في تصريح جديد نادر نشرته صحيفة (السوداني) وتوزع بين مواقع التواصل الإجتماعي ذكر وكيل نظارة البني هلبة في عد الغنم الجنرال الشرطي المتقاعد صديق محمد إسماعيل أبعاد جديدة حول مخطط تهجير شعب قمر الصعيد من أرضهم؛ وجاء ذلك في حوار نسخة منها بموقع سودانيز أون لاين. وهنا نورد مختطفاته "بصفتك ناظر البنى هلبة ماهى المسببات الازمه الحقيقية هى صراع حول الارض يعنى صراع السلامات والتعايشه ايضاً السلامات والمسرية من جانب وكذلك البنى هلبة والقمر كلها تدور حول الارض " " التحدث بالحق مثلاً البنى هلبه تحدثوا عن الحق التاريخى والقمر يمكن ان يتحدثوا عن الحق المكتسب حق المواطنه عشان نحن نوائم بين الاثنين." طيب القمر ما عندهم حق تاريخى؟ ما عندهم – معليش انا ما عاوز اخش فى حقهم من عدمه لكن هؤلاء يقولون ان لهم حق تاريخى وديل مواطنيين انا شخصياً بعترف ليهم بحق المواطنه والى ان يثبتوا الحق التاريخى دا مجالوا مكان اخر وانا حضرت اربع محافل وفى كل هذه المحافل الخمسه ان القمر كانوا عندهم خمسه عمد يسيرون فى ركب البنى هلبه يعنى وراء ناظر البنى هلبه وكل العمد بتاعين القمر تم تعينهم بتوصية او بقرار من ناظر البنى هلبه قيبقى اذاً تاريخياً البنى هلبه عندهم ولاية على سكان المنطقة من ناحية ادارية لم يخرجوا على ذلك الا فى مهرجان الهجن والفروسية الذى اقامة الحاج ادم يوسف لللمرحوم الزبير والامير محمد فى 98 " مقاطعه – يعنى لم يذكر للقمر حواكير؟ ادارة القمر بعمدها تابعه لنظارة البنى هلبه وفقا لقانون الادارة الاهلية واذا كان هنالك حديث حول الحواكير جديد يرجع للمؤتمر الدارفورى الدارفورى " نوريد فيما يلي نص مقطعين من كتاب "سلطنة دارفور أقليمها وسكانها واصولهم " للرحالة الألماني جوستاف نختيجال والذي كتب سنة 1874ف في الفصل السادس. حول الحقوق التاريخية لشعب القمر في اقليم دارفور في منطقة النزاع بدارقمر الصعيد بعكس ما ورد في التصريحات ؛ ويورد الكتاب عن شعب البني هلبة قوله : "واصل قبائل الترجم والبني هلبة الكثيرة غير واضح . فالترجم يعتبرون اقارب بعيدين للرزيقات ولكن بهم دم عبيد ، ويعيشون في الغالب في دار بين الزيادية والبني هلبة والرزيقات . وهم اصحاب ماشية ، وجميعهم تقريبا مقيمون ، وحالهم رخي للغاية ، ويقال ان بمقدروهم حشد 1500 جواد . والبني هلبة اكثر منهم عددا ، ويعيشون في غرب البلاد في منطقة روكيرو وما جاورها . ويقدر فرسانهم بثلاثة ألف . وهم اهل ماشية وكان لهم قوة وثروة ،خاصة قبل الحادث الذى وقع في عهد محمد الفضل ، ووصفناه بأنه مذبحة البني هلبة . وقد ظل الذين يعيشون من هؤلاء العرب في الشمال والشرق الكثيفي السكان الى حد ما ، يحتفظون بدماء نقية فيما يتعلق بلون البشرة والتقاطيع ، بينما اولئك الذين استقروا في الحضر في داخل البلاد مثل الترجم والبني هلبة ، وخاصة وانهم مشكوك في اصولهم العربية النقية ، يظهرون كل درجات الالوان والتمازج مع الزنوج . "
ويذكر الكتاب في نفس الفصل عن شعب القمر بقوله "وفي اقصى الغرب ، في دار مادي ، وفي الشمال الغربي من دار تكنياوي ، كما في الشمال ، نجد أجناس التامة وسكان جبل مول وبقايا القمر وذوي قرباهم الذين ذكرنا ينتمون فيما يبدو الى اسرة اقوام كبرى . ويجي ان نخص منهم القمر الذين لهم كما اسلفنا منطقة نفوذ واسعة بين اقليم التامة والزغاوة ، مركزها نقط ، وبسطوا من هناك حكمهم على التامة والزغاوة . وكانت لهم في الماضي قوة معتبرة . ومازالت تلك الاهمية التاريخية تؤخذ في الاعتبار حتى الان ، اذ ان سلطان القمر هو اكثر شخصية محترمة في دارفور بعد الملك . وقد بسط له قبل وصولي بزمن غير بعيد بساط بجانب بساط الملك ، بينما لا يسمح للأمراء الا بالجلوس على الارض الجرداء امام السلطان . وكان آخر سلطان للقمر يسمى ابوبكر . ولايعيش القمر في شمال وغرب دارفور فحسب ، بل ينتشرون في مديرية ابو اما الجنوبية . ولغتهم الآن واحدة ذات وشائج وثيقة بلغة التامة والاسنقور . وحتى الفور يعترفون بأن القمر قوم ذوو أصل عربي . ولايمكن الان تمييزهم عن الاسنقور والتامة الا بجهد ، فهم سود وليس في تقاطيعهم مايدل على اصلهم المميز " وهذا التقرير يثبت ما أورد في تقارير عن أن شعب القمر وجودهم في دارفور عميق ؛ وبكون انهم اسسوا سلطنة لها نظام بعد انهيار سلطنة التنجور والداجو ؛ فهم قد اسهموا في خلق حضارة دارفور الحالية ؛ واسهموا في وجود السودان . ونشير الى تقرير صدر عن مكمايكل حول ثورة الشهيد عبد الله السحيني يشير الى حقوق شعبه القمر ؛ حيث سكنهم في بلدة كتيلة وانتكينا بالاشارة الى المنطقة الجنوبية الغربية ؛ وهو المنطقة التي تعرف بأسم (دارابو اما الجنوبية) وفق نظام شعب الفور في السلطنة الأوسع رقعة بعد انهيار سلطنة التنجور والداجو . كما ورد ورد تفسير لاسم (دارأبو أما ) في كتاب محمد ابن عمر التونسي 1803ف . المعروب باسم "تشهيذ الأذهان في سيرة بلاد العرب والسودان " . أما قبيلة البني هلبة التي لا يثبت التاريخ جذور لها في السودان تاريخيا ؛ وهم يعترفون بذلك ؛ فقد أشير ألى انهم في سنة 1874 ف كانوا حول بلدة ( روكيرو) التي اشير اليه في الكتاب وهي تقع شمال غرب جبل مرة ؛ ووليست هي بلدة عد الغنم الحالية ولا صلة لها بكتيلة . وهذا ما يعرفه اهل دارفور . وتنقلت رعاة البني هلبة بين جنوب شرق تشاد التي اتوا منها اصلا والسودان ثلاث مرات بين القرنين التاسع عشر والعشرون.و بالوثائق الانكليزية كانوا في سهول (ابوزريقة ) شرق حبل مرة حتى سنة 1900 اي بعد عودتهم من تشاد الاخيرة ؛ وفي صراعهم مع السطان علي دينار سنة 1905ف نزحوا الى بلدة كبم وهناك دارت معركة ثانية مع سالم ابو حواء قائد السلطان على دينار ؛ راجع كتاب " على دينار اخر سلاطين دارفور للآلن ثيبولد " ما أورده كتاب نختيجال يدعم دراسات مركز السودان حول الاصول الزنجية للمجموعات التي تتعبر نفسها عربية ؛ من رعاة البقر والغنم في دارفور وكردفان ومع أن تكوينهم كأفراد كان مرفقا بالقهر في زمن الإسترقاق إلا أن حقوقهم تتعززبإنتسابهم اللأمم الزنجية . ورد مسألة الحقوق التاريخية وحقوق المواطنة في دراسات مركز السودان المعاصر ؛حيث أثبت المركز في مقترح حل الازمة السودانية ؛ أن الحقوق التاريخية والحقوق المدنية كالمواطنة معا للأمم الزنجية التي تواجه تمييزا عنصريا في الدولة مشوهة الهوية ومختلة الأسس ؛ وتشن عليهم حرب ابادة وتطهير . أما حقوق مدنية كالمواطنة للمجموعات الوافدة وبالأخص التي تعتبر نفسها عربية . واشار المركز الى مرجعية الحقوق عامة تكون من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهدين الدوليين الخاصين بالحقوق. وإنه من المؤسف أن يقوم رجل يتبع لحزب شمالي بتبديل المساءل فيما يتغاضى المعرفة عن تاريخ الشعوب . ونشير هنا إلى أن الفريق صديق ينطلق في مفهومه للحق التاريخي من شرعية الدولة الحالية مختلة الأركان وبهوية عروبية اسلامية ؛ وحزبه أحد أعمدتها ولا فارق كبير بين الحزب الاسلامي الحاكم وحزبه. وكلاهما أضر وجوده الإنسانية وألف مليشيات قبلية من المجموعات ذاتها بهدف إبادة الامم الزنجية في الجنوب ودارفور وجبال النوبة ؛ و ما يجري ضد شعب القمر في دارفوراليوم نموذج لذلك. يذكر أن الجنرال صديق شغل منصب محافظ عن النظام الحاكم لبلدة كلبوس في 1998ف المعروفة بدارقمر الريح بالرغم من انه من حزب أخر ! ويقول شعب القمر استنادا لوثائق من الولاية الغربية أن الرجل بدأ فعليا و بالتعاون مع النظام في وضع خرائط لانشاء قرى عقب تهجير شعب القمر الصعيد الى كلبوس. وتسليم أرضهم للبني هلبة التشاديون وهي الخطة التي يدأت الأن تطبيقها. يبين إنكاره لحقوق شعب القمر التاريخي في دارفور والسعي لتزييف الحقائق التاريخية إتفاقا مسبقا بين أبناء البني هلبة جميعهم في أحزاب الشمالي ؛ والإتفاق بين اليمين الوطني الحاكم وحزب الأمة في نظام الدولة على التهجير القسري لشعوب او ابادتها ؛في سياق الاعمال المماثلة ضد الشعوب الداجو و الفور والمساليت والزغاوة في دارفور خلال هذا القرن .وكان على الدوام مواقف حزب الأمة من اعمال المليشيات التي سماها "أنصارية الأصل " هي التماهي.
مركز دراسات السودان المعاصر قسم الرصد الصحفي 5 مايو 2013ف