السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زعيم حزب البعث "علي الريح السنهوري" في حوار على نار ليست هادئة (1-2)


حوار - محمد إبراهيم الحاج
أظن أن الانطباع الأبرز الذي يمكن أن يخرج به المرء بُعيد فراغه من إدارة حوار مع عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وأمين سر الحزب بالسودان الأستاذ "علي الريح السنهوري" هو أن الرجل يتكئ على إرث معرفي عميق جداً لقضايا أمته العربية، كما أنه يتمتع بقدرة جيدة على قراءة المستقبل والتحليل السياسي المدعوم بذهنية متقدة قادرة على استدعاء الأحداث وربطها.
خلال الفترة الأخيرة تردد اسم حزب البعث كثيراً من واقع تجاوبه السريع مع متغيرات الحياة السياسية في البلاد، ولعل أبرز مواقفه نقده الشديد لميثاق (الفجر الجديد) وتأكيده على مبدأ التغيير السلمي الديمقراطي، بالإضافة إلى المواجهة الحادة بين البعثيين وحزب الأمة إثر انتقاد الإمام "الصادق المهدي" لهم، ما أثار غضباً كبيراً داخل أروقة الحزب.
كثير من قضايا الراهن السياسي وبعض القضايا الفكرية والسياسية المتعلقة بحزب البعث، وضعناها على طاولة "السنهوري" ورد عليها بعقل مفتوح قابل للنقاش والأخذ والرد.. عن ماذا سألناه وكيف أجاب، ذاك ما ستطالعونه في سياق الحوار التالي..
{ كنتم من أوائل التنظيمات السياسية التي انتقدت وثيقة (الفجر الجديد) رغم معارضتكم الظاهرة للحكومة.. لماذا كان هذا النقد الشديد للوثيقة؟
- لا، ليس هناك تناقض.. نحن نعارض النظام ولكننا لا نعارض الوطن. نعتقد أن هذا النظام منذ انقلابه العسكري على الشرعية الدستورية هو حل زائف لأزمة حقيقية، ومن خلال معرفتنا بالبرنامج والقوى التي تقف خلفه كنا ندرك أنهم لن يزيدوا هذه الأزمة إلا تفاقماً وتعقيداً. وقد أكدت التطورات صحة هذا التحليل، فقد تحول هذا النظام إلى عقبة حقيقية بعد أن فرط في وحدة السودان، وأفرط في الفساد والفوضى والإساءة للإسلام والتشويه وتنفير الشباب منه.. لذلك نحن نعتقد أن هذا النظام صار عقبة أمام وحدة السودان وتحرره وأمنه وسلامته.. لكن معارضتنا للنظام لا تعني التسليم بتمزيق السودان وتحويله إلى دويلات إقليمية تربط بينها وحدة طوعية، أي إعطاء كل إقليم حقه إن كان يريد الوحدة أو الانفصال، ولا تعني محو الهوية الوطنية، ثقافته وتاريخه، ولا تعني الإمعان في تشويه قيمه الروحية التي شوهتها الإنقاذ، ولا يعني ذلك العودة إلى ما قبل الدولة المدنية.. نحن ندعو إلى دولة المواطنة.. دولة يتساوى فيها الجميع أمام الدستور والقانون، وفي الحقوق والواجبات وليس دولة التمايز بين الأقاليم.. صحيح هناك من تأثر بالحرب المفروضة على السودان من قبل النظام والحركات المسلحة، وبعض المناطق تحتاج إلى تنمية، ولكن لا يعني أن تتحول هذه المناطق إلى دويلات.. نحن عند رفضنا لميثاق (الفجر الجديد) رفضناه لهذه الأسباب. وإذا كان سؤالك أن رفضنا يتعارض مع معارضتنا.. بالعكس.. نحن نعتقد أن هذا الميثاق يضعف المعارضة ولا يقويها، ويعزلها عن جماهير الشعب، ويعزلها عن الأجندة الوطنية، وفي نفس الوقت وسائل هذه القوى تؤدي إلى تفتيت وحدة القوى الشعبية في مواجهة هذا النظام، ولكل هذا لا يوجد أي تناقض في موقفنا.
