النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ستتوالي سقوط الانظمة والاقنعة الدكتاتورية تباعا- الحلقة الرابعة (رؤية تحليلية لحالة العالم الثالث) بقلم تاور ميرغني علي

ستتوالي سقوط الانظمة والاقنعة الدكتاتورية تباعا- الحلقة الرابعة
(رؤية تحليلية لحالة العالم الثالث)
بقلم تاور ميرغني علي
مقدمة:
لقد ذهبنا بعيدا مستشرفين حال العالم الثالث حتي العام 2020م وهو عام حاسم في رؤيتنا وهذا تطلب منا جهدا كبيرا لجمع كما كبيرا من المعلومات الدقيقة وقد ساعدتنا بعض البيوتات البحثية والمراكز الاستراتيجية صانعة القرارات المنتشرة حول العالم والتي ايضا قامت بمجهودات كبيرة في بحوثها ودراساتها لكن في مجالات اخري ودول مختلفة وشملت بحوثها ودراساتها دولا في اقاليم مختلفة وركزت علي اشياء لم نتطرق اليها وهي اضافة جديدة رغم استباقنا لهم ببعض المعلومات الاستنباطية والاستقرائية والاستنتاجية من واقع الحال والمعطيات التي توصنلنا اليها لا اننا وجدنا تشجيعا منهم لدراستنا وهي فريدة وتنبؤا فاق تصور العالم ومفاجأة لاكبر دولة في العالم والتي لم تضع تصورا للعالم الثالث في اتجاهاته وتشكله المستقبلي طالما ان العالم الثالث هو المخزون واماكن السيطرة والمصالح الاستراتيجية كدول الخليج العربي والشرق الادني حتي سور الصين العظيم، لكننا تجنبا لاشياء كثيرة وتحسبا في الاخطاء تحاشينا عدم ذكر هذه الدول التي ستتساقط انظمتها وهي للمتابعين لسلسلة مقالاتنا الاستباقية التي بدأت قبل ان تقع هذه الاحداث الان والتي غيرت الخريطة السياسية للعالم الثالث الجيوسياسي والايديلوجي من الاشتراكية الي الرأسمالية ومن الرأسمالية الي الديمقراطية المرشدة والرشيدة نتيجة لتعتيم هذه الدول علي نظم حكمها فيها وشكل الدولة فيها علي الشعب المغلوب علي امرة بسبب استخدام القمع المفرط والذي وصل الي حد استخدام الة الحرب ضد الشعب خشية انكشاف هذه الدكتاتورية العادلة.
تقرير المصير للقبائل المهمشة والمستضعفة
يعتبر وودرو ويلسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هو أو من ابتدع المصطلح وذلك بعد الحرب العالمية الأولى ، على الرغم من أن بعض العلماء قد سبق أن استخدموا بعض المصطلحات المماثلة من قبل . ويعتبر هذا الحق من اطلاقات معاهدة فرساي التي وقعت عليها الدول المتقاتلة في الحرب العالمية الأولى بغرض تأسيس دول وأمم جديدة في اوربا وافريقيا بعد انهيار الامبراطورية النمساوية المجرية والقيصرية الألمانية ( الرايخ الثاني ) ثم استخدم حق تقرير المصير كأساس لسياسة ازالة الاستعمار في افريقيا وآسيا لتأسيس دول مستقلة بدلاً من المستعمرات الأوربية وقد استخدم بصورة ادق بعد انشاء (عصبة الامم) الامم المتحدة حاليا منذ اول اجتماع بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة.
تسريب وتهريب الاسلحة
أن تهريب الأسلحة على نطاق واسع قد يُشعل، أو يُغذي النزاعات الإقليمية. ومن المتوقع أن تكبّد تجارة المخدرات وتهريب الأجانب تكاليف بشرية باهظة لاعداد أكثر من دول المصدر كما دول المقصد. ويتسبب انتشار شبكات الدعارة وتجارة المواد الإباحية بعواقب اجتماعية وصحية خطيرة. كما أحدثت التجارة غير المشروعة بالأخشاب، وبالأنواع النادرة من الحيوانات، والنفايات النووية التي احدثت ضرراً كبيراً للبيئة العالمية فان التجارة الرابحة بين الدول اليوم هو التهريب والتهرب من دفع الضرائب الجمركية ومع عدم دفع الجمارك يصبح جائزا دخول المحرمات الخطرة واخطرها واكثرها ادرارا للمال هي تجارة السلاح من قبل اباطرة تجار السلاح باوروبا الغربية والشرقية ودول اخري في افريقيا واسيا.
