5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    شاهد بالفيديو.. حسناء الإعلام السوداني إسراء سليمان تبهر المتابعين بإطلالة جديدة بعد عام من الغياب والجمهور يتغزل: (ملكة جمال الإعلام وقطعة سكر)    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية المتابعين.. الصحفي إبراهيم بقال يتجول رفقة بعض أفراد الدعم السريع داخل مكاتب الولاية وهو يحمل رتبة "فريق" وينصب نفسه والي لولاية الخرطوم    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    المريخ يوقِع عقداً مع شركة (Sport makers)    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    مليشيا الدعم السريع تجتاح قرية البابنوسة شرق مدني وتقتل وتصيب 8 أشخاص    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    تعرف علي أين رسم دافنشي «الموناليزا»    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    برقو لماذا لايعود مديراً للمنتخبات؟؟    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمالة لدول الخليج.. بعد اتهام الراكوبة بالعمالة لجهاز الأمن السوداني

عميل مزدوج؟ ممكن. فالعملاء الصغار ديدنهم المال، والمال فقط. لقد كنت محتارا من هو الذي يطلق الإشاعات في حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية ربطا بنظام الخرطوم، أتضح أنه وليد الحسين!!
عندما تنطلق إشاعة كاذبة حول إيران، فكر أولا من هو المستفيد من هذه الإشاعة، ولماذا؟. ولقد كتبت أكثر من مرة أن المستفيد من هذه الإشاعة جهتان، إما الخط التكفيري وإما النظام السوداني نفسه.
فعندما تنطلق إشاعة ضد إيران من الراكوبة بالذات، وحصرا، تسقط التهمة من الخط التكفيري، ويصبح المستفيد النظام نفسه من إطلاقها. وعليه، فالوليد وصحيفته يعملان لصالح الأمن السوداني.
ليس غريبا أن يكون هنالك "رأس" عميل للأمن السوداني في السعودية، فالعبيد فضل المولى –المدير العام لسودانير سابقا- كان هو الرأس الأمني للجبهة الإسلامية طوال مكوثه في السعودية في السبعينيات وحتى نهاية الثمانينيات. وكان يكتب التقارير عن الجالية السودانية وغيرها. وحين قام انقلاب الإنقاذ، وتعكرت علاقة الإسلاميين بالخليج (ردح الرائد يونس!) أول رد فعل أن وضعت السعودية العبيد فضل المولى في السجن لبضعة سنوات!! لم يخرج العبيد من السجن إلا بواسطة عمر البشير نفسه، الذي طار خصيصا لهذا الموضوع وترجي الملك فهد!!
في زمن العبيد فضل المولى لم يكن التخابر يعتمد على أساليب حديثة، لم يكن للانترنيت وجود!! أما اليوم، ومع ثورة المعلومات، وتطور ذكاء أجهزة الأمن في الخداع، والخداع الثنائي والثلاثي المركب، أصبحت فضية التخابر أكثر تعقيدا!! أن يعمل جهاز الأمن السوداني صحيفة إليكترونية معارضة انطلاقا من السعودية ليس غريبا، بل الغريب ألا يفعل!! فتحلق المعارضة السودانية حول "صحيفة مضروبة" هو غاية الأمر، وغاية الهدف، ويمكن عبر وسائل تكنولوجية معرفة تواجد المعارضين، وأحجامهم، وعددهم، ومن أكثرهم ديناميكية، وأرائهم، وثرثرتهم الخ، ولكن ما الجديد في الأمر؟ ونقصد الوليد حسين؟
الوليد حسين يؤلف خبرا ويشير إلى أن المصدر "خاص للراكوبة"!!