{ إذن آلياتكم لإسقاط النظام مثل العمل السلمي والديمقراطي والجماهيري.. ألا ترى أن تلك الآليات فشلت تماماً.. ولم تستطيعوا تحريك الشارع.. أي أنكم كأحزاب معارضة فشلتم تماماً في إقناع الجماهير للنزول إلى الشارع ولم تستغلوا روح الربيع العربي وكانت التظاهرات محدودة جداً وتم احتواؤها؟
- لم تفشل آلياتنا.. نحن في البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيس هذا الحزب عام 1960م اعتبرنا أن أسلوب التغيير السلمي الديمقراطي أنجع الأساليب للتعبير عن إرادة الشعب نحو التحرر والتقدم، وحافظنا على هذا النهج في مواجهة مختلف الأنظمة الدكتاتورية منذ "عبود" و"نميري" أو الإنقاذ، وأثبت هذا الأسلوب نجاعته. قبل الانتفاضات العربية في تونس وسوريا ومصر واليمن والبحرين وغيرها، قام شعب السودان بانتفاضتين شعبيتين سلميتين في (أكتوبر) 1964م وفي (مارس/أبريل) 1985م، لذلك نحن اختلفنا مع قوى التجمع الوطني عندما اعتمدت أسلوب الكفاح المسلح بعد إشراك الحركة الشعبية في التجمع الوطني، باعتبار أن هذا الأسلوب يتعارض مع الميثاق الذي وقعناه في الخرطوم عام 1989م والذي ينص على النضال السلمي الديمقراطي، وسارت أكثرية فصائل التجمع في تبني العنف المسلح، ونحن لم نرفض هذا العنف لأنه يؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة سواء من المقاتلين أو من الشرطة والجيش والشعب، ويؤدي إلى دمار البنى التحتية واستنزاف مواردنا المحلية فحسب، بل رفضناه لأن حمل البندقية من أية دولة مجاورة يرهن هذه البندقية لأجندة خارجية تتعارض مع ثوابتنا الوطنية، وقد أكدت تجاربنا أن حمل السلاح لم يكن طريقاً لتغيير النظام، ولم يتغير أي نظام في السودان نتيجة لحمل السلاح لا "عبود" ولا "نميرى" و....
{ (مقاطعة).. اتفقنا على هذه النقطة.. لكن ما أود السؤال عنه هو فشلكم كتحالف معارض في تحريك الشارع لإسقاط الحكومة القائمة سلمياً.. وأنت استدللت بثورتي (أبريل) و(أكتوبر) واختلفت الآن الظروف ووسائل التغيير؟
- رددت عليك في النقطة الأولى.. حمل السلاح أثبت فشله، ولكن الانتفاضة الشعبية لم تثبت فشلها.. ففي عهد "نميري" في السبعينيات عندما رفعنا شعار الانتفاضة الشعبية لإسقاط النظام كنا نواجه بمثل هذه الأسئلة، وكان الناس يسألوننا متى يسقط نظام "نميري"؟ ومتى يتحرك الشعب؟ ولكن الشعب لا يتحرك بقرار.. والانتفاضة لا تأتي بقرار.. في مصر وتونس مثلاً لم تكن نتيجة قرار سياسي من الأحزاب المعارضة.. هي لحظة تاريخية تحدث.. أما الحراك الشعبي الذي تتحدث عنه فقائم يومياً.. قبل عدة أيام كان هناك حراك شعبي في جامعة الفاشر وحراك قوي جداً من الطلاب في مواجهة المؤتمر الوطني.. يومياً في كل مكان من حلفا إلى أم دوم إلى الجزيرة إلى غيرها.. تصاعد القتال بين النظام والحركات المسلحة يلعب دوراً في إضعاف الحراك الشعبي.. كلما تصاعد هذا القتال كلما ضعف الحراك الشعبي.