أسواق الأوراق المالية وضعف الرقابة
أن الفكرة التي أصبحت شائعة وهي أن الكرة الأرضية صارت "مدينة عالمية واحدة"، فلا قوميات ولا وطنيات ولا حدود ولا إيديولوجيات، بل عالم /مدينة تحولت فيه الدول إلى حارات وأحياء. تمارس فيها الجريمة المنظمة بكل حرية وهي تنتقل من حارة لأخرى ، هي التي دفعت الأمم المتحدة لتنظيم مكافحة الجريمة المالية المنظمة دوليا وتعريف الجريمة المنظمة ظل غامضا في العالم الثالث يقصد بتعبير "جماعة إجرامية منظمة" جماعة ذات هيكل تنظيمي، مؤلفة من ثلاثة أشخاص أو أكثر، موجودة لفترة من الزمن وتعمل بصورة متضافرة بهدف ارتكاب واحدة أو أكثر من الجرائم الخطيرة أو الأفعال المجرمة وفقا لهذه الاتفاقية، من أجل الحصول، بشكل مباشر أو غير مباشر، على منفعة مالية أو منفعة مادية أخرى.
المجال الذي تمارس فيه الجريمة المنظمة نشاطها:
1-غسل الأموال والرشوة والفساد الإداري والمالي.
2-الأنشطة غير المشروعة بالمواد المخدرة.
3-التربح غير المشروع في سوق الأوراق المالية.
4-والاتجار غير المشروع بالأشخاص لا سيما بالنساء والأطفال عبر الحدود والدول.
5-الاتجاربالسلاح والسيارات المسروقة وتهريبه.
6-انتهاك حقوق الملكية الفكرية قرصنة المنتجات وسرقة العلامات التجارية.
7-الاتجار بالأعضاء البشرية والاستيلاء على الآثار والاتجار غير المشروع بها.
8-الاعتداء على البيئة ونقل النفايات الخطيرة والمواد الضارة.
9-جرائم أعاقة سير العدالة.
الجرائم المعلوماتية المرتبطة بالفضاء السيبرنيتي مثل تزوير البطاقات البنكية والائتمانية واقتحام وسرقة الحسابات البنكية والبرامج المعلوماتية إلى غير ذلك من الجرائم التي يفسح التطور التكنولوجي أمامها آفاقا واسعة . (يقصد بالفضاء السيبرنيتي – فضاء تدفق المعلومات )
وهناك نكته ذات مغزى تقول " أن طالبا فقد قلمه وأخذ يبحث عنه تحت أضواء الطريق المبهرة والقوية ولاحظه شخص وهو يبحث لفترة طويلة فأتى إليه وسأله عن ماذا تبحث فقال أبحث عن قلمي . سأله هل فقدته هنا فقال لا فقدته في غرفتي المظلمة.. أذن لماذا تبحث هنا فقال هنا الأضاءه قوية.
وقصدنا من هذه النكتة لفت الأنظار إلى ما يحدث في أسواق الأوراق المالية (الخليجية العربي والدول العربية) كأقليم وروادها ذوي الخبرات القليلة في التعامل في الأسهم والذين يحققون خسائر كبيرة وتطير أموالهم في الهواء ولا يعلم من تسبب في ضياعها أو من الذي تحصل عليها ؟ هل هناك تخطيط منظم للأستيلاء علي أموالهم أم هي لعبة قمار لايعرف من يربح ومن يخسر فيها ؟ هذه مقامرة غير معروفة الجوانب وهي لها خطورتها في حالة استخدام تكنولوجيا غربية لا يعلم خبثها العرب والافارقة ومعظم دول العالم الثالث لا نحب ان نركز في دولة بعينها حتي اذا ما قمنا بالتركيز لن نزكر اسم هذه الدولة لان السقوط الذي ذكرنا مستمرا حتي في دول لم تدخل ضمن نطاق الحلم والحزام الاستراتيجي الامريكي او الفرنسي - البريطاني .
