* أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي) البريد الإلكتروني: [email protected] . اليوم نجحت اليابان بسلاح العلم والعمل الدؤوب إستنساخ فأرة من قطرة دم..! إذ أكد اليابانيون يوم السبت 29/6/2013 في آخر تقرير لهم بدورية بيولوجيا التكاثر (Biology of Reproduction)، إن الفأرة عاشت العمر الافتراضي الطبيعي واستطاعت الانجاب .. وفي اليوم ذاته الذي أعطت فيه اليابان الحياة لفأرة من قطرة دم واحدة، كانت شلالات الدماء تجرح وتسلب الأرواح في كل من بورسيعد والإسكندرية ودمشق وبغداد، لكن أيضا بسلاح العلم والعمل والدؤوب .. بفارق موسيقي بسيط (علم التفكير وعلم التفجير، وللمُرسي والكُرسي وغيرها من العلوم.!) (دمشق) عاصمةٌ عربية تحترق، وعواصمنا العربية تنتظر المطافي والإسعاف من عاصمة أجنبية (جنيف2)..! عواصمنا بفضله تعالى نعيمٌ وجنان، لولا من الخارج أتاها من يقول لها: (ان الجنة التي تعيشها هى الجحيم، وان الوطنية لاشي دوني، وأننا لو أدمجنا العنصر الوطني بالمواد الأولية الأجنبية، فهى الحياة بالخرسانة المسلحة للنجاح .. ذلك النجاح الذي ستعيشة دائما وأبدا، لتفطر بالنجاح وتتغدّى بالنجاح وتتعشّى بالنجاح.!) .. والغريب ان هذا الطبّال يأتينا دائما ليُقنعناً، ونقتنع به دائما.!
وجنيف2 تُفسّره جنيف1 بالأقوى، بتفوّق رقم2 على رقم1 .. فلنعشق الأرقام التصاعدية بجنيف رقم 3، و4، 5،،، إلى الرقم القياسي.! ولنستعرض أسماء الدول التي شاركت (جنيف2) ونرفع أعلامها، ولنتكاثر منها .. لاننا قوم عُرف عنه حب الكثرة والتكاثر، إلى ان عاتبنا الله عليهما في قولتيهما الكريمتين الصادقتين وهو أصدق الصادقين: 1. أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2/سورة التكاثر) 2. ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا (25/سورة التوبة). 3. صدق الله العظيم.
عجيبٌ أمرنا، نتوقف على دمشق تحترق ونعاتب بها جنيف..! والعجب الحقيقي هو في ذلك المجنون الذي لازال يعتقد انه يحكم سوريّة، ويتوّهم ان 70% من الشعب السوري لازال يحبّه.! لعل الأشباح فيها فوق الأرض هى التي تحبّه، والجثث والأرواح فيها تحت الأرض هى التي تحكمه.! .. أما البلاد فقد أحرقها الأخضر واليابس عن بكرة أبيها.!
الحاكم والمحكوم يحتاجان الى جهد مشترك ليتعايشا معاً، ينموا معاً، يكبُرا معاً ويستمرّا معاً .. وسوريّة الجريحة من حدود لحدود دون تلك المعايشة.! ملفّ سوريا اليوم بكل الصحفات عدى صفحة الحب بين الحاكم والمحكوم.! .. نعم هناك حبُّ الإستعراض للأرقام المتصاعدة لدى الطرفين بل وكل الأطراف، على حساب الوطن.! .. والضحية الشعب السوري، والطفل السوري والأمّ السوريّة.!
· وكما ان بائع الأكفان يوماً في القُرى والأرياف كان يحلو له تصاعد أرقام الموتى في القرية.! · وبائع المرهم المُضمّد للجراح يستبشر بكثرة الحروق والجرحى في الأرياف.! · كذلك اليوم، بائعوا الدبّابات والصواريخ هم المستمتعون في الميدان بلذّة هذا الحبّ الدموي السوري السوري.!
