السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحفي والكاتب الكبير بروفيسورعبداللطيف البوني يحتطب ليلاً معترفاً بأنه صحفي إصلاحي(2 2)

نعم مازلت أحتطب ليلاً وبهدوء شديد وإن شاء الله لن انتظر إلى أن أبدأ العد التنازلي ..ولهذا فسأترك الصحافة لمهام أخرى
سأفارق الصحافة بإحسان .. الصحافة ما قصرت معاي أبداً .. لدي شعور بأنني مكثت فيها أكثر مما يجب
لدينا ظمأ في الألقاب العلمية وهذا في تقديري خطأ كبير .. أفضل أن يكتب اسمي مجرداً من أي لقب علمي، وهذه هي الأصول في كل صحف الدنيا.. أما لقب بروفيسور فمكانه أسوار الجامعة فقط لأنه درجة علمية للتدريس الجامعي فقط
• الصحافة مهنة محترمة وهي لا تقبل أي مرادف أو ضرة .. وأي سياسي يكتب في الصحافة تأسيساً على أجندته السياسية سيكون مكشوفاً ويتعامل القراء معه على أساس أنه كاتب منشورات
حاوره : أسامة عوض الله
تصوير : الطاهر إبراهيم
[email protected]
هو لا يزال يحتطب ليلاً.. ويعترف بذلك، ويزيد عليه بأنه يحتطب ليلاً وبهدوء.. إنه ذائع الصيت البروفيسور عبد اللطيف البوني، الصحافي الكبير والكاتب والأستاذ الجامعي، الذي نال درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من شعبة العلوم السياسية بجامعة الخرطوم في العام 1989م، وكانت رسالته للدكتوراه عن (علاقة الدين بالدولة في السودان) مع إشارة خاصة لمحاولات كتابة دستور إسلامي، وكان المشرف على فيها البروفيسور محمد نوري الأمين.
وفي العام 2002 م نال (الأستاذية) وهي اللقب العلمي المعروف ب (بروفيسور) من جامعة أم درمان الإسلامية وكانت بالبحث لنشره العدد المطلوب من البحوث العلمية في مجلات عالمية محكمة.
ولكنه تواضعاً منه يقول عن ذلك: أنا أفضل أن يكتب اسمي مجرداً من أي لقب علمي، وهذه هي الأصول في كل صحف الدنيا.. أما لقب بروفيسور فمكانه أسوار الجامعة فقط لأنه درجة علمية للتدريس الجامعي فقط، لكن نحن لدينا ظمأ في الألقاب العلمية وهذا في تقديري خطأ كبير.
وللدكتور البوني المعروف بتواضعه الشديد رغم شهرته التي طبقت الآفاق، وحبه الشديد وولائه وولهه لمنطقته ومسقط رأسه (اللعوتة) التي لم يفارقها للسكن في الخرطوم بصخبها وأضوائها وإبهارها رغم أنه يمتلك فيها منزلاً ودكاناً كذلك، فظل حتى اليوم يسكن ويعيش باللعوتة التي يقطع المسافة الطويلة بينها والخرطوم يومياً جيئةً، وذهاباً للدكتور البوني جماهيرية كبيرة للغاية وسط القراء.. ويحظى عموده الأشهر (حاطب ليل) بأعلى نسبة قراءة سواء في الصحف الورقية أو المواقع الالكترونية .
وتبوأ د.البوني من قبل منصب رئيس التحرير لثلاث مطبوعات، صحيفتان ومجلة .. فقد ترأس تحرير صحيفة الأزمنة، التي كان كذلك شريكاً فيها بالثلث إلى جانب عبد الهادي الكدرو، ود.اليسع حسن أحمد .. كما تبوأ رئاسة تحرير صحيفة (الصباحية) الاجتماعية التي كان يصدرها الأستاذ محجوب عروة.. وفي مجلة (الدستور) تبوأ د.البوني رئاسة تحريرها بينما كان الأستاذ عثمان ميرغني مديراً لتحريرها، وهي المجلة التي كان يصدرها كذلك محجوب عروة.
مع الصحافي والكاتب الكبير البروفيسور عبد اللطيف البوني كان هذا الحوار.. فإلى جزئه الثاني والأخير.