عندما تقرأ الخبر، تكتشف أن المستفيد من هذا الخبر هو نظام الخرطوم!! ثم ضع "لماذا". راهن نظام الخرطوم على سقوط النظام السوري وركب سفينة قطر، وهذه لا تحتاج إلى إثبات. بل عقد "مؤتمر المكتب الدولي للإخوان المسلمين" القطري مؤتمره في الخرطوم!! وحين لم يربح رهان المؤتمر الوطني، أخذ يتململ!! قبل فترة قليلة تعد بالأسابيع، هجم المستثمرون السعوديون بطليعة الشيخ صالح كامل رئيس غرفة تجارة وصناعة جدة على السودان، وتمت ملتقيات استثمارية مرة في الخرطوم، ومرة أخرى في الرياض. لقد فرش قانون الاستثمار لعام 2013م البرش للمستثمرين: يمكنهم الاستثمار الزراعي والصناعي التحويلي في السودان ويمكنهم إخراج كل منتجاتهم لبلادهم، في صالح أمنهم الغذائي!! وأترك جانبا كل الإغفاءات مثل الإعفاءات الجمركية، وأرباح الأعمال..الخ ولكن!!
بدراسة وضع النظام السوداني الذي يحتل في قائمة الفساد رقم (173)، الرابع قبل الأخير عالميا في قائمة "منظمة الشفافية الدولية"، يخجم أي مستثمر من الدخول للسودان!! والتجربة العملية أثبتت ذلك، لذا فرشوا البرش!! أي المزيد من التنازلات للأجنبي لحل ضائقتهم المالية، وربما فقط لصنع ضجيج تنموي!! وبما أن دول الخليج تعمل في القضية السياسية بمعادلة: "إذا كنت تفكر مثلنا فتحنا لك الأبواب، وإن خالف تفكيرك تفكيرنا أغلقت الأبواب في وجهك"، وبما أن إسقاط النظام السوري هو الهدف رقم واحد في حسابات الخليجي، ولأنه لم يسقط بعد وهنالك خوف من عزلة الدول الخليجية، لذا سرعت دول الخليج من أسلوب "الجزرة" و"العصا" مع الدول العربية الفقيرة، تلوح لها بربطة برسيم من الدولارات!! ولكن "الحمار" لن يحصلها إلا بعد أن يدفع الثمن كاملا – سقط بشار أم لم يسقط!! إذن الهجمة السعودية والتركية الاستثمارية على السودان تفسر لصالح إرباك السودان وتحنيطه لكي لا ينقلب على المتآمرين، لأن الأسد باقي لينتصر!!
هنا، أبتدع نظام المؤتمر الوطني آلية لكسر "العصا" الخليجية ويعجل لالتهام ربطة البرسيم!! يطلق النظام إشاعات بخفية.. أن النظام السوداني سلم أمره لإيران!! تكتيك بسيط ولكنه فاعل.
كان السؤال المحير لي، من هو أو من هي الجهة التي يمكن أن تطلق هذه الإشاعة نيابة عن نظام الخرطوم؟ الجواب المنطقي بعض الصحفيين الذين يعملون في دائرة حزب المؤتمر الوطني، بتوجيه من جهاز الأمن!! ولكن لو فهم البعض –أي دول الخليج- أن هذا الصحفي مؤتمر وطني ل "باظت" الطبخة. أكثر حبكة وأكثر إقناعا حين يأتي الخبر الإشاعة من "معارض".. هذا ما قصدنا ب "الخداع الثنائي والثلاثي المركب"!!
إذن الوليد حسين يعمل لصالح جهاز الأمن السوداني!! لأنه هو من أطلق الخبر التالي:
www.alrakoba.net/news-action-show-id-100803.htm
ولأن عميل الأمن "الصغير" عقيدته الأولى أو دينه السماوي قبض الأموال، لا غير، ولديه هامش كبير كي يتحرك فيه حتى لا ينكشف في الدولة المضيفة، مثلا (السعودية)، يركب "العميل" موجة معاداة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في نفس سياق "المطلوب أمنيا" متظاهرا كونه معارضا ومتأذيا من إيران!! هذه النقطة تأتي في جرح للعميل.. لماذا لا يقبض من السعوديين أو القطريين مقابلا ماديا لهذه الخدمة؟
البازار "السعودي القطري" في دفع الأموال الطائلة لمحاربة إيران وحزب الله وسورية ضخم بمعنى الكلمة!! يكفي أن تعلم أن واشنطون منذ 2007م وضعت مبلغ 500 مليون دولارا للإعلاميين العرب وغيرهم لتشويه صورة حزب الله فقط!! فقط أن تشتم حزب الله ..!! كما يفعل القردضاوي، وكما يفعل مفتى نكاح الجهاد السعودي السروري محمد العريفي، وقد حظر عليه الإتحاد الأوروبي دخول أوروبا لخمس سنوات بسبب هذه الفتوى!! وأيضا العريفي يشيطن حزب الله، ويسمى السيد حسن نصر الله ب "نصر اللات"!! بل أجزم محمد العريفي إنهم سيغتالون السيد حسن نصر الله!!
