تجفيف اللحوم بشقيه التقني والتقليدي عرفه أهل السودان منذ قديم الزمان، ولكن الوسائل التقليدية هي الأكثر شيوعاً. حيث تميّز أهل غرب السودان وجنوبه بالمقدرة على تجفيف لحوم الأسماك والصيد البري وأحشاء البقر للإستفادة منها في مواسم الجفاف والترحال (الأهرام اليوم) دخلت السوق الشعبي بأم درمان وسألت عدداً من النسوة اللائي يبعن ما جُفِّف من لحوم. وخلال جولتنا التقينا بالأخت أميرة عثمان حيث أوضحت أن اصطياد الغزلان يتم في مناطق مختلفة بغرب السودان ثم تذبح ويقطّع لحمها ويجفف ويسمى (شرموط صيد) والكجيك، هو سمك القرموط والنوك يأتي به التجار من جنوب السودان (غرب النوير وبانتيو) حيث يتم تجفيفه وسحنه ويصنع منه (ملاح الكجيك). وأردفت أن (المِرس) يُصنع من المُصران والويكاب والذي يُستخرج من رماد قصب الدخن أو السمسم بعد حرقه ويُنقّع رماده بالماء ثم يصفى منه ويُضاف إليه الماء واللوبيا المبثورة . وتضيف نحن نقوم ببيع المصران المجفف المستخرج من (أحشاء البقر). وأبانت نحن نتعامل مع التجار القادمين من غرب السودان في شراء المِرس والويكاب والصلصة حيث تكثر قوى الشراء في شهر رمضان. كما التقينا بالأخت فاطمة محمد عبدالله التي قالت: إن (الكاتول أو الكمبو) وهي أسماء يُطلقها أهل غرب السودان على الويكاب.. أما (الدودري) والذي يصنع من عظم مقرشة البقر أو الضان بعد أن يتم سحنها ناعمة ويخلط مع الشحم ويخمّر الخليط لفترة سبعة أيام. وأضافت أهل دارفور يطلقون على الويكاب اسم (الكاتول، الكمبو أو الجرورو) وهي لغة دارجية لعامة أهل دارفور أما كلمة ويكاب فمتداولة بين أهل الشمال والشرق والجنوب. وأبانت هناك (الكول) وهو نوع معين من النباتات ينمو على شاطئ البحر والقيزان وتأتي العجائز وتحصده ثم يقمن (بدقه) ووضعه داخل (دوانة) كبيرة وهي (زير) ويغطى بكأس (القرعة) يستغرق ذلك فترة (30 40) يوماً ويقطع لقطع صغيرة ثم ينشر على الأرض ليلاً أو على برش (الجقندري) المصنوع من السعف، وأكثر تواجده بغرب السودان وتضيف لدينا تجار من دارفور يتعاملون معنا بأسعار مناسبة، أما زبائننا فمعظمهم من السودانيين المقيمين بالخارج كجمهورية مصر العربية وليبيا والسعودية فيشترون اللحوم المجففة بأنواعها المختلفة فهي مرغوبة ومحببة لديهم.