{ كيف؟
- أولاً، عندما تدور معارك بين أبناء الوطن الواحد ومعارك ضارية بين أبناء الوطن الواحد تجعل الشعب كله يتابع هذه المعارك ويحس بالإشفاق على البلاد من مغبة ونتائج هذه المعارك.. الآن عشرات الآلاف من أبناء شعبنا يعيشون في العراء من (الأبيض) و(أم روابة) و(تندلتي) على طول الطريق، لا يسترهم ساتر إلا ثياب النساء.. لا توجد مياه ولا غذاء ولا رعاية صحية.. الأطفال يموتون بالعشرات، عدا المفقودين من الأطفال والعجزة.. هناك مأساة إنسانية نتيجة القتال الدائر اليوم بين قوات ما تسمى ب(الجبهة الثورية) والنظام القائم، وهذه المعارك تضعف تحرك الناس تجاه الانتفاضة الشعبية، ولكنها لا تلغيها.. أنت تتحدث عن دور المعارضة في تحريك الجماهير، حقيقة أن النظام هو الذي يحرك الجماهير وليست المعارضة، النظام بممارساته التعسفية والاستبدادية والفاسدة هو الذي يحرك الجماهير ويستفزها ويحركها ضده، وهذه نتيجة طبيعية عندما تقترن الدكتاتورية بالفساد والإفساد والتفريط في ثوابت البلاد ووحدتها.. لابد للجماهير أن تتحرك في كل مكان.. وتوحيد حركة الجماهير هذه لحظة حاسمة، عندما تنتظم كل القطر تتحقق الانتفاضة الشعبية إن شاء الله، وكاذب من يقول لك متى تصير هذه الانتفاضة.
{ إذن أنتم كتنظيمات سياسية تعولون على مراقبة حركة الجماهير وتكتفون بأن تعقدوا أيديكم خلف ظهوركم؟
- هذا ليس صحيحاً، لأن قوى الإجماع الوطني تلعب دورها في فضح النظام وفي تعبئة الجماهير وتنظيمها.. نحن لا ننفي العامل الذاتي وننتظر التحرك العفوي حتى في (أكتوبر) و(أبريل).. التحرك الذي حدث لم يأت فجأة بل هو نتيجة تراكم نضالي.. ولا أدري هل أنت وقتها كنت موجوداً أم لا؟ في ذلك الحين جرت معارك قوية جداً بين البعثيين ونظام "نميري" على مدى سنوات، كانت هناك منازلة بيننا و"نميري"، وبين تجمع الشعب السوداني الذي ضم حزب البعث وقوى سياسية أخرى وبين هذا النظام، وهذه المواجهات والتعبئة التي دفع البعثيون والقوى السياسية ثمنها غالياً اعتقالاً وتعذيباً وتعرضاً لمحاكم الردة، هي التي مهدت الطريق أمام الثورة.. يعني كان هناك تراكم استمر منذ عام 1969م ووصل ذروته في الفترة ما بين 1982م و1985م وأدى إلى الانتفاضة الشعبية، وإلى بروز قوى داخل القوات المسلحة انحازت للانتفاضة الشعبية وحولتها إلى انتفاضة أسقطت نظام "النميري".
{ هذا الحديث يقودنا إلى تساؤل مهم جداً حول جدوى وجود حزبكم في الساحة.. هل تعتقد أن مساهمتكم تنحصر فقط في إرساء دعائم الديمقراطية بالبلاد.. أم أنكم حزب سياسي له طموح بالمشاركة في الجهاز التنفيذي؟
- مهمتنا الأولى هي تحرير إرادة الشعب من خلال تقويض الأنظمة الدكتاتورية، لأن حزب البعث العربي الاشتراكي هو أداة ووسيلة للجماهير وليس بديلاً عنها، هو قيادة الشعب للديمقراطية كخطوة لتحريرها من الأيديولوجيات الطائفية والجهوية والقبلية، وتحقيق وحدة تخلق قاعدة للانطلاق نحو تقدم اقتصادي، ونحو وحدة تجمع السودان بالدول العربية الأخرى لأنني أعتقد أن التقدم لا يمكن أن يأخذ مداه إلا في وحدة الوطن العربي.. مشروعنا كبير إذا كان السودان الآن يتعرض للتفتيت كقطر، فإن المسألة الأولية منع هذا التفتيت في السودان كخطوة للوحدة العربية.. لا نستطيع أن نتحدث عن التجزئة في السودان بعيداً عن الأمة العربية، لأن القوى التي أنتجت اتفاقية (سايكس بيكو) والتي فتت العالم العربي إلى (22) دولة تسعى الآن إلى تجزئة المجزأ، وسنناهض هذا المشروع بالدعوة للوحدة العربية التي تشكل الضمان لوحدتنا الوطنية ولسلامتنا وسلامة بعض الأقطار التي حققت تقدماً اقتصادياً وتقنياً في مختلف المجالات مثل العراق.. لابد من وحدة تمكننا من مواجهة التحديات الدولية في منع مشاريع النهوض العربي ووحدة هذا الوطن.