الراكوبة أخذت تظهر فيها مقالات زبائن "الجيش السوري الحر"، وقطعا أصحاب هذه المقالات يركبون القطار القطري السعودي الذي يوشك الاصطدام بالحائط الجداري السوري الفولاذي!! لقد انتهى ما يسمى الجيش السوري الحر. وبتقديم حسن النية نقول لا غبار أن يكتب هؤلاء الزبائن، ولكن أن يؤلف الوليد حسين خبرا بكامله عن إيران فهذا موضوع إدانة ويكشف كل أوراقه!!
وتبدأ قصة الوليد حسين وخواضه في ودمدني!! فالرجلان لديهما منظمة تسمى "جمعية ود مدني الخيرية" ويبدو أن "قرعة" هذه الجمعية الخيرية كانت هي المدخل كأن يقدم الوليد حسين خدماته الإضافية لأل سعود، طبعا لن نعتقد أنه جلس مع بندر بن سلطان أو الوليد بن طلال، بل قطعا مع شخصيات صغيرة تعمل ليس فقط في تجنيد "الجنود" اليمنيين، والتونسيين، والمغاربة للقتال في سورية، بل أيضا من وظائفها تجنيد الإعلاميين بمقابل معلوم!!
نحن لا نرغب أن نطيل كأن نفند خبر الوليد حسين الساقط الذي يقول أن مصدره خاص للراكوبة. خبر ركيك الصياغة، مليء بالتناقضات واللامعقول، والمضحك المبكي كأن إيران لديها الوقت لقضية صغيرة تسمى أبو كرشولا، وليست مشغولة بال 5 +1، والقضية السورية (خاصة معركة القصير التي تديرها نخب عسكرية فنية إسرائيلية من داخل المدينة!! تعتبر منطقة القصير منطقة العبور للسلاح السوري لحزب الله، لذا تدير إسرائيل المعركة بنفسها، وتقدم المال، والسلاح والخدمات اللوجستية والعلاج في المشافي الإسرائيلية للإرهابيين السلفيين!!)، ومؤتمر جنيف 2، والانتخابات العامة الخ. ثم بأي حق أخلاقي أو شرعي تغتال إيران المرحوم خليل إبراهيم؟ وهل يعتقد الوليد الحسين وغيره أن إيران لا تدرك أن نظام الخرطوم نظام لا أخلاقي وفاشل – بل حفنة من اللصوص؟! وهل إيران التي تقف مع قضايا الحق مثل قضية المقاومة الإسلامية ودعم الشعب الفلسطيني تقف مع نظام فاسد!! فلماذا تقف إيران في وجه أبناء دارفور؟ حيال الوليد كبير إيران تحرك طيارة بدون طيار من مدينة نيالا وتقصف خليل إبراهيم!! حتى العمالة فشل فيها الوليد حسين.
وبنى ابن ودمدني كل مقالته هذه الساقطة اعتمادا على زيارة الأسطول البحري الإيراني لبورتسودان. لم يفهم أن هكذا زيارات هي عمل روتيني للمواني طالما لا يوجد عداء صارخ بين أية دولتين، وتدفع سفن الأسطول البحري تكلفة مدها بالمياه العزبة والخضروات الخ مثلها مثل أية سفن تجارية، فنفس هذا الأسطول سيزور مواني روسية في البحر الأسود.
