د. صديق الامام محمد [email protected] باحث في العمران الحضري و الجغرافية السياسية ثالثاً : تدويل الصراع السياسي والخاتمة لم يكن الصراع في المنطقة صراعا سياسيا ولكنه كان بين القبائل ( قبيلة المسيرية وقبيلة دينكا نوك ) تطور بعد ذلك ليكون صراعا بين الحكومة والحركة الشعبية ثم تطور بعد انفصال الجنوب ، وقد اعتُبِرت القضية على نطاق واسع بمثابة قنبلة موقوتة شبيهة بسيناريو النزاع الهندي الباكستاني على -كشمير. وكان بروتوكول حسم النزاع حولها قد عُرِض في مقترح قدّمه المبعوث الأميركي دانفورث وقبِله الطرفان كأساس للتسوية, وقد أُوكل إلى لجنة خبراء لتعيين حدودها, ثم إجراء استفتاء لتحديد تبعيتها لأي من الطرفين ,لم يتم ذلك حتى تاريخه حيث رفضت الخرطوم ، بدعوى أن المفوضية قد تجاوزت ما أوكل لها، واعتبرته منحازًا لوجهة النظر الجنوبية. أحيل بعدها ملف النزاع إلى محكمة التحكيم الدولية بلاهاي ، التي قضت في يوليو 2009 بإعادة ترسيم حدود منطقة أبيي وهو حكم رغم اتفاق الخرطوم وجوبا مسبقًا على الالتزام بمقتضاه, إلا أن الطرفين لم يلتزما به. ، وقد عارض القاضي عون الخصاونة رئيس الوزراء الأردني ، وكان أحد خمسة قضاة شكّلوا هيئة المحكمة الحكم ،الذي أصدرته بموافقة زملائه الأربعة ، حيث وصف قرار، الأكثرية بأنه غير مقنع مليء بالتناقضات، مدفوع برغبتهم في، الوصول إلى حل وسط يعطي للسودان بعضًا من حقوقه في النفط ولكنه لا يأخذ بعين الاعتبار حقوق القبائل العربية في، جنوب كردفان"، وحذّر من مغبة الحكم التوافقي الذي أصدرته المحكمة لأنه سيؤدي إلى اندلاع صراع مسلح في المنطقة، ولم يمض إلا أقل من عام على حكم محكمة التحكيم الدولية بشأن أبيي حتى تحقق ما حذر منه الخصاونة وعاد الصراع المسلح بين الطرفين ليجتاح الجيش السوداني المنطقة قبل أن يتم الاتفاق على نشر قوات إثيوبية تحت غطاء الأممالمتحدة.، ومازالت موجودة تنتظر حلا لهذا الصراع الذي لا يمكن حله الا بالتفاوض والتفاوض وحده هو الحل الذي سيؤدي في نهاية المطاف لان تعيش هذه الاطراف بسلم وامان دائمين. الخاتمة والنتائج والتوصيات 1/ في الختام يتضح لنا جليا أن الصراع في المنطقة ينقسم الى شقين شق بين قبيلة المسيرية والدينكا نوك بسبب المرعى والماء ، والشق الآخر بين الحكومة السودانية وحكومة جنوب السودان بسبب النفط وتبعية المنطقة . 2/ الموارد الاقتصادية مثل البترول والمرعي سببا اساسيا في هذا الصراع . 3/ على الطرفين تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية لاسيما وانهما قد رضيا بها في السابق وذلك لضمان العيش بينهما بسلام. 4/ على الجانبين ترك جانبا كبيرا من الحل للقبائل الموجودة في المنطقة ( المسيرية والدينكا نوك) للتعايش بينهما بسلم وأمان كما كان في السابق. 5/ وجود بعض عناصر دينك نوك في حكومة جنوب السودان يقف دائما ضد أي تنازلات يمكن ان تقدمها حكومة الجنوب وهذا يؤثر سلبا فرصة الحلول. المراجع: من اهم المصادر التي تم الاعتماد عليها والتي اثرت الموضوع في المداخلات الاولى والثانية البحث المقدم من الباحث خميس كات ميول في محاضرة الجمعية الافريقية في الزمالك بالقاهرة2010 وحيث اشار الى بعض المراجع الآتية:- 1-1فرانسيس دينق ، صراع الرؤى ، نزاع الهويات فى السودان ، ترجمة عوض حسن ، الطبعة الثانية ، القاهرة 2001م . 2/ يحى جمال عثمان، الحدود الادارية فى السودان ، رسالة ماجستير فى الآداب ، قسم الجغرافيا ، جامعة القاهرة 1959م . 3/ صديق البادى ، القبائل السودانية والتمازج القومى ، دار البلد الخرطوم 1998م التقارير الحرب : النفط يحرق دولتي السودان: مركز الجزيرة للدراسات ابريل 2012م