· عبد الله علي إبراهيم ·(كتب الحاج وراق سيد أحمد كلمة حامضة (أو أذن بها) في جريدته حريات بالشبكة من مقامه الجديد في كمبالا بيوغندا. قال فيها بغير ذكر للاسماء أن خطة نافع على نافع أن يسيء لرموز الجبهة الثورية بواسطة أقلام غير محسوبة على المؤتمر الوطني. وكنت والبطل ومحمد عثمان إبراهيم كتبنا نقداً شديداً على أداء نفر من هذه الرموز. وعقيدة وراق واضحة أننا كتبنا بتحريض من نافع مدفوعين الأجر. ولا أدري كيف يهاجر مثل الوراق طلباً للحق حتى يوغندا "البعيدة" لينضح بقناعة جاهلية ستالينية أن رموز جبهته لا يطالهم إلا محرش مكتسب. يحردن يا وراق. وأخشى أن تكون تعودت على الكتابة المأجورة (مثل دفاعك "الديوسي" عن انسحاب ياسر عرمان من إنتخابات الرئاسة الذي استكثره على وكالة نوفستي السوفيتية) حتى بدا لك أن الكاتب إما صوت نافع أو صوت ياسر. ·أعود هنا لمقالات عددا كتبتها عن وراق أراجعه في شأن أو آخر. ولست أرغب في هذه المرة مهاداته فقد خرج وراق من الطور جملة واحدة. ولكني أذكره بالخير الذي أردناه له دائماً بينما يعمه في الباطل ما يزال). · · ·قال الأستاذ الحاج وراق إنه جاء إلى الحزب الشيوعي في أثر فتاة شيوعية هيفاء (أم أنني تخيلتها كذلك!) أعجبته فدائيتها في موقف سياسي صعب على أيام الرئيس نميري. ولم يكتف بالانضمام للحزب بل تفرغ للعمل به لاحقاً فأبلى بلاء حسناً حتى خرج منه في النصف الأول من التسعينات. وما تحدث وراق عن حياته الحزبية الشيوعية حتى ذمها. وأجد في نفسي تعاطفاً مع أحزان وراق الشيوعية بواقع تجربتي الشخصية كخارج على الحزب الشيوعي(لا منه). فبعض من تلقاهم فيه ممن تودعهم بغير أن تذرف دمعة عليهم. وكثير مما تلقاه فيه مما لا تحتاج إلى الانتماء إلى حزب شيوعي ليتكدر خاطرك به. ولكن مهما بلغت من تفهم أحزان وراق الماركسية فلن اتفق معه أن الحزب صفر على شمال المعاني الغراء والصحبة الماجدة. ولم يتبق إلا نعيه وتشييعه إلى مثواه الأخير.فوراق نفسه متى شف وأدكر وجد في خبرته في الحزب عذوبة ما. فقد كتب يوماً يطري الطالبة ولاء صلاح الدين، الرئيسة قصيرة الأجل لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم، فرد كسبها السياسي المرموق إلى الأرومة. فذكر أنها شبت في أسرة نقابية شيوعية اتصل هو بوالديها وعرف جوهرهما السخي عن كثب. ·خطرت لي هذه "السجية" السلبية في وراق وأنا أطالع كلمته في عيد ميلاد السيد الصادق المهدي في آواخر ديسمبر الماضي (2008؟). فقال إنه جاء إلى محبة السيد بعد نضج. فقد غادر الحزب الشيوعي في السن المناسبة التي نصح بها ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا السابق عن حزب المحافظين. فقد قال هذا الإمبراطوري العجوز إن الشاب الذي لا يكون شيوعياً ليس من قلب له. وأضاف لكنه من قلة العقل أن تستمر شيوعياً بعد النضج. ولابد أن تشرشل، الذي لم يتعاط الشيوعية في شبابه، كان بلا قلب لفترة من أزهى فترات العمر. ما خصانا. · بدا لي أن وراقاً يَعٌد محبته للسيد من علائم نضجه بعد أن غادر الشيوعيين بتوقيت تشرشل. ولكن من قال لوراق أن محبة السيد لا تقع للشاب الشيوعي إلا بعد تركه الحزب في زمن النضج. فقد نشأنا كشيوعيين على احترام مناسب للسيد. وكان أكبر مأخذ على أستاذنا عبد الخالق محجوب من السادة معاوية إبراهيم وأحمد سليمان وشيعتهم في 1970 هو مودته مع السيد. بل قالوا إنه مصاب بضعف تاريخي خاص للسيد أي "soft point " . . . بالإنجليزي هكذا. وقد أزعجهم من أستاذنا أنه أطلع السيد على بيان الحزب الذي قَوّم فيه انقلاب 25 مايو 1969. وزادوا مقتاً له لأنه اقترح على الحزب والنظام الانقلابي تعيين السيد محمد إبراهيم دريج بالوزارة ممثلاً للسيد الصادق حتى يزيل عن النظام لونه الأحمر الفاقع الكاذب. ·ونترك هذا التاريخ للحاضر. فلست أدري متى نضج وراق فأحب السيد وابنته السيدة رباح التي قال عنها في معرض تحيته لميلاد والدها إنها برهنت أن لكل زمان رجال . . . ونساء. فلم يكن وراق محباً للسيد ورباح حتى بعد تركه الشيوعية في منتصف التسعينات وإلى عهد قريب. فقد شن جماعة من حق "الوراق" حملة شعواء على رباح وإرثها كله في جريدة الحرية في أخريات 2001. وقد كتبت أنا، هذا الشيوعي المحيسير على النففقة الخاصة، استرجي وراقاً أن يحول دونهم ودونها (الصحافي الدولي 22 أكتوبر 2001). واستعطفته ولا حياة لمن تنادي. وواصلت قوات صاعقة وراق ترمي رباحاً بالحمم. وقصراً للكلام أعيد نشر كلمتي التي نصحت فيها وراقاً أن يعتدل بشأن رباح وإرثها فلم ينضج ولم ينتصح.