الخلاصة: خبر الوليد حسين المفبرك عن إيران له علاقة بالاستثمارات الخليجية في السودان!! لتنشيطها!!
هي إذن حرب إستخباراتية يدار فيها كل شيء لصالح تحقيق الأهداف المشروعة وغير المشروعة!! فمثلا أتضح لاحقا أن السعودية هي من دفعت واحد مليار دولارا لجهاز الموساد الإسرائيلي لاغتيال علماء الذرة الإيرانيين!! ماذا فعلت إيران!! يقول الخبر، دخل الهكرز الإيراني حواسيب شركة أرامكو السعودية البترولية ودمروا فايلاتها بالكامل!! إنذار!! وصمت آل سعود.
أما رجل الكوكاكولا أسامة عبد اللطيف، قطعا غضب الحلفاويون لأنه في تقديرهم يفتخرون به – ملياردير حلفاوي!! أخيرا الحلفاويون أصبح لديهم ملياردير!! لكنه نسوا نقطتين. الأولى أغمضوا عينهم عن "لا محمد لا مكة". فصاحب المقالة شوقي لا يعنيه كون أسامة غني أو غيره، فالله يرزق من يشاء بغير حساب، ولا اعتراض على ذلك وإلا كان الحسد كفرا!! هجومي على أسامة ووضعي له في موضعه الصحيح هو شعار الكوكاكولا "لا محمد لا مكة". يقول الإمام الصادق أو الباقر، لا أذكر، عليهما السلام، "لقد فوض الله للعبد كل أموره، إلا العزة." وهذا ما يقابلها في القرآن الكريم، "لله العزة ولرسوله وللمؤمنين"!! ثلاث لامات للتوكيد!! ومعنى ذلك، المؤمن لا يضع نفسه موضع الذلة فيذل إيمانه، ومن ثم إذا ذل نفسه تنتفي عنه صفة المؤمن!!
لماذا صمت محبو أسامة داوود عيد اللطيف عن شعار: "لا محمد لا مكة
أما كون أسامة داوود يوفر ما فصلته الصحفية "القطرية" عواطف عبد اللطيف من مشروعات اجتماعية يوفرها السيد أسامة داوود، فهو يؤيد رأينا فيه على أنه "الحصان الأسود" القادم، أو "سعدو الحريري" القادم. وهذا الرأي يعتمد على زاويتين: 1) زاوية سياسية تكتيكية، 2) وزاوية اقتصادية. وسنتحدث في الثنية فقط.
أكيد يا ستي عواطف سمعتي بالدكتور الاقتصادي محمد يونس البنقلاديشي الذي فضح البنوك (بالمطلق!) وسياساتها المصرفية التي لا تلتفت مطلقا إلى الفقراء والمعدمين الخ ولا تعطيك مليما إلا بضمان، لذا أصبحت النقود "شحيحة"، وعزيزة، رغم أن أي بنك تجاري يستطيع صنع النقود (الحسابية) أو إعدامها – ودعكي من البنك المركزي الذي يصنع النقود من لا شيء!! إذن لماذا هذه الشحاحة scarcity؟ ستكتشفين أن هذه الشحاحة بشرط توفير "الضمان" تحمل خدعة مبطنة، وهي تجريدك من أصولك الثابتة إذا عجزتي من دفع الأقساط للبنك الذي أقرضك إياها. إذن أحد الشروط التي لا تتنازل عنها فلسفة البنوك الربوية التي وضع أسسها اليهود، هو "الضمان" المادي العيني..مثل العقار، الأرض، مصنع بآلياته، مزرعة، مخزون قمح، ذهب، مجوهرات (السيارة لا تعتبرها البنوك ضمان!!).
