تتواتر الانباء من الدوحة تباعاً ، جلّها تتجدث عن وثيقة السلام المقترحة من قبل الوساطة والتي ينوي المهرولون الي التوقيع عليها بصرف النظر عن فحواها ومكاسبها لاهل دارفور ، فطالما حوت نائب الرئيس ولو دون صلاحيات وبعض الوظائف الدنيا فهي كافية من وجهة نظرهم . الجميع متفق حول ضعف الوثقة وانها لا تلبي ادني مطالب أهل الاقليم والمقاتلين باستثناء مجموعة الدوحة وهي وفقاًلتقديرات المحللين وبحسب مجتمع دارفور والقوي السياسية فضلا عن الحركات المسلحة اسوأ من ابوجا ، فمن بين الذين اغترضوا علي الوثيقة مجموعة منبر ابناء دارفوروقد قالوا صراحةً انهم لن يكونوا شهوداً علي هذا الاتفاق المزمع توقيعه بنهاية الشهر وقد غادروا الدوحة لتنوير أهل دارفور بما يجري خلف الكواليس لواد قضيتهم . ولكن ان كانت هذه الوثيقة بهذا السوء فمما كسبت ايدينا وقد استفاد المؤتمر الوطني كثيراً من تفرق الحركتين الي فصائل وتبع ذلك تقسيم مجتمع دارفور الامر الذي اتاح له التغلب علي هذه الفصائل بدرجات متفاوتة ، مما افقد ثورة دارفور بريقها ولمعانها وحتي قوتها العسكرية فضلاً عن انصراف الكثيرين عن دعمها فاصاب القوم اليأس والقنوت مما آلت اليه الاوضاع. ولكن كعادة الثورات ما ان تبلغ اوج مجدها الاوتعتريها بعض الصعوبات التي تبطئ أو تخبو من وهجها لعوامل عديدة تختلف بحسب بيئات هذه الثورات فمنها ما هو ذاتي ومنها ما هو خارجي ولكن في الاحوال جميعها تخرج هذه الثورات مستفيدة من تجاربها ، الجيدة منها والسيئة بصورة اقوي مما كانت عليه لتصل مرحلة النضج الثوري كمرحلة ضرورية وهامة لبلوغ الغايات التي من اجلها نشأت الثورة . وعلي هذا النحو مرت ثورة دارفور بمرحلة الطفولة التي فيها كل شئ مباح ووصلت الي النضج ، وقد عقل الجميع الدرس بعد سبع سنينا عجاف من تاريخ الثورة ، ذاق فيها أهل الاقليم الامرين فمعسكرات اللجوء والنزوح شاهدة علي البئس والشقاء فصار الجميع يتحسس الخطو قبل موضعه والقناعة رسخت في ضرورة وحدة المقاومة بعد ان كانت كلمة حق اريد بها باطل وتكتيكاً يمارس ، اصبحت الان قناعة راسخة وحقيقة واقعة وبخطوات عملية . فها هو المناضل عبدالواحد محمد احمد ينزل من عليائه لمصافحة اخوانه ورفاقه مني وابو سرة والهادي ادريس وربما اقراص في مقبل الايام وليس هذا هو النهاية بل البداية لمداواة جراحات الثورة والرفيق مني وبعد ان رمي برمحه في جراب القصر مستعصماً بابوجا .. لكنها وؤدت بواسطة رفاق النضال من ناحية والقصريين من ناحية اخري والقناعة لديه الان اسقاط القصروقبل ذلك جمع الرماح لحتمية الاسقاط و يخطو بثبات نحو الهدف . ود خليل الذي اصاب القوم في مقتل بذراعه الطويل ادرك ان الذراع الواحدة لا تصفّق ولا تسقط القصر ، فصار اكثر الثوّارمناداة لوحدة الصف وقد قطع في ذلك شوطاً مقدرا . وفي عاصمة الضباب لندن حراك لا تخطئه العين في سبيل جمع الصف ، فالتحية الي السوداني ودوسة واللودر وبقية العقد الفريد ، نبلاء يسعون الي هدف نبيل . هي اذاً الصيحة الكبري والمسار الصحيح الذي ينبغي ان يسلكه الجميع اذا ما اريد الخير للسودان ولدارفور