الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجهل مصيبة ... لماذا أنت أسود اللون؟

لفتت نظري مقالتان إحداهن للأستاذ صلاح شعيب "سواد وجه النائب الأول ومفاهيم الجمال"، والثانية "كيف استطاع الدكتور نافع علي نافع أن يقصي خصومه" للأستاذ زين العابدين صالح عبد الرحمن. وأصابتني الحيرة هل أعلق على هاتين المقالتين؟! حسمت أمري في النهاية لكي يستفيد القارئ رغم أن المقالتين لا تستحقان الوقوف لديهما كثيرا .. وما شمرنا إلا لحماية عقل القارئ!!
مقالة الأستاذ صلاح شعيب تقع في دائرة علم النفس، وعلم الفسيولوجية والكيمياء الحيوية (الطب). ورغم أن الأستاذ صلاح شعيب زوق مقالته ببعض المصطلحات مثل "مفاهيم الجمال" نجد أن مقالته هي عنوان السقوط في الدونية. ما أن تنتهي من المقالة حتى تفهم أن الأستاذ صلاح شعيب لديه مشكلة مع لون بشرته..بل بالأحرى عقدة!! لم يصل وعيه أو خلفيته الدراسية ولو عبر التثقيف الخارجي إلى تفسير لماذا يحمل جلده لون السواد. وهنا تكلف الأستاذ صلاح حتى شط وقال إن اللون الأسود جميل – وأحال اللون الأسود إلى إيديولوجية جمالية.
طالما السودانيون يحملون بشرة سوداء مثلهم ومثل ملايين الأفارقة على الأقل يجب أن يفهم السوداني ظاهرة سواد بشرته، وحين يكمل هذه المقالة ربما يشكرني أنني خلصته من الكثير الذي يعد من الأوهام السخيفة.
ونبدأ مشوارنا بالسؤال هل اللونان الأسود والأبيض لونان حقيقيان؟
استيعابنا للون عبر العين تتم ترجمته في المخ ويعتمد على طول الموجة الضوئية المنعكسة من اللون المعين. ولكن ما يحسم الأمر في الدرجة الأولى هل المادة التي أمامنا تمتص (أو تعكس) الموجة الضوئية كليا أو جزئيا، وفي الحالة المعاكسة قد لا تعكس الضوء كلية مثل المادة التي قد نوصفها باللون الأسود لأنها تمتص كل الموجات الضوئية ولا تعكسها. وعليه، اللون الأسود ليس لونا طالما بقية الألوان تعكس بعض الموجات وهكذا تصنع درجة اللون hue المعين. اللون الأسود (أية مادة نراها سوداء) يمتص موجات الضوء بشكل كامل ولا يعكس لعيوننا أي شيء من الموجة الضوئية – لذا يقال اللون الأسود هو غياب اللون أو الألوان، لذا فهو ليس لونا.
اللون الأبيض هو بعكس اللون الأسود، يعكس كل موجات مدرج الضوء light spectrum بشكل كامل وليس جزئيا، لذا هذا الانعكاس الكامل يصنع اللون الأبيض، لذا اللون الأبيض هو نتاج كل الألوان، لذا هو لون.
هذه خطوة أولى لفهم ما هو اللون!!
لماذا إذن هنالك إنسان أسود البشرة مثل الأفريقي، وأخر أبيض البشرة مثل الأوروبي؟ وما بينهما تتدرج بشرة البشر في درجات اللون ما بين الأبيض والأسود.
المسئولة عن هذا الاختلاف اللوني صبغة سوداء تسمى صبغة الميلانين Melanin Pigment تنتجها خلايا متخصصة تسمى ميلانوسايت melanocyte. صبغة الميلانين توجد في ثلاثة أماكن في الجسم: في الجلد، والعين، والشعر.
عموما لا نرغب في الدخول في تفصيليات فيسسيولوجية معمقة، ويكفي الفهم أن صبغة الميلانين في الجلد لها وظيفتان حمائية، وتنظيمية!! مثلا تحمي صبغة الميلانين الإنسان ضد الأشعة الكونية المدمرة (رغم وجود طبقة الأوزون كحماية أساسية) منها كمثال الأشعة (فوق البنفسجية –ب) UV-B)) هذه قاتلة ومن خصائصها إذا اخترقت الجلد تدمر الجينات الوراثية DNA لخلايا الجسم. أما وظيفتها التنظيمية فهي النقطة التي سنحكي عنها ربما بكثير من التفصيل. فائدة وجود صبغة الميلانين في العين هو لامتصاص الضوء الزائد غير المرغوب فيه لكي تكون الصورة واضحة sharp، ومثاله صعوبة الرؤية لدى الأمهق Albino لعدم وجود صبغة الميلانين في كرة العين أي انعدامها في طبقة ال choroid لسبب جيني خلقي منذ الولادة.