{ أنت تتحدث عن القضايا القومية أم عن السودان فقط.. (نحن الفينا مكفينا) حزبكم ينظر إلى أبعد من واقعه.. نحن لدينا قضايا (متلتلة) لماذا لا ننظر إليها أولاً ثم بعد ذلك ننظر إلى غيرها؟
- هذه القضايا مترابطة لا تستطيع أن تفصل بينها.. إشكالية الأمة كلها أن قطراً يعتقد أن لديه مشاكل عليه أن ينكفئ قطرياً لمواجهتها، وهذه أورثت منذ استقلال الأقطار العربية، وإلى يومنا هذا لم تحل هذه المشاكل.. لا يوجد حل أو أمن عربي إلا في إطار الوحدة العربية حتى الدول الأوروبية القوية اتجهت، رغم التناقضات الضخمة التي بينها والحروب، اتجهت إلى التوحد في الاتحاد الأوروبى لتحقيق أمنها فما بالك بأقطارنا المستضعفة والمتخلفة، لا تستطيع أن تواجه تحديات العصر بمفردها.. ومشاكلنا القائمة الآن في السودان هي نتاج لهذه التجزئة.. الإمبريالية لا تنظر للأمة باعتبارها أشخاصاً، ولكنها تنظر لها نظرة واحدة، وتسعى إلى تفتيت هذه الأمة وإضعافها في سبيل بقاء الكيان الصهيوني وتحويله إلى قوة موازية في المنطقة، وفي سبيل تمرير المخططات الإمبريالية الساعية الآن إلى تفتيت السودان.. نحن في مواجهة التفتيت، وفي مواجهة هذه المخططات لابد أن نعلي من شعار وحدة النضال العربي، ولابد أن نعلي من شعار وحدة الوطن العربي تجاه هذه التحديات حتى نستطيع أن نتغلب على التفتت الداخلي.. هذه القضايا مترابطة.
{ الآلية التي تعتقد أنها يمكن أن تقود إلى الوحدة هي الديمقراطية؟
- الديمقراطية كلمة فضفاضة، أنا أحبذ تحرير الإرادة الشعبية، تحرير إرادة شعبنا في السودان.. لو كانت الإرادة الشعبية حرة لما صارت اتفاقية (نيفاشا)، ولما تم فصل الجنوب.. لم تكن أية قوى في حالة حضور شعبي قادرة على توقيع مثل هذه الاتفاقية.. ولو كانت الإرادة الشعبية المصرية حاضرة لما تم توقيع اتفاقية (كامب ديفيد) ومعاهدة السلام مع العدو الصهيوني.. كل هذه الكوارث تحدث في ظل الدكتاتورية
زعيم حزب (البعث) "علي الريح السنهوري" في حوار مع (المجهر) على نار ليست هادئة (2-2):
حوار - محمد إبراهيم الحاج
أظن أن الانطباع الأبرز الذي يمكن أن يخرج به المرء بُعيد فراغه من إدارة حوار مع عضو القيادة القومية لحزب (البعث العربي الاشتراكي) وأمين سر الحزب بالسودان الأستاذ "علي الريح السنهوري" هو أن الرجل يتكئ على إرث معرفي عميق جداً لقضايا أمته العربية، كما أنه يتمتع بقدرة جيدة على قراءة المستقبل والتحليل السياسي المدعوم بذهنية متقدة قادرة على استدعاء الأحداث وربطها.
خلال الفترة الأخيرة تردد اسم حزب (البعث) كثيراً من واقع تجاوبه السريع مع متغيرات الحياة السياسية في البلاد، لعل أبرزها نقده الشديد لميثاق (الفجر الجديد) وتأكيده على مبدأ التغيير السلمي الديمقراطي، بالإضافة إلى المواجهة الحادة بين البعثيين وحزب (الأمة) إثر انتقاد الإمام "الصادق المهدي" لهم، ما أثار غضباً شديداً داخل أروقة الحزب.
