بقلم حسين الزبير مقدمة عندما يبتلي العلي القدير امة بالفساد، تكون العواقب وخيمة، حيث تمتد آثارها لجميع مناحي الحياة. لكن يجب ان نفرق بين الفساد العارض، او ذاك النوع الذي يتفشي بين صغار موظفي الخدمة المدنية لسوء الاحوال الاقتصادية، و الذي يمكن محاربته بتفعيل الاجهزة الرقابية و بتحسين سبل كسب العيش. لكن احيانا يكون الفساد فسادا نظاميا شاملا، بل يوصف بالفساد المستوطن. و هذا النوع من الفساد يسود عندما يكون الفساد متاصلا و مندمجا في النظم الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية، اي ينتشر في بيئة تساعد علي تكاثره وتدعمه و تسانده. و هكذا فان الفساد النظامي ليس نوعا من انواع السلوك الفاسد ، بل وضع تكون فيه المؤسسات و العمليات الرئيسية للدولة تحت امرة افراد او مجموعات فاسدة ، و هكذا يصبح الفساد امرا مقبولا في المجتمع . ومن المؤسف ان هذا النوع من الفساد هو الذي ابتلانا به رب العباد في السودان، حتي أن رجل شرطة في اقصي شمال االسودان ، في محلية البركة "الترعة" لا يجد حرجا في تعذيب رجل في الثمانين من عمره محتجز في قضية اتلاف ممتلكات شخص آخر ، و لم يسمحوا باخلاء سبيله لان الضامن جاء بعد الثانية ظهرا! و احتجز هذا الرجل المريض، و هوفي الثمانين من عمره، ليمارس عليه الفساد شرطي في سن اصغر اولاده، و ذلك لانه لا يتوقع محاسبة من احد!! عندما يصل الفساد لهذه المرحلة، تختل الموازين و القيم و تعوق البلاد بامراض اجتماعية لا يمكن علاجها الا بجهد و مثابرة ، وفي فترة لا تقل عن عقدين علي الاقل. و المؤسف ان الناس في بلادي مشغولون بالفساد في قيمته المادية، اي الاموال التي تنهب، و ينسون الآثار الاجتماعية للفساد، و من وقت لآخر يشتكون من الغناء الهابط، و مما يحدث في المجتمع من تفكك ، و انتشار الانانية و انعدام الشهامة و المروءة السودانية! علاج وضع كهذا يحتاج الي برامج و مؤسسات ثقافية ، لتعديل السلوك المعوج ، و الذوق الفاسد. و هذا هو السبب الذي دعاني يوما لاقتراح انشاء مكتبة عامة في الخرطوم ، و تفعيل البرامج الثقافية التي ربما تعيد التوازن لشباب بلادي. و رغم الظلام الدامس لا يخلو ان تجد ضوءا خافتا في ركن او اكثر. و من هذه الاضواء الخافتة ذاك البرنامج العظيم "اغاني و اغاني" الذي يقدمه لنا الاستاذ الكبير السر احمد قدور. المشكلات الاجتماعية التي عوقت بلادنا، و التي اصبح اثرها واضحا في المدن الكبيرة، خصوصا العاصمة، الترياق "المنقذ للحياة" لها هي البرامج الثقافية، متمثلة في دور الثقافة كالمكتبة العامة، جمعيات الموسيقي و الفنون و المسرح .....الخ، و مثل هذه البرامج الذكية التي تقدم المتعة و معها ما ينفع الناس، خصوصا الشباب "دخرينا لي بكرة". اخصص مقالي هذا عن هذا البرنامج، بعد ان تسني لي مشاهدة جميع حلقاته من عام 2009 و حتي عام 2012، خلال الشهرين الماضيين التي كنت الازم فيها حفيدتي الجميلة الامورة "ملك" ابنة بنتي الدكتورة أمل حسين الزبير، في ضاحية من ضواحي لندن. برنامج اغاني و اغاني في رأيي الشخصي هذا البرنامج ،برنامج فني و ثقافي و تربوي في المقام الاول، قبل ان يكون برنامجا ترفيهيا. و الذي يدعوني لهذا الاعتقاد هو ما درسته عن التربية و التعليم في "كلية معلمي المدارس الوسطي" في معهد بخت الرضا العظيم، في عام 1966. و هي قاعدة بسيطة: ان المعلومة التي تلقن ، هي اضعف المعلومات التي تنقل للمتعلم، بينما المعلومة التي تقدم بوسيلة ايضاح اكبر اثرا من تلك الاولي، و التي يتم تعليمها بنشاط مدرسي ، يكون خبرة للطالب لا تنسي و بذلك اقوي اثرا و رسوخا في الذهن. و من هنا كانت احسن مقررات التعليم الاولي، الجغرافيا، حيث كانت البداية في السنة الثانية بزيارتنا للبوستة، مركز الشرطة، الدكان ...