كتبت:صباح أحمد لم أك أدري ان مقاليّ الأخيرين (عبد الباسط حمزة.. اختيار المنطقة الوسطي ما بين الجنة والنار) و ( يوسف الكودة.. حرق المراحل والمراكب) اللذين نشرا بعدد من المواقع الألكترونية قبل عدة أيام يمكن أن يفتحا شهيتي مرة أخري لمعاودة الكتابة بشكلها الراتب بعد أن قررت ترك العمل الصحفي بصورة قد تكون شبه نهائية نظرا للواقع المر الذي تعيشه الصحافة السودانية راهنا بصورة عامة وما وجدته أنا من معاناة ورهق ومطبات علي وجه الخصوص حيث اردت ان يكون الموضوعان بمثابة خطبة وداع لصحابة الجلالة إلي حين إشعار آخر وقصدت ترك العمل الصحفي تزامنا مع احتفالات الوسط الصحفي باليوم العالمي لحرية الصحافة بل واتجهات عمليا للدخول لدنيا العمل الخاص والحر في سوق الله أكبر واخترت ان تكون مهنتي الأولي بعد مغادرة محطة الصحافة هي (فتح بوتيك) ومحل لبيع العطور والكريمات وأدوات التجميل وتحولت من (صباح أحمد) إلي ( صباح سنتر) وهو محل يقع في الشارع الرئيس بامتداد ناصر محطة (5) والصدفة وحدها هي التي جعلت الموقع غير بعيد من مطعم (الموناليزا) الشهير والذي كنت لسنوات خلت ارتاده كزبونة وحيدة مداومة علي تناول وجبة العشاء فيه بعد انتهاء الدوام برفقة مجموعة من زملاء المهنة أمثال المعارض المغترب الأستاذ الحاج وراق – علاء الدين بشير – طلال اسماعيل - علاء الدين محمود – منعم سليمان بيجو – خالد سعد وأحيانا الطاهر ساتي واباذر الامين قبل أن تحدث في المطعم طفرة وتحديثات جعلت فيه مكانا خاصا بالنساء والاسر .. كان ذلك منذ سنوات سابقة وقد جرت مياه كثيرة من تحت جسر الاحداث والوقائع كان في مقدمتها زواجي في العام 2007م وتنقلي بين عدد من الصحف بدءا من (آخر لحظة – الحرة – الصحافة – السوداني والأهرام اليوم) ثم انجابي لنجليّ (احمد وتواد) ومع هذه الظروف التي كنت أحمل فيها أطفالي وهما رضّع زغب الحواصل لم أنقطع عن العمل الصحفي ولم أقصر في أداء المهام الصحفية في الحقل الاعلامي بل وأحيانا تضطرني الظروف للسفر خارج ولاية الخرطوم والمداومة علي ارسال وكتابة التقارير والحوارات والاخبار لكن كل ذلك لم يشفع لي عند بعض رؤساء التحرير والناشرين وأحيانا السلطات الامنية وقد لا يصدق القرّاء أنني وفي ظل ظروف حرجة كشهر العسل ومرات علي سرير الوضوع (النفاس)أقوم بارسال المواد المطلوبة مني ويشهد الله أن دافعي من وراء ذلك ليس طلب المال الذي اصبح واحدا من مطلوبات الحياة وتحسين الاوضاع بقدر ما كان الامر عشقا للعمل الصحفي وصل لحد الهوس ,ولهذا خرجت من عالم الصحافة (صفر اليدين) إلا من شهادات الخبرة والسير والسلوك.. *حسنا..قصدت بهذه المقدمة أن أدفع بمقالي السابقين بالتزامن مع احتفالنا باليوم العالمي للصحافة لطي صفحة مضت بكل جراحاتها وآلامها ومآسيها وحسناتها القليلة وفتح صفحة أخري في كتاب حياتي ابتدرها بالعمل الحر والخاص املا في مستقبل افضل رغم ما وجدته من احترام القراء الذين كانوا غالبا ما يثنون علي أدائي وكتاباتي استحسانا وأحيانا نقدا وهجوما وردا عنيفا.. وكنت أتوقع من تقرير (جهر) المعني بالتقصي عن أوضاع الصحفيين أن يشير مجرد الاشارة لما ظللت أعاني منه وأدفع فاتورة باهظة لحرية الكلمة والقلم والرأي من فصل وتشريد وإيقاف عن العمل الصحفي ينعكس علي وضعي وعلي وضع اسرتي وقد لا يشعر بهذا الا صاحب المحنة والازمة بل وأحيانا استدعاءات متكررة من السلطات المختصة للتحري والتحقيق معي غير أن (جهر) لم يجهر بذلك رغم أنه أورد حالات لكثير من الزملاء الصحفيين ذكرهم التقرير بالاسم والتاريخ .. *والشاهد ان ردود الافعال وتداعيات ما كتبته عن رجل الاعمال والراسمالي السوداني عبد الباسط حمزة الحسن والداعية السلفي الدكتور يوسف الكودة كانت اكبر مما اتصور فبعد نشر التقريرين اتصل بي الرياضي المطبوع الزميل الرشيد علي عمر هاتفيا ليتأكد ويستوثق من المعلومات والتفاصيل التي وردت في موضوع نائب رئيس مجلس نادي المريخ العاصمي عبد الباسط حمزة وما حواه المقال من اسرار استطعت الحصول عليها من(بيت الكلاوي) فكان الرد بالايجاب وان المصادر التي استقيت منها هذه المعلومات موثوقة وامينة..