الفساد الاداري ام الجريمة
تعريف الفساد الإداري:
وتكون الجريمة المنظمة أكثر فتكا أذا أشترك معها جريمة الفساد الإداري والذي عرف كما يلي :
"الفساد هو سوء استغلال السلطة لتحقيق مكاسب شخصية"، هذا هو نص تعريف منظمة الشفافية الدولية TI للفساد، وهى أكبر منظمة غير حكومية في العالم، والتي قام بيتر آيجن، أحد مديري البنك الدولي السابقين، بتأسيسها قبل عشرة سنوات، وهى تملك الآن أفرعاً في أكثر من 100 دولة، ولذلك تُعد "لاعباً عالمياًً (شاملاً)" في مجال مكافحة الفساد والذي يُمثل حسب تقدير بيتر آيجن أكبر عائق أمام التطور الاقتصادي والديمقراطي، وخاصة في دول العالم الثالث.
تجريم الفساد الإداري:
1- يعتبر مجرما بالفساد الإداري جنائيا الأفعال التالية عندما ترتكب عمدا:
(أ) وعد موظف عمومي بمزية غير مستحقة أو عرضها عليه أو منحه إياها، بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص آخر أو هيئة أخرى، لكي يقوم ذلك الموظف بفعل ما أو يمتنع عن القيام بفعل ما ضمن نطاق ممارسته مهامه الرسمية.
(ب) التماس موظف عمومي أو قبوله، بشكل مباشر أو غير مباشر، مزية غير مستحقة، سواء لصالح الموظف نفسه أو لصالح شخص آخر أو هيئة أخرى، لكي يقوم ذلك الموظف بفعل ما أو يمتنع عن القيام بفعل ما ضمن نطاق ممارسته مهامه الرسمية.
تستطيع الديمقراطية تقييد الفساد إذا قدمت للناس سبلا للاحتجاج وأعطت الموظفين الحوافز للأمانة، ومع ذلك فإن الديمقراطية ليست دواء لجميع العلل والمشكلات، ويجب عدم الذهاب إلى أبعد من العلاقات البسيطة من أجل تقييم أشكال الديمقراطية لكنها هي الحل الاساسي للحكم علي الدول المستقيمة اما استخدامها فقط من اجل الاستخدام والتفوه بها دون ان تجدها مطبقة بصورتها الصحيحة فعواقبها ايضا وخيمة علي الحاكم الفهلوي الذي في التفنن في ادرة الدولة لأن بعض هذه الشعوب وعيت واصبحت اوعي من حكاتمها.
الجريمة المنظمة تجاوز الحدود الإقليمية للدول:
العالم قد كثفت جهوده منذ اكثر من ربع قرن نحو تحقيق التعاون الدولى لمواجهة الجريمة المنظمة الا ان العولمة خلقت مناخا جديدا شجع و سهل ارتكاب هذه الجريمة، فقد اصبح العالم اليوم يمثل مجتمعا واحدا بالنسبة الى المعلومات فى ضوء انتقالها السريع بواسطة الأقمار الصناعية و الانترنت، بالإضافة إلى تسهيل انتقال الأموال و الأشخاص و تحرير التجارة الدولية ، حتى أصبحنا اليوم نعيش فى إطار حقيقة واحدة. في ظل هذا المناخ وجدت الجريمة المنظمة ضالتها، فشجعتها الحدود الاقتصادية المفتوحة على تنفيذ مآربها الإجرامية عبر الحدود ، و شجعتها الظروف الصعبة في الدول النامية التى خلقتها العولمة لكى تتخذ مكانا لغسل الأموال و الاتجار غير المشروع في المخدرات و السلاح، وممارسة جميع الأنشطة الإجرامية ،والأعمال الإرهابية،وتحت غطاء تشجيع الاستثمار وتوريد السلع الرأسمالية والخدمات تزايدت جرائم الفساد والرشوة و الغش والسطو علي اراضي الدولة بصورة منظمة وباجراءات نظامية وقانونية بغرض الاستثمار من مستثمرين من خارج الحدود مع دفع اتاواوت ورشاوي مقابل ذلك.
