بسم الله الرحمن الرحيم قريمانيات .. !! بقلم /الطيب رحمه قريمان /كندا July 11, 2013 [email protected] و مما يميز مدينة القيقر عن كثير من المدن و القرى الاخرى التى تقع على النيل الابيض ذلك الشاطئ الرملى الممتد من اقصى جنوب القيقر الى شمالها مما جعل من شاطئ القيقر مرسى طبيعى للبواخر النيلية .. فعليه ترسو البواخر النيلية او الصنادل بكل سهولة و يسر .. و فى كثير من الاحيان تبقى البواخر او الصنادل راسية على شاطئ القيقر لأشهر عدة لتحميل الرمال او الخرسانة لترسل الى مدينة ملكال ... !! وعادة ما ترسو الباخرة على بعد امتار من الشاطئ فتكون مساحة من المياه بين جسم الباخرة و اليابسة يتخذها الشباب مسبحا لهم اثناء نهار رمضان هروبا من حرارة الشمس المحرقة فكأنما هم فى حوض سباحة مظلل خاصة اذما كان رمضان ضيفا علينا فى الصيف .. و قد يتخذ الناس من الباخرة او الصندل رصيفا لهم منه يصطادون الاسماك .. و معروف ان مياه النيل الابيض عذبة نمرة و جارية وغير ملوثة و فى القيقر على وجه الخصوص تتزاحم فيها كل انواع الاسماك للتغذى من الذرة الذى غالبا ما يخزن على مقربة من الشاطئ فيصل الى المياه بسهولة ... !! ومما تنفرد القيقر .. ذلك السوق الحديث الذى يعتبر واجهة رئيسية لها فهو لا يقل جمالا من اسواق المدن الكبرى فى السودان من حيث المواد التى بنى بها " الطوب الاحمر و الاسمنت و السقف بالزنك " و طريقة تنظيمه و بجانب هذا السوق هناك سوق آخر مخصص للخضر و الفاكهة لا يقل تنظيما عن الاول .. و عندما يحل علينا شهر رمضان خاصة يتغير منظر و طعم و رائحة السوق تماما .... ففى رمضان تمتلئ ارفف المتاجر بمختلف انواع الاقمشة دون الاطعمة .. فينشط سوق الخياطين "الترزية" .. وحركة الشراء عموما تزداد فيه الى درجة كبيرة لان الكثيرين من اهل القرى المجاورة و العرب السيارة يأتون للتسوق فى القيقر.. و بما ان سلعة التمر تعتبر مكونا رئيسيا فى مائدة رمضان فتجد أمام كل متجر اكوما من التمر "البركاوى و القنديلة" بكميات كبيرة و الاقبال عليه أكبر فى رمضان و بالطبع فان التاجر لا يخاف على بضاعته من الايدى لان كل الناس صائمون ...!! و فى رمضان الصيفى يصل الى مدينة القيقر الثلج من كوستى محملا على البصات السفرية فى جولات مغطاة بنشارة الخشب حتى لا يذوب و يتحول الى ماء .. فكان يباع الثلج امام احد الكناتين "الدكاكين" .. و اذكر جيدا انه أى الثلج كان يباع بالكيلو و لكن كان الراغبون فى شرائه و الاقبال عليه قلة فمعظم الناس لا يعيرونه اهتماما و لان فى كل بيت عددا من الازيار .. التى تورد الى القيقر من غرب النيل .. و قد ملئت بالمياه من وقت مبكر فتصبح باردة عند وقت الافطار ...!! جزارة رئيسية و حديثة تتوسط السوق الكبير بالقيقر فينشط العمل فيها جدا فى رمضان و ذلك لاحتياج الصائمون لأنواع اللحوم المختلفة "الضأنى السمين للشربة" و"الشرموط" .. وهو اللحم بعد يقطع الى شرائح و يعرض لحرارة الشمس لييجف و هو "القديد" كما كانت تسميه العرب .. و دائما ما يكون الشرموط فى اعلى قائمة طلبات ربات البيوت الرمضانية لتحضير "ملاح / ايدام" "التقلية" خصوصا .. ذلك الطبق الذى يتمناه و يشتهيه الصائمون فى رمضان .. و نساء القيقر يجدن الطبخ و تحضير الطعام بدرجة يعجز المرء عن وصفها فهن ماهرات فى الطبخ .. وعندما يذكر فن الطبخ فى القيقر يحضرنا اسم الحاجة اسماء حسين العرش فهى معلمتهن الاولى و لها باع كبير فى هذا المجال ... !! و بينما تنشط اسواق فى رمضان يصيب الكساد اسواقا اخرى .. فتنزل الرايات من "الانادى" اعلانا بعدم بيع الخمور البلدية بمختلف انواعها فمن النادر جدا ان تجد بيتا واحدا مفتوحا لاعداد او بيع الخمور و بالتالى فلا مترنح فى نهار رمضان او ليله سكرانا فى القيقر ... !!