محمد عبدالمنعم فبل فترة ليست بالقصيرة إلتقيت أحد الأصدقاء المصرين , بعد الأنس والمواددة الجتماعيةعرج الحديث الى السياسة فى السودان ومصر بعد الربيع العربى وما أنهى إاليه الحال بأنتخاب الدكتور (محمد مرسى ) رئيسا , ذكر ردا على سؤالى عن (حاصل الحاصل) أو الوضع الراهن فى مصر (إننا نمر بأسوأ المراحل فى تاريخنا خرجنا من دكتاتورية الى اللادولة ), كان ردى حينها أن ما يجرى يشعرنى بالأطمنان لأنه أختبار حقيقى ل(أخوان مصر) عاجلا أم أجلا سيكتشف الشغب المصرى نتيجة خياراته وأن التمرين الديمقراطى الذى خاضوه وأسفر عن (اللادولة) و تغير الحال حينذ ستكون مستحقاته ليست بالسهلة , فى أكثر من نقاش عندما تأتى سيرة( مصر) كنت أقول لمحدثى ( أخوان مصر) لا يعرفون حجمها الحقيقى كدولة محورية فى شمال إفريقيا و الشرق الأوسط , و لما كان الأمر كذلك فأن صبر عليهم الشعب المصرى لن يطول لهم ( نفس ) المجتمع الدولى , فالنظرية التى يحاول الغرب بالتحديد( أمريكا) أن تبرر تعاونها ودعما للأنظمة الأسلامية بحجة (مكافحة الأرهاب) أصبحت واهية لم تعد تنطلى على أحد و لا حتى زعمهم الأخر الذى يبررون به دعمهم وتعاونهم بأن صعود الأسلامين الى السلطة سيحد من خطورتهم على الأمن والسلم الدولين , فهاهم يجنون ثمار (سياستهم العرجاء) حين فتحوا أعينهم ليواجهوا الحقيقة (المره) بأن ممارسة (أخوان مصر) منذ توليهم السلطة هزموا الصورة الأفتراضيى للغرب عنهم التى ضخمت أكبر من حجمها الف مره فالواقع يقول أن الغرب من يصنع هذه الهالة حتى رسخوا للمجموعات الاسلامية وهما بأنهم مسلحون بسلاح (التطرف) الذى يهابه الغرب. حقيقة الأمر أن (أخوان مصر) من الناحية السياسية يثيرون (الشفقة) فبعد توليهم السلطة أصبحوا كالطفل الذى أرتدى بنطال شقيقه الأكبر فلا أستطاع أن يخطوا الى الأمام و لا أستقر البنطال على وسطه , ف(مصر) ليست كأتحاد طلاب جامعة القاهرة , هى أكبر من ذلك بكثير فى س دولة لها وزنها و مؤساتها التى لم يطالها التخريب المتعمد كما فعل (أخوان السودان ) فأن اشتركت( مصر) فى عهد الرئيس المخلوع (حسنى مبارك) مع( السودان) فى عهد الرئيس ا (عمر حسن) فى الفساد وهو لفظ لا يمكن المفاضلة فيه فهو أمر( مبلوع ) لكن تظل مصر تتعامل بمهنية تجاه مؤسساتها الحيوية فلا تهاون فى مصلحتها مهما كانت الأسباب , عكس ما نرزح فيه من( هوان) نتاج التدمير الممنهج لمؤسسات الدولة (السودانية) كافة , حينما أطل وزير الدفاع المصرى الفريق ( عبدالفتاح السييسى) ملقيا الخطاب نيابة عن المؤسسة العسكرية المصرية و التى بموجبها أسدى معروفا كبيرا ل(أخوان مصر) الذين قدر التاريخ لهم أن يجربوا قيادة دفة (مصر) ليصلوا الى قناعة كبيرة بأن حكم (مصر) ليس نزهة على كورنيش النيل , فالخطاب عبر بوضوح أنه يليق ( بلسان )مؤسسة