صبغة الميلانين في الجلد هي موضوعنا الأساسي، وكما قلنا سابقا هي التي تحدد لون بشرتك فاتح أو غامق الخ وتوجد حوالي 1000 إلى 2000 خلية من الميلانوسايتس melanocytes المولدة لصبغة الميلانين في المليمتر المربع، في الطبقة السفلية من الجلد التي تسمى إيبيديرميس epidermis وتشكل ما بين 5-10% من مجموع الخلايا في هذه الطبقة الجلدية، ويختلف حجمها ويقارب mµ7 إنجستروم في الطول. لا يعتمد لون البشرة حصرا على "عدد" أو كمية خلايا الميلانوسايتس، بل على درجة النشاط النسبي لعدد الخلايا المولدة لصبغتي أوميلانين وفيوميلانين. هذه العملية تحدث تأثير سيطرة الأنشطة الهرمونية منها ال MSH وأيضا ال ACTH
هنالك نوعان من صبغة الميلانين ما هو ثابت لا يتغير ويفسره التوارث الجيني عبر آلاف السنين، وآخر يتغير عبر الأكسدة، ولكن بشكل مجمل ما يثير أو ينشط من الخلايا الصبغية فتتحول بشرة الجلد إلى اللون الغامق أو عدمه عملية كلية مجملة يطلق عليها melanogenesis عبر المثيرات التالية: ميلانوكورتين، التمثيل الغذائي لفيتامين د، melancyte stimulating hormone (MSH) فورسكولين، سموم الكوليرا، isobutylmethylxanthine, diacylglycerol analogues, and UV irradiation وأخيرا الهرمون adrenocorticotropic hormone (ACTH).
كل ما يتعلق بلفظة "كورتيكو" فهي تعني هرمونات مشتقة من الدهون، وتفرزها الغدد فوق-الكلوية suprarenal glands وهي غدتان صغيرتان الواحدة منها مثل فص البرتقالة وتجلس واحدة فوق كل كلية وتسمى أيضا adrenal glands – معظم الناس لا يعرفون هاتين الغدتين. وظيفتهما صنع الهرمونات المشتقة من الدهون والسيطرة عليها، وتسيطر أيضا على معدلات المعادن mineralocorticoids في الجسم ولكن في الدرجة الأولى تفرز أهم وأشهر هرمون الإطلاق ويسمى هرمون الأدرينالين adrenalin hormone أي طالب طب يعرف أن لقب هذا الهرمون هو "هرمون الخوف أو الهرب flee and fear hormone".حتى أنه في مادة الفسيولوجي يضربون به المثل حين فجأة ترى أسدا أمامك فيتدفق الأدرينالين في الدم إلى درجة يمكن شم رائحته. فمثلا الكلب يعرف أنك خفت منه بسبب شمه لرائحة الأدرينالين المنبعثة من جسدك – فيهاجمك، ولكن لو ثبت أي سيطرت على خوفك سيخاف الكلب منك!!
هرمون الأدرينالين (هرمون الخوف والهرب) يزيد من تنشيط خلايا الميلانوسايتس melanocytes ومن ثم من معدل صبغة الميلانين أي more pigmentation فيسود وجهك - كذلك يمكن ملاحظة كل الذين لديهم مشاكل في الكلى أو في نشاط غدد الأدرينالين suprarenal glands وجوههم مسودة فوق العادة خاصة حول العينين.
