«تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماوراء فتاوى سيد الصادق .. بقلم: محمد احمد ادريس جبارة
نشر في سودانيل يوم 26 - 02 - 2012

نأتك بليلى دارها لا تزورها وشطت نواها واستمر مريرها
وكنت أذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابنى منها الغداة سفورها
الشعر لتوبة بن الحمير يصف فيه نجاته مما دبر له .بسبب اشارة حملها سفور محبوبته ليلى الاخيلية التى اعتادت على النقاب وما يريبنا فى ها الايام هو سفور سيد الصادق بالعداء للسادة للعلماء .فى الوقت الذى يمور فيه الوطن بالجراح الثخينة من موت واحتراب وغلاء والعالم العربى والاسلامى به مايشيب له الولدان ويجعل الحليم حيران .ما الذى يدفع الصادق لذلك نحاول استقراء الماضى وتحليل العلاقات الانية المختلطة .التى كانت وراء هذه الفتاوى المنكورة .لان البعد العلمى قد غطاءه السادة العلماء تماما وفندوه .
قتل المسلمين و استباحة دمائهم ....اكبر من التكفير :-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ: « لا يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا » ُ
) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء:93(
يحكى ان الشيخ عصام احمد البشير فى العام 1976 وكان وقتها يافعا فى العقد الثالث من عمره وكان ضمن كوكبة من الشباب السودانى غرر بهم الصادق المهدى والترابى والميرغنى والهندى واخذوا للمعسكرات التدريب فى لبيا تحت رعاية المقبور القذافى لقتال الجيش السودانى سعيا للسلطة . وقف الشيخ عصام يومها متسائلا ان كان ما سنقوم يجوز شرعا ؟ هل يحل دم افراد الجيش السودانى .....؟ تردد صدى ما قال عصام احمد البشير فى المعسكر وسبب ربكة فضطر وا الى اتهمه بحالة نفسية وابعاده من المعسكر ..تمضى الايام وتدخل ملشيات الصادق والترابى والهندى الخرطوم فى يوليو 1976 وتقتل على الهوية المهنية كل من كان يرتدى زيا عسكريا قتلوا العقيد حقوقى قسم الله عباس وهو يهم بركوب سيارته وقتلوا اللواء طبيب الشلالى و العميد يحيى منور وفى سلاح المدرعات ذبح المستجدين فى العنابر فى احداث هى اسواء من بيت الضيافة وغيرهم العشرات من العسكرين والمدنين كلهم قتلوا لا فى معارك انما لانهم يرتدون زيا عسكريا فحسب .من يتحمل وزر هذه الدماء .وباى فتوى افتاء السيد الصادق .
وعندما جاءت حكومة الانقاذ انضم الصادق والميرغنى للقرنق فكونوا التجمع الوطنى الذراع السياسى للجيش الامة وجيش الفتح وقاتلوا فى جوار الجيش الشعبى بقيادة قرنق وقتلوا المسلمين فى كسلا فى اكتوبر 2000 فى احداث لن تمحى من ذاكرة .ورو عوا المواطنين العزل فى طريق الخرطوم بورسودان .وما كان ذلك ليتم لولا منهج فكرى يبيح دم المسلمين ومناصرة الكافرين ....وغير ذلك الكثير مما يجب ان تعرفه الاجيال ...لذا لابد من قيام لجنة للحقيقة والمصالحة تنظر فى ما حل بالشعب السودانى من التركية وحتى يوم الناس هذا ...تنظر كيف فعل الميرغنى بالجنود الذين تمردوا على التركية فى كسلا فى1861 .
وتنظر فى هل كان عدد سكان السودان قبل المهدية ثمانية مليون ثم صار بانقضاء الثورة الى اقل من ثلاثة مليون كما جاء فى كتاب المؤرخ محمد خير البدوى (مواقف وبطولات سودانية فى الحرب العالمية الثانية )
وتنظر فى جرائم الاستعمار الذى قتل ابنا ء الامام المهدى وهم عزل بلا ذنب سوى ان اباهم قاد الثورة ضد الظلم .
شخصية الصادق:-
يعد الصادق مقارنة بالميرغنى والترابى أكثر الزعماء وطنية والتصاقا بالشعب السودانى . فبينما يترفع الميرغنى من ان يتعلم ابناءه مع الشعب السودانى ويسوق مؤتمر حزبه ليعقد فى القناطر الخيرية . نجد ان عبدالرحمن الصادق يدرس فى خور طقت كاى سودانى يأكل مما ياكلون ويدرس ما يدرسون وبقية ابناء ه ليس منهم الا من درس كالسودانين .ويعقد لقاءته الصحفية فى قطية فى ركن بيته اعتزازا بسودانيته .وبينما يتجنب الميرغنى الاعلام يظل الصادق ذو حضور اعلامى وخطاب ادبى ممتع تجد فىيه جياد الشعر وطريف الامثال ورشيق العبرة كان خطاب الصادق الفكرى يمتاز بالوضوح والا عتدال قبل ان ينحو منحى الجمهورين واليسارين والترايين. وبينما كان الناس يتداولون تعالى واستخفاف الترابى بصفوة اتباعه فقد روا انه كان فى اخر ايامه فى السلطة يكتب لهم الرسائل فى ورق المناديل (tissues)وفى مرة سئل الترابى عن تهميش الشيخ عبدالجليل الكارورى فقال (شيخنا الجليل عبدالجيل صنع لنا الدراجة )...وفى مرة اخرى سأله بعض اتباعه بصيغة عن شيخ حسن مكى فرد عليهم (خيش ام شيخ حسن مكى)...وفى مرة عرض عليه الواء الفاتح عابدون افكارا بعد المفاصلة فجعل الترابى يهزأ بها ويعنف الواء .فقام الواء من مجلسه وعاد لجناح القصر .وغير ذلك الكثير مما تتناقله المجالس .
نجد الصادق ينادى اتباعه بالحبيب فلان. ويتحمل مر النقد منهم فقد روا انه فى مرة وفى احدى المؤتمرات فى اسمر ا بعد ان احزن حال الحزب الدكتور عبد المنعم بلة الشهير بارسطو (عليه رحمة الله )ان قام وقال للصادق (الترابة فى خشمك كان ديل (هولاء)يرفعوا ليك حزب ) وذلك بعد ان راء تكاثر اصحاب الليقات البيضاء والمتقعرين فى الحزب وقلة الشعث الغبر من الذين بنوا تأريخ الحزب . الذى كان يفيض باهل العقيدة والجهاد وقيام الليل كما ظهر ذلك ابان صدام الحزب مع نميرى فى 1970 و1976 .حتى انتهى الحال بالحزب لتأجير مقاتلين كما حدث فى جيش الامة فى 1994.ولان الصادق نجح فى تحويل الحزب الى حزب مدنى من حزب اسلامى عقائدى من غير توازن .فقد انفجر كل ذلك فى قضية جيش الامة بالخرطوم وقد تأذى منها دكتور عمر الدائم عليه رحمة الله.وكان ذلك النعى الذى سبق تفكيك الحزب بواسطة د.نافع وذلك بتشطير الحزب الى فيدرالى يقوده السياسى المتمرس مبارك الفاضل ضم الكادر السياسى العملى واخر قومى يقوده الصادق يضم الحرس القديم وجموع المريدين .
كما أن الصادق عبر تأريخه السياسى الطويل كان كريم الاخلاق واسع الصدر ساعة احتدام الخلاف ( لم ينقل عنه فاحش القول والفجور فى الخصومة) والارشيف السودانى يحفظ من ذلك الكثير كالذى كان بين حسين خوجلى والترابى من جهة وعلى ابوعاقلة و مضوى محمد احمد رحمهم الله من جهة اخرى .ومرد ذلك الى ارث تربوى عميق من زمن الامام المهدى والخليفة عبدالله وخاصة الخليفة فقد دلت الاثار المنقولة عنه انه كان صاحب مدرسة تربوية اسلامية على الكتاب والسنة ولا اشك انهم لو كانوا بيننا لكانوا قادة الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة .فسيرتهم العملية واثارهم العلمية تدل على ذلك .
حزب الامة والسلفين تاريخ مشترك :-
تعد العلاقة بين السلفين وحزب الامة قديمة فالسيد عبدالرحمن عندما جاءه وفد فى بواكير الاربعينات من مؤسسى جماعة انصار السنة بعد ان دعمهم بمبلغ محترم وقال لهم (هذه دعوة ابى ذاتها)..ووجدوا دعما من الشيخ حسن الادريسى بينما كان الرفض من على الميرغنى.
والمعرو ف ان العلاقة بين شيخ الهدية زعيم انصار السنة والصادق كانت قوية وقد بلغت حدا ان الحكومة فى مطلع التسعينات اتهمت محمد ابوزيد من قادة الجماعة واصبح وزير فى ما بعد والواء عبدالله على حامد بتخطيط لانقلاب مشترك لصالح حزب الامة .وقد نوه الصادق فى مجموعة مقالات نشرها فى اوئل التسعينات بعنوان (الاسلام وافاق تحديات التسعينات ).
وكان الصادق قد فاد من خلاف السلفين مع غريمه الترابى ابان الديمقراطية الثانية فاعاد الصادق طباعة وتوزيع كتاب الشيخ احمد مالك (الصارم المسلول فى الرد على الترابى شاتم الرسول ).وقد افاد احمد مالك فى حوار صحفى ان الكتاب ساعد حزب الامة فى اكتساح دوائر دارفور . بعد ان صرف الترابى مالا كثيفا فيها .ولكن الثابت ان الامة انتزع اغلب الدوائر من الحزب الاتحادى وخاصة مناطق اهلنا الفور .
وفى مؤتمر انصار السنة (المركز العام )الاخير حرص الصادق على مخاطبة المؤتمر بنفسه بينما بعث الميرغنى الرجل رقم 19 فى حزبه للمخاطبة وبعث المؤتمر الوطنى رجلا من الصف الثانى .ذلك رغم ان جماعة انصارالسنة صارت الان 3 جماعات والتيار السلفى فيه نحو من 7 مجموعات تجمعهم الرابطة الشرعية التى هى بمثابة مجلس الشورى وقناة طيبة الاعلامية التى هى القناة السلفية مقابل قناة الصوفية ساهور المدعومة من الرئيس البشير شخصيا.
الا ان اتجاه الصادق للتحالف مع القذافى وايران جعل علاقته مع دول الخليج والسعودية خاصة ليست فى افضل حالتها كما كانت ايام اسلافه الامام الهادى والامام عبد الرحمن . مما اتاح للميرغنى الانفراد سياسيا بهذه الساحة و ادى لتململ قيادات حزب الامة فى الخليج بقيادة بروفسير عزالدين موسى والصادق ابونفيسة وعقيل احمد عقيل وغيرهم وسعيهم لتكوين حزب جديد فى مطلع التسعينات .
الصادق والعلمانين واليسارين :-
المخضرمين من العلمنين واليسارين يكنون عداء مستحكما للصادق ولكل اسبابه . فمنصور خالد ومن وراءه الحركة الشعبية شنوا حملة فى مطلع الالفية الثانية على حزب الامة و الصادق واتهموه بالشوفنيه العرقية رد عليها الصادق بهدواء وفند كل ماشملت من اتهام .ووصف الصادق منصور خالد انه مجرد حالة .ونصر الله الصادق على منصور بان سلط الله على منصور دكتور عبالله على ابراهيم يعريه من كل ثياب الوطنية ويجلده جلد غرائب الابل بوثائق دامغة .وهناك الدكتور حيدر ابراهيم الذى ينتقد الصادق فى كل شئ حتى انه يلاحقه فى منامه وينقد احلامه العشرين التى يقول انها تحققت .اما شوقى بدرى فيتهم الصادق بانه اخو مسلم ويلج فى الخصومة فى سلسلة مقالات لا يسلم منها الاحياء ولا الاموات . وفاطمة احمد ابراهيم التى يسميها الصادق (بنعامة الملك)فقد كانت اكثر اليسار ابرازا للحقد على الصادق والكره له فى شريط تسرب للاعلام تقول فيها (ان الصادق تانى مابشمها ) تعنى السلطة ذلك رغم ان حزب الامة فى ذلك الوقت كان حليفا لشيوعى وحزب قرنق والاتحادى .
وهناك من اهل اليسار من لم يجد ملجا الا حزب الامة (لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون ) كالحاج وراق فقد رفضته المجاميع المعارضة حينها . فلجا للحزب الامة بقيادة الصادق وكان من عجائب الاقدار ان يقيم الحاج وراق وكمال الجزولى احتفال للصادق بمناسبة بلوغه السبعين ومن خلفهم من ينشد .
ونفر ح للاعوام ان ما هى تصرمت وانما من اعمرنا تتصرم .
والجزولى له قصيدة مشهورة ومنشورة يسعد فيها لضرب الانصار فى الجزيرة ابا. يقول فى بعضها .
لنمسح بحد السيف حد اللحية
تحسبو شليل وتيرة ولمة عيال فوق الدميرة .
ما يهم ان الحاج وراق هو من كانت تعده الشيوعية ليكون فقيهها وكبير سدنتها وكهنتها لم يجد من يأويه الا الصادق والانصار .الذين كانوا قد رفضوا من قبل لاحمد سليمان المحامى عليه الرحمة رئاسة البرلمان بحجة ان الشيوعية ممكن تتوره(اى تعود له خلسة) رغم ان من رشحه هى الجبهة الاسلامية . ولا شك ان تقرب هولاء الكارهين للاسلامين عامة والسلفين خاصة قد ساهم فى تعبئة الجو العام .فهاهىم شباب حزب الامة كالمهندسة رباح الصادق والاستاذة لنا مهدى والدكتور عبدالرحمن الغالى كتابتهم تنفذ للراى العام عبر صحفية الحاج وراق المسمى حريات .والمؤسف ان خطابهم يباعد ولا يقارب ويزيد الاحن بين المسلمين .ويفضح عجز كبير لحزب كبير كالامة عن تكوين منبراعلامى مستقل فتجدهم مرة يكتبون فى منابر الحكومة (الراى العام ) ومرة يكتبون فى منبر المعارضة اليسارية|.
الصادق والشيعة والتشيع :
الصادق والشيعة والتشيع علاقة مرتبكة علميا وعمليا . فالصادق يصرح ابان الحرب العراقية الايرانية (انه موقفه القومى عربى وموقفه المذهبى سنى) كلام قاطع كالسيف خلاف موقف الترابى الذى يقول( انه لا سنى ولا شيعى )
لكن الصادق نفسه يعجز عن استنكار هواجة الايرانيين فى حج 1987 فيخسر الطرفين .
والصادق يعتقد ان المهدية فكرة شيعية و علماء الاصول لهم وقفات عند دلالات الكلمات ودقائق الافاظ . فكلمة فكرة تختلف عن كلمة عقيدة والموضوع علمى اكبر من هذا الحيز .والاحاديث الواردة فيه صحيحة فى البخارى ومسلم .
الغريب ان السادة الانصار لم يغضبوا حينما انكر الترابى المهدية جملة وتفصيلا ولم يصدر حتى بيان او موقف بينما تصد ت الرابطة الشرعية وحيدة ذلك .
السلفية واثرها فى المجتمع:
شيخ عبد الحى
الرجل الحى
اوقد نار الرسالة فى ذاك الحى
مقطع من قصيدة الملك النعمان الحاشية والانعام لاحد الشعراء .والحى الذى يعنيه الشاعر هو حى جبره حيث كانت تكثر الخمارات ولاندايات وبقدوم الشيخ عبد الحى تغير مظهر الحى وارتفعت اسعار العقارات من حوله .وقامت شركة شريان الشمال بتمديد طريق مسفلت اليه .حقا العلماء ملح الارض وسكرها .بعدها توسع مسجده وأمه اناس من امكن بعيدة كان من بينهم الانصار كالعم احمد الحسين الانصارى من الغابة كان يحرص الا تفوته الجمعة مع شيخ عبدالحى حتى بعد بعد ان مرض وجلس . الان الشيخ عبد الحى منتشر اعلاميا اكثر من حزب الامة لديه قناة تلفزيونية واذاعة مسموعة وموقع فى الشبكة الاسفرية (المشكاة ) كل ذلك يتم بدرجة احترافية معقولة .والامر ينطبق على الشيخ محمد الامين اسماعيل والشيخ محمد عبدالكريم والمرحوم محمد سيد حاج كلهم اخراج احياء من ربقة التدين التقليدى الى تدين حركى عميق .قد تكون رؤيتهم السياسية والاقتصادية لتعقيدات الحياة وتطورها وفمهم لقوى الدولة الخمسة 1- العسكرية (الامنية ) 2-المعنوية (النفسية)3-الاقتصادية 4-الدبلوماسية 5- الجغرافيا فى هذه المرحلة ليس بقدر التحديات التى تواجههم لكن انضباطهم العقدى وافقهم العلمى المتحرر خاصة وان عنصر الشباب يغلب على انصارهم اذا برزوا لشمس المسؤلية وتركوا الركون للظلال التى تفئ عليهم من قبل القوى الاخرى.
ولانه لاتوجد فى السودان مراكز بحث متخصصة لقياس ومقارنة مقدرة القوى السياسية والفكرية لكن لك ان تمعن النظر فى المؤشرات التالية ثم تستقرى بعض الحقائق .
1-كم من مشياخ الانصا ر وحزب الامة غير الصادق تحتشد الامة لتسمع خطبهم يو م الجمعة او دروسهم وكم من مشايخ التيار السلفى لهم ذات الامر .
2- بكم من المال تسير من هذه الاحزاب والجماعات انشطتها .ومن اين تكتسبه .وكم عدد الكادر المفرغ فيها للعمل العام وكم تنفق عليه .
3-كم تملك من المنابر الاعلامية والاقتصادية والاجتماعية ومدى الاحترافية فى ادارتها وفعاليتها .
4-كم مرة اصيبت بداء الانشقاق والى كم فئة تشظت .
5-كيف يتم تداول تسنم الزعامة فيها . وحقيقة الممارسة الشورية فيها
وغير ذلك من اسئلة التقصى .التى تحتاج باحثين ميدانين اشداء حتى يتسن معرفة ترتيب القوى السياسية والفكرية فى بلادنا
مساحة للحوار :
ياترى هل تسنى للسيد صادق والسادة العلماء ان يتلاقوا بعيدا عن الاعلام ويحرروا نقاط الجدل بينهم وينظروا فى مساحات الاعذار قبل الانذار .وهل راجع الصادق نفسه فى القيمة الاجتماعية والسياسية لهذه الفتاوى فهل قل عدد العوانس بسبها.ام زاد استهلاك كريمات البشرة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.