بسم الله الرحمن الرحيم بقلم: د. محي الدين تيتاوي !! لأسبوعين متتاليين ظللت بالمنطقة المغاربية حيث انعقدت الجمعية العمومية للفدرالية الافريقية للصحفيين التي تضم خمسة أقاليم في افريقيا هي شرق وغرب وجنوب ووسط وشمال افريقيا وهذه الأقاليم تضم عدداً من الدول هي دول القارة..ويشرف الاتحاد الدولي للصحفيين على هذا التنظيم الدقيق للفدرالية،ويقوم النظام الذي يحكمه على نظام الاتحاد الدولي للصحفيين الذي يضم في عضويته أكثر من مائة ستة وستين دول في اوروبا وآسيا واستراليا والولايات المتحدة واميركا اللاتينية..وتنتظم هذه الدول وفق النظم المعمول بها في الاتحاد الدولي بحيث تتحدث كل نقابة أو اتحاد أو جمعية أو رابطة بحجم عضويتها.. فنيجيريا التي يبلغ حجم عضويتها 125 ألف عضو لها عشرة أصوات والسودان تبلغ عضويته المسجلة ستة آلاف عضو خمسة أصوات.. إذاً حجم المنظمة في انتخابات الاتحاد الدولي بحجم العضوية، فالنقابات والمنظمات بمختلف مسمياتها لها حق التصويت سواء في الإقليم أو الفدرالية أو على مستوى الاتحاد الدولي وانتخاباته يتحدد بحجم عضويته وليس بحجم دولته ويتحدد رسم اشتراكه لذلك بحجم عضويته وليس بحجم اقتصاده. خلال الأيام الأربعة التي انعقد فيها المؤتمر العام للفدرالية الافريقية بالدار البيضاء جرت مناقشة أوضاع حرية الصحافة في القارة وفق تقارير هذه المنظمات وجرى نقاش مستفيض حول الاعتداءات على حرية الصحافة في مختلف البلدان الافريقية وتم الاعراب عن عدم رضى الفدرالية عن حالة حرية الصحافة في القارة الافريقية ورفض سجن الصحفيين بموجب القوانين والمطالبة بضرورة تحرير قوانين الميديا من المواد المقيدة للحريات ومنع سجن الصحفيين بأسباب آرائهم..وقد توقف المؤتمر طويلاً حول حماية الصحفيين في المناطق الساخنة التي تعاني من الحروب الأهلية، ورأى ضرورة تدخل الأممالمتحدة عبر مؤسساتها الحقوقية بملاحقة قتلة الصحفيين والذين يستهدفونهم.. وبحث المؤتمر كذلك ضرورة تدريب الصحفيين على الحماية وكيفية حمايتهم من الوقوع في فخ الاغتيالات. من جهة أخرى ناقش المؤتمر كذلك التشريعات الإعلامية وحقوق الصحفيين في الحصول على المعلومات، وبيئة العمل الصحفي وشروط خدمتهم وضمانات مستقبل عائلاتهم..وفي ختام المؤتمر جرت الانتخابات لاختيار المكتب التنفيذي الجديد حيث فاز مرشح نيجريا محمد قربا بالرئاسة ونقيبه الصحفيين في انجولا بمنصب نائب الرئيس ونقيب الكنغو الديمقراطية بمنصب أمين المال.. وأربعة آخرين بينهم ممثل اتحاد الصحفيين السودانيين وتونس والكاميرون وزمبابوي وبوروندى وجاء ممثل النقابة الرواندية بمنصب الاحتياطي. وهكذا استطاع السودان أن يتخذ مقعده في الاتحاد العربي للصحفيين وفي الفدرالية الافريقية بالانتخاب السري بما يؤكد موقع السودان المهم في العالمين العربي والأفريقي..وفي شهر يونيو القادم ينعقد مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين بدبلن حيث تجري انتخابات مماثلة لاختيار المكتب التنفيذي بشرط أن تكون الدولة العضو مسددة لاشتراكاتها حتى نهاية 2012.. وعلينا سدادها خلال هذا الأسبوع وإلا فلن نتمكن حتى من حضور الجمعية العمومية.. علماً بأننا نواجه صعوبات في تحويل الاشتراكات لأي مكان خارج البلاد ناهيك عن توفر المبلغ نفسه..وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية للسودان.. تصوروا هذا.