الخ و كذلك البحث عن الكنز المدفون بقراءة الخريطة. و في السنة الثالثة زيارتنا للقولد ، لريرة، للجفيل، لبابنوسة......الخ وما يصاحب نشاطات المقرر من بناء المسكن الخاصة لكل منطقة، و احيانا اعداد الطعام الخاص بمنطقة الزيارة ، يصاحب كل هذا ذاك النشيد العظيم: في القولد التقيت بالصديق انعم به من فاضل صديق في هذا البرنامج، يقدم لنا الاستاذ السر تاريخ الغناء السوداني بنفس اسلوب بخت الرضا، و كأنه كان معي في الدفعة 28. يقدم المعلومة ان كانت تاريخية او فنية او ادبية، من خلال حدث طريف في التاريخ ، او مغلفا بحكاية عن فنان، او بشرح فني مبين، ثم تثبت المعلومة باداء التيم العظيم. قبل ان ادعم رأيي بالامثلة، لا بد من القاء الضوء علي بعض الدعائم لهذا البرنامج ، الذي يمثل قلعة بنيت علي اربعة اعمدة: الفرقة الموسيقية، الاستاذ السر قدور، الفنانات و الفنانين، ثم التيم العامل في تلفزيون النيل الازرق. الفرقة الموسيقية في هذا البرنامج ، ايضا في رايي الشخصي، لها خاصية عجيبة: تشحنك طربا و فرحا و كانك لم تسمع اداء الاغنية من قبل، رغم ان الواقع اننا جميعا سمعنا هذه الاغنيات تؤدي من الاساتذة الذين تغنوا بها، تحس انك تسمع اللحن اول مرة. جربت ان استمع لاغنياب بعض الشباب من الجنسين مع هذه الفرقة، و مع فرق اخري و في برامج اخري ، ووجدت فرقا كبير في الاداء! مثلا جربوا ان تسمعوا اغنية مرت الايام باداء فهيمة بمصاحبة هذه الفرقة، واسمعوا نفس الاغنية و هي تؤديها مع فرق موسيقية اخري، و جربوا ذلك مع اغنيات منار و ريماز و طه سليمان و ستحسون باختلاف هذه الفرقة عن غيرها. و لذا فانني اعتقد ان هذه الفرقة الموسيقية دعامة اساسية في نجاح هذا البرنامج. اما الاستاذ السر قدور ، فهو فرقة كاملة من المراجع الفنية و التاريخية، و خبرة ثرة في مجال الاعلام عموما و في ميادين الفنون الموسيقية و المسرح ، و ذو ثقافة عالية في مجال الادب و الشعر الغنائي علي وجه الخصوص. و فوق ذلك فانني احسد هذا الرجل علي ذاكرته القوية، و اريد ان اعرف كيف ينشط ذاكرته بهذه الطريقة المذهلة؟! فالرجل اكبر مني سنا بالتأكيد، ففي عام 1954 عندما كانت تجاز مسرحياته ، كنت طالبا في السنة الثانية في مدرسة عبري الوسطي. و في السنوات الاخيرة و بتكاسل الذاكرة اصبحت مدمنا للعبة السودوكو، مشاركا صديقي و نسيبي العزيز المهندس الزراعي حسن حامد مدني، في هذه الهواية. لكن لاحظوا معي كيف يستدعي هذا الرجل الذكريات ذات الصلة بموضوع الحلقة، و كانها من احداث الامس القريب. بسم الله ما شاء الله ربنا يزيدك من نعيمه و يسعدنا بطاقاتك و ابداعاتك. (بس ورينا انت بتاكل شنو!) اما الفنانين و الفنانات، فهؤلاء هم ملح البرنامج و فاكهته، و الدروس التي يقدمها الاستاذ السر هي دروس لهم اولا قبل المشاهدين ، و الغريب في الامر ان الذي يتلقي درسا من مدرسة ما يدفع مقابل دروسه ، او يتلقي العلم مجانا، لكن في حالة الشباب هنا فالدروس تقدم مع جائزة مالية مقدرة! فلا حسد ، دي هدية من الله و الله بدي الجنة. فقد