هذه التغيرات الفسيولوجية عبر النشاط الهرموني الذي يسبب تغميق بشرة الوجه نحو السواد قد لا يبين التغير في الإنسان ذي البشرة السوداء القوية، ولكنه يبين جليا في البيض أو في ذي البشرة الفاتحة. لذا لم يكذب القرآن حين قال: "يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ"" آل عمران:106، وعليه فاسوداد الوجوه ناتج عن الرعب والخوف بسبب هرمون الأدرينالين!! وإذا قال قائل أننا نبعث بهيئة أو نشأة أخرى.. فما المعنى القول يوم نبعث من القبور، إن لم نكن بأجسادنا المادية؟ عموما، حتى لو فرضنا أننا سنقف أمام الديان بهيئة أو نشأة أخرى فالقرآن لم يكذب. فالخوف يثير إدرار هرمون الأدرينالين فتسود بشرتنا أي وجوهنا – وهي لغة لمن عاش الحياة كي يفهم معنى الموقف المرعب يوم الحساب خاصة - من طغى وعتى وظلم!! وهي لغة لمن يفهم في الطب أو قليل في الطب.
في هذه الأيام اكتشفوا أن عكس فعل الأدرينالين (هرمون الخوف) هو هرمون الأوكسيتوسين oxytocin وقد سموه anti-fear hormone وربما يبيض الوجوه كما في الآية!!
فالأستاذ صلاح شعيب لا حاجة له أن يقول: (فنحن نعلم أن هذه الآية ("يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ"") قد حملت فوق طاقتها. بعضنا استغلها ليجعل السواد مطابقا للقبح، أو الشر، أو سوء المآب، وآخر وظفها كحيثية لدمغ الإسلام بالعنصرية في ملابسات الإبقاء على أمر الرقيق والتخلي عنه تدريجيا. وفي كلا المحاولتين لاستغلال ترميزات السواد غاب التعقل، وحصدنا الحصرم من بعد دفع الثمن الغالي على مستوى التساكن، وبناء معاوله العصرية).
هذا التفكير أو التحليل متكلف ويعكس دونية التفكير!! فيسيولوجيا عند الخوف تسود بشرة الوجه بفضل صبغة الميلانين.
والآن نأتي للقسم الأكبر والأهم في هذه المقالة: لماذا الأسود أسود والأبيض أبيض؟
وقبل أن نسترسل يجب أن ننتبه فإلى الآن ليس هنالك بعد التحليل العلمي أعلاه ما يشير إلى أن اللون الأسود مذموم!! لا علما ولا قرآنا. فقد بينا أن لصبغة الميلانين السوداء وظيفتين: حماية من الأشعة الكونية أو ما شابهها معمليا، ووظيفة أخرى تنظيمية.
في الشق الذي يتعلق بوظيفية صبغة الميلانين تنظيميا سنجد الإجابة لماذا الأسود أسود والأبيض أبيض.
قبل كل شيء يجب أن تعرف أن هنالك أربعة فيتامينات سامة، والسمية هنا تعني زيادة الجرعة، وهم فيتامين د، ي، أ وأيضا ك. (D, E, A, K). وسنحصر كلامنا على فيتامين د أي D.
في دراسة مادة الفيسيولوجيا الطبية، يرتبط فيتامين (د) ارتباطا وثيقا بعنصر الكالسيوم، إلى درجة إنهما يدرسان معا، ذي حكاية المرحومة عائشة وأخوها الكاشف!! هكذا دائما يطرحان Calcium and Vitamin D Metabolism ويعني التمثيل الغذائي لعنصر الكالسيوم وفيتامين د.
أغنى مادة غذائية فيها عنصر الكالسيوم هو الحليب!! الكالسيوم في الحليب يوجد بصورة ذائبة soluble substance وحين تشرب الحليب يجب أن تقوم الأمعاء الدقيقة بامتصاص أو مرور الكالسيوم الذائب عبر جدارها إلى الدم؛ جدار الأمعاء الدقيقة غني بالشعيرات الدموية وهي المكان الطبيعي لامتصاص المواد الغذائية ومنها الكالسيوم. والكالسيوم مادة مهمة جدا لفسيولوجية الجسم، ويوجد الكالسيوم في الجسم في صورتين، إما صلب مثل العظام، والأظافر، والغضاريف، والأسنان الخ، أو في صورة سائلة في الدم والبلازما (سوائل الجسم = الدم ما عدا الكرات الحمراء)، ونسبة الكالسيوم في الدم حوالي 11 مجم في المليلتر المكعب. يدخل الكالسيوم الذائب في أنشطة حيوية عديدة منها انتقال السيال الكهربائي للأعصاب، وفي انقباض العضلات الإرادية، والعضلات لا-إرادية مثل القلب الخ. إذا كان هنالك نقص في الكالسيوم الذائب أي أقل من 11 مليجرام، يحرك الجسم الكالسيوم الصلب من العظام لصالح الوظائف الحيوية المهمة الأخرى ويحوله إلى كالسيوم ذائب، فينتج هشاشة العظام أو سهولة كسرها كناتج أو مرض عرضي.
