا. كما أننا بمقدورنا بيع نفطنا في السوق العالمية الأخرى شرقاً وكذلك عالم الجنوب النامي. ولكننا نرهن ذلك الخيار، استخدام سلاح النفط في الصراع العربي- الإسرائيلي مرةً أخرى، بأمرين، الأول، توحيد الفلسطينيين لصفهم الوطني تحت إدارة سياسية موحدة. والآخر توجهنا بمساعدة العرب ودول عدم الانحياز والعالم الإسلامي الذي نعمل وسطه بجهد منذ عقود، لنصلح مجلس الأمن الدولي بإدخال عضوية دائمة جديدة وتحديداً دولة واحدة من كل قارة. ونؤكد على أهلية المملكة العربية السعودية تبوئ هذا المقعد عن آسيا بالتفاهم والإقناع والدخول في تفاوض إستراتيجي مع كل من الهند وإندونيسيا وإيران للتنازل لنا عن هذا المقعد. ونأمل أن ينجح أشقاؤنا في مصر من نيل مقعد إفريقيا بالتنسيق أو التوافق مع جنوب إفريقيا ونيجيريا أو أي دولة تأنس في نفسها الكفاءة والأمانة والمصداقية المتطلبة لمن يحوز حق النقض الفيتو للتنازل لها عن هذا المقعد من إفريقيا. وغايتنا من ذلك أيها الإخوة، تحقيق قدر من التوازن العالمي يدرأ عن المؤمنين العدوان والظلم الذيّن حرمهما الله جل جلاله على نفسه. ونؤكد لأهلنا المستضعفين، ليس في غزة وحدها، بل في كل مكان من العالم العربي والمسلمين في كل نواحي الدنيا، أننا لن نخذلهم وسنقف إلى جوارهم بالأساليب والطرق التي تحددها هيئاتنا ومجالسنا الرسمية والشرعية. واللهُ ينصر من ينصره وقد سبق وأملى علينا أن مكره لشديد وأن كيده لمتين. - الجمهورية العربية السورية: (غياب عن الجلسة) وعللت المصادر الدبلوماسية المطلعة من داخل الجامعة العربية الغياب السوري لتجميد المجلس الوزاري للجامعة لعضوية هذه الدولة ولتوقفها هي من تلقاء نفسها عن الحضور استهانة ببيت العرب. ويذكر أن العالم في طريقه للانقسام في التعامل مع الجهة التي تمثل السوريين بعدما بدأت بعض الدول الغربية، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، وبعض منظماته الإقليمية، مجلس التعاون الخليجي، الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري المعارض ممثلاً شرعياً ووحيداً للدولة السورية في مقابل الدولة الموجودة بالفعل التي تحوز عضوية سورية في الجامعة العربية، وهي التي يمثلها الآن النظام الرسمي في دمشق. - دولة قطر: شرعنا بالفعل لا بالقول في جهود عملية لإنقاذ الوضع الكارثة في قطاع غزة. ونؤكد على إدانتنا الشديدة لما يجري من جرائم سبق وحذرنا دولة الاحتلال من التوغل فيها. ونأمل أن نمضي بجدية للتفاكر حول ترتيب أوضاع المنطقة بالتحالف مع الدول التي وصلها الأذى الإسرائيلي ونتحدث هنا عن تركيا وإيران، وبالتواصل الأعمق مع اللاعبين الآخرين في العالم ونقصد الصين الشعبية وروسيا الاتحادية. نحن نسعى لإعادة النظر في أوضاع دول المواجهة مع إسرائيل بما يخدم القضية الفلسطينية وحدها لا غيرها، وبحيث لا نخسر أي جهد عربي من هذه الدول في هذا المجال الذي نرى بأن له أولوية أيضاً. ونؤيد طلب فلسطين عقد قمة عربية طارئة للقادة العرب على أن تعقد في قطاع غزة تحت القصف الإسرائيلي، ولنر كيف سيقصفون قيادات 22 دولة عربية، وإن فعلوا، فليأذنوا بحربٍ من أكثر من 300 مليون عربي لا تبقي ولا تذر. نحن أكثر من