تحت مسمى مؤتمر عاجل من اجل الوضع في السودان تحتفي العاصمة الامريكية " واشنطن دي سي" في يومي الاحد والاثنين القادمين الموافقين 10- 11مارس بمرور عشرة سنوات على انطلاقة جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي في اقليم دارفور. قبل عقد من هذا التاريخ اعلنت الادارة الامريكية على لسان وزير خارجيتها يومذاك السيد كولن باول بان ما يحدث في دارفور وهو ابادة جماعية ضد مجموعات عرقية معينة . وفي نفس العام احال مجلس الامن الدولي بعد مداولات كثيفة ملف دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي , وتم تكليف المدعي العام للمحكمة الجنائية السيد لويس مورينو اوكامبو لاجراء التحقيق والتاكد من ما يجري في السودان هل هي جرائم حرب وابادة جماعية ام لا؟ لقد تحمل اوكامبو المسئولية ومارس مهمته بدقة ومهنية عالية مستفيدا من تجربته السابقة في موطنه الارجنتين, حيث استجوب شهود اعيان كُثر كما التقى بمسئولين سودانيين البعض منهم طيارين مقبوعين في السجون ,لانهم رفضوا اوامر قادتهم في قصف القرى وتدمير مصادر المياه وغيرها . بعد ذلك قدم اوكامبو تقريرا مدعوما بكم هائل من الادلة الى المحكمة الجنائية وبعد دراسة وفحص دقيق لتلك الادلة , اصدرت المحكمة امر الاتهام والقبض ضد كل من الرئيس عمر البشير والجنرال عبدالرحيم محمد حسين وزير الداخلية في فترة الاحداث وهو الان وزيرا للدفاع واحمد هارون وزير الدولة بوزارة الداخلية والان واليا لولاية جنوب كردفان بالاضافة الى كوشيب قائد ميليشيا ينتمي الى جنجويد, كاشخاص متهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية . لقد استقبل اسر ضحايا الحرب وعشاق الحرية والعدالة القرار بترحاب وحفاواة ثم تبعتها مهرجانات واحتفالات في معسكرات اللاجئين والنازحين , وفي مدن مثل نيويورك ولندن وسدني والقاهرة واتاوا وغيرها. اليوم عشرة سنوات مضت من تلك الاجواء ومازال البشير ورفاقه يرقصون ويتنقلون احرارا انها انتكاسة حقيقية للمجتمع الدولي. ففي الوقت الذي يشاهد االعالم بان دول مؤثرة في المنظومة الدولية تقف مع تطلعات شعوب في دول مثل تونس وليبيا ومصر وسوريا ضد الانظمة الديكتاتورية للاسف هنالك قيادات ودول حتى هذه اللحظة لا تستطيع ان تتصور مستقبل السودان من دون البشير ونظامه وهذا في حد ذاته كارثة. وبهذا الصدد يقول الناشط السوداني محمد سليمان كجك - الحائز على جائزة منظمة انقذوا دارفور وجائزة مدينة سان فرانسيسكو كاقوى ناشط سوداني يدافع عن قضية دارفور بامريكا- " هذه الانتكاسة نتيجة طبيعية لسياسة العصا والجزرة التي اتبعتها ادارة باراك اوباما مع السودان , وكان نصيب عمر البشير من هذه السياسة هو قضم الجزرة وكسر العصا امام المجتمع الدولي ثم اضاف قائلا: في الوقت الذي يشاهد اطفال الاجئيين والنازحين وضحايا الاغتصاب بان العالم يعتقل بلاهوادة مجرمي الحرب في صربيا وافريقيا من امثال رادفان كرادتيش وراتكو ميلاديتش وشارلس تايلور فان الوجه الاخر لنفس العالم يشاهد بان البشير يتنقل ويتم استقباله بحفاواة ويتعشى بالجزرة وختم حديثه قائلا : نحن ذاهبون الى واشنطن من اجل ايقاظ الضمير العالمي تحديدا ادارة باراك اوباما." وكان من المتوقع ان يحضر هذه الفعاليات قادة الجبهة الثورية متمثلة في كل من مالك عقار والدكتور جبريل ابراهيم ومني اركو وعبدالواحد نور على حسب ما اعلنه موقع الحدث " اكت فور سودان دوت اورق" الا ان لظرف ما لم يتمكن اولئك القادة من الحضور وتم استبدال مواقعهم في وقت متاخر بممثلين لتنظيمات الجبهة الثورية . كما يحضر المؤتمر شخصيات من امثال جون برندر مؤسس منظمة الكفاية وموكاش كابيلا منسق الاممالمتحدة للشئون الانسانية السابق في السودان ومستروليمسون المبعوث الامريكي السابق للسودان بالاضافة الى خبراء في القانون الدولي وشهود اعيان لجرائم التطهير العرقي في رواندا ونشطاء امريكيين وسودانيين . كما يتشرف الحضور ايضا القاضي لويس مورينو اوكامبو اي اوكامبو الذي التقى قبل عشرة سنوات مع نشطاء سودانيين في نيويورك ووعدهم بالعمل على قبض مجرمي الحرب في السودان,اليوم بالطبع قد يشعر مثل الكثيرين بالخيبة والحسرة عما اَل اليه الامور . فان الحرب لم تنحصر في دارفور وحدها بل انتقلت جرائم الحرب الى مناطق اخرى مثل جنوب كردفان ونيل الازرق بنفس المنهجية ونفس الادوات و استفاد البشير واحمد هارون من اخطاء دارفور وتفننوا في ارتكاب الجرائم تحت صمت دولي رهيب . ان المجتمع الدولي الذي تفاعل مع احداث الربيع العربي بشكل سريع يجب ان تتفاعل مع تطلعات الشعب السوداني في انهاء حكم الديكتاتوروالمسئولية الكبرى في هذا الجانب تقع على عاتق ادارة اوباما. هذه الادارة التي تفاعلت بشكل ايجابي مع الربيع العربي واحداث هايتي في عام 2010 . فمثلا في ازمة هاييتي في خلال اسابع فقط جمعت هذه الادارة اكثر من 95 مليون دولارا , بالاضافة الى تغطية اعلامية كبيرة, ودعم سخي من الافراد ومؤسسات ومجتمع هوليود وارسال البوارج الحربية ومشاركة قوات المارينز في مساعدة الضحايا بالاضافة الى مشاركة رئيسسين سابقين هما : بوش وكلينتون في حملة التعبئة هل تحتاج مناطق الكوارث البشرية مثل دارفور و جبال النوبة ونيل الازرق بان تضربها الى الكوارث الطبيعية وحدها ليستيقظ الضمير العالمي .