إن عودة الرفيق القائد محمد بشارة ديسكو لحضن الحركة الأم ( العدل والمساواة السودانية ) كانت وستظل إضافة حقيقية للحركة وخاصة فى هذه الفترة التى فقدت فيها بعض قياداتها العسكرية الميدانية ، ولعل التعليقات والتعقيبات الكثيرة تحت مقالتى السابقة والتى هلل فيها أصحابها ترحيباً بعودة محمد ديسكو لعرينه الذى خبرها كانت بمثابة إستفتاء حقيقى لما يتمتع به الرجل من سمات وقدرات نادرة كالشجاعة والبسالة ودماثة الخلق والقدرة الساحرة على خلق علاقات إجتماعية فى أى محيط يعيش فيه . فلا غرابة فى ذلك فهو حفيد القائد عبدالرحمن شرارة سلطان كبكا الذى دوخ كتشنر فى كررى عام 1899م حينما كان الأول أحد قادة الخليفة التعايشى ، وونجت باشا وهدلستون فى البرنجية عام 1916م حينما كان كذلك ضمن قادة السلطان على دينار ، إذن فهذا الشبل من ذاك الأسد . من الأمور التى تجدر الإشارة إليها فى هذا المقام للحقيقة والتاريخ وللعظة والإعتبار، لما لها من دلالات تشير لعمق فكر القائد الشهيد الدكتور خليل وبعد نظره ، وهى أننى هاتفته يوم إعلان محمد ديسكو إنشقاقه من الحركة وإنضمامه للمشئوم الضليل محمد بحر حمدين ، ويومها كان الشهيد فى ليبيا علق بقوله : ( إن الحركة فى مسيرتها الطويلة تعرضت لهزات كثيرة وفقدت الكثير من الرجال الأبطال الذين يصعب تعويضهم ، واليوم كذلك - ما زال الكلام للشهيد القائد - تعرضت الحركة لمؤامرة ونكبة كبيرة لفقد ديسكو فأنا أعرفه وأعرف إنجازاته وبطولاته فى الميدان الشرقى ومعركة أمدرمان وفى مهمة خطيرة تحملها وأداها عام 2004م بجدارة مشهودة بعد أن تخاذل عن تحملها أقرب الناس لى ، فأنا احس بحدسى وحاستى السادسة بأنه سيعود إلينا فى يوم نحن فى أمس الحاجة إليه وأنا أتابع موضوع عودته بنفسى ) انتهى كلام الشهيد . فأقول لمن لايعرفون محمد بشارة ديسكو : فهو بسيط ومتواضع ولكن من غير ضعف وغفلة ، وشديد فى غير عنف ، جرئ بلا تهور ، وفوق كل هذا وذاك شجاع مقدام لايهاب الموت يردد دائماً مقولته المشهورة : يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتى أجلهم ، أما الشجعان فيذوقون طعم الموت مرة واحدة فقط .!!! وبعد عودته إلى حضن الحركة هاتفته من مدينة الضباب لندن وهو فرنسا وسألته بعد أن هنأته ونفسى ، سألته عن إنطباعاته الشخصية خلال السنة التى قضاها بعيداً عن الحركة التى ساهم فى تاسيسها وبنائها ، فرد قائلاً: رغم أنى فى كثير من الأحيان خلال هذه السنة التى كنت فيها بعيداً عن الحركة شعرت بالوحشة لفراق كثير من الرفاق المناضلين الذين حققنا معهم إنتصارات باهرة وسجلنا أحداث بارزة فى سجل تاريخ دارفور والسودان عامة ولكننى – مازال الكلام لديسكو- لست نادماً على هذه السنة فهى إضافة لتجاربى ، فقد عدت بخبرات وتجارب وأصدقاء ودماء جديدة ، فأتمنى أن يوفقنى الله فى أن أسخر كل ذلك لمصلحة الحركة والسودان . إذن أتمنى أن يجد الرجل المكان اللآئق الذى يستحقه فى مؤسسات الحركة . أحمد صندل خاطر [email protected]