كان الاستاذ موفقا جدا في اختياره لهؤلاء الشباب، و استطاع ان يقدم لنا من خلالهم اعذب و اجمل الالحان، و رغم تحفظي علي كلمة "شباب" للبعض، و هؤلاء هم الذين انشأ لهم الاستاذ فصلا خاصا في حلقات 2012، و اتي لهم بالفة من الذين حضروا موضات تياب الخمسينيات، وهو الاستاذ المبدع حسين شندي. و كان اختياره للشابات موفقا شكلا و موضوعا ، فلو طلب مني ان احدد ترتيبهم في الجمال و الاناقة ، لما ترددت لحظة في ان اقول له جميعهن في مرتبة الاول مشترك. لكن لهم خاصية اخري الاداء المبهر ، فمن منا استمع من قبل لاداء اغنية مرت الايام كما ادتها فهيمة، و من منا استمتع باغنيات الشفيع كما تؤديها شموس، و هذه امثلة و لكل واحدة او واحد منهم ابداع معين في هذا البرنامج. و هؤلاء هم الذين يجب ان يؤسسوا لمدارس فنية مرتبطة بتراثنا الغنائي العظيم، و يكونوا قدوة لاجتثاث الغناء الهابط و ارساله الي مزبلة التاريخ مع الفساد ان شاء الله. الركن الرابع للبرنامج ، يتكون من اؤلئك الجنود المجهولون، فرقة الجهاز الفني في تلفزيون قناة النيل الازرق ، و الذين بالتأكيد لهم دور اساسي في وصول البرنامج الي شاشاتنا بالصورة التي نشاهدها بها. ابديت دهشتي باداء الفرقة الموسيقية لاحد الاصدقاء، فقال الفرقة الموسيقية لا شك فرقة عظيمة، لكن هنالك عامل آخر لنجاح الفرقة ، و هو هندسة الصوت في قناة النيل الازرق. التحية لكل العاملين في هذا البرنامج العظيم، و في رايي الشخصي هذا البرنامج ، شبيه ببرنامج حقيبة الفن، و يجب ان يستمر ما دام الاستاذ السر قادرا علي العطاء، و اسأل الله العلي القدير ان يمتعه بالصحة و العافية و العمر المديد ان شاء الله. لكي اعلق علي تفاصيل هذا البرنامج ، اخترت حلقتين من كل عام ، في الفترة ما بين 2009 – 2012، و رغم ان الاختيار كان عشوائيا، جاءت الحلقات التي اخترتها مفيدة جدا، فالي تلك الحلقات: 1. الحلقة التاسعة من برنامج 2009 هذه الحلقة كانت عن الفنان محمد احمد عوض ، الفنان الشعبي الشهير رحمه الله، و يبدأ الاستاذ هذه الحلقة بمعلومة مهمة يصدق فيها المثل "رب صدفة خير من الف ميعاد". و حكي لنا قصة هذه الصدفة ، و اتوقع ان يكون اي مهتم بالبرنامج ملما بما جاء في هذه الحلقة، و ان لم تكن ايها القارئ ابحث عن حلقات هذا البرنامج و لن تندم. المعلومة الثانية التي قدمها الاستاذ في هذه الحلقة ، ان الفن الغنائي في بداية ستينات القرن الماضي كان مقتصرا علي ثلاثة انواع: حقيبة الفن ، الغناء الحديث، و الحان موسيقي الجاز. و تغني الاستاذ محمد احمد عوض بنوع جديد اسس له و هو الغناء الشعبي. ما الذي يستفاد من هذه الحلقة، للشباب الطامح في ارتياد مجال الفن؟ امرين هامين: اولا ان الانسان الموهوب يبدأ في الاستفادة من موهبته كهاو اولا، مثلا يتغني لاصدقائه، و حتما ستأتي اللحظة التي ستقدمه للساحة الفنية. الامر الثاني ان المبدع في مجال الغناء و الموسيقي، قد يبدع و يضيف للتراث الفني دون ان يتلقي التعليم و التدريب الاكاديمي، لكن ليس هنالك اي شك في ان الموهبة مع العلم اجدي من الموهبة بمفردها. و الملاحظة التي لفتت نظري، ان الاستاذ يحكي بتلقائية عن الزمن الجميل الذي مضي، و تأتيه المقاطعات من الاستاذ عاصم البنا، الا ان الفنان عاصم دون ان يدري، يورط نفسه. في هذه الحلقة مثلا يتحدث الاستاذ عن الموهبين الذين ساهموا في الاضافة للتراث الغنائي، و يتحدث عن