* حرصت على حضور عقد قران ابن صديقي الشيخ درويش أحد كواكب الراحل المقيم الدكتور جعفر محمد علي بخيت الأربعة عشر في الصحافة السودانية (أحمد) ، بمسجد الشيخ حسن متولى بالخرطوم بحري عقب صلاة الجمعة أمس الاول. * كان هذا على حساب يوم الأسرة الذي نحرص فيه كل يوم جمعة - على اللقاء بحمد الله في بيتا- فأفطرت وحدي قبل موعد الإفطار الجماعي للأسرة لألحق بصلاة الجمعة هناك، وقد استطعت بالفعل حضور خطبة الجمعة التي ألقاها على مسامعنا الإمام الوزير المثقف الفنان السموأل خلف الله فأحيت في دواخلي ذكريات طيبة لجمع سابقات عندما كنت أداوم على صلاة الجمعة بهذا المسجد قبل الانتقال إلى داري بالفيحاء بفضل الله وجزيل نعمائه علي. * خطبة الجمعة كانت عن الشكر، وقد حلق بنا الشيخ السموأل في سماوات رحاب الشكر والشاكرين وهو يذكرنا بعض ما عرفناه من قبل في نعمة الشكر التي ذكرت في محكم التنزيل متبوعة بالقلة (وقليل من عبادي الشكور) ، ولكنها عززت بالزيادة في النعم مصداقا لقوله تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم). * من ضمن القصص التي يذخر بها تراثنا الديني قصة أبا الدحداح التي تحكي عن صبي اشتكى للرسول صلى الله عليه وسلم جاره لأنه لم يبع له النخلة التي اعترضت سور حديقته ، ورفض أن يبيعها حتى بعد أن عرض عليه الرسول الكريم نخلة في الجنة يسير الراكب في ظلها مائة عام، وكيف أن أبا الدحداح اشترى هذه النخلة ليتركها للشاب، فكانت مكافأته أن رد الله عليه كرمه ببساتين يعجز عن عدها من كثرتها، وعندما عاد أبا الدحداح إلى زوجته وأبلغها خبر بيعه البستان بكل مافيه مقابل نخلة في الجنة ردت عليه متهللة: ربح البيع أبا الدحداح. * أعاد السموأل على مسامعنا هذه الحكاية وحكايات أخرى يذكرنا فيها بفضل الشكر الذي نحتاجه في حالتي البؤس والرخاء وهناك شواهد في الدنيا قبل الآخرة تؤكدلنا فضل الشكر، حكى لنا بعض منها، وهى كلها تؤكد مصداق قوله سبحانه وتعالى: ولئن شكرتم لأزيدنكم. * ما أحوجنا في هذه الدنيا الفانية إلى استرجاع هذه المعانى والعمل على هديها وتعزيزها في حياتنا العملية بأن نشكر الله على جزيل نعمائه علينا في كل حال وفي كل ظرف، ونحن نتذكر قوله تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون). * ما أحوجنا أيضا لمثل هذا الخطاب الديني السمح الذي يقربنا إلى الله اكثر بالحكمة والموعظة والتي هي أحسن وبالكلمة الطيبة المتجذرة في الأرض الممتدة إلى السماء وهي تؤتى أكلها في كل حين.