عريقة , لا هم لها سوى (الصاح) وهو (الوطن) , فحوى الخطاب و توقيته و طريقة القاءه أعتقد أنه سيكون أحد أهم (أحداث ) القرن الواحد والعشرين سياسيا, لأنه أختصر و لخص بأن (ثورة 25 يناير ) التى أنجزها بثبات الشعب المصرى وقابلها الرئيس المخلوع بألتقاط رسالتهم بذكاء ليست بالأمر السهل الذى يجب التفريط فيه ف( حسنى مبارك) لم يتوهم قدرة شعبه كما فعل أخرون لم يصل حد البذائة كما فعلوها مع شعوبهم كالراحل (القذافى) الذى وصف شعبه( بالجرذان ) أو ما لا تقوى الشبكية لى أحتمالها حينما ينتقل مؤشر التلفاز الى (سوريا) , فهاهى المؤسسة العسكرية المصرية تنحاز ل(الصاح) مرة أخرى كما أنحازت له من فبل . و أنا أتابع كغيرى من الملاينين الذين أصطفوا حول الشاشات خطاب الفريق (السيسى) أنصرف عقلى لحال وزير دفاعنا الفريق أول ركن مهندس (عبدالرحميم محمد) فلم أجد ما أقوله سوى (الحمد لله ) حمد المغلوب على الامر , فحال الرجل قد يفسد حياد قلمى كما من الموكد سيسقطه ضحية (للحيرة) بحثا عن ألفاظ و أوصاف مناسبة لأداؤه المهنى , فالرجل لم يسجل له أى أنجاز على المستوى المهنى كوزير للدفاع أو ضمن الطاقم السياسى الذى يسيطر على مفاصل الأمو , ر فلا تزال تتملكنى الحيرة أن يجرؤ صحفيا ضمن حضور( لمؤتمر صحفى) تحدث فيه الوزير الهمام بأن يحاول مساعدته بأسئلة إيحائية لتساعد ( صمام أمان البلد) فى الحديث الى الصحفين , لكن للأسف رغم تلك (البخره) ظل يدور فى فلك دائرى و تصريحات مبهمة , (عقب فشل جولة التفاوض مع دولة جنوب السودان –تزامنا مع أحداث هجليج) , لو أشير الى فى الأمر لنصحته بأن يذهب الى أرشيف التلفزيون القومى و يطلع على لقاءات الدتور كمال شداد حينما كان يعقد المؤتمرات الصحفية بالأتحاد العام لكرة القدم السودانى , فلم أجد ما أردد سوى ( اللهم أعنا على ذلنا وضعفنا ). ظللت أتابع حال (أخوان السودان) وردة فعلهم لما حدث فى مصر التى لا يمكن وصفها سوى (باللت و العجن) و(( الكلام ليك يا المعارضة السياسية السودانية التى أرضت أن تثق فيهم وتضمهم الى صفوفها)) فها ان أوان راءة المشهد بتروى. ف (أخوان السودان ) (وطنيهم وشعبيهم) (ترابيهم و زبيرهم ) ليسوا سوى (أخوة بالرضاعة ) الطلاق بينهم أضحى فى خانة ( التحريم) لن للأرتباط ألف وجه ووجه( أضعفه إيمانا) (الشراكة فى الرؤية الأستراتجية ) , لقد أصبت بالذهول و أنا أتابع تصريحاتهم التى رسخت أنهم (سرتهم مدفونه سوا) ف (الترابى ) الذى لا زال يلعب دوره بعناية إبتداء من مستوى دلالات (اللغة) التى هى مدرسة فى (التمثل) الذى يعتمد (اللغة المتماهية) غير الصريحة و التى لا تحتاج الى كثير جهد (للتنصل) عن مدلولاتها أن أقتضى حال المشهد السياسى فى المستقبل ذلك , ركنت ألى أن حال الرجل فى المؤتمر الصحفى الذى قد بعد أحداث مصر