معالم تسوية تتضمن تقنين حمل السلاح لكل المواطنين , توطين المراعي و تفكيك الإدارات الأهلية الجديدة التي قامت بالإكراه . لقد مرت عشرة أعوام على أزمة دارفور التي تفجرت من غير إستعداد كاف و مشاركة واسعة و معالم واضحة يمكن أن يبنى عليها كثورة شاملة في الإقليم , و لضبابية إنطلاق الثورة , فقد تقاطعت المصالح و إختلطت الصفوف و لكن الأزمة خلقت واقعاً صعباً و مريراً يصعب تقبل إستمراره , خاصة أن التسوية للحرب قد تأخرت و تأخر معها إنفراج أوضاع الملايين من المواطنين الذين لا ذنب لهم اللهم إلا حسبانهم من قبائل التمرد و لهذا فقد تجاهل السودان و المجتمع الدولي هذه الأزمة . الآن , و بعد ما قامت الحكومة بالإعتراف بهذه القضية و أبدت تنازلات يغلب عليها الجانب التكتيكي و لأن دارفور و بشكل كبير أمنياً في يد الحكومة السودانية , فإننا نتقدم إليكم بهذه المقترحات آملين أن يتدارسها الناس بعين العقل آخذين في الإعتبار معاناة الملايين من سكان الإقليم و إمكانية إمتداد هذه المعاناة , ولو نفسياً إلى بعض الأطراف بالبلاد التي تعيش خارج دارفور و التي ترتبط عرقياً بهذا الإقليم . إن قضية دارفور قضية سياسية ينبغي التوصل إلى تفاهمات بغية حلها بالطريقة التي يتفق عليها الأطراف في هذه القضية و لكن لا يعني ذلك أن تستمر معاناة أهل الإقليم إنتظاراً لهذه التسوية و كخطوة أولى فإننا نتقدم بهذه المقترحات الثلاث : (1) . إنه من المستحيل أن يستمر حال الإقليم بهذا الشكل من الإنفلات و الإفلات من العقاب و الجرائم الفظيعة تحت بصر و عين الحكومة و حمايتها و كذلك يستحيل أن يكون بعض سكان الإقليم مسلحون و آخرون بحكم الأسرى و طالما أن المتفلتين لا يردعهم قانون و أن المجنى عليهم لا حيلة لهم بالمقاومة فإنه توجب أن يتم إقرار حمل السلاح لكل قادر على حمله في دارفور و وقف المسرحيات الهزلية التي يقوم بها البعض من حصر السلاح و مصادرته من البعض و إغراق آخرين به , فإن التفلت الذي تعجز الدولة على مكافحته يمكن أن يكافحه منضبط بالسلاح . (2) . لتفادي الإحتكاكات و المظالم من تغول الرعاة المسلحين على مزارع المزارعين الغير مسلحين بكل قبائلهم , فإنه ينبغي توطين المراعي إلى حين التوصل إلى إتفاق في الإقليم و فتحها بالإتفاق بين الأطراف ذات الصلة بالشكل الذي يضمن مصالح الجميع . (3) . لابد من تفكيك المستوطنات التي قامت بالإكراه و فرض الأمر الواقع و تفعيل الإحتكام للأليات القديمة المعروفة في مثل هذه المسائل خاصة أن دارفور بلد كبير لم يضيق يوماً بأهله و قد تضررنا كما تضرر غيرنا من هذه المستوطنات خاصة أننا تاريخياً , نتشارك و قبيلة الفور في معظم الأراضي الخصبة في الإقليم , خاصة حول شمال و شمال غرب الجبل و حول كبكابية . إننا إذ نتقدم إليكم بهذه المقترحات , إنما نتقدم إليكم و إلى ضمائركم و أن تخافوا الله فعلاً و أن ترقبوا في مؤمني دارفور حرمة دمائهم و أموالهم و أن تتذكروا أن الإقليم وصل إلى نقطة الإنفجار و هنا يجب أن يتم تقرير أي الصفوف نحن كقبيلة أقرب . كما إن مقترحاتنا هذه لا تعني إطلاقاً الولوج إلى صلب قضايا شعب دارفور التي من أجلها قامت الثورة و لكن هذه المبادرة إنما هي من أجل تخفيف الأوضاع الا مقبولة في الإقليم . عن أعيان و مثقفي قبيلة التاما في السودان السيد عبده عيسى [email protected]