إذن كيف يأتي الدكتور محمد يونس ويكسر هذا التابو البنكي وينجح!! أي إنه يعطي قروض للفقراء بدون ضمانات عينية مطلقا؟ ويوفي فقراء (بنقلاديش) ذمتهم بإرجاع أصل القرض وفائدته الضيلة ولا حارس سوى ضميرهم وإخلاصهم للفكرة من منظورها الاجتماعي؟ بدأ محمد يونس تجربته عام 1982م ب 27 دولار أقرضها ل 49 امرأة فقيرة نشطة في عملها – الآن بنكه Garmeen Bank رأسماله مليار دولار، ويملك %97.5 من أسمهم هذا البنك المقترضون الصغار المعدمين (يستفيد من ريع هذه الأسهم أربعون مليون بنقلاديشي)!! كذل أسس محمد يونس عدة شركات ضخمة يملكها بنك الفقراء هذا...
ضربة ما بعدها ضربة للرأسمالية اليهودية-المسيحية ٍالتي يعتمد محورها المحرك على آلية البنوك ك "نظام إقراضي بفائدة بضمان عيني" debt-based system، يصنع ندرة النقود بشكل مصطنع. سخروا أولا من محمد يونس ثم تجاهلوه، ثم انتبهوا فحضنوه وأعطوه جائزة نوبل، تمهيدا لتحطيم فكرته الاجتماعية ومشروعه الاقتصادي الاجتماعي بأسلوب ناعم، وهذا الذي يحصل الآن.
تقول الصحفية القطرية الطيبة القلب والنية عواطف، وكأنها أسم على مسمى:
(رائحة الخبر الشهي الحار لم تكن وحدها التي أدخلتني ضمن طاقم التدريب وأتاحت لي فرصة قطم عدة قطمات من خبز معجون بنكهة " الشمار واليانسون وحبة البركة " . جعل الله بركات هذا العمل "المسؤولية الاجتماعية للشركات" في ميزان حسنات رجل الصناعة والاقتصاد أسامة داؤود ابن السودان البار بأهله من شرائح المجتمع ربة البيت وست الشاي وصانع الخبر وطالبة العلم والمعرفة والوظيفة للغد المنظور.. ويبقى للحديث بقية مع جولاتنا بمصانع "كابو" للألبان.. والمشروع الطموح "البان المدارس" الذي يجوب المدارس الطرفية بجرعة حليب لفاقد تربوي.. أو تدني في درجات الذكاء أو أو .. وبما يستحق أن نمدد إليه أيادينا وبعض أحبار أقلامنا).
ولكن!! ماذا حدث بعد أن أحرج الدكتور محمد يونس الجميع ووضعهم في ركن "المسؤولية الاجتماعية"؟ قطعا تجاه عشرات الملايين من النساء البنقلاديشيات اللواتي يطحنهن الفقر طحنا؟
بدءا من عام 2008 بدأت الشروخ تظهر على الاقتصاد الأمريكي، ثم على الاقتصاد المالي الدولي، وأنهار كل شيء مثل قطع الدينمو، وأفلس الشعب الأمريكي، لقد تم تجريده من أصوله العينية بشكل خاص في قطاع العقارات. وخرجت جموع الشعب الأمريكي ف مظاهرات عارمة في شارع وول سترييت wall street تندد بالنظام البنكي النقدي الأمريكي – هنالك ثورة اجتماعية على الأبواب!!
أرتعب أصحاب بورصة نيويورك، والشركات الضخمة!! وطلبوا من جامعة هارفارد ألتدخل، أو إيجاد حل، فالتناقض ما بين أصحاب الشركات الضخمة والمجتمع الأمريكي وصل نقطة تصادمية!!
ماذا فعلت هارفارد؟ جلبت لاعب أمريكي آخر بمحاذاة الدكتور محمد يونس على الساحة الدولية من جامعة هارفارد، وهو البروفيسور ميكايل بورتر Michael Porter، ومن شكله يبدو من أصول ألمانية ويهودية!! كلا من جامعة هارفارد ومعهدها الاقتصادي أسسا معهدا جديدا ووضعوا على رأسه ميكايل بورتر Michael Porter باسم: The Institute of Strategy and Competitiveness – العالم اليوم يتحدث بلسان بورتر. ما عجل بشكل رئيسي ظهور هذا المعهد والاستعانة بأدبيات ميكايل بورتر القديمة على الرف مذن 1985م، هي الهزة المالية الدولية عام 2008م وسقوط الشعب الأمريكي في الإفقار بفضل المضاربات وسعر الفائدة.