+ تبوأت منصب رئيس التحرير لثلاث مطبوعات ، صحيفتين ومجلة وهي : الأزمنة، والصباحية، ومجلة الدستور.. ماذا تقول عن تجربتك في كل واحدة منهم، أو بماذا تعلق على كل واحدة أو ما هي الرسائل التي تبعثها لتلك المؤسسات التي توقفت، وبماذا خرجت من تجاربها..؟؟
الأزمنة صحيفة غفلة كنت ومن معي مستسهلين العملية لم ندرِ الطقس المحيط بإصدار الصحف ومع ذلك تعلمت منها الكثير فأنا فخور بها لأنها صدرت بإمكانيات تساوي صفرا.. كنت فيها ثالث ثلاثة مع صديقين عزيزين كان عليَّ الجانب التحريري، وعلى الباشمهندس عبد الهادي الكدرو الطباعة، وعلى الدكتور (الآن) اليسع حسن أحمد الفنيات الأخرى .. كان لدي فيها الثلث .. وكانت أسبوعية وماشة في أمان الله ولكن رأينا تطويرها ليومية ودعونا نفر كريم للشراكة معنا ووافقوا ثم تباطئوا فيما بعد أي بعد أن أوقفنا الأسبوعية فكان التوقف النهائي ثم تنازلت عن ملكيتي لها للباشمهندس الكدرو دون أي مليم أو قيد أو شرط لأنها أصلاً كانت واقفة .. وفيما بعد دخل هو في شراكة مع الأستاذ جمال عنقرة لا علم لي بتفاصيلها.
+ والصباحية ..؟؟
أما الصباحية فكان مالكها الأستاذ عروة وكانت ناجحة بكل المقاييس كنت فيها مع زملاء أعزاء منهم نبيل غالي وزهير السراج ومحمد حجازي وآخرين وكانت اجتماعية راقية تصدر ثلاث مرات في الأسبوع .. وتركتها وكانت تطبع فوق الثلاثين ألف نسخة.
+ ومجلة الدستور ..؟؟
مجلة الدستور كان معي فيها الأستاذ عثمان ميرغني مديرا للتحرير وكان ناشرها عروة .. أصدرنا فيها ثلاثة أعداد ونفدت كلها من السوق لأننا أجرينا فيها مقابلة مطولة مع الترابي وكان يومها رئيساً للمجلس الوطني وكان يومها خلاف القصر والمنشية على أشده .. وفي العدد الرابع قررت الإدارة رفع السعر من جنيه واحد، لجنيه ونصف بحجة أنها خسرانة .. وهي فعلاً خسرانة ولكن كان رأينا في التحرير أن يتم تحمل الخسارة شوية لقدام لأن الإعلانات كانت قادمة علينا وبكثرة ولم يسمع كلامنا فتركناها أنا وعثمان.
+ ما الرسالة العلمية التي نلت بها درجة الدكتوراه .. ولماذا كنت اخترتها .. ومن هم البروفات الذين ناقشوها وأجازوها وفي أي عام ..؟؟
رسالتي للدكتوراه كانت عن علاقة الدين بالدولة في السودان مع إشارة خاصة لمحاولات كتابة دستور إسلامي نلتها من شعبة العلوم السياسية بجامعة الخرطوم في 1989 م وكان المشرف على فيها البروفيسور محمد نوري الأمين.
+ درجة الأستاذية (البروفيسور)، متى نلتها ، وكيف كان ذلك ..؟؟
نلت الأستاذية في عام 2002 م من جامعة أم درمان الإسلامية وكانت بالبحث حيث كنت نشرت العدد المطلوب من البحوث العلمية في مجلات عالمية محكمة.
+ في الصحف وفي عمودك (حاطب ليل) لماذا لا تكتب اسمك مسبوقاً ببروف و لا حتى د. (دكتور) .. لماذا ..؟؟
أنا أفضل أن يكتب اسمي مجردا من أي لقب علمي، وهذه هي الأصول في كل صحف الدنيا.. أما لقب بروفيسور فمكانه أسوار الجامعة فقط لأنه درجة علمية للتدريس الجامعي فقط، لكن نحن لدينا ظمأ في الألقاب العلمية وهذا في تقديري خطأ كبير.
+ هل لا زلت تحطاب ليلاً ..؟؟
نعم مازلت أحتطب ليلا وبهدوء شديد وإن شاء الله لن انتظر إلى أن أبدا العد التنازلي فسوف أترك الصحافة لمهام أخرى كما ذكرت ليك.
+ لماذا تفكر في اعتزال الصحافة والانسحاب تدريجياً من عالمها رغم الشهرة والأضواء والصخب..؟؟
قلت لك من قبل أن لدي مهام أخرى أشعر بأهميتها.