الآن نأتي لعقدة المنشار!! إذا كان لديك نقص حاد في فيتامين (د) لن يتم امتصاص الكالسيوم (مثلا شربك للحليب) مطلقا في الأمعاء الدقيقة، بل سيطرد إلى الخارج عبر المستقيم. إذن بدون فيتامين (د) لن يدخل جسمك ولو جزئ واحد من الكالسيوم!!
والآن نأتي لبيت القصيد، ففيتامين (د) يصنعه الجلد!! أو يتم صنعه تحت الجلد وتلعب أشعة الشمس الدور الرئيسي في صنعه أي في تحويل ال vit. D metabolites إلى فيتامين (د)، وفي حالة غياب الشمس لسبب ما، مثل السجن تحت الأرض قد يؤدي حتما إلى نقص فيتامين (د)، أو الأطفال الرضع في الحرب العالمية الثانية الذين ولدوا في السراديب والأقبية تحت الأرض لبضعة سنوات، أصيبوا بلين العظام أو تقوس الساقين!!
أه..جئنا مرة أخرى لصبغة الميلانين السوداء وفيتامين (د). أولا تذكر كما قلنا سابقا أن فيتامين (د) سام أي سميته تحدث عبر الجرعة الزائدة، هنا تلعب صبغة الميلانين السوداء melanin pigment في الجلد دورا مهما وقاطعا (مثل الفلتر) في إمرار مقدار معين من ضوء الشمس لصنع مقدار معين من فيتامين (د) تحت الجلد وإلا كان موتك محتما!! هذه الحكمة الربانية كون الإنسان بشرته سوداء – أي غنية بصبغة الميلانين، هي محصلة تراكم عبر آلاف السنين ارتباطا ببيئة المناطق الحارة والدور "الذكي" الذي تلعبه الجينات الوراثية في الأماكن الاستوائية حيث أشعة الشمس تعمل بكل قوتها!!
ولكي تفهم سمية فيتامين (د) عبر الجرعة الزائدة، يمكن عمل ذلك معمليا في حيوان تجارب بحقنه في الوريد بجرعة كبيرة من فيتامين (د)، ماذا يحدث؟ يترسب الكالسيوم الذائبsoluble calcium في الدم، والبلازما وماء الجسم إلى كالسيوم غير ذائب insoluble calcium ويصبح مثل الأسمنت أو الكورال (حجارة ملحية على شواطئ البحار) في الأنسجة، والأعضاء مثل المخ والقلب الخ. بتعبير آخر كل الأنسجة والأعضاء تتحجر وتصبح مثل الأحفورة fossil وينتج الموت ربما في أقل من ساعتين!!
هذه هي الحكمة من كون الإنسان الأسود أسودا!!
ولا أجد في ذلك ما يعيب، بل العكس صحيح، أن الإنسان الأسود قابليته أعلى من الأبيض في البقاء إذا حدثت تغيرات مناخية على مستوى تغير المحور الرأسي لكرة الأرض، وحينها تصبح أوروبا مثلا منطقة استوائية، بينما النصف الجنوبي من أفريقيا قطبيا باردا!! سينقرض الأوروبيون بشكل سريع، ولا أدل من ذلك كيف عانى البيض في استراليا من سرطان الجلد melanoma عبر ثقوب الأزون!!