شجعنا على السلام ولكن سلام القوة والعدل وليس سلام الاستسلام والظلم، وسنعّبر عن ذلك بمقترحات عملية في المراحل المقبلة. ونجدد دعمنا اللا محدود، والذي قدمناه بالعمل لا بالحديث فقط، لإخوتنا في غزة وكافة الأراضي الفلسطينية والشعوب العربية المغلوب على أمرها. - المملكة الأردنية الهاشمية: باشرنا اتصالات حثيثة مع عواصم مختلفة للجم هذا العدو الإسرائيلي المجرم ولن نقف عندها بل في جعبتنا الكثير. لدينا مسئوليات تاريخية تجاه الأشقاء الفلسطينيين والأراضي المقدسة توجب علينا أكثر مما يعتقد البعض. ونحن لدينا أيضاً التزامات دولية تجاه إسرائيل بموجب معاهدة السلام معها. ولكن كلا الالتزامين لن يمنعانا أن نختار منطقة الحق والعدل، المكان الذي يقف عليه أخواننا في فلسطين وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في هذه الأيام. نحن في الأردن لا نؤمن بمقولة الزعيم العربي الخالد جمال عبد الناصر التي دعا فيها إلى إلقاء إسرائيل إلى عرض البحر، لأننا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى أعطى وبارك هذه الأرض لبني إبراهيم ولم يستثن منهم أحداً. ولذلك المملكة الهاشمية تؤكد على حق الإسرائيليين في الوجود على هذه الأرض المقدسة ولكن وفقاً لقرارات الشرعية الدولية وليس شرعية القوة والابتزاز. وبهذه المناسبة، نكشف لكم عن أوراقنا السرية، فنحن نؤيد في المرحلة الأولى إعلان دولة فلسطين المعترف بها دولياً من الأممالمتحدة، دولة متصلة غير مجزأة تحظى بالسيادة الكاملة غير المنقوصة على أراضيها وضمن ذلك مطار دولي في غزة وميناء عالمي على بحر غزة تحت إدارة الشرعية الفلسطينية المنتخبة من الداخل الفلسطيني والشتات. في المرحلة الثانية وربما لن تكون الأخيرة، ندعم هذه الدولة للحصول على بقية أراضيها التي منحها للعرب، قرار التقسيم الدولي الصادر من مجلس الأمن الدولي في 1947م، واعتبار القدس الشريف، منطقة محايدة تجاه الأديان وتسمو على الدساتير والقوانين السارية في الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، وتحتكم فقط لمبادئ العدالة والإنصاف والوجدان السليم حتى وإن وكّل ذلك الحكم وتلك المهمة للأمم المتحدة. - الجمهورية العربية اليمنية: ندين جرائم دولة الاحتلال الصهيوني على غزة. ونثبّت إعجابنا بالقدرة الجهادية لحركات المقاومة الفلسطينية ونجاحهم في إطلاق الصواريخ في عملية حجارة السجيل التي ترميها الطير الأبابيل وقد قلبت توازن القوى لأول مرة منذ 1973م إذ هددت العدو وأرعبته تماماً براً وبحراً. ونقترح على الإخوة العرب مّد المجاهدين بصواريخ ستيغنر المحمولة أمريكية الصنع وصواريخ سام 3 وسام 7 روسية الصنع للتصدي لطائرات العدو وأسر الطيارين الغزاة لنستبدل بهم الأسرى الفلسطينيين في زنازين الاحتلال. ونعلن عن فتح مخازن ذخيرتنا كأول الداعمين لتنفيذ هذا الاقتراح. ونطالب الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية الموريتانية الإسلامية ودولة قطر طرد السفراء الصهاينة المدنسين لعواصمنا العربية وقطع كافة أشكال الاتصال مع العدو فضلاً عن إلغاء اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة. - جمهورية السودان: