هاج وماج قَسوُر غابه ، والحنجرة التى تعب الاطباء الالمان فى ترميمها انشرخت من جديد واصبحنا لا نسمع الا حشرجة الاموات . انه الفريق عمر البشير وهو يلقى خطابه قبل الامس فى نصر بطعم الهزيمة ، شهرا كاملا لا يستطيع جيش بكل اركانه وقضه وقضيضه استرداد مدينة صغيرة ( ابو كرشولا ) لا تتجاوز مساحتها حى العباسية بامدرمان . الرئيس لم يتحدث عما جرى وكيف بامكانه ان يضع حداً له ولم يطمئن احداً بان ذلك لن يتكرر ولم يتحدث عن انهاء الحروب ولم يقدم رؤية او فكرة وانما هدد بمزيد من الحروب داخل وخارج السودان ، ويضيف ياسر عرمان ( حضرنا فى اب كرشولا ولم نجدكم وخرجنا ولم نستاذنكم والعاقبة عندكم فى المسرات القادمة ) . ثلاث وعشرون عاما من الحروب على اهلنا فى الهامش انتهت بفصل الجنوب واحتلال حلايب والفشقة وموت الآف فى دارفور وغيرها وتدهور معاش الناس وتشريدهم خارج البلاد واستشراء الفساد ووجود القوات الدولية لحماية المواطنين من الحكومة . ابو كرشولا كانت اختباراً فشل فيه جيش الانقاذ بامتياز وهذا الجيش الذى تم تدميره بمنهجية منظمة حتى لا يشكل خطراً على عمر البشير وتم حرمانه من القادة المهنين والضباط الافذاذ وكذلك محروم من اى مناورة عسكرية مع جيوش العالم الاخرى للخبرة والاحتكاك اما سلاحه فقد افسده وزير دفاعه بصفقات السلاح الفاسد . لقد اتضح عزلة هذه الحكومة من اى غطاء شعبى او تاييد لسياستها الرعناء ولا يغرنك نبيح المستفدين فى اجهزة الاعلام . لقد استطاعت الجبهة الثورية دخول مدينة ابوكرشولا باسلحة خفيفة ولكن بقلوب مثقلة بالايمان بقضيتهم وعقيدة قتالية واضحة واستطاعوا تدمير متحركات الحكومة الواحد تلو الآخر وانسحبوا اخيرا دون اى خسائر وحفاظا على المواطنين من القصف العشوائى للطائرات ولم يعرض الكاذب الرسمى الصوارمى سعد او اجهزة الاعلام التابعة اى خسائر او اسرى للحركة الثورية والآن انضم ثوار الشرق للحركة والبلد تشتعل من كل صوب وحتى الآن لم تعرف المخابرات العسكرية اين يكمن مقاتلو الجبهة الثورية بعد انسحابهم من ابوكرشولا وفى اى مكان سوف تكون الفرحة الجاية . اما التخبط فى الخطاب وارتجال السياسة الخارجية بمقاطعة الجنوب وبتروله ( خليهم يشربوه ) فهذا شيى مقرف ان تدار دولة بهذه الطريقه اللاعقلانية والالفاظ النابية وهو الخبر الوحيد الذى تداولته الفضائيات الاجنبية اما القرارات التى تتخذها الاممالمتحدة ويقوم بالغائها اثناء ( هوشاته ) الحمقاء فانه يتراجع عنها مائة وثمانون درجة دون ان يطرف له جفن بعد ايام او شهور . لقد اتضح جليا ان هذه الحكومة يجب ان ترحل اليوم قبل الغد ولا يصلح فيها ترقيع او اصلاح وسوف تخرج الجماهير بعد شهر اواثنين بعد رفع الدعم عن الكهرباء والبترول والسكر وخلافه وبعد صرف المال للتجيش لحماية نظامهم الفاسد وميزانية الحرب التى لوح بها المجلس لوطنى الذى يفترض به ان يمثل السلطة التشريعية المنفصلة عن السلطة التنفيذية والقضائية لا علاقة له بواجبات وادبيات المجالس التشريعية فى العالم ومن ناحية اخرى هل من الممكن ان يضحى عاقل بروحه لاجل حماية مجموعة من اللصوص والحرامية والقتلة هم القائمون بالامر الآن على البلاد . خاتمة : كل مسيرة خرجت لتايد الحكومة فى اى جزء من البلاد وتم تنظيمها بدقة من اجهزة الدولة يطلق عليها الاعلام ( مسيرة عفوية ) انهم يكذبون ويتحرون الكذب وقد كتبوا عند الله كذلك .