الخلاصة:
جهل الأستاذ صلاح شعيب بهذه الحقائق العلمية دفعه لكي يفلسف سواد الجلد ويصنع منه إيديولوجية وقيمة جمالية أو اجتماعية أو سياسية!! ونحن نعذره لهذا الجهل العلمي، فربما هذه الحقائق العلمية التي قمنا بسردها بعض أو ربما معظم الأطباء لا يدركونها. واختصارا، كلما ضعفت قوة أشعة الشمس شمالا أو جنوبا نحو القطبين كلما اضمحلت صبغة الميلانين وأصبحت البشرة فاتحة للحصول على كمية الضوء اللازمة لصنع فيتامين (د) تحت الجلد. بينما يعزى تفوق الإنسان الأبيض على الأسود بسبب الطبيعة الجغرافية، فعند خط الاستواء الطبيعة كريمة وغنية بينما شمالا حيث البرد القارص المهلك كان على الإنسان الأبيض أن يشحذ ذهنه لمقاومة الطبيعة الشرسة ويستمر في البقاء، وعليه شحذت وصقلت الطبيعة ذهنه وعقله على المحك مقارنة بالإنسان الأسود على خط الاستواء!! وحين اكتشف الإنسان الأبيض العالم الجديد وجد ثقافة إنسان خط الاستواء بسيطة وساذجة ومدمجة في الطبيعة فأستغله وأستغل خيراته، ولم يعزى الفوارق من حيث هي كما نفعل بل بررها بشيء من التزييف العنصري كون إنسان خط الاستواء أسودا، وبيولوجيته أقل من الأبيض وهو العكس.
لماذا فلسف صلاح شعيب سواد الجلد وصنع من السواد أيديولوجية وقيمة جمالية أو اجتماعية أو سياسية؟ في الحق، لم يلجأ الإنسان في مسيرته وصيرورته إلى الفلسفة إلا لجهله بكنه الظواهر التي في نفسه أو الكونية التي من حوله، فطرح الإنسان لماذا وكيف!! هذا هو ديدن الفلسفة والتجريد!! فالغموض، أي غموض، دفع الإنسان المفكر في كل عصر إلى الجنوح للتجريد واللجوء إلى الفلسفة طلبا للجواب، ولكن بعد تفجر ثورة العلوم الطبيعية التي فسرت كل شيء أو كادت، أجزم البعض أن الفلسفة قد ماتت، لأن كافة العلوم الطبيعة مثل الكيمياء، والفيزياء، والفلك الخ ولدت ونمت في داخل رحم الفلسفة (اللماذا والماهية والكيفية) ثم انفصلت عنها هذه العلوم!!
الفلسفة المعاصرة، لا تعني بماهية أو بكنه الظواهر والأشياء كما في السابق، بل تبحث الآن عن الغائية!!
إذن لو فهم الأستاذ صلاح شعيب بعض الكيمياء الحيوية، والقليل في علم الفيسيولوجيا لما كتب مقالته المؤدلجة هذه!! ولما أحتاج إلى الشعور بالدونية!! عموما، أنا شخصيا لا أعترف ب "العنصرية" حتى ولو وجدت واقعيا، فاتهامك للأخريين بأنهم قد يكونوا عنصريين ضدك يكفي لكي تسقط في الشَرَاك النفسية والشعور بالدونية. الصحيح أن تحاسب أو تحكم على الناس ب "سلوكهم" بغض النظر عن دينهم ولونهم وعرقهم. وللإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام قول قريب من هذا، قال: "ليست العصبية (العنصرية) أن يحب المرء قومه، وإنما العصبية أن ترى أشرار قومك خيرا من أخيار قوم آخرين".
أما الأستاذ زين العابدين صالح عبد الرحمن ومقالته التي جعل فيها د. نافع علي نافع محورها، فمقالته لا ترقى إلى مستوى الحقيقة أو قربها من الحقيقة إلا في بعض الخطوط القليلة. وضع الأستاذ زين العابدين د. نافع كرأس ومحور للمؤامرة الدائمة لصالح شخصه، وهذه سذاجة تحليلية. ويكاد أسلوبه يذكرني بقصة "اليهودي" عبد الله بن سبأ الذي لعب بعقول كبار الصحابة أجمعين فصنع "فتنة" مقتل عثمان، ومعركة الجمل الصغرى والكبرى، وصفين، الخ بل ويجزم في مقالته أن د. نافع يفعل ما يفعل لصالح ورقه وورقه فقط!! وبهذه المناسبة، عبد الله بن سبأ ليس سوى عمار بن يسار الذي كان منحازا للإمام علي بشكل سافر – لقد استخدموا التقية وكنوه باسم عبد الله بن سبأ خوفا من وضع أسمه صراحة لأن عمار متوج بأحاديث نبوية لا يستطيع كائنا من كان أن يمسه ولو بكلمة ودعك من قتله!!