فترة الخمسينيات، و يصححه الاستاذ عصام ، بثقة من حضر تلك الايام، اذن يا استاذ عصام لا حرج علي الاستاذ مصطفي البطل ان استنكر تمثيلك للشباب في تونس؟! 2. الحلقة 29 من برنامج 2009 كانت هذه الحلقة عن الاغاني التي تركت اثرا بليغا في وجدان الشعب السوداني. فتحدث عن عدد من النماذج: سوداني الجوا وجداني بريده لزنقار، مرتبطا مع الحرب العالمية الثانية، و كان بدري عليك للفنان الراحل عمر احمد، الاغنية التي صارت حزينة لوفاة مغنيها قبل انتشارها، و رائعة القرشي و الشفيع ، اليوم سعيد مرتبطة مع البان جديد في كردفان، و اخيرا المقارنة الرائعة بين الفراش الحائر و الملهمة. و قد تعودنا في ذاك الزمن المقدمات الموسيقية الجميلة للاستاذ عثمان حسين ، و قد ابدع عوض حمودي في عزف مقدمة الفراش الحائر. و المستفاد من هذه الحلقة ان الاعمال الغنائية الخالدة ، تكون كذلك بمعناها و ارتباطها بالوطن، او لمناسبة خاصة، او لتقبل الجمهور لها، و هنا يؤكد الاستاذ اهمية المحافظة علي النوعية المتميزة للاداء السوداني، و اهمية الموازنة بين الاصالة و المعاصرة. و بالطبع الاستاذ لا يرفض المعاصرة و لكنه يؤكد اهمية التأصيل – لكن تأصيل السر قدور يختلف عن التأصيل الذي يتشدق به آخرون ، و لا نري لهم تأصيلا، بل نري الكثير من "يحزنون"!! 3. الحلقة 8 من برنامج 2010 هذه الحلقة كانت عن الموسقار العظيم الاستاذ برعي محمد دفع الله، و في هذه الحلقة اراد الاستاذ ان يعلم الاجيال الجديدة اهمية الحق الادبي و تقدمها علي الحق المادي. و اكد ان الاستاذ برعي محمد دفع الله هو الذي ابرز شخصية الملحن في الحقوق الادبية ، ثم اتبع ذلك بحديث فيه كثير من المصطلحات الموسيقية،مثل تلحين المعاني و التكوين الصوتي. و بعد ذلك قدم كثيرا من الالحان العذبة للموسيقار الكبير برعي و التي تغني بها كبار الفنانين. ثم طلب منا ان نمعن في لحن المقطع: "الخانت عهودك ما تبكي عشانا" ، و تمعنت و لم افهم شيئا!! و اهم جزء في هذه الحلقة مقطوعة فرحة شعب، التي استمعت اليها، نتيجة لشرح الاستاذ ، لاول مرة و انا مبهور بعبقرية هذا الموسيقار العظيم. 4. الحلقة 15 من برنامج 2010 هذه الحلقة كانت عن الاستاذ الكبير صلاح احمد محمد صالح ، و بدأ الحلقة بان قال لنا : ساحدثكم اليوم عن علم من اعلام هذا السودان – و لانه يعلم ما اصاب كلمة علم من استخدامات مبتذلة، في هذا العصر المبتذل اصله و فصله، و المبتذلة كل اشيائه، اراد ان يبين ما يقصد بالعلم فقال: العلم وفق ما جاء عن الاستاذ صلاح نفسه هو: الجبل الشامخ الراسخ، ثم سند قوله ببيت من الشعر و آية من القرآن الكريم. و كما تعلمون نسمع اليوم عن علم من اعلام المؤتمر ، وعلم من اعلام الحركة ...الخ ثم عرفنا بالاستاذ العظيم ، صاحب برنامج حقيبة الفن الخالد، و الاذاعي العلم ، و الدبلوماسي القدير، و شاعر الفصحي و شاعر الاغاني المتميز، ثم اطربنا بابداعات هذا الهرم السوداني، متعه الله بالصحة و العافية. و بمناسبة الروائع التي قدمت في هذه الحلقة، وجه نداءا لوزير الثقافة – فهل يا تري وجد اذنا صاغية؟! 5. الحلقة 13 من برنامج 2011 الحلقة مخصصة لابداعات الاستاذ الراحل فضل المولي زنقار، و قدم الاستاذ للحلقة ، بان فترة زنقار شهدت ثلاثة احداث هامة: عالمي و فني ووطني. الحدث العالمي كان الحرب العالمية الثانية، و الفني ظهور انغام التم تم و الوطني كان الازدهار الاقتصادي الذي عم البلاد في تلك الفترة نتيجة لرواج تجارة القطن، الثروة الرئيسية للسودان في ذاك الزمن الجميل. فقدم كثيرا من المعلومات المفيدة للشباب و امتعنا بتخير الالحان الرائعة. 