سودانيّاً ، كنت قد هيّأت نفسىى وأعددتها لتخصيص (مدرارات ) هذا الإسبوع ، لمناصرة المفوّضيّة القوميّة لحقوق الإنسان السودانيّة ، وهى المُكوّنة بقرار جمهورى ، فى مقام الرثاء على حالها ومآلها فى محنتها التاريخيّة الكبرى ، وقد اعتدت ثُلّة من " منفّذى القانون " عليها وعلى تفويضها ،فعرّضوا مصداقيتها وقدرتها على أداء رسالتها لخطر القتل العمد ( خارج القانون ) !. والقصّة أنّ عناصر من الأمن والشرطة منعوا رئيسة المفوّضيّة آمال بابكر التنى وعدد من المفوّضين من إستلام مذكّرة من منظمات المجتمع المدنى، يشكون فيها للمفوّضيّة من بعض ظلم وإنتهاكات السلطات التنفيذيّة ، وقد قدّم (منفّذوا القانون ) وعلى " مرأى ومسمع " وحضور فعلى لقادة المفوّضيّة ( بيان بالعمل) ودرساً بليغاً فى التعدّى على الحق فى التعبير والتنظيم والتجمُّع السلمى ، تمثّل فى منع وقمع حملة المذكّرة ، وصحفيين ، فأوسعوهم ضرباً وإيلاماً وطرداً من أمام باب المفوّضيّة ،ليصدق في المفوّضيّة المثل الشعبى المصري باللهجة (الصعيديّة ) " قيت لك يا عبدالمعين تعينّى ، لئيتك يا عبدالمعين عاوز تتعان " . ليت الدولة السودانية تعلم أنّها بمثل هذه التصرُّفات الحمقاء تدق رسميّاً آخر مسمار فى نعش المفوّضيّة ، التى أضحى لسان حالها يُردّد مع الشاعر الكبيرالراحل نزار قبّانى ، بصوت المبدع الراحل عبالحليم حافظ " إنّى أتنفّس تحت الماء ، إنّى أغرق " !.. فيا مفوّضيّة حقوق الإنسان ، ويا رئاسة الجمهوريّة ، تُرى ما العمل ؟!. أمّا إقليميّاً ، فهاهى القاهرة تستضيف يومى 9 و10 يناير 2013 المؤتمر العام الثانى عشر للإتحاد العام للصحفيين العرب المُقام تحت شعار ( صحافة تجمّع ولا تفرّق ) ..وقد ورد فى الأخبار أنّ الأمانة العامّة للإتحاد " أنهت " " الترتيبات " الأخيرة لعقد المؤتمر!. حتماً ، إنّ أهم مايميّز هذا المؤتمر ( التوقيت ) الذى يُعقد فيه ،إذ يجىء إنعقاده بعد أربعة أعوام من المؤتمر السابق، حيث جرت مياه كثيرة تحت الجسر، أهمّها مايحدث فى خضم وتطوّرات أحداث ثورات الربيع العربى وحالة الفوران السياسى والإقتصادى والإجتماعى فى العالم العربى .وأوضاع الحريّات الصحفيّة فى بلدان الربيع العربى والبلدان العربيّة الأُخرى.وفى البال الأجندة المطروحة على المؤتمر وبخاصّة مشروع النظام الأساسى للإتّحاد للمصادقة عليه ، وقضايا حالة وأوضاع الحريّات الصحفيّة المزرية فى العالم العربى ( كُليّاً ) وعلى مستوى البلدان (منفردة )، بما فى ذلك بلدان (الربيع العربى) الحالى والقادم المُنتظر.. وقضايا المرأة الصحفيّة.. وقضايا التضييق الحكومى على الصحافة. وتجربة الصحافة الإجتماعيّة والصحافة الجديدة والبديلة ....إلخ .. وأخيراً إنتخاب القيادات الجديدة للإتّحاد ... جميع هذه القضايا ( السياسيّة والمهنيّة والقانونيّة والنقابيّة ) وغيرها تُشكّل تحدّياً حقيقيّاً للمؤتمر والمؤتمرين .وكل هذا وذاك يضع المؤتمر ومسيرة ومستقبل إتحاد الصحفيين العرب ومصداقيته ،أمام محك خطير وإمتحان عسير...فما العمل ؟