المعارضة السودانية الحزبية والعسكرية انحصرت فى أحزاب معينة لها ثقلها ومكانتها وقيادتها منذ الاستقلال وكثر عددها فى حكومة ثورة مايو وأشهرها حزب الامة والحزب الاتحادى وحزب البعث والحزب الشويعى والعسكرية منها الحركة الشعبية وحركة أنانيا 2. ناضلت تلك الاحزاب للانتزاع السلطة من الحكومات العسكرية وقد وصلت الى السلطة مرتين لكن كانت فترتها بسيطة مقارنة بفترة الحكومات العسكرية ، لهذا لم تنجح فى إطالة فترة حكمها وترسيخ الديمقراطية التى تنشدها ولم تكن معارضتها من أجل الوطن وشعبة بصفة كبيرة . بدأت هذه الاحزاب تفقد قاعدتها الشعبية للأسباب إقتنع بها المواطن السودانى لهذا تجده لا يستجيب لها ساعة النداء . قد منحت تلك الاحزاب الحكومات العسكرية او الوطنية كما يسميها أصحابها فرصة كبيرة لتستمر أكبر فترة زمنية ليكتوى المواطن العادى بوعد الاثنين له ليعيش المواطن ضائع وجائع وهزيل ومستغل ومجبر على الاوضاع التى تمر به . لهذا الحكومات العسكرية تشكر وتكافىء أقطاب وأحزاب المعارضة التى عجزت عن توحيد صفوفها وضم مجموعتها لتشكل ورقة ضغط كبيرة على الحكومات العسكرية لتجبرها لطاولة التفاوض والتنازل والمشاركة . لقد ضيعت المعارضة الشعب والوطن معا بفعلها هذا . ليعيد الشعب الثقة فى المعارضة عليها أن تستعد من الآن لتكنس غبار مقراتها وتغير لونها وهدفها وتمنح الشعب الثقة والشباب الاشراف والادارة وتمنح الوطن الاستقرار والوحدة ليلتف حولها الشعب ويحتويها تراب الوطن . عليها أن تعيد برامجها وأن تكون تحالفات مع بعضها البعض وتجعل مصلحة الوطن والمواطن هى العليا لتلك التحالفات قبل مصالحها الشخصية والحزبية . وأن لا تبيع قضايا الوطن من أجل دولات و أن تكون برامجها من أجل المواطن بتوفير الاستقرار والآمان والرخاء والتعليم والصحة والطرق وفوقها مياه الشرب والزراعة والدفاع عن تراب الوطن والانفتاح على الدول الخارجية بالاتفاقيات التعاونية لا يؤثر عليها انعدام الدولار ولا تلجىء لزيادة الاسعار . وأن توحد كلمتها وقرارها فى ما يمس الوطن وأرضة وأن تعمل على التغيير السلمى وتدعوا الحركات المتمردة للانضمام لصفوفها ليثبت لها المواطن بأنه خلفها وجاهز لنداءها وأن صناديق الانتخابات هى تغيرها الحقيقى ووصولها للسلطة وإلا دارت عجلة الساقية لترفع الماء من البحر لتصب فيه .