وفي صباح اليوم التالي كانت المادة تتوسط ووتوهط الصفحات الداخلية لجريدة(الاسياد) واسعة الانتشار التي يتلقفها انصار الموج الازرق.. وبالطبع لم ينس الرشيد علي عمر الاشارة والتعليق علي تقريري عن عبد الباسط حمزة في عموده المقروء(شريان رياضي).. نسيت ان اذكر لكم ان اتصال الرشيد علي عمر سبقه اتصال آخر من الزميل امير عبد الماجد رئيس تحرير نفس الصحيفة يسأل من ذات المادة.. اما فيما يختص بمادتي عن يوسف الكودة والتي كتبتها بعد قراءتي لتغريدة الرجل علي حائط حسابه االشخصي بالفيس بوك تحسر فيها علي تجربته كداعية سلفي مفرغ من وزارة الشئون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد ببلاد الحرمين الشريفين ونشرتها صحيفة(السودانى) في مقالات الرأي بالصفحات الداخلية فقد امتلا بريدي الالكتروني بالرسائل والردود والتعليقات والتعقيبات علي ما اثرته ايضا من تفاصيل تتعلق بمسيرة ومشوار الشيخ الكودة الطويل في العمل الدعوي والاسلامي والسياسي والاعلامي.. ودعوني قبل الاسترسال والخوض في ملابسات وتفاصيل قضية الشيخ يوسف الكودة اشير واؤمن علي علاقة وطيدة ووثيقة جمعتنا_انا وزوجي الصحفي الهادي محمد الامين_ بالرجل,علاقة ممتدة كانت ولا زالت على مستويات مختلفة ومتعددة فعلي الصعيد الشخصي فالكودة كان اول الحاضرين القادمين لمناسبة زواجنا وفي المقابل كان الرجل اكثر حرصا علي التواصل معنا والسؤال الدائم عن احوالنا بل وكان كثيرا ما يطلب منا المشورة ومشاركته الرأي في قضايا كثيرة سياسية واعلامية اللهم الا سفره لكمبالا وتوقيعه علي ميثاق الفجر الجديد,وانتهت القضية علي النحو الذي انتهت اليه حيث تم اعتقال الرجل في مطار الخرطوم ثم اقتياده الي سجن كوبر ليمكث في الحبس قرابة الشهرين الا قليلا.. وللتاريخ فان الشيخ الكودة وفي طريق عودته للسودان من يوغندا عن طريق مصر اخطرنا بموعد وساعة عودته.. *المهم.. يبدو ان المقال المذكور بعنوان (يوسف الكودة ..حرق المراحل والمراكب) ورغم ما اظنه من مهنيته ودقته في التناول والاستعراض والتحليل في محتوي ومضمون المادة محل النشر الا انه اثار شئيا من الاستياء وربما (الغضب الجميل) لدي الرجل كانت نتيجته اتصال هاتفي مرة لشخصي ومرة ثانية لزوجي نفي فيه جزئيتين حواهما المقال ,الاولي صلته بالمجلس العالمي الايراني للتقريب بين المذاهب الذي يترأسه اية الله التسخيري والثانية ان يكون الدكتور عصام البشير ضمن دفعته في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالسعودية.. وربما تكون هاتين الاضاءتين بمثابة تصحيح مني لخطأ ورد في المقال وجب تصحيحه.. ولان الشئ بالشئ يذكر فقد كان من ضمن ما ورد فى بريدي الالكتروني رسالة بعث بها الدكتور كمال الدين عبد المحمود طيب الاسماء المقيم حاليا بايرلندا اثني فيها علي المادة المنشورة عن يوسف الكودة والوزير السابق محمد ابوزيد والشيخ اسماعيل عثمان الرئيس الحالي لجماعة انصار السنة والدكتور عصام البشير رئيس مجمع الفقه الاسلامي منوها الى انه كان ضمن دفعتهم وزميلهم في الجامعة لكنه تقدم عليه بعام وكان سبب تأخر الثلاثة_الكودة واسماعيل عثمان ومحمد ابوزيد_ حسب ما ذكر طيب الاسماء هو انتظارهم لتذكية وتوصية الشيخ الهدية لثلاثتهم بينما كان الدكتور عصام البشير وقتها يعمل علي انجاز رسالة الماجستير.. واثناء انشغالي ومحاولاتي لتصحيح ما نفاه الشيخ يوسف الكودة فاجاني القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاستاذ على السيد المحامي برسالة هاتفية كان مضمونها الاشارة والتنبيه لمقال كتبه الاستاذ شوقي عثمان ابراهيم بسودانيز اون لاين ونشرته عدد من المواقع الاليكترونية يتحدث عن ما سردته عن يوسف الكودة بعنوان (يوسف الكودة والصحفيان صباح احمد والهادي محمد الامين).. وقد حملت مادة الاستاذ شوقي اشارات واشادات بشخصي وزوجي الهادي وكان مدخلها تمنياته منحنا جوائز تقديرية علي جهدنا وكتاباتنا الصحفية ودعوني اقول ان كلمات الرجل اربكتني وجعلتني في موقع التردد والحيرة بين قرار مسبق بالتوقف عن العمل الصحفي _ولو مؤقتا- وبين الاستمرارية في ظل الظروف الحالية وحقيقة لا ادري اي الخيارين اختار؟!!