كثير من قضايا الراهن السياسي وبعض القضايا الفكرية والسياسية المتعلقة بحزب (البعث) وضعناها على طاولة "السنهوري" ورد عليها بعقل مفتوح قابلاً للنقاش والأخذ والرد... بماذا سألناه وكيف رد ذلك ما ستطالعونه في سياق الحوار التالي:
{ فضلت مسمى الإرادة الشعبية بدلاً عن الديمقراطية وأنا أصر على الديمقراطية لأنها تعني إرادة الشعوب؟
- لا يوجد خلاف، ولكن تعبير الديمقراطية تعبير فضفاض وفهم الناس لها يختلف، نحن جميعاً نناضل من أجل الديمقراطية، ولكن ما هو أعظم منها هو تحرير الإرادة الشعبية، لأن في إطار الديمقراطية الليبرالية العادية عندما يكون الشعب مقسماً إلى طوائف وكل طائفة لديها ثلاثة ملايين صوت... نحن نسعى إلى أبعد من ذلك بحيث يكون كل فرد من أبناء شعبنا يأخذ قراره بعيداً عن أي تسلط أيديولوجي أو جهوي أو قبلي أو غيره من التكوينات البدائية.
{ حسناً.. ولكن تجاربكم في البلدان العربية كحزب بعث عربي غير مشرفة على الإطلاق... هناك تناقض بائن بين دعوتكم داخل السودان للديمقراطية أو ما أسميتها بتحرير الإرادة الشعبية وبين الأنظمة القمعية لنظام (البعث) في (سوريا) و(العراق) التي أسقطت في سبيل تمسكها بالسلطة مئات الآلاف من أبناء الشعب في تلك البلدان... كيف ترد؟
- أولاً نظام الأسد ليس نظاماً بعثياً.. ومنذ (56) قام نظام عسكري وأعدم قادة هذا الحزب ووضع عدداً كبيراً منهم في المعتقلات، وشارك في كل المعارك ضد حزب (البعث).. سلطة حزب (البعث) كانت في (العراق).
{ لكن نظام "الأسد" محسوب على حزب (البعث)...؟؟
- محسوب على (البعث) نعم، مثلما تجد دولة محسوبة على الإسلام و(ليبيا) محسوبة على القومية العربية.. و(البعث) العربي الاشتراكي عندو قيادة معلومة في الوطن العربي وعانى ما عانى من النظام السوري، والذين يخلطوا بين حزب (البعث) وبين النظام السوري يتعمدون ذلك للإساءة لحزب (البعث)، ولكن في (سوريا) حتى قبل أن تصل إليها الانتفاضة، طالبنا نظام "بشار الأسد" بأن يستجيب للحراك الشعبي العربي في هذه المرحلة التاريخية مرحلة الديمقراطية، وأن يبادر هو بإطلاق الحريات العامة والتعددية السياسية وتشكيل سلطة تجمع كل القوى السياسية، أي أن يبادر هو بالمشروع الذي ابتدرته الشعوب العربية برفض الوصاية والتسلط، ولكن في نفس الوقت لا نؤيد قوى المعارضة المرتهنة للأجنبي القائمة في (سوريا) والمرتبطة ب(أمريكا) و(تركيا) و(قطر) التي تسعى إلى تفكيك (سوريا) لمصلحة الكيان الصهيوني.
{ وماذا عن (العراق) التي مات فيها مئات الآلاف بسبب سعي "صدام حسين" للمحافظة على نظامه البعثي..؟؟
- للأسف كثير جداً من المثقفين في السودان وغيره لم يطلعوا على تجربة حزب (البعث) في (العراق)... (العراق) لم تكن فيه تعددية ولا ديمقراطية عندما جاء حزب (البعث) إلى الحكم.. حزب (البعث) جاء إلى الحكم مرتين الأولى كان بانتفاضة ضد حكم "عبد الكريم قاسم" وقام بثورة ضد حكم الأخوين "عبد السلام" و"عبد الرحمن عارف" كان حكماً ديكتاتورياً وكان البعثيون وقتها في المعتقلات وتحت التعذيب، وقُتل في عهد "عبد السلام عارف" عشرات الآلاف من البعثيين.. ولم يكن هناك نظام ديمقراطي، وعندما أتى نظام حزب (البعث) العربي الاشتراكي عمل على إعادة الحريات العامة وإطلاق سراح كل المعتقلين وإعادة كل المفصولين من وظائفهم، وفتح حواراً مع كل القوى السياسية الموجودة... وكان الحاكم هو حزب (البعث) وليس الشخص حتى مع "عزيز الحاج" الذي كان يحمل السلاح، جاءهم "صدام" وأجرى حواراً مع كل القوى، وإذا طالعت دستور (العراق) كان يقر بالتعددية السياسية وبحق الأحزاب في تنمية نفسها..