+ مثل ماذا هذه المهام ..؟؟
مثلا هناك قاموس للمصطلحات السياسية من الانجليزي للعربي بدأته قبل 15 سنة (خمسة عشر عاماً) ، وتوقفت عنه لأن الصحافة أخذتني .. ثم لديَّ مسرحية بدأت كتابتها قبل أربع سنوات جمعت فيها بين بن لادن والخليفة عبد الله في الآخرة وآخر مشهد كتبته فيها كان في رمضان الماضي لأن الصحافة والتدريس لم يتركا لي وقت.
+ ماذا أعطتك الصحافة وماذا أخذت منك ..؟؟
لن أكون جاحدا نعمة الصحافة علي فقد أعطتني الكثير أعطتني التواصل أعطتني حب الناس زادت حصيلتي المعرفية جعلتني مواكبا للأحداث فتحت عينيي على أشياء لم أكن لأعرفها لو لم أكن كاتبا صحفيا يوميا أخذت مني بعض الجوانب الأكاديمية فقد تحصلت على الماجستير والدكتوراه والأستاذية (البروفيسور) في فترة وجيزة من الزمان ولكن ما أن اتجهت للكتابة اليومية حتى قلت مقالاتي العلمية. قبل الصحافة كان إنتاجي العلمي غزيرا جدا وبعدها قل ولكنني أظن أن تدريسي أصبح أكثر جاذبية بفضل الصحافة لأنها أزالت مني التكلس الأكاديمي , الصحافة أزالت عني الغموض وجعلتني مكشوفا أمام الجميع لا أدري إن كان هذا أمرا ايجابيا أم سلبيا.
+ هل ترضى لأحد أبنائك أن يمتهن الصحافة ..؟؟
وليه لا ..؟؟ .. لكن بشرط أن يكون قادرا على ذلك فالحكاية ليس فيها وراثة إنما موهبة وعلم لدى بنت ممتحنة الشهادة هذا العام وهي علمية ولكن ميولها الصحفية لا تخطئها العين ولا مانع عندي إذا جودت اتجاهها الأكاديمي أن تصير صحفية بالهواية.
+ هل أنت غني لدرجة الترف ..؟؟
الحمد لله أنا من الطبقة الوسطى فوالدي عليه رحمة الله نشا يتيما ولكنه كان عصاميا مكافحا ويكفي أنه امتلك سيارة نقل في أربعينات القرن الماضي وأصدر أول رخصة قيادة في 1948 يومها كانت السيارات في كل السودان يمكن أن تحسب وكذا عدد السواقين والحمد لله ترك لنا الوالد حواشات ودكاكين مازلنا ننعم بخيرها حتى الآن.
+ هل تذوقت مرارة الحرمان ..؟؟
لم نذق مرارة الحرمان لأنه أصلا مطلوباتنا عادية وكعادة أهل الريف لم نتطلع لما يمكن أن نشعر بأننا محرومين منه.
+ هل أنت صحفي حكومة أم صحفي معارضة ..؟؟
لا هذا ولا ذاك ولن أكون في يوم من الأيام إن شاء الله ولا يعني هذا أنني صحفي بدون قضية فأنا صاحب قضية وهدف وطني فمنذ أن بدأت الكتابة قبل ثلاثين عاما تقريبا كل ما كتبته موجود وقد أخرجت منه ثلاثة مجلدات باسم حاطب ليل وليس لدي مقال واحد يمكن أن اخجل منه ويمكنني أن أعيد نشر أي مقال كتبته في أي وقت وفي ظل أي حكومة لم أحس بأنني متناقض في يوم من الأيام.
+ ما رأيك في الصحفيين المنتمين سياسياً ويكتبون على أساس ذلك الانتماء ..؟؟
الصحافة مهنة محترمة وهي لا تقبل أي مرادف أو ضرة .. وأي سياسي يكتب في الصحافة تأسيساً على أجندته السياسية سيكون مكشوفا ويتعامل القراء معه على أساس أنه كاتب منشورات وقد لحظت كتابا كانوا محسوبين على الحكومة وكتاب كانوا محسوبين على المعارضة قد جرفتهم المهنة وأصبحوا أكثر ولاءً لمهنة الصحافة ولم يعدوا ناطقين باسم اتجاهاتهم السياسية إنما مالوا للنطق باسم الشعب كافة إنها مهنة خطيرة تسيطر على الداخل فيها ولا يمكن تطويعها لأنها ليست مرنة فهي ناشفة تنكسر طق في أي مجابدة تقوم على الموضوعية وتتنكر للذاتية.
+ هذه في كلمات : مشروع الجزيرة .. و اللعوتة..؟؟
- وجع مقيم بالنسبة لي. عظمه سليم ولكن البعض أكل شحمه ولحمه وتنكر له لن يهدأ لنا بال حتى يسكوه اللحم, مشروع الجزيرة لم ينعم به المزارع في يوم من الأيام إنما نعم به الآخرون بالتالي ليس سيرة أولى يمكن أن يعاد إليها.