في الأصل كل أدبيات ميكايل بورتر منذ منتصف الثمانينيات كانت تدور حول كيفية أن تجيد شركة أو الشركات فن المنافسة!! وكيف تصنع شركة أو الشركات إستراتيجية تنافسية ناجحة!! وكذلك نقل بورتر أدبياته وخدماته المعرفية المغرقة في التجريد إلى الدول ثم الأقاليم الدولية المتنافسة الخ!!
وفي تقديري، بسبب الدكتور محمد يونس الذي فضحهم (تمويل بدون ضمان!!) وبسبب تلك الهزة المالية الدولية، حشر ميكايل بورتر ومعهده الجديد قليلا من البعد و(المسؤولية الاجتماعية) في أدبياته وأخذ يروج لها، وهي آخر صيحة أمريكية، كما ينفذها أسامة داوزد!! وإلا سقط أباطرة المال الأمريكيين أسفل أحذية الشعب الأمريكي بثورة عارمة – فكان لسان حال أساطين المال: بيدي وليس بيد عمرو!! وقال بورتر في مقابلة صحفية مع "فوربيس" أن النجاح سيكون حليفا للشركات التي تضع اعتبارا للبعد الاجتماعي، وأخترع العديد من المصطلحات في هذا السياق يشقشق بها العالم الآن مثل shared value الخ. إليكِ يا أستاذة عواطف أحد ردوده أو مقطع من المقابلة الصحفية:
What company has impressed you the most over the past year and why?
Today, the biggest opportunity to differentiate, innovate, and drive corporate growth is coming from an unlikely place – company engagement in social issues. In an article with Mark Kramer last year, titled “Creating Shared Value,” we introduced the idea that the most powerful way for business to benefit society is not through charitable giving or even good corporate citizenship, but through addressing social issues connected to the company's industry and strategy directly with a business model – that is, through capitalism!!
ونترجم هذا المقطع حتى يستفيد من لا يجيد الإنجليزية من القراء للفائدة العامة:
· ما هي الشركة التي نالت أقصى إعجابك خلال السنوات المنصرمة ولماذا؟
اليوم، الفرصة الكبيرة التي يمكن أن تميز وتجدد وتدفع شركة أو مؤسسة للنمو تأتي من مكان لا يمكن تخيله – مشاركة الشركة في المسؤولية الاجتماعية. في مقالتي التي كتبتها مع مارك كرامر العام الماضي، بعنوان: "صنع قيمة مشتركة"، طرحنا في ورقتنا أن الطريقة الأقوى كان تفيد الشركة المجتمع ليس عبر "الهبة الخيرية" أو "المواطنية الجيدة" للشركة، بل عبر مخاطبة الشركة المسؤوليات الاجتماعية المرتبطة بصناعتها وإستراتيجيتها مباشرة وكأن يصبح "نموذج للأعمال" – بتعبير آخر، عبر الرأسمالية!!
مثال سيجا: ما هي صناعة وإستراتيجية أسامة داود؟؟ صناعته طحين القمح!! ما هي إستراتيجيته؟ لكي يفتح مجالات أوسع لاستهلاك طحين القمح (تمدد البزنس flour business expansion) عمل مدرسة داخل المصنع لا تكلفه شيء، مثل تعليم ربات البيوت، والخبازين، والطلبة والطالبات!! وأيضا كما تقولين (بأزرار التقانة الحاسوبية (تُحَدد) درجات نقاء القمح، وعيناته، وجودته، وملائمة كل عبوة لعجينة باتت تشاطر الأكلات الشعبية مقاماتها، كالبيتزا، واللقيمات، والرقاق، والفطائر، مرورا بالمكرونة بأنواعها وإحجامها وطرائق طبخها الخ أي طحين معين لكل مخبوزة!! .. كل ذلك يدخل في إستراتيجية تمدد البزنس عبر المنافسة -Competitiveness- كما يقول ميكايل بورتر، لن يكسب المنافسة التجارية استراتيجيا إلا الذي يسهم للمجتمع بشيء ما، كبر أو صغر!!