{ ثم حدثت الانتكاسة والردة على الديمقراطية بعد ذلك..؟؟
- بعد ذلك ووجه (العراق) بقوى طائفية مرتبطة بشاه (إيران) ومن بعده الخميني وخاميني.. ووجه من البداية لأنه حل المشكلة الكردية وببيان آذار وبتأميم النفط وبتفكيك شبكات التجسس الأجنبي التي كانت مهيمنة في (العراق)، ووجه بعداء قوي جداً من الامبريالية العالمية والصهيونية، وبدأت تجيش في الجيوش والأحزاب العميلة لمواجهة (العراق)... (إيران) من ناحية.... و(أمريكا) و(إسرائيل) من الناحية الأخرى، والرجعية العربية نفسها التي كانت تخشى من شعارات حزب (البعث) باعتباره يمثل حركة النهوض العربي وهي تمثل الرجعية، كانت أيضاً تحارب حزب (البعث).. مع ذلك الحزب خاض معارك قوية جداً.. وإذا تابعت تاريخ (العراق) بعد وصول (البعث) للسلطة تجد أنهم حركوا له تمرداً في المنطقة الشمالية مدعوماً من (إيران) و(أمريكا) وحسب هذا التمرد الاتفاقية، جاء بعد ذلك الشاه "الخميني" ليقود حرباً عنيفة لمدة (8) سنوات وبعد نهايتها بدأ التحرش ب(العراق) وفرض عليه حصاراً جائراً استمر حتى 2003م، وهو حصار لم يحدث له مثيل في أي بلد في العالم أن تمت محاصرة بلد بهذه القسوة، وأُسقط نظامه بعدوان خارجي شاركت فيه القوى العظمى في العالم بالقوة التي كانت معه لمواجهة المعسكر الشيوعي.. الوضع في (العراق) يختلف... على كل حال تجزئة الوطن خلقت تفاوتاً بين الأقطار العربية وبالتالي جعلت لكل قطر قدراً من الخصوصية، وبهذا لا يجوز مطالبة البعثيين بالديمقراطية في السودان، السياق التاريخي مختلف وهذه كلمة حق أريد بها باطل واحتجاج في غير محله.
{ قبل ذلك انتقد "الصادق المهدي" حزب (البعث) وقال إنه يحدث (شرخ في الوحدة الوطنية) وهددتم بإجراءات ضده إلا أنكم لم تفعلوا شيئاً..؟
- لم نهدد باتخاذ إجراءات... ولكننا قلنا سنرد وفعلاً ردينا عبر لقاءات صحفية وفي قوى الإجماع الوطني، ولكن المشكلة لم تكن بيننا وبين "الصادق المهدي"، بل كانت بينه وبين قوى الإجماع الوطني... نحن كنا نستغرب لماذا يفتح "الصادق المهدي" معركة مع البعثيين.
{ لماذا برأيك..؟؟
- نستغرب هل قضية حزب (الأمة) الآن أن يفتح معركة مع حزب (البعث).. (البعث) يعتز بتراث الثورة المهدية ويعتبرها هي التي بلورت الشخصية القومية للشعب السوداني، وأن الثورة المهدية لم تكن قطرية ولم تكن منكفئة على السودان... "المهدي" كان يسعى لتوحيد الوطن العربي كله.. وأرسل جيشاً لتحرير مصر.. واعتبر "السنوسي" أحد خلفائه الأربعة... و"المهدي" لم يكن قطرياً ولا جهوياً.. فكيف لواحد من أحفاد "المهدي" أن يتحدث عن البعد القومي وكأنه شر على السودان... الآن حاجة (الأمة) للتوحد أكثر منها للتفرق.
{ "الصادق المهدي" دائم الانتقاد لقوى الإجماع الوطني.. هل تعتقد أنه سيشارك الحكومة..؟؟
- هذا السؤال تكرر كثيراً من عدد من الصحافيين، وبالنسبة لنا في قوى الإجماع الوطني إحدى الإشكالات، وأنصحك أن تسأل السيد هذه الأسئلة وترى كيف يرد.