ولنسأل الأستاذ زين العابدين، غضب الشيخ حسن الترابي من البروفيسور حسن مكي فتم تحنيطه من قبل المؤتمرين الوطني والشعبي إلى اليوم!! بينما خطط د. نافع على نافع مع علي عثمان مؤامرة اغتيال حسني مبارك في يونيو من عام 2005م فتم إزاحته من الجهاز فقط، ولكن لم يتم تحنيطه!! كيف تفهم الفرق؟
إليك النقطة التالية من حوار الطاهر حسن التوم مع دكتور حسن مكي:
ط: بمعرفتك القديمة به وسجنك مع الترابي هل كانت هناك مؤشرات لما حدث حالياً؟ الانشقاق في السلطة وغيره؟
ح: نحن لم نتدخل في النواحي الفنية في انقلاب الحركة الإسلامية، يعني ما كنا نعرف تفاصيل ما سيحدث لأنو كان هناك مكتب يضم سبعة أشخاص مثلوا اللجنة الفنية ونحن كنا نتلقى موجهات عامة فقط لكن في ذهني لم أكن أتوقع بعد الانقلاب أن يتولى الأمر شخص خلاف الترابي وكنت موقناً أن من يقوم بالانقلاب هو الذي سيدير دفة الحكم وما كنت متخيل الترابي يوليها -أي السلطة- لشخص آخر، لذلك أنا كنت منتبه إنو في النهاية السلطة سوف تذهب للعسكريين، وفي أول اجتماع مشهور جداً، الترابي قام كتب ورقة بها آراء خطيرة جداً هو ذاتو ما كان يدري الأمور حاتمشي كيف فأنا أتذكر في الاجتماع هذا كان يوجد في المنصة محمد الأمين خليفة وغازي وما عارف ليه الاثنين ديل بالذات في المنصة؟! وكان من الحضور الجالسين تحت الترابي علي عثمان ومهدي إبراهيم وإبراهيم السنوسي وأحمد سليمان وعثمان خالد وربما عبد الله حسن أحمد وشخصي وربما في اثنين لا أذكرهما آه صلاح كرار أيضاً كان موجوداً فما كان هناك شخص يريد أن يتحدث فقمت أنا وطلبت أن أتحدث وذكرت لهم (إن الأوضاع بالطريقة دي ما بتمشي) وأنا عايز اقترح الآتي: حل مجلس الثورة ويصبح البشير رئيس الجمهورية. يصبح الترابي رئيس مجلس الوزراء يصبح علي عثمان رئيس البرلمان (لم يكن موجوداً حينها)، وختمت حديثي بضرورة أن يتم كل هذا الآن وإلا فلن يتم ذلك الأمر أبداً، فالحديث هذا أشعل القاعة وجعل الكل يرغب في الحديث.
الترابي رافع يده وعلي عثمان يرفع يده يريد الحديث.. المهم عدد من الإخوان أيدوا كلامي وتحدث علي عثمان قائلاً: نحن نواجه مشكلة لمسها أخونا حسن وهي البعض يعتقد أن السلطة كلها تمشي للعسكريين ويعطوهم أربع سنة. أ.ه.
شنو رأي الأستاذ زين العابدين في كلام علي عثمان محمد طه الأخير؟
عسكرة السلطة، وإلغاء فصل السلطات الثلاثة، وتحويل الدولة المدنية إلى دولة بوليسية يحكمها جهاز الأمن بالحديد والنار هي أمور بينة إلى اليوم، وهي من بنات أفكار الشيخ الترابي بداية الإنقاذ في صالح "التمكين" ولا تغتر بقول علي عثمان "البعض يعتقد"!! ولو وجد هذا البعض فهم بالتأكيد أمثال علي عثمان، وعلي الحاج، ومحمد الأمين خليفة، وغازي صلاح الدين الخ
وبالرغم أن أحداث وتفاصيل انقلاب يونيو 1989م تعتبر فعل معاصر ولم توضع بعد على رف التاريخ، نلاحظ على مقالة الأستاذ زين العابدين سقوطها في منهج أو نظرية "أنف كليوباترة" وتقول هذه النظرية أو المدرسة التاريخية، هل لو كان "أنف" كليوباترة الجميلة "طويلا" و"قبيحا"، هل كانت حرب بحرية طاحنة ستشتعل ما بين العاشقين أونطونيو وأكتفافيوس، وتتحرك الأساطيل البحرية من روما وتغزو مصر الخ وعليه تعزى هذه المدرسة حركة التاريخ إلى الأفراد وإلى صفاتهم عدلهم أو طغيانهم، وطموحاتهم، وجشعهم، أو حبهم للسلطة الخ. فالأستاذ زين العابدين حمل الدكتور نافع أكثر مما هو حقيقي. وربما سميت هذه المدرسة بمدرسة "أنف كليوباترة" سخرية منها!!