+ اللعوتة ..؟؟
منشأ العظام ومرتع الطفولة ومعلب الشباب ومكان الإقامة الحالية وستكون إن شاء الله مدفن العظام وهي قرية متطورة ومواكبة ودائما مع الزمن فيها أعمدة الكهرباء والدش والانترنيت وصالون الحلاقة والمستشفى وأبراج الاتصالات ونساء يصنعن البتزا مع النعيمية وملاح أم دقوقة أنها نموذج للقرية السودانية الناهضة بقوتها الذاتية.
+ على ذكر اللعوتة وارتباطك الوثيق بها لا سيما ومعروف أنك لا تزال تقيم بأرض أجدادك (اللعوتة) .. لماذا لا تفكر في امتلاك منزل في الخرطوم ..؟؟
لدى بيت في الخرطوم ، ودكان كمان.
+ هل هذا مؤشر لتفكيرك في مغادرة اللعوتة والاستقرار في الخرطوم ..؟؟
لا ، لا .. مع ذلك لن أغادر اللعوتة وبعدين الأولاد على كيفم .. فوالدي زرع وأنا حصدت .. وبالضرورة أن أزرع ويحصد الأولاد (أولادي) ، وهذه سنة الحياة وهذا سر استمراريتها.
+ والدك ووالدتك ماذا أخذت منهما .. بمعنى بماذا أثرا فيك .. وماذا تعلمت من كل واحد منهما .. وأصلا ما الذي كان يمتاز به أو يميز شخصية كل واحد منهما ..؟؟
أخذت من كل منهما ما أتعامل به مع الناس أخذت من الوالدة الحذر ومن الوالد الإقدام.
+ هل أنت متصالح مع نفسك حالياً .. أم ماذا .. ؟؟
في غاية التصالح لأنني لا أنظر لما عند الآخرين
+ عنوان تقوله عن مسيرتك الصحفية ..؟؟
صحفي إصلاحي.
+ لخص لنا حياتك ..؟؟
أتيت لا أعرف من أتيت أبصرت طريقا أمامي فمشيت.
+ في الرياضة وتحديدا كرة القدم .. من تشجع محليا المريخ ، أم الهلال ..؟؟
أنا هلالي حتى النخاع .. ولكن الحمد لله قل التعصب والهوس الكروي كثيرا فالجماعة كرهونا في الكرة.
+ من تقصد .. من هم الجماعة ..؟؟
من فضلك لا تسألني من هم الجماعة.
+ في الفن .. وتحديداً الغناء والدراما.. لمن تستمع .. وهل تستمع للغناء السوداني وحده أم كذلك لك في العربي والغربي .. ولمن تشاهد في الدراما..؟؟
أنا محب جدا للأغنية السودانية العربية وغير العربية واحسب أن فضلها عليَّ كان كبيرا وعن طريق السماع ازعم أنني حافظا لكل الأغنيات التي تقدمها الإذاعة السودانية أنا من عشاق الدراما ودوما ما أكون في حالة متابعة لمسلسل فبالإضافة للمصرية والسورية تابعت مسلسلات أمريكية وتركية مدبلجة ومن أعظم المسلسلات التي شاهدتها مسلسل ياباني اسمه يوشين.
+ ما لا يعرفه البعض عنك هو أنك كاتب روائي.. أضيء لنا هذه النقطة مع تبيان مؤلفاتك الأخرى ..؟؟
الحمد لله لي ثمانية كتب في السياسة .. وثلاثة مجلدات من (حاطب ليل) .. وراويتان : الأولى (حلوم) .. والثانية (ومواهب عبد الفضيل) .. بالإضافة إلى مجموعة قصص قصيرة بعنوان : (في حلة أولاد كريت).
+ هل كل هذه الكتب والمؤلفات والإنتاج الأدبي هذا موجود بالمكتبات ..؟؟
كلها موجودة في (مكتبة مروي)، و(الدار السودانية للكتب)، و(المكتبة الأكاديمية).
+ هل هنالك إنتاج أدبي آخر في الطريق ..؟؟
أعمل الآن في مسرحية جمعت فيها بين بن لادن والخليفة عبد الله.
+ رغم هذا الإنتاج الأدبي المقدر إلا أن الكثير من القراء لا يعرفونك كروائي أو كاتب قصة أو مؤلف مسرحي .. في رأيك لماذا ..؟؟
الراحل العزيز محمد طه محمد أحمد قال لي إن الشعب السوداني ضنين بالصفات فطالما أنه أعطاك صفة صحفي فلن يعطيك صفة الكاتب الروائي فيبدو أنه كان محقاً فالأعمال الدرامية سوف نتركها إلى أن يخمد بريق الصحافة.