6. الحلقة 16 من برنامج 2011 هذه الحلقة كانت حلقة تطريب استثنائية ، حيث تشرفنا جميعا بتواجد فنان القمة الاستاذ محمد الامين متعه الله بالصحة و العافية. ما قيل عن الاستاذ الكبير في حضرته كان قليلا و مختصرا ، الا ان المتعة كلها كانت في الاغنيات التي قدمها الاستاذ، و التي قدمها فنانو البرنامج. لكنني شعرت بان الفنان محمد الامين لم نقل في حقه ما يستحق و في اثناء كتابتي المقال ، و الذي عادة يستمر لاكثر من يوم، كنت اتصفح سودانايل ووجدت بنتا من بناتنا ، الاستاذة وفاء احمد جعفر الخليفة، من جيش الغد المشرق تكتب عن الاستاذ محمد الامين في سلسلة حكايات، و تقول: (تفجر أغنية محمد ألامين إحساس الأمل بغد مشرق وأفضل وأحسن لسودنتنا المنسية وترد على تساؤلات كثيرة كانت تراودني عن سبب إهتمام والدي ووالدتي بالرسم والرياضة والموسيقى والمطالعة. ذكر لي أبي أن إحدى وصايا إبن عمه محمد خير عثمان الخليفة-وزير التربية سابقاً- أن يهتم بكل تطلعاتنا كأبناء له وان يقدم كل مايستطيع لتقويتها.ما تمثله هذه الاغنية شخصياً هو إعداد كل الأباء وألأمهات لجيش فجر الغد..... الفجر المأمول لإحياء كل ماهو جميل ورائع في وطن كادت أن تنقرض فيه كل معالم الانسانية تحت مسميات كثيرة . وطن ينتظر قدومنا حاملين رايات السلام ...جيش الفرسان ...جيش مهيرة وعزه وأخريات ....فهل لنا أن نستجيب لهذا النداء ونحقق هذا الأمل .") ماذا اقول؟؟ لا شئ غير: عمار يا سودان، و الله العظيم عمار باذن الله 7. الحلقة 14 من برنامج 2012 هذه الحلقة كانت عن الاغنيات التي تتحدث عن ظلم الحبيب، فكيف قدم هذه الحلقة هذا الاعلامي القدير؟ بدأها بجدل دار حول بيت من الشعر ، و دار الجدل في مكانين مختلفين: في الخرطوم و القاهرة. وبيت الشعر يقول: و من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه حلوا فقد جهل المحبة و ادعي و قدم لنا نماذج من اغنيات الظلم ، حتي جاء دور اغنية الفنان العظيم عثمان حسين، فاشار بحماس و اعجاب لعبقرية هذا الفنان في التلحين، حيث تبدأ اغنياته بكلمة واحدة يرددها لحنا عبقريا حتي يسوقك الي جملة الشطر او البيت. ما اعظم فنانينا و ما اعظمك يا استاذ السر. 8. الحلقة 27 من برنامج 2012 كانت هذه الحلقة عن الهرم النوبي خليل فرح، الذي ، و لنشوتي و فخاري، مجده الاستاذ السر بانه لم يتأثر بشئ غير الحضارة النوبية، فكان تأثيره علي الفن السوداني مختلفا في اللحن و الكلمة، و يشير الي تعابيره الغريبة علي الشعر الغنائي في السودان ، مثل: ضاري حسك ... او كفانا دلال يومك، ثم تعرض لالحانه الوطنية و نبه الي ان خليل و رفاقه المناضلين ضد الاستعمار الانجليزي كانوا يتغنون للوطن بصوت خافت لزوم تأمين الحركة الوطنية. في الختام اقول ان هذا البرنامج مدرسة ثقافية تربوية ، يجب ان تشاهدها الاسر بحضور كل افرادها، و يتولي الآباء و الامهات مهمة الشرح والاشارة لما يجب ان يتنبه له "جيش الغد" باذن الله. رب وفق الاستاذ السر قدور و تيمه من موسيقيين و فنانين و جنود مجهولون لارساء دعائم هذا العمل الفني الجميل، و حقق لنا به ما نريده ف لجيش المستقبل. و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.