أنبه الأخوة كتاب المقالات أن يتعبوا قليلا، وأن يمدوا حبال البحث والتقصي إلى مداه دون إسقاط العديد من النقاط المهمة من سياقها التاريخي، فمثلا الحركة الإسلاموية السودانية لها ارتباط بمكتب الإرشاد الدولي للإخوان المسلمين. هل يجوز إسقاط هذا العامل؟ وما هو تأثيره على طبيعة ما يجري في السودان؟ نقطة أخرى أن كل القيادات التي تحكم مصر الآن على رباط وشيج بفكر وعقيدة سيد قطب، هل سأل سائل أو باحث أو كاتب ما هو الشيء الخفي في عقل الشيخ الترابي؟ هل يسكن سيد قطب في عقل الشيخ حسن الترابي؟ ألا يلاحظ أن سيد قطب له زبائن كثر في السودان – أعترف د. حسن مكي أن كتاب سيد قطب "معالم في الطريق" هو الذي قلب حياته حين قارن مجتمعه في الحصاحيصا وكما ذكر:
"الحصاحيصا مدينة مختلطة وعمالية وبها مكتبات ومهرجانات، ولعل ما بقي في ذاكرتي من تلك المرحلة هو مكتبة الشعلة وتوجيهات الوالد، والشكل الثقافي والاجتماعي للمدينة، فالحصاحيصا كانت مدينة متأثرة بالاستعمار، بها أحياء للمومسات وبها مسجد واحد، وبها قهاوي، وكانت تحتفل بالمولد، وهو مناسبة للهو أكثر منه للتدين! والتجمعات الدينية كانت متصالحة مع اللاتدين الموجود، وكان هناك تآخٍ بين المئذنة وحلبة القمار، وبين البار والمقهى!!".
الصبي وقتها د. حسن مكي وجد ضالته في سيد قطب ويسميه شهيد: "كان هناك تخليط كبير في الأوضاع والمفاهيم في الحصاحيصا.. أطللت على الدنيا من خلال هذا التخليط، وخرجت من بين فرث ودم، لكن ليس لبنا خالصًا، وفي هذا التخليط كنت حريصا على قراءة المجلات المصرية، والجرائد السودانية، وكنت ألتهمهما التهاما، وكنت أقرأ وأنا طالب في المرحلة الأولية والمتوسطة ثلاث أو أربع جرائد يوميا، وأقرأ الألغاز البوليسية مثل أرسين لوبين، وشارلوك هولمز، والروايات العالمية، وروايات الهلال، وطه حسين، والعقاد إذا استطعنا، وجاء التحول الكبير حينما قرأت كتاب “معالم في الطريق” للشهيد سيد قطب!!".
لماذا سقط الصبي وقتها حسن مكي ضحية لسيد قطب؟
الماسوني سيد قطب يعتبر مرتكب المعصية الكبيرة كافرا..!! لقد صدق الصبي حسن مكي هذه الكذبة القطبية!! ألم يرى الصبي الخمر والزنا والميسر من الكبائر في الحصاحيصا وهي في تآخي مع المسجد، وكما قال مكي التدين يتصالح مع اللاتدين!! سيد قطب هذا الماسوني الأبله، الذي كان يكتب مقالات مطالبا بأندية لممارسة حق التعري وبحق التعري كحق مدني فجأة وبلا مقدمات يصبح مفكرا إسلاميا بفضل قوة خفية!! لم يفكر الصبي حسن مكي، لا اليوم ولا الأمس، حين سؤل النبي صلى الله عليه وآله هل المؤمن يزني؟ قال نعم؟ هل المؤمن يسرق؟ قال نعم، هل المؤمن يكذب؟ قال لا!! يكفي هذا الحديث النبوي حتى تسفه سيد قطب!! بل تنسفه!! وكما ترى حتى ارتكاب الكبيرة لا يخرجك من الإيمان إلى الكفر!! بل الذي يخرجك من الإيمان إلى الكفر هو الكذب..والترابي شيخ الكذابين!!