هنا يستحضرني حوارٌ على التلفاز أواخر الثمانينيات لفقيدنا الغالي الشيخ زايد رحمه الله، الذي احبّ كل العواصم فأحبته العواصم كلها، وأحب الشعوب كلها فأحبوه كلهم .. وهو يردُّ على على صحفي سأل عن وحدة الصف العربي بالعواصم والشعوب والأوطان: (ان يا هذا، إنّ ما تحلُمُ به في سؤالك مجرد وهمٌ وخيال، بعيد المنال، بعيد المنال) .. وكان صادقا في إجابته .. والكل صدّقه ولازال يصدّقوه زايد الاب المرحوم، لانه طبّق بنفسه أولا تلك الوحدة الوحيدة الناجحة في تاريخنا المعاصر في ما إستطاع، وظلّ يحلم فيما لم يستطع ولم ينل، على انه بعيد المنال بعيد المنال.!
غريبٌ أمرنا.! نحنُ قومٌ مقومات الوحدة (الوطنية والدينية) بيننا أكثر من مقومات التمزّق والتفريق .. ولكننا اكثر الشعوب والأقوام تمزّقاً وتفريقا.! المآذن ترفع كل يوم خمس مرات ان لاشئ اكبر من الله، ويأتي الشيطان ليكبّر بيننا ب:(انا خيرٌ منه) ..! القرآن يعطينا تلمحيات الحياة بعد الحياة، لتنفذّها اليابان ونحن الحيران.!
1. لماذا الصين العظيمة، وهى العُظمى القادمة .. تتعاظم بكل مقوماتها الصينية مهما تنوعت وازدادت فيها العقائد والمعتقدات.؟ .. 2. ولماذا الهند العظمى تقوى وتستقوى بالهندية الموحدة، مهما تعددت وإزدادت فيها الأديان والمعتقدات؟ 3. ولماذا الولاياتالمتحدة تقوى يوما عن يوم وهى متعددة الجنسيات المحلولة في الجنسية الأمريكية، لدرجة يحكمها اليوم الأمريكي الأفريقي.!
وفي المقابل.! 1. لماذا المسلمون يقتلون بعضهم البعض، بحجّة أنا أصلّي في هذا المسجد بإتجاه الكعبة وهو في ذاك بإتجاهها.! 2. أقتلوه واسحلوه الأرض، لأنه غيّرمكان عبادته.! احرقوا بيته وفجّروا معبده وإن لم يغيّر معبوده ولا الوطن الذي كان يقطنه ويفتدي به.! 3. دمشق هل نحرقها كما أحرقنا قبلها بغداد بالتحالفات الدولية.!؟
يبدو ان تطبيق المحرقة بحذافيرها التي طُبّقت على بغداد صعُب على (كينغ كونغ) في كل من القاهرةودمشق وطرابلس وصنعاء وتونس وغيرها، فلم يتجّه إليها بنفس الرداء والحذاء، بل وأستعان بهرولات بديلة ودخيلة للمحرقة المستمرّة.!
إن كنّا أخطأنا يوما في تسليمنا مفاتيح تلك العواصم للمغول والتتار في عصر جنكيز خان، فكان أولى بنا ان نحتظ بها هذه المرة ببغداد الرشيد وسامرّاء المعتصم .. والله لو كنا إحتفظنا بها اليوم، لما إستعان القوم الاّ بالإستعانة ذاتها التي إستعانت بها إمرأةٌ بسامرّاء العراق (وامعتصماه..!)
والمواطن العربي المتنقل اليوم بكعب نعليه جيئة وذهوبا، بين عواصمه المحروقة بالربيع، واللاحقة بالخريف، قد يسألنا فنسأله: Ø هل نذهب إلى جنيف ذلك الهزيع الآخر من الليل، والناس نيامٌ فنرقص ونرقص.! Ø ام نبق في عواصمنا بالتراتيل والتهاليل.؟
*كاتب إماراتي بودّي وإحترامي .... أحمد إبراهيم – دبي رئيس مجلس إدارة مجموعة يوني بكس العالمية www.unipexTRADE.com الجوال/00971506559911 البريد الإلكتروني: [email protected]