بسم الله الرحمن الرحيم لإستخلاص السودان من براثن هؤلاء الذين لا ندرى من أين جاءوا ؟ بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس الحبيب الغالى القارئ السودانى أحييك أينما كنت وحيثما كنت وانت تكابد وتعانى وتجاهد وتعافر وتقاتل من أجل قفة الملاح وروشتة الدواء وفاتورة الماء والكهرباء من أجل أن توفر لقمة عيش كريمة لصغار لا يملكون غيرك وهم فى كل صباح جديد ينتظرون منك فلوس المواصلات والأقلام والكراسات ورسوم الجامعات لقد غبت عنك طويلا ولكنى يشهد الله لقد كنت فى شوق مشوق لك فأنت الأهل وأنت الوطن أنت السودان الذى أشتاق إليه ولا أملك إلا أن أردد : وللأوطان فى دم كل حر يد سلفت ودين مستحق صعب جدا إما أن تنحاز لجيش الفقراء البسطاء الضعفاء الأذلاء تناصرهم وتؤازرهم وإما أن تمسح جوخ المستبدين الظالمين الذين أذلوا الشعب السودانى وجوعوه عملا بمبدأ جوع كلبك يتبعك ! هؤلاء الذين لا ندرى من أين جاءوا لن يرضوا عنك مالم تحرق لهم البخور وتدق الطبول وتعزف المزامير مع رؤوساء التحرير الذين فى رؤوسهم قنابير ! الذين صاروا يملكون العقارات وأجمل الموديلات من السيارات ويتطاولون فى العمارات ويتسابقون لكنز الدولارات لهذا هم فى خدمة الحاكم الذى جعل الشعب خادم ! لهذا أعاهدك عزيزى القارئ تجدنى دائما فى خندقك سادنا لك مهما كان الثمن ففى مخيلتى : ما من كاتب إلا سيمضى ويبقى الدهر ما كتبت يداه فأنظر إلى مايسرك يوم القيامة أن تراه ! سأظل أردد مع الذين يرددون أصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق ! إنتظر مجئ ذلك الصبح الوضاء المشرق بأحلى ضياء صبح الإنعتاق والحرية ! إعطنى حريتى وأطلق يديا إننى أعطيت ما أستبقيت شيئا إن يكن الليل بظلامه قد طالا فغدا يشرق الصبح بنوره لا محالا أنشودتى : بلادى بلادى إذا اليوم جاء ودوى النداء وحق الفداء فنادى فتاك شهيد هواك وقولى سلاما على الأوفياء لماذا غبت عنك ؟فى الحقيقة لقد سرقنى منك سفر جديد هو إصدارة جديدة لشاب إعلامى ثائر متمرد على أوضاع وأوجاع السودان اليوم وهو خير شاهد شهد شاهد من أهلها لأنه الحسيب النسيب لكنه نسيب من نسيب أكبر إصلاحى فى نظام الإنقاذ نسيب دكتور غازى صلاح الدين ولكن من تأخر عمله لم يتقدم به نسبه لهذا عمل الإعلامى الشاب جاهدا مجتهدا سل سلاحه وهوقلمه لكشف عورات النظام والمطالبة بالإصلاح فى صرخة داوية وهويحرض صفوة النخبة السودانية أن تستنقذ البلاد والعباد من براثن المستبدين الظالمين هؤلاء الذين لا نعلم من أين جاءوا ؟ فأصدر كتابه من لندن تحت عنوان : { الدعوة للديمقراطية والإصلاح السياسى فى السودان } { الأسلاميون أزمة الرؤيا والقيادة ! } . الكتاب جدير بالقراءة خاصة وهوصدر من شاب يعتبر من شباب الربيع العربى ولكنه مثقف أديب أريب يمتلك ناصية القلم تسنده دراسة أكاديمية ممتازة زودته بالخبرة والدربة والتجربة أدعوك لتصفح هذا الكتاب ولا تحكم عليه إلا بعد قراءته وأصدقك القول سرقنى هذا الكتاب تماما لا لشئ إلا لأنه تجربة شابة جادة لشاب لم تعجبه جلسات المقاهى فى الشارع الشهير فى لندن شارع العرب {إدجواررود} بل إنصرف يقدم للمكتب السودانية والعربية ما يفيد ويقدم توثيقا حيا لإجرام نظام الإنقاذ هذا الكابوس العنيف والمخيف والذى جثم على صدورنا عنوة وإغتال أجمل ما فينا كل مبدعينا رحلوا فى عهده وآخرهم وأكيد ليس بالأخير دكتور حسن أبشر الطيب ومحمود عبد العزيز المشكوك فى أن النظام سممه