+ وهل سيخبؤ بريقك الصحفي ..؟؟
نعم وبكل تأكيد فلا يوجد كاتب لكل العصور ولا يوجد فنان لكل العصور ولاعب لكل العصور.. فلكل أوان رجاله .. وليس في الدنيا نجومية مستدامة.. فالدنيا دولاب يعلو ويهبط بالإنسان .. والإنسان الذكي هو من يجعل عمليتي الصعود والهبوط مريحة.
+ كأنني أشتم من رائحة حديثك هذا أنك تفكر في اعتزال الصحافة ..؟؟
نعم .. بكل تأكيد.. والله هذا ما أفكر فيه صباحا ومساءً.
+ لكن .. لماذا دكتور البوني تفكر في اعتزال الصحافة وأنت مازلت أنت، القلم الكبير المؤثر.. والحرف الجميل .. والعبارة الجزلة التي تخترق القلوب والعقول، ولهذا أحبك القراء .. ولهذا أصبح لك اسم كبير .. وقبول كبير لدى القراء ..؟؟
لدى شعور بأنني مكثت فيها أكثر مما يجب, لديَّ أعمال درامية وأعمال أكاديمية أود انجازاها, الصحافة ما قصرت معاي أبدا لذلك سوف نتفارق إن شاء الله بإحسان لكن متى يكون ذلك ؟ إن الإنسان في هذه الدنيا مسير ولكنني أسال الله أن اترك الصحافة قريباً.
+ من المحرر: لا أريد أن أقول لك من ترشحه ليكون خليفتك .. لأننا الصحافيون قبل قراؤك، والقراء نريدك أن تواصل عطاؤك الصحفي والفكري وتقوم بدورك الوطني تجاه هذا الوطن السودان.
+ هل تعرضت لمضايقات في عملك الصحفي ؟
لأي مهنة في الدنيا متاعب .. ومتاعب الصحافة تتمثل في عدم رضا بعض الناس عندما تنتقدهم .. هنا رقابة خارجية نتجت عنها رقابة ذاتية وهذه قيود على حرية القلم ومهمة الصحفي أن لا ينظر للجزء المليان من الكوب إنما للجزء الفارغ فأي مهنة لها تشوهات نفسية ومع ذلك أنا لا أعتبر نفسي كاتبا ثوريا بل كاتبا إصلاحيا فالتغيير في الدنيا أمر حتمي ولكننا نريده أن يحدث بأقل ثمن ممكن.
هل أنت راض عن نفسك ..؟؟
الرضاء رضا رب العالمين وهذه هي الغاية التي نسعى إليها في صيرورة سرمدية ومنها نكتسب رضا النفس فرضا رب العالمين هو المطلق ورضا النفس نسبي.
+ حديثك هذا حديث المتصوفة والمتصوفون .. دكتور البوني هل أنت متصوف ..؟؟
نعم .. بالحيل.
+ من هو شيخك ..؟؟
شيخي هو ابن عطاء الله السكندري وكتاب حكمه لا يفارقني أبدا لا بل أهديه دوما لمن أحب وأتمنى من كل قلبي أن يطلع عليها أكبر عدد من الأحباب فدرب السالكين هو الذي يقود لمعرفة الله.
+ أخيراً دكتور البوني .. السيرة الذاتية .. للتوثيق..؟؟
معليش يا أسامة فالسيرة الذاتية مبثوثة في هذه المقابلة الطويلة فأنت لم تترك لي شيئاً أقوله منفصلاً ولو عاوز السيرة الذاتية بالتفصيل فهي مكتوبة وجاهزة في عدد كبير من الأوراق لكن القارئ الكريم لن يستفيد منها شيئا .. فعشان كدا سيبك منها، هذا مع تحياتي وشكري لك ول (المشهد الآن)على هذه المقابلة التوثيقية الطويلة واختتم بالقول مع عبد الوهاب الصادق، شفاه الله (وأنا ما قايل حلوين ذي ديل بيسألوني الأسئلة دي كلها) أكرر شكري يا أسامة لأنك أعطيتني أهمية غير مستحقة.
+ كلمة أخيرة ..؟؟
(الما عنده محبة ما عنده الحبة).
انتهى الحوار.
· أسامة عوض الله
· مدير الإدارة السياسية بصحيفة "المشهد الآن"
[email protected]
[email protected]
محمول + 249 – 912364384
+ 249 – 123787670


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.