كثر الحديث عن الفساد في الاونة الاخيرة مما حدا برئيس الجمهورية لاصدار قرار جمهوري بانشاء مفوضية لمحاربة الفساد،ورغم انه قرار صائب يصب في مصلحة الوطن والمواطن الا أنه يجب ان يتبع بتفعيل مؤسسات الدولة خاصة المدنية منها وذلك باصدار القوانين واللوائح المنظمة للأداء المالي...ومافعله وزير العدل مؤخرا من قرارات خاصة بابراء الذمة للمسؤولين الكبار في الدولة يأتي في سياق أهداف الدولة لمحاربة الفساد والمفسدين...كل هذه الاجراءات تثلج قلب المواطن وتزيد ثقته في قيادة الدولة...ولكن سادتي الأمر أكبر من صياغة قوانين أو استجابة سريعة لمتطلبات المواطن في تحقيق العدل وابداء الشفافية في تعاملات مؤسسات الدولة والقائمين على أمرها...الموضوع اخوتي موضوع ثقافة يجب أن تكون راسخة في الوجدان...ثقافة أن الوظيفة العامة هي تكليف وليست تشريف ...ثقافة أن الموظف العام هو خادم للدولة وليس صاحب عمل حتى تكون يده طولى يفعل بالعباد كما يشاء دون محاسبة أو رقيب...يقول كثير من المفكرين والمؤرخين السودانيين أن السودان أصلا وربما لا يزال دولة معبر أي أن القبائل من دول الجوار تتخذه معبرا للحجاز في مواسم الحج وغيرها من الدول ،لذا ظلت التركيبة الديموغرافية للسكان في حالة تغير مستمر،هذا الوضع أضر كثيرا في تكوين القومية السودانية وبالتالي لم تحسم هويته بالشكل القاطع وبالبلدي كدا(السودان بلد ما عندو وجيع) كل انسان فيه يدعي انه الاعرق والاولى بخيراته...لذلك نرى الضعف في الامانة للمال العام وكل فرد منا يسعى لرفاهية نفسه دونما مراعاة لحقوق الاخرين ،فاصبحنا نرى كل من تولى وظيفة عامة انقلب حاله من الفقر والحاجة الى مصاف المترفين والاغنياء في فترة وجيزة وصرنا نرى الحفاة العراة يتطاولون في البنيان وفي المقابل صار أصحاب المجد التليد في فقر وفاقة والأمثلة على ذلك كثيرة...ولكن رغم هذه الصورة الغاتمة بعض الشئ الا أن هناك بعض البشريات في تغيير هذه الصورة الشائهة متمثلة في الاجراءات الحكومية المذكورة انفا اضافة لبداية العمل بالسجل المدني الذي سيساهم بدوره في حسم الهوية الوطنية علما بان الكثير ممن تجنسوا بالجنسية السودانية في السنين الأخيرة نالوها دون تمحيص لأن القانون نفسه واليات تطبيقه سابقا لم يكن محكما...الجانب الاخر المهم هو يجب قفل الحدود مع دول الجوار ومراقبتها جيدا منعا لتسلل الأجانب لأن وجودهم الغير مقنن داخل البلاد يفرز كثيرا من المشاكل التي تؤثر سلبا على الاقتصاد والنسيج الاجتماعي للمواطنين بل على العادات والقيم السودانية الأصيلة.