Addressing social issues connected to the company's industry and strategy!!
وكما ترين يا أستاذة عواطف، أسامة داوود لم يبتكر شيء جديد في السودان، بل هو نقل أفكار تدور في أوروبا وأمريكا، وطبقها في السودان!! المنحى الاجتماعي أو المسؤولية الاجتماعية فكرة trend تروج له جامعة هارفارد أو معهد ميكايل بورتر (بدءا من 2008م) لكي تتبناه الشركات الأمريكية العملاقة. أي ترغب جامعة هارفارد (اليهودية – ومعقل الإيديولوجية الرأسمالية) في تحوير بعض الجينات الرأسمالية قليلا لصالح المجتمع!! لاحظي عبارة بورتر: that is, through capitalism!! .. ففي أمريكا يرغبون في "المسؤولية الاجتماعية" لإنقاذ دولارهم ومؤسساتهم المالية من ثورة على الأبواب، وبشكل خاص إنقاذ جهاز الاحتياطي الفيدرالي. وفي السودان رغب أسامة داوود أن يخطف قلوب وعقول السودانيين – بعقل بارد!! فليس هنالك داعي كأن يلمس هذا الموضوع نياط قلبك الرقيق يا عواطف!! أتركي السياسة لعقول وقلوب خشنة مجربة أمثالنا!!
ما عمله أسامة داود يستحق الإشادة في كل الأحوال!! ولكن ماذا عن "لا محمد لا مكة
فعلى سبيل المثال لا الحصر، لو وفر أسامة داوود 300 منحة دراسية جامعية أو فوق الجامعية لبعض المختارين -بأسلوب دقيق ودقيق جدا- في أمريكا أو في أوروبا، ورجع هؤلاء الخريجون للسودان سيصبحون "أولاده" أو "رجاله"، يمكنه بواسطتهم أن يحكم السودان بشروطه "الأمريكية" كيفما يشاء!! هكذا فعل الأب رفيق الحريري في فترة حكمه في لبنان قبل اغتياله عام 2005م.
نحن حين رمينا الأضواء على قضية أسامة داوود نرمي ببصرنا بعيدا..أي نظرة إستراتيجية!! ثم لا شيء يمكن أن يغير من نظرتي لهذا الرجل إنه صنيعة يهودية أمريكية!!
أما الأخ حسام عوض، نجاوب على أسئلته التالية: ولكن يبقي السؤال أليس لإيران يد في دعم حكومة المؤتمر الوطني وهل الجبهة الثورية أو أي فصيل يحمل السلاح في السودان هم من السلفية؟ وهل تصدير السلاح لحركة حماس التي هي تابع آخر لقطر والسعودية يدعم القضية؟ أم أن المسالة هنا لغات تعدي مجرد الكسب المادي من خلال تصدير السلاح؟ مجرد أسئلة دارت ببالي ولك الشكر!!
