60 مليونا صوتوا للشاب الفلسطيني، صاحب الحنجرة الاسطورة، محمد عساف، الفائز في ( أراب ايدول) هذا الرقم خرافي.. وهو رقم يمكن ان يصنع دولة. يمكن أن يصنع مصالحة. يمكن ان يصنع سلاما.. وهو رقم، صنع حلم شعب تآمر عليه العالم، ويريد له الاحتلال بالفظائع والجرائم والإنتهاكات ، ألا يبقى، غير انه يصر ان يبقى فيبقى.. بالجسارة يبقى. بالشعر يبقى. بالتتشكيل. بالرواية، والقصة،والأغنية، بمحمد العساف، يبقى! حكاية صاحب الحنجرة الاسطورة، مع الحلم.. حكاية. إنها ليست حكاية هروب.. إنها حكاية كسر حصار، برغم الحصار.. إنها حكاية الغنفتاح على العالم، عبر الانفاق. غنها حكاية( الضوء في نهاية النفق) إنها حكاية القفز فوق الأسوار. إنها حكاية اقتناص الزمن، في الثانبة الحرجة. إنها حكاية إعادة ترتيب الاوراق، بعد لملمة الاوراق. إنها حكاية احترام لجنة( أراب ايدول) للمغامرة..للحلم! غنى العساف، غنى. وحين راح العساف يغني ويغني، غنى البرتقال في يافا. غنت أشجار الزيتون في الخليل. غنت الصواريخ( البدائية) في غزة. غنت ( التهدئة) في رام الله، وغنت إجمالا الدولة القابلة للحياة، برغم الموت المتربص، وغنى الفلسطينيون في الداخل.. وغنى فلسطينو الشتات اجمل احلامهم بالعودة، وفي أياديهم مفاتيح بنكهة التاريخ، وطعم الإنتظار الطويل! العساف، أجمل مافي حنجرته.. أنها وحدت الفلسطينيين الذين فرقتهم السياسة، وفرقتهم التدخلات والتجاذبات الخارجية، ذات اليمبن وذات اليسار.. ذات التقدم، وذات التقهقر. اجمل مافيها أنها فعلت في الأذن الفلسطينية، مالم يفعله لسان خالد مشعل، ولا لسان عباس، ولا لسان هنية، ولا البرغوثي، ولا سلام، ولا شلح، ولا ياسين، ولا أبو العباس، ولا أبو نضال، ولا عرفات، بالأمارة! العساف، رأى.. ومارآه هذا الشاب، لم يره المفاوض الفلسطيني صائب عريقات:: رأى ضوءا في نهاية النفق، فحشر جسد النحيل في النفق، وزحف، ثم مشى، ثم ركض ركضا إلى الضوءهو الىن- العساف- في دائرة الضوء، والفلاشات تشهق من اليمين ومن اليسار. من فوق، ومن على جنب. يرفع من شأو صوته، يغني وتتطاير الحطات! أعطني أغنية، لا أعطيك فقط مجرد طرب. سأعطيك ضوءا في نهاية كل نفق.. لن أعطيك- فقط- مجرد حلم. سأعطيك دولة بحجم الحلم.. دولة من ستين مليون!