وتحت ستار المنافسة التي خلقها قانون السوق زادت حالات الإغراق ( بيع سلع بأقل من التكلفة بكثير)خاصة في سوق السلع المحرمة الاتجار فيها كالسلاح والدواء الفاسد فقد ظهرت دولا بعينها تحترف هذه المهنة في اوروبا بواسطة الجماعات المنظمة لأصحاب المصالح للحصول على المزيد من الربح وقد أدى ذلك إلى تحطيم اقتصاديات الدول النامية من دول العالم الثالث، ووقفت وراء هذه الأهداف الجريمة المنظمة بما تملكه من وسائل التخطيط والإدارة، لكى تقيم جسور الإجرام بين الأوطان بما يهدد أمنها واستقرارها و يدمر اقتصاديتها، و يحطم أمالها نحو التنمية والرفاهية لهذه الشعب.
وقد تميزت الجريمة المنظمة بأنها عابرة لحدود الأوطان، وأدى نشوء السوق العالمية المالية إلى تغيير هياكل ونماذج السلوك الاجرامى المنظم، و كيفية ممارسة الجماعات الإجرامية المنظمة التأثير على مصادر السلطة و توريطها في المزيد من الفساد الإداري.
و شجع مناخ العولمة الذي يستهدف الحصول على الربح إلى ارتكاب هذه الجريمة، باعتبار أن رائدها الاساسى و محركها الرئيسي هو الحصول على الربح و محاولة إخفائه.
و هكذا أضافت الجريمة المنظمة بعدا سلبيا للعولمة مع غيرها من السلبيات الاقتصادية التي عادت على الدول النامية من دول العالم الثالث، و مما يضاعف من اثأر المأساة أن هذه الدول هي التي تدفع الثمن و تتعرض للمخاطر و تصاب شعوبها بالإحباط بسبب الآثار السلبية للجريمة المنظمة على نظامها الاقتصادى . و بالإضافة إلى ذلك ، فان الحركة السريعة نحو قانون السوق وخصخصة عدد كبير من المشروعات قد أدت الى زيادة الإجرام الاقتصادى الجسيم على اختلاف إشكاله وإلى زيادة وقائع الاستيلاء على أموال الدولة بصورة مشروعة منطقيا لكن قانونيا يدخل في نطاق الفساد الاداري وتصبح جريمة .
نقص التشريعات في القضايا الالكترونية:
ما حدث في أواخر عام 2000 عندما استعمل نوع من الفيروس الذي عًرف باسم "بقة الحب" في محاولة للوصول إلى كلمات السر للحسابات في يونيون بنك أوف سويتزرلاند، وفي ما لا يقل عن مصرفين آخرين في الولايات المتحدة. ومع إن القصة لم تلق اهتماماً يذكر، ولم يعرف بالضبط من كانوا فاعلوها، فهي تعطي مصداقية أكبر للنظرية القائلة بان الجريمة المنظمة تطور علاقات مع معتدين صغار مهرة في تقنيات الكمبيوتر. والاتجاه الخامس الذي يمكن أن نتوقع حصوله هو ما يمكن تسميته تبديل مناطق الصلاحيات القانونية". لا شك أن الجرائم المتعلقة بالشبكات الإلكترونية - عندما ترتبط بالجريمة المنظمة - سوف تنطلق من مناطق لا يوجد فيها إلا القليل، إن وجد، من القوانين الموجهة لمحاربة الجرائم التي ترتكب عبر الشبكات الإلكترونية أو المناطق التي لا تملك قدرات تذكر على تطبيق القوانين المضادة للجرائم التي ترتكب عبر الشبكات الإلكترونية. كان هذا أحد الدروس التي قدمها فيروس بقة الحب. ومع أن الفيروس انتشر في العالم اجمع وكلف المؤسسات التجارية آلاف الملايين من الدولارات، فعندما تمكن مخبرو مكتب التحقيقات الفيدرالية من تحديد هوية مرتكب العمل، وكان طالباً في دولة اسيويه، اكتشفوا أيضاً أنه ليس هناك من قانون يمكن من خلاله محاكمة المرتكب. بعد ذلك، عمدت تلك دولة في الاسيوية إلى إصدار قوانين تحرّم الجرائم التي تُرتكب عبر الشبكات الإلكترونية، وتبعتها في هذا السياق دول أخرى.