{ بصفتك عضواً داخل قوى الإجماع الوطني وتتأثر عموماً بحركة السيد "الصادق".. لماذا لا تقول رأيك... وهل تخشى الرد العنيف منه تجاهكم..؟؟
- لا.. لا نحن لا نخشى "الصادق المهدي" ولا (أمريكا) ولا (بريطانيا) ولا غيره، نحن لا نخشى أحداً غير الله سبحانه وتعالى، لكنك سألت أسئلة محددة حول نهج حزب (الأمة)، ف"الصادق" هو الأولى بالرد عليها.. أما نحن فقد قلنا إن هذا الأمر قد أدى إلى إضعاف المعارضة ككل وليس التحالف فقط... و"الصادق" لم يخرج من قوى الإجماع وفي نفس الوقت مستمر في انتقاد قوى الإجماع والتعرض لها دائماً ولكنه لم يخرج حتى الآن.
{ قلت في حديث سابق إن هوية السودان هي هوية عربية إسلامية.. والواقع التاريخي والحياتي يقول إن السودان متعدد الأعراف والأديان والاثنيات والثقافات... هل من الممكن أن نُسمي ما دفعت به استعلاءً عرقياً وثقافياً..؟؟
- كل دول العالم فيها تنوع، ولكن التنوع لا ينفي الهوية الغالبة في تلك الأقطار.. (فرنسا) و(انجلترا) و(أمريكا)، ونحن نقول إن الهوية الغالبة هي الهوية العربية الإسلامية، ولكننا لا ننكر حقيقة التنوع الثقافي ولا نقبل بكلمة (العرقي) لأنها كلمة بغيضة وغير علمية، النازيون كانوا يعتقدون بنقاء العرق (الآري) وجاء العلم ليثبت أنه لا يوجد نقاء لأي عرق.. والسودان من ناحية عرقية بلد تزاوج فيه الناس واختلطوا وتعددت سماتهم، ولكن الإقرار بالتعدد لا يلغي الهوية الغالبة التي هي الهوية العربية الإسلامية ولا أحد ينكر هذه الحقيقة... نسبة غير المسلمين في السودان بعد الانفصال لا تتجاوز (1%) بينما (99%) هم من المسلمين... سودان ما بعد التفتيت الأول... دعاة التعددية الثقافية نسألهم عن فهمهم للتعددية الثقافية لا نجد إجابة... حتى شعب الجنوب يتخاطب باللغة العربية والتعليم في جوبا باللغة العربية... لسنا ضد التعددية الثقافية... ولكن البعض يريد استعارة الثقافة الأجنبية لإحلالها محل الثقافة الوطنية.. والثقافة العربية لم تفرض على الجنوب بالعكس الانجليز أغلقوه وحظروا الثقافة العربية ومع ذلك تغلغلت نتيجة الحوار الطوعي ولم تفرض، ولكن الآن هناك سعي لفرض الثقافة الأجنبية وهي ليست ثقافة (الدينكا) أو (الشلك).
مقاطعة...ا لتحدث بلغة قوم لا يعني على الإطلاق الانتماء لهم.. في الشمال كانت قبائل المحس والنوبة، وفي الشرق الامرأر والبجة وغيرهم، وفي الغرب قبائل الزغاوة والمساليت وغيرها، وكل هؤلاء أصولهم ليست عربية ولكنهم يتحدثون العربية... حتى دول (أمريكا) اللاتينية تتحدث باللغة الاسبانية ولم يخرج علينا ذات يوم أرجنتيني أو فنزولي أو كولومبي ليقول إنه أسباني..؟؟
{ أنت عنصري ولا شنو...؟
• لا.. لست عنصريا ًولكني انقل تساؤلات عامة...
عندما أقول إن هويتي عربية معناها أنني ألغيت كل التكوينات التاريخية السودانية والأمر الشاهد أن الثقافة العربية ثقافة وافدة، فلا يمكن أن نذوِّب هوياتنا فيها... فبماذا ترد..؟؟
- هذا كلام عنصري....لأنك تحدثت عن الأصول بأننا اثنياً وعرقياً لسنا بعرب.. هل العرب عندهم دم معين... حتى العرب داخل الجزيرة العربية لم يكونوا أصلاً ولا عرقاً واحداً... قالوا انو العرب العاربة القحطانيين هم نتيجة لتمازج أجناس متعددة وحتى قريش من العرب المستعربة من العدنانيين أبناء إسماعيل ..العرب عندما حملوا رسالتهم لكل الوطن العربي الساد كل هذه المجتمعات هي الثقافة العربية ولم يسد العرق أو الاثن لأن هذا شيء غير موجود ولا يمكن احتساب هذا عربي بالشكل...العروبة ثقافة وحضارة والحضارات البائدة القديمة الفرعونية والنوبية وغيرها من الحضارات نعتز بها لأنها تراث لكل (الأمة) العربية وليس للسودان فحسب.. هذا تراث عام نحن نعتز حتى بالتراث الإنساني، فالعروبة ليست شيئاً عرقياً بأن نناهضها عنصرياً بأننا لسنا أبناء عدنان أو قحطان أو كذا هذا كلام عرقي...