لهذا كان قمة جهاز الأمن مهتمة بالجثمان يقتلوا القتيل ويمشوا فى جنازته معظم أهرام ومعالم وأعلام السودان صاروا فى المقابر المطربين والمثقفين والصحفيين وكل المبدعين وبقوا هم كالغربان جالسون فى حكم السودان لا أطيل عليك ولا أصرفك عن ما جاء فى كتاب الأديب الإعلامى والكاتب الصحفى الشاب عبد الغنى أحمد إدريس بل أتركك مع ندائه الحار الذى يوجهه للنخبة والحقيقة النخبة مهمة فهم دائما مستشارو الرئيس وأعوانه وبطانته فإذا كانت البطانة صالحة صلح الرئيس وإذا كانت البطانة فاسدة فسد الرئيس وهذا ما إعترف به المرحوم الدكتور جعفر محمد على بخيت أخطر بطانة الرئيس جعفر محمد نميرى عندما كتب مقالته التى وجهها لصديقه وزميله فى بطانة السوء دكتور منصور خالد مستشار الرئيس نميرى قال جعفر بخيت موجها كلامه لمنصور خالد وعمر الحاج موسى : { جعفر نميرى صنم صنعناه بأيدينا وعبدناه } صدق جعفر بخيت جعفر نميرى أتى عسكرى وطنى ولكن ناس منصور خالد قبل أن يختلف معه لأنه حرمه من أن يكون سكرتيرا للأمم المتحدة لهذا خرج عليه وكتب النفق المظلم ولا خير فينا إن لم نقلها لكن بعد ماذا؟ بعد أن تقلب فى المناصب وزير الشباب ووزير التربية والتعليم العالى ووزير الخارجية فكان كثير الرحال والتسافر حتى أشيعت فى زمانه نكته مفاداها منصور خالد يحط فى مطار الخرطوم فى زيارة خاطفة ! المهم أنظر آخر خطاب للمرحوم عمر الحاج موسى فى قاعة الصداقة وهو يخاطب النميرى جئناك ملفحة وصديرى ومنصور خالد 000 أحبوك أخى الرئيس لأنك ترمى معهم الصاجات فى شنقلى طوباى ولأنك تشرب معهم القهوة فى قهوة أم الحسن وأحبوك أخى الرئيس لأنك تغنى معهم عشان يتعزز الليمون وأحبوك أخى الرئيس لأنك تعيد النظر فى القرارات الحزينة وتعيد لهم الهلال والمريخ والموردة والتحرير ! طبعا البطانة السيئة والقبيحة للرئيس البشير لا تستطيع أن تقول له أحبوك أخى الرئيس لأنه لا يوجد من يحب البشير إلا إنتهازى أو وصولى أو صاحب مصلحة من الذين أعتادوا دق الطبول وحرق البخور والبشير نفسه لا يستطيع أن يعيد النظر فى القرارات الحزينة مثل ترك الحكم وإعادة إلسودان إلى ما كان عليه قبل الإنقاذ إلى أخر محطة قبل الإنقاذ يوم كان الجنيه السودانى يساوى 12 دولار وقال صلاح دولار جئنا حتى لا يصير الجنيه أكثر من عشرين دولار وصار الجنيه يومها عملة لا قيمة لها وسموه الدينار! أتركك الآن مع نداء الشاب عبد الغنى للنخبة وهو تحت عنوان { حوار مع النخبة الوطنية فى السودان } أزمة الصفوة والبلاد : نود ان نقول فى خاتمة هذا الكتاب أن بلادنا السودان اليوم فى أزمة كبيرة ومستفحلة كما أسهبنا بالتفصيل فى الصفحات السابقة من هذا الكتاب وبصورة مجملة يمكننا أن نلخص الأزمة الوطنية فى بلادنا فى ثلاثة محاوررئيسة تشمل : قضية الديمقراطية وأزمة الحكم ، وتأخر التنمية الإقتصادية ، والإجتماعية ، وإنعدام الرؤى فى إدارة العلاقات الخارجية { الإقليمية منها والدولية } ويمكننا أن نقول أنه للخروج من هذه الأزمات مجتمعة لن تنجح الحلول الفردية أو الثنائية حيث لابد من إيجاد صيغة لعبور جماعى وفق ما يوحد أهل الوطن خلف راية واحدة يجتمع الناس تحتها على الحد الأدنى حتى ننعم بحكم وطنى ديمقراطى مستقر يحقق أدنى تطلعات وطننا وشعبنا } أكتفى بهذا القدر لأتركك تواصل بنفسك القراءة في هذا الكتاب وقديما قيل خير جليس فى الزمان كتاب . بقلم الكاتب الصحفى والباحث الأكاديمى عثمان الطاهر المجمر طه / باريس