السلطة السياسية في دول العالم الثالث
في ظل النظام التسلطي تقمع المعارضة المنظمة و يحد من حركة و نشاط مؤسسات المجتمع المدني ولا تتاح لها الفرصة السانحة لتقوم بدورها الاساسي ,بل يحاول السيطرة عليها وتكيفها وخلق انظمة مجتمعية شبيه لمنظمات المجتمع المدني الاهلي لمواجهة الصراع الفكري بفكرها الحكومي السلطوي أما فيما يخص صور الصراع بين مكونات البناء الاجتماعي فانه يحاول حصرها دون ان يلغيها في بوتقة السلطة وكمشها في اطار البيوتات الاجتماعية من عشائرقبلية وهو الدور الاجتماعي الشائك الذي تقوم به معظم دول الشرق الاوسط ثم تتمترس هذه الانظمة السياسية خلف القبائل لحمايته وطلب المشورة منه في الاخير يلاحظ ان هذه الانظمة التسلطية تتسم بميلها الى الاستقلال الايديولوجي من خلال محاولة صياغة ايديولوجية وسطية لتصاغ بطريقة توفيقية او تلفيقية حسب الاحوال بحيث تقتبس بعض عناصر الماركسية و بعض عناصر الليبيرالية وبعض عناصر الرأسمالية اذ ان المشيخات القبلية وتجار البترول وشيوخ النفط في الخليج العربي هم الساسة الذين يسيرون الدولة ويوجهونا ويختارون الوزراء حتي في وجود الديمقراطية المحدودة وفيما يخص السلطة السياسية في هذه الدول ،فنلاحظ أن من يمتلكونها قد لا يعترفون باية حدود لدستورية سلطة الدولة ولا يعترفون بأي قانون قد يعرضهم لمحاكمة أو انهم في حال تطبيق القانون يعترفون ببعض الحدود وفي نفس السياق تحاول تعبئة المواطنين لتحقيق أهدافها السياسية لكنها لا تلغي التفرقة بين المجال العام و الخاص و غالبا ما لا تمس بالمجال الخاص بمعنى ان الفرد قد يكون محاصر من قبل ممثلي النظام السياسي لكنه مع ذلك يستطيع ان يهرب من المجال العام الى الاستقلالية النسبية وهذا النموزج هو من الخطورة بمكان فقد وعيت بعض الشعوب وفهمت مثل هذه الاساليب الفاسدة وهؤلاء من سيسقطون هذه الانظمة الراديكالية بعد تعلم هؤلاء الشباب في اوروبا وامريكا وتشربوا من معين الديمقراطية وقرأوا عن فساد حكامهم في الخارج من خلال الصحف والمجلات العالمية ومراكز المعلومات السرية(ويكليكس)و(الانترنت) الذي منح الشباب فرصة ذهبية واصبحت ترصد كل كبيرة وصغيرة حول اتجاهات كل الدول وليس دول العالم الثالث فحسب انما بدات مراكز الدراسات والبحوث والمعلومات توجه الساسة وترصد توجهاتهم على العموم فان هذه الانظمة تجابه خطريين هما:
1-صحوة ليبيرالية من خلال احياء سلطة الجماعات التي تم قهرها لفترة ما.
2-ظهور طبقات من خلال تحالف عديد من الجماعات و المصالح.
3- ثورة الشباب المتطلع الي الحكم بعد تزمرهم من شكل الحكم في الدولة للمطالبة بالديمقراطية.
4- الفساد السياسي والاداري للدولة من قمة السلطة ( ابتداء من رأس الدولة، الوزراء وزراء الدولة وكلاء الوزارات وأمناء الوزارات).
5- الاداء الحكومي والترهل في الخدمات التي تمس المواطن في النواحي الحياتية.
6- هشاشة النظم السياسية في هذه الدول التي خصتها الرؤية من دول العالم الثالث ،ونعتقد جازمين مامن دولة اقوي من مصر كقوة بشرية وعسكرية واقتصادية لكنها من خلال رؤيتنا توصلنا الي مكمن هشاشتها وضعفها البنائي.
وأهم أسباب سقوط هذه الأنظمة هوالديكتاتورية والتسلط والفساد والتوريث وحملات المعارضة عبر الانترنت بالاضافة الي اشياء كثيرة منها ضعف المؤسسات الحكومية أو عدم جدواها أو عدم وجودها بالكامل مع استحواز عناصر موالية للحاكم من المحسوبين بالمصاهرة والنسب او القبلية والرباط الحزبي.
تاورميرغني علي
نواصل في الحلقة الخامسة والاخيرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.