التطورات التي حدثت على الإنترنت.. والطفرة المعلوماتية التي يشهدها الإعلام الإلكتروني.. لم أكن أعرفها في بادئ الأمر والأسماء التي كنت أسمع عنها من الزملاء مثل التغريدات أو الهاشتاغ.. أو ما شابه ذلك من تلك المسميات. فكنت بالكاد أعرف "الفيسبوك" و"تويتر" الذي لم أنغمس فيه ولم أتقبله كثيراً للتواصل فيه مع الآخرين.. تواصلت مع شخصين من أصدقائي فقط. ومن ثم أغلقت هذا الباب لأنني لم أقتنع بيني وبين نفسي فذلك "لشيء في نفس يعقوب". أما الفيسبوك فتواصلت فيه ولكن بحذر شديد جداً.. وكلما رأيت شخصاً لا يتجاوب معي أو تبدر منه أشياء لا استثيغها سواء أكان ذلك في طريقة فهمه وإدراكه لتلك الأشياء أو سطحية تفكيره أو أشياء لا تعجبني منه أقوم بحذفه مباشرة.. ولكنني لا أنكر أنني أدمنته في بداياتي في التواصل الاجتماعي مع الآخرين وكان لدي أصدقاء أعرفهم وآخرين لا أعرفهم ولكنني بدأت في تصفيتهم حتى قلصت العدد الذي كان موجوداً عندي وأصبحت أتعامل معه بكل حذر شديد ومع ناس أعرفهم ويعرفونني جيداً. أما السؤال المطروح كعنوان للموضوع فهو ما دعاني إلى الكتابة.. لكي أطرح هذا السؤال وأقول: هل الإعلام الإلكتروني مستقبلاً سيجعل الإصدارات الورقية تقل أو تنعدم، أم أن هناك دُوراً من تلك الإصدارات ستغلق أبوابها لعدم قدرتها على الاستمرارية والتواصل في الإصدار نسبة لتقلص قرائها وهجرهم للصحف الورقية التي استعاضوا عنها بالصحيفة الإلكترونية أو الإعلام الجديد كما يطلقون عليه الآن.. والذي أصبح يواكب الإصدارات ويصدر قبل الورقي ويكون في متناول يد القارئ عندما يفتح جهازخ المنزلي أو هاتفه "الذكي" ليدخل اسم الصحيفة الإلكترونية التي يريد الاطلاع عليها ويجد المعلومة لديه "طازجة" قبل أن يذهب إلى البقالة أو إلى صندوق البريد الموجود أمام منزله إذا كان مشتركاً في أحد الإصدارات. أرى بأم عيني توجه الشباب وكل المثقفين والمثقفات إلى "تويتر" والهاشتاغ والتغريدات.. التي يتحدثون فيها عن مجتمعاتهم عن فلان قال كذا وعلان رد عليه كذا.. فهنالك من يستفيد منه وهنالك من يستعمله استعمالا سيئاً ويتلفظ بألفاظ بذيئة مع الآخرين.. ويستغل التقنية أسوأ استقلال.. بعكس آخرين يستفيدون من تلك التقنية العالية في تحقيق ما يصبون إليه من معلومات مفيدة.. في أشياء يحتاجون إليها. وأعيد وأكرر السؤال المطروح في المقدمة وأقول مرة أخرى: هل الإعلام الإلكتروني الجديد الذي ظهر الآن، من الممكن أن يلغي الصحيفة الورقية أو يقلل من اقتنائها؟ أم ماذا سيحصل مستقبلاً يا ترى؟ والله من وراء القصد جعفر حسن حمودة - الرياض [email protected]