[email protected] بتاريخ 25/1/2013، بثت قناة الشروق في حلقة من برنامج "أوتار الحنين" لقاءً أجرته المذيعة "تقوى محجوب" مع كاتب سوداني يدعى "محمد سعيد حامد"، ويمكن للقارئ أن يشاهد هذا اللقاء في مقطع من اليوتيوب تحت عنوان "محمد سعيد حامد كاتب وروائي سوداني". في ذلك اللقاء تحدث الكاتب الذي يعيش في هولندا وأتى مؤخراً إلى دولة قطر عن أشهر أعماله وهي "فجر الصباح"، "مذكرات تموز" و "عيون باكية" إلخ وكل تلك المؤلفات تُرجِمت - على حد قوله - لأكثر من عشر لغات. ثم عرّج الكاتب بعد ذلك على روايته "دموع القمر" التي تُعتبر من أكبر الروايات- كما جاء على لسانه- على مستوى العالم والدول الأوربية على وجه الخصوص، فقد تُرجِمت إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والأسبانية إلخ من لغات العالم. تلك الرواية - دموع القمر- ذكر كاتبها "محمد سعيد حامد" أنه قد رُشِّح لجائزة نوبل العالمية للآداب إلا أنه قد رفض ذلك الترشيح لأنه قد اشتم من خلاله أن ذلك العرض سيكون على حساب ولائه لوطنه. يمضي المؤلف فيقول أن الطبعة الأولى من رواية "دموع القمر" البالغة نسخها 40 ألف نسخة قد نفذت جميعها من المكتبات. ويبدو والله أعلم أنه يعني بذلك المكتبات العالمية لأنني لم أسمع لها ذكراً في منتدياتنا الثقافية السودانية، كما لم يتيسر لي الحصول عليها في "مكتبة مدبولي" أو غيرها من المكتبات الشهيرة في القاهرة. يستطرد الكاتب بعد ذلك فيحدثنا عن روايته ”دموع القمر”وكيف تهافت كُتّاب المسلسلات للفوز بشرف إعداد النسخة التلفزيونية منها، ما جعل رواية الكاتبة "أحلام مستغانمى" تنزوي خجلاً.. لتجرؤها على الدخول في منافسة مع رواية " دموع القمر" لمؤلفها الكاتب السوداني العالمي . وبما أنني قد شاهدت ذلك المسلسل –دموع القمر- من قبل فقد لُمت نفسي كيف أنني لم افطن إلى اسم مؤلف الرواية وهو السوداني الذي يحق لنا أن نتباهى به بين الأمم. ولما كان "جوجل" بيده الحل لكل المعضلات فقد توجهتُ إليه على الفور ليفاجئني فيمد لي لسانه ساخراً، قاذفاً باسم المؤلف المصري والسيناريست "مجدى سليم" في وجهي. وأخيراً، بعيداً عن المؤلف الحاد الذكاء وصاحب الموهبة الفريدة التي فاقت كثيراً سنوات عمره القصيرة كما أشارت إلى ذلك المذيعة التليفزيونية.وحقيقة أن كل من شاهد تلك الحلقة في قناة الشروق أو في مقاطع اليوتيوب لا يعطيه (بلغتنا العامية) أكثر من تسعة وعشرين عاماً إن لم يكن أقل. وبعيداً عن الجدل الذي ثار بشأن الكاتب في المنتديات والمنابر الإليكترونية، وما اكتنف بعضه من تندُّر وتهكّم، يبقى التساؤل قائماً كيف لمُقدَّم لقاء تليفزيوني بتلك الأهمية (ومن ورائه فريق الإعداد) أن يأتي خالي الوفاض فارغ الذهن مما تحويه تلك المؤلفات العالمية فيثري اللقاء ويُقنع المشاهد"الغشيم". ثم كيف لروائي عالمي (لم يسمع عنه أحد في الدوائر الأدبية والثقافية) أن يأتينا صفر اليدين من مؤلفاته التي أذهلت العالم كما يقول؟ ثم - وهذا لُب الموضوع - كيف لقناة تلفزيونية كبيرة تحترم مشاهديها أن تسمح بتلك المهزلة ؟