نطلب من الإخوة العرب وقف كافة أشكال التطبيع. ونؤكد على الموقف العربي في قمة الخرطوم 1967م أن لا اعتراف ولا تفاوض ولا سلام مع الكيان اليهودي الصهيوني. وندعو دول المواجهة الدخول في عمليات حربية ضد هذا العدو الصهيوني وفتح الحدود لكتائب المجاهدين وسنمدها بكتائب الدبّابين من السودان لنحارب هؤلاء الصهاينة الملاعين الذين يقاتلونا من وراء الجدر. ونطلب أيضاً من كافة العواصم العربية طرد السفراء الأمريكان والغربيين وكل من يؤيد الكيان الإسرائيلي اللقيط خارج هذه العواصم. ونطالب الأشقاء العرب بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ضد اليهود والصهيونية العالمية. - دولة الكويت: نثني على كل ما جاء في مداولة المملكة العربية السعودية ونؤكد لكم أن رأينا من رأيها. - المملكة المغربية: نحن بصفتنا رئيساً للجنة القدس ندعو الدول العربية دعم المؤسسات العربية في القدس الشريف لمواجهة التطهير الديني في المدينة المقدسة. ونطلب من المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربية وضع منهج تربية وتعليم عن القدس وأهميتها الروحية والعقائدية للعرب والمسلمين ليدّرس للناشئة في دولنا العربية لإعداد أجيال قادمة تتسلح بمعرفة القضية وطبيعتها فتغدو مستعدة لتحرير المسجد الأقصى من الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الإجرامية حيال هذه الحرمات المقدسة. - لبنان: نرقب ونشاهد ونكتفي بالتعجب ونحتفظ لأنفسنا بحق الدهشة إذ نجلس على كف عفريت ولا تعليق لدينا حلو هذه الحالة التي نُخترق أثناءها في سيادتنا وأمننا من ِقبل بعض الجيران العرب ومن ِقبل بعض الأشقاء المسلمين في الإقليم وكذلك من العدو الأساس إسرائيل وسط صمت مريب في العلاقات الدولية وتجاهل معيب عربياً وإقليمياً ودولياً. ونقترح توثيق وإعداد ملفات ومحاضر أحوال بكل هذه الجرائم السياسية التي وقعت في لبنان وفي غزة وفي أي دولة عربية تضررت من الإجرام الإسرائيلي والإجرام الإقليمي توطئة لتقديمها لمؤسسات العدالة الدولية لإجراء المحاكمات العادلة لهؤلاء المجرمين والإرهابيين. - الجمهورية الجزائرية الديمقراطية: لدينا اهتمام قديم بسير المعارك العسكرية بين العرب وإسرائيل ودعمنا طوال المسيرة دول الطوق العربية بالإمدادات والمعدات الحربية ولكننا اليوم ندعمها بالأفكار التي نرى أنها ضرورة لتوازن الرعب مع العدو الإسرائيلي. نقترح عمل ثلاثة مواقع قيادة للأركان للجيوش العربية الموحدة، الأولى في سوريا بعد انتهاء الحرب الأهلية في هذا البلد الشقيق والمهم في الصراع الإسرائيلي مع الدول العربية، والثانية عندنا في الجزائر والثالثة في اليمن، ولا يخفى عليكم الحكمة من توزيع هذه القيادات على طول هذه المسارح العملياتية. هذه القيادات المشتركة ستنشئ كليات لإعداد القادة الذين بدورهم سينتخبون محاربيهم من الجيوش العربية المشتركة. إعداد القادة فالجنود سيكون عبر منهج متكافئ عن اثنوغرافيا وطبوغرافيا وديموغرافيا منطقة فلسطين التاريخية، يؤهلهم لخوض أية معركة مع هذا العدو أو أي حليف له حال هددت فلسطين أو أية دولة من دول المواجهة العربية. هذه القوات العربية بعدتها العلمية العالية