قد أصيب (الصدمة) نعم ! فقد صفعته المؤسسة العسكرية المصرية للمرة التانية فى تاريخه بعد أن فعلها حواره (على عثمان ) الذى فأجأه بالجلوس على كرسيه و أمر (أربعة كبار) من الذين كانو يجلسون فى مؤخرة (الدرس الروحى) بأن يتصدوا له , بالطبع لم ينتهى الأمر الى ذات النهاية المتكررة لكل من أوكل أمره ل(طيشة الفصل الكبار ) بل الى أسوء ,لأن مسار القصة فى سياقها المعروف تنتهى بالجلد لكن لم يحدث ذلك رغم الجلد كعقوبة متعارف عليه بين (أخوان السودان ) بل ترك شيخه لا (جلد) وأستراح و لا عاد الى كرسيه و(أرتاح) . فعندما صعد ( أخوان مصر ) الى السلطة فرح ( الشيخ) بل قد يكون أطلق ضحكته المميزة متهكما فى (تلامذه) وسره يردد (أن الله يمهل و لا يهمل) متناسيا عمدا كعادته قد تكون الأوضاع لها تسخير تنتهى الى عكس ما يتمناه . فتداعت الأحلام بفتح يجدد حيوية (مشرو البعث الحضارى) العابر للحدود , فى سيناريو يعود به رقما يهاب الغرب خبثه الذى سيمتده من صعود (أخوان مصر) الى السلطة . لكن سارت الأمور فى مسارها الطبيعى الذى لا يدرك هو ومدرسته ناموسها فخرج الى و هو يثير الاشفاق , ظل يستدعى (لغة الجسد) التى أعتزلتها ( فرق إلقاء النكات ) ولغة لم تنفصل فلسفتها من مدرسته التى اوردت الوطن الهلاك . (زبيرهم وترابيهم) أو الوطنى والشعبى أتفقوا على أدانة ما حدث فى مصر كأتفاقاتهم المستمر على سترة أدانتهم لما فعلوه فى وطنهم و شعبهم و التى أستحدث لها مدرسة شيخهم على لسان عبر عنها أحد تلاميذه الدكتور (على الحاج) بذلت اللغة المنحازة التى التماهى مع الأثم قائلا (خلوها مستوره) فأمن عليها الجناح الأخر (الوطنى)فبقى الأمر سرا . السياسة تجاه مصر تختلف من السياسة تجاه دولة الجنوب فالأخيرة فرضت ظروف نشأتها و الراهن الأقتصادى المتمثل فى حوجتها لمرور (نفطها ) عبر أراضى السودان على الصبر على (المكاره) فهى تعى وضعها جيدا و لا تزال تتعامل بدبلوماسية وضبط النفس فها هوالدكتور (رياك مشار) الذى لم يمض وقت طويل على أقتحام منزله السابق ب(الخرطوم) و أعتقال تسعة من أقاربه و تعذيبهم بل وصل الأمر الى أغتصاب فتاتين كانتا من ضمن المقيمين بالمنزل يزور الخرطوم (كرجل دولة) دون أحقاد أو تصريحات على طريقة الحلف ب (اليمين) كما يفعل (قادة دولتنا), الوضع تجاه مصر مختلف ويحتاج الى ميزان للتصريح وأتخاذ القرار السياسى فلا تزال سابقة محاولة أغتيال رئيسها المخلوع حاضرة على المستوى السياسى , فالزج بالسودان الى مأزق سياسى أمر له ما بعده , فعلى ( التوأم السيامى) الشعبى والوطنى أن شعب مصر و مؤسساته قادرة لى أعادتها الى سيرتها الاولى , فمن الأجدر البحث عم مصالحنا ك(دولة) بدلا عن اللهث وراء (أخوان مصر) الذين أنتهى دورهم بالفشل بل أثبتوا أن (الأسلامين) برميل فارغ كثير الضجيج .