نقول له باختصار لوعدي للأخ بكري أن تكون مقالاتي قصيرة – وأيضا برغبتي، نجزم عبر رصدنا السياسي للواقع الإقليمي، وكل التكتيكات والاستراتيجيات التي تعمل علنا وخفية، إنه لا علاقة لإيران بدعم حكومة المؤتمر الوطني!! لا يجوز ولن يحصل في يوم من الأيام!! العقود الثلاثة الأخيرة هي عقدية "التحالفات الإستراتيجية"، والسوريون لهم في ذلك نظرية وأدبيات!! ألم تلاحظ أن أنور السادات أوقف الحرب من جانبه في 22 من أكتوبر 1973م ولم يعلم السوريون بهذه المصيبة إلا من الراديو والتلفزيون؟ نعم أوقفها وخان سوريا وكانت الحرب مفروضة على السادات من الجيش المصري والشعب المصري وليس هناك مفر من الحرب لان عبد الناصر اشترى الأسلحة والطائرات وكانت معدة لمواجه إسرائيل، وتحرير سيناء والقناة. فكان موقف السادات "المبطن" أن يدخل الحرب وبعدها يعمل عملية السلام التي قتلت الشعوب العربية وفرطت في الحقوق العربية. لذا منذ 1973م قرر السوريون ألا ينفتحوا في القضايا المصيرية إلا مع شركاء إستراتيجيين، يحملون صفة الثبات في المبدأ، والعزيمة والإرادة، وطبعا شركاء في الرؤية الثابتة، وأيضا الأهم، شركاء في الاقتصاد!! فمثلا روسيا لا تعطي صواريخ ياخنوت، أو أونيكس أو s-300 إلا للشركاء الاقتصاديين الاستراتيجيين!! الشراكة الإستراتيجية تعني الثبات، الثبات، الثبات!! ما يجمع فنزويلا وإيران – الثبات!! هذه العلاقة الإستراتيجية انطبقت على إيران، وسوريا وحزب الله – وربما التحمت مع دول البريك!! ألا ترى أن الحرب الدائرة في الإقليم الآن هي لزعزعة وفك هذه الشراكة الإستراتيجية وتحطيمها؟ قس على ذلك، يستحيل هذا المؤتمر الوطني المتذبذب، وأترك كل موبقاته الأخرى جانبا، أن يصبح شريكا استراتيجيا مع إيران أو سوريا أو حزب الله!!
قطعا الجبهة الثورية ليست مع الخط السلفي وربما نقيضه في كل الأوجه!! حقا لا يوجد شبيه للخط السلفي التكفيري – ولا حتى السنة الأشعرية. الجبهة الثورية تحمل السلاح بشكل عارض ومؤقت، ينتهى حمله بنهاية الأهداف السياسية المنشودة، بينما حمل السلاح هو جزء من التكوين الفكري السلفي التكفيري للقضاء على الخصوم – أي على الكفرة مثلي ومثلك (قاتلوهم..).
أما حماس، تتبع تنظيم الأخوان المسلمين المصري. القيادات الأولى لحماس حقا قاتلت ورغبت في نضال المقاومة، فكانت إيران وحزب الله خير معين لحماس!! حتى اتهمت حماس من قبل دول الخليج إنها تشيعت!!
ولكن بالتدريج تعمدت إسرائيل تصفية العناصر الصلبة من حماس وترك الرخوة التي يمكن إغرائها بالبزنس والتنمية الاقتصادية "مارشال فلسطيني"، فترك المرزوقي وهنية ومشعل السلاح استجابة لمحمد بديع، وخيرت الشاطر، ومحمود عزت طبقا لتوجهات التنظيم الجديدة الصلح مع إسرائيل – بقيادة دولة قطر!!
حماس بقيادة مشعل وهنية رمت السلاح، وتنخرط الآن مع قطر والسعودية في عملية سلام مع إسرائيل، بل قطر والسعودية ومصر يمنعون السلاح عن حماس – ألا ترى محمد مرسي دمر آلاف الأنفاق ما بين سيناء وغزة؛ فعلة لم يفعلها حسني مبارك رغم علمه بانفاق تهريب السلاح وعمل مطنش!! لن تكون هنالك قضية فلسطينية في نظر الأخوان المسلمين بقيادة قطر، وبقية الخليج مثل السعودية، يعملون بشدة لانهاء القضية الفلسطينية. لا ليس لبيع السلاح لمجرد بيع السلاح –ألا ترى أن تقنية الصواريخ التي أجادتها إيران وسورية حيدت القوة الإسرائيلية؟ لأول مرة في تاريخ الصراع مع إسرائيل تطلب إسرائيل وقف النار مع المقاومة الفلسطينية الأخيرة - لقد تفاجأت إسرائيل بعشرات الآلاف من الصواريخ الفلسطينية الصغيرة تنهمر من غزة حتى على تل أبيب!! مع تحياتي للأخ حسام عوض.
شوقي إبراهيم عثمان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.