الحصاحيصا أو غيرها من مدن السودان لم تك شذوذا عن مقتضى حال ذلك العصر، فمدن العالم العربي بجميعه كانت صورة منسوخة من مدينة الحصاحيصا بفضل ظلامية الحكم العثماني وبطشه الذي أستمر أربع قرون ونصف، ومنعه منعا باتا فتح الكتب أو الاجتهاد – فكان حكم العثمانيين عنوانا للانحطاط بالبنط العريض!! بل ربما تميز الحكم البريطاني عنه في إيجابية صغيرة بتطبيق العدالة مقارنة بحكم الأتراك، بوضع القوانين المدنية والجنائية، وحتى المحاكم الشرعية!!
فتغيير حال مدينة الحصاحيصا أو غيرها إلى الصلاح مثلا لم يك يحتاج إلى أن تؤسس تنظيما إسلاميا وحركة إسلامية غامضة تدار بالأسلوب الماسوني، ثم لا تحتاج إلى تكفير أهل الحصاحيصا أو شعب السودان، ولا تحتاج إلى أن تهدم الحريات والنظام الليرالي الديموقراطي القائم وقتذاك الخ بل ربما كان في مقدور ضابط محلية صغير بمعية أعيان المدينة وبأسلوب ديمقراطي أن يغلق تلك البارات مع بعض المرونة والتدرج، وإيجاد البدائل الثقافية، وتوفير فرص العمل الخ وهي ظواهر تعالج من منظور علم النفس الاجتماعي والاقتصاد الخ لا التكفير وتأسيس حركة إسلامية ماسونية!!
حتى غازي صلاح الدين العتباني من زبائن سيد قطب. فورقته تلك عام 2003م "معالم إحياء الحركة الإسلامية" واضح من العنوان إنه مغرم بسيد قطب!!! أضف إلى ذلك أن نصف عقل السروريين يعشعش فيه سيد قطب الماسوني التكفيري!! والسروريون مدعومون من السلطة القائمة!! فهل يعقل بعد ذلك ألا يكون شيخ الحركة (الترابي) قطبي؟ لقد أخفى الترابي "قطبيته" تماما بصنعه بالون إسلامي فضفاض من مرحلة لأخرى، بينما نواته الخفية صلبة، فكيف تفسر لفظ الترابي للدكتور حسن مكي؟ لأن حسن مكي "ثرثار" لا يجيد حفظ أسرار المعبد.
نقول للأستاذ زين العابدين من الخطأ كأن لا ترى نظارتك سوى الدكتور نافع. فدكتور نافع ومجموعته اللصيقة يعملون مع ولصالح الشرعية التي يمثلها عمر البشير، وهذا الأخير يمثل الشيخ الترابي سرا!! هذه هي كل القضية!! بينما علي عثمان ومجموعته يمثلان خطا آخر مضادا. أضف إلى ذلك أن الشيخ الترابي لا يطيق العتبانية، لقد شطبهم بالكامل من تنظيمه حين أساء إليهم بربطهم ب "عتبة" والي مصر الكبير محمد علي بيك!! فإقالة غازي الأخيرة فضلا عن مشاغباته الفكرية والسياسية، وفضلا عن إرهاصات تشيعه، وإن صحت إقالته وكما يقال أقاله عمر البشير أو دكتور نافع، فهي أي الإقالة من املاءات الشيخ حسن الترابي - فالترابي لا يسمح أن يُمَس رجله في السلطة الذي يسمى عمر البشير الذي ستجدد له فترة رئاسية ثالثة. لقد تخلصوا من غازي كما تخلصوا من سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة – قتلوه في الشام بسهم غادر وادعوا أن الجن قتلته، بينما غازي قتلوه معنويا .
هل يعتقد أحدكم أن الشيخ حسن الترابي يعتزل السياسة بطولها وعرضها كلاعب محترف منذ نصف قرن ويكتفي بالجلوس تحت لافتة صغيرة تسمى المؤتمر الشعبي؟ هل رأيتم يوما ما هذا المؤتمر الشعبي يجلس في الملتقيات الإقليمية والدولية؟ قطعا لا. لقد توهم الجميع أن المؤتمر الشعبي حزب، وهذه إحدى أهم أخطاء المعارضة السودانية!!
شوقي إبراهيم عثمان
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.