{ مقاطعة – فعلا - نحن لسنا أبناء عدنان أو قحطان بل أبناء النوبة و"بعانخي" و"عمارة دنقس"..؟؟
- هذا كلام عرقي لن يستطيع حتى نوبة مصر أن يقولوا إنهم أبناء "بعانخي" ولن يستطيع الأقباط المصريين الادعاء بأنهم أبناء الفراعنة لأنه حدث تمازج نتيجة الحروب والهجرات وتحركات الأقوام والشعوب، والآن منطقة (دنقلا) بها (الميجراب) وهم أبناء الميجر وهم المماليك الذين تراجعوا من مصر وجاءوا إلى جنوب الوادي ولكنهم الآن (اتنوبوا).. نحن لا نتحدث عن أمة عربية بمعنى التماثل التام لأنه ليس موجوداً في أي وطن عربي.. نتحدث عن التعددية أما الكلام عن الفرعونية محاولة نبش وإعادة انو ديك فراعنة ونحن نوبة، وفي (سوريا)... هذا مخطط استعماري لتفكيك (الأمة) العربية ومنع وحدته وبالتالي الاستفراد بكل قطر وتجزئة المجزأ نفسه، نحن نتكلم عن حضارة وثقافة ووجدان وتطلعات مشتركة للحياة إذا كان الأوربيون باختلافهم يدعون إلى التوحد فما بالك نحن المتوحدين لغوياً وتاريخاً وثقافة وديناً لماذا لا نتوحد... لماذا نسعى إلى إبراز التناقضات عوضاً عن إبراز القواسم المشتركة... لماذا؟
{ رأيك في عمليات (الجبهة الثورية) ما الذي سيحدث مستقبلاً...؟
- نحن في البداية رفضنا التصعيد والتصعيد المضاد، ورأينا أن الحوار والحل السلمي للقضايا ونرفض أسلوب العنف الذي يدفع ثمنه السودان وهذا صراع على السلطة وعلى حساب شعب السودان، بل على حساب حركة التغيير الجذري لهذا الواقع، نحن نرفض الحرب وقلت أن نتحاور ألف سنة أفضل من أن نتحارب يوماً واحداً.
{ ثمة قائل إن حزب (البعث) لا وجود له على أرض الواقع.. بل عدد بسيط يتفرق في الجامعات السودانية....؟
- أقول ليك بصراحة هذا سؤال لن أرد عليه.. ولا يوجه إلا لحزب (البعث) ولم اقرأ أي حوار لأي حزب وجه له هذا السؤال، وحزب (البعث) أثبت أنه أكثر فعالية منذ قيام الإنقاذ.
{ ما أعنيه في حال جاءت الديمقراطية.. هل تعتقد أن حزب (البعث) مستعد لاستحقاقاتها وقادر على دخول البرلمان في حال وصلنا صناديق الاقتراع...؟
- مكسبنا ومكسب شعب السودان هو الديمقراطية ونحن لا نسعى للدوائر، وعندما أتت الديمقراطية لم نركز على دائرة أو اثنين بل ترشحنا في (75) دائرة، وكان هدفنا نشر الوعي ولم نكن نعتقد أن هذا البرلمان في تغيير الواقع السوداني وهو مؤسسة ستسيطر عليها الأحزاب الجهوية والطائفية وغيرها ذات الولاءات التي لا تقوم على أسس الاختيار الحر، لأن الإرادة الشعبية ما تزال خاضعة لتسييس جهوي، والقضية بالنسبة لنا ليست أن نصل للسلطة والمشاركة، نحن ندرك أن إسقاط النظام لا يعني حل مشاكل السودان ولكنه خطوة نحو الحل... أي أن نساهم في اطلاق الحريات العامة لشعبنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.