وبكفاءتها القتالية ستوفر لها أقوى عدة وعتاد حربيين حتى وإن فاقت هذه القوة قوة جيوش الدول العربية فرادى أو مجتمعة وتترقب الأوامر من قيادتها العربية الموحدة. - الجمهورية التونسية: نحن من الدول المحبة للسلام ونقّدر الثورة الفلسطينية وتضحياتها وقد استضفنا منظمة التحرير بعد خروجها من لبنان ونجدد دعمنا للمنظمة والسلطة والثورة في فلسطين، وحقيقة نحس بالألم لما يحدث لهم من عدوان وإرهاب، ونأمل أن نتعظ جميعاً من ما يجري من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. لكن يا إخواننا يجب أن نتحدث بالصراحة الكافية، فأغلب أوطاننا العربية لا تزال منقسمة على ذاتها وبعيدة تماماً عن دولة سيادة القانون والحكم الديمقراطي السليم، الكفيلين بعدم سرقة مواردنا من القلة الفاسدة وعدم إهدار طاقاتنا في صراعات سياسية غير متكافئة ولا تمت للشرائع السماوية والقيم الإنسانية. أنظروا إلى جيراننا مصر وليبيا والسودان، حروب أهلية ودول داخل الدول واضطرابات أمنية. أنظروا إلى الشام وما يجري في سورية من داهية كبرى وفتنة عظيمة المستفيد الأوحد منها بالنتيجة عدونا المشترك الذي فقد توازنه بربيعنا العربي العظيم. لبنان أيضاً قلقة ويحكمها القرار الدولي 1701 وليس توافق أبناءها على حكم نيابي سليم في وقت الأيدي فيه على الزند والرصاص قد ينطلق بين الأشقاء في الوطن في أي حين. أنظروا إلى العراق واليمن، أنظروا إلى الصومال وما أدراك ما الصومال. نحن يا سادتي لن نتقدم خطوة في صف صفوفنا لمواجهة التحديات المتوالدة من هذا العدو ومن غيره بدون أن نعود إلى تحكيم النظم الديمقراطية وحق الشعوب في حكم أنفسهم بأنفسهم تحت رقابة وسيادة حكم القانون وليس حكم الجهة أو القبيلة أو الحزب أو التيار أو العائلة أو الفكر، وتحت سيادة القوة ومن منطق الاستبداد. إذا وصلنا لتلك المرحلة ونأمل أن تكون قريبة تعالوا لنقعد ونجتمع لنبحث كيفية مواجهة عدونا، أما دون ذلك فنحن أعداء أنفسنا قبل أن يعادينا عدونا، وفي ذلك خسارة للمعركة حتى قبل أن نخوضها. * الأجندة السرية عبارة أغضبت الرئيس الشهيد أنور السادات في آخر خطاب له أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى بتاريخ 5 سبتمبر 1981م- مذاع على غرفته بمكتبة الإسكندرية http/ SadatBibolex.com- حيث نسبها إلى إمام مسجد القائد إبراهيم بمدينة الإسكندرية الشيخ أحمد المحلاوي، المحسوب على جماعة الجهاد الإسلامية. وذكر الرئيس السادات الشيخ المحلاوي في خطابه في موضعين الأول أبان فيه استنكاره كون شيخ أزهري ومعمم وحاصل على الشهادة العالمية يخطب في المصلين كذباً عليه بأنه وقّع على بنود سرية في اتفاقيات كامب ديفيد. والآخر حين ذكر أن من يؤيد الشيخ خريج الجامع الأزهر، المحلاوي، دون أن يسميه ويعتقد أنه يقصد دول من الخليج العربي أو إيران أو كليهما، يقولون له قل ما تقوله وسنبقيك على منبرك، الأمر الذي أوضح السادات استحالته إذ يقبع المحلاوي في السجن زي الكلب على حد وصفه، وهي العبارة التي تذرع بها أحد قتلة السادات في أقواله في تحقيقات النيابة العسكرية كون من دوافعه لتنفيذ الجريمة هو ذلك الوصف الذي خلعه الرئيس السادات على الشيخ المحلاوي.