د. أنور شمبال (تتطاقش) التصريحات بين منسوبي اتحادات المزارعين في شأن الموسم الزراعي الذي على الأبواب، لدرجة تدعو للإشفاق. لأن الحقيقة راحت في ثنايا هذه التصريحات غير محددة المعالم، ويُعد (التحذير من فشل الموسم)، هو القاسم المشترك الأعظم تأكيداً أو نفياً أو تبريراً. وهي كما ذكرت من قبل تصريحات منقولة بالكربون من الأعوام التي سبقتها، وهو أسلوب اعتمدته هذه الاتحادات للضغط على الحكومة لتنفيذ متطلباتها للموسم، إلا أن الحكومة كشفت اللعبة، وصارت لا تبالي بما تقوله تلك الاتحادات في موسم التصريحات هذا، وعملت بقاعدة(أضان الحامل طرشاء)، وصار (الطناش) سيد الموقف. ولاية القضارف التي زارها النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه الأسبوع الماضي، وناقش مع اتحاد مزارعيها مشاكلهم ووعد بمعالجتها، وتعهد المزارعون حينها بتنفيذ مطلوبات خطة الحكومة أو خطة النهضة الزراعية.. ولكن بالأمس وفي مؤتمر صحافي خرج علينا حمزة عبد القادر عبد المحسن أمين مال اتحاد مزارعي القضارف، محذِّراً من فشل الموسم جراء عدم ثبات السياسات الزراعية والتمويلية، وغياب رؤية الدولة للموسم الزراعي الحالي، فمن نصدق؟ ألم يناقش الاتحاد ذات الموضوع مع راعي النهضة الزراعية النائب الأول لرئيس الجمهورية الموضوع عند زيارته لقضارف الخير؟! لقد ذكر رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي السوداني البروفيسور فتحي محمد خليفة في الحوار الذي أجريته معه ونشرته (الأخبار) أمس الإثنين أن السياسات التمويلية لهذا الموسم هي من صنيعة هذه الاتحادات صاحبة المصلحة (الزُّراع والرعاة)، وليست من صنع جهة أخرى بعد التغيير الذي أحدثه البنك في منهجية التمويل الزراعي. ثم يشتكي مزارعو القضارف من عدم ثبات السياسات الزراعية والتمويلية.. فمن نصدق؟! كما سارع اتحاد عام مزارعي السودان بنفي وجود مشكله حالياً في الوقود، وقلَّل من تأثير إغلاق أنبوب نفط الجنوب على القطاع الزراعي، وهي تصريحات قد تهزمها الأيام ويعود الاتحاد مرة أخرى ويشتكي ويولول من غلاء أو ندرة الوقود، لأن هناك تقلبات متسارعة لا يدري أحد أين ترسى، كما أن العلاقة بين هذه الاتحادات ومؤسسات الدولة تحتاج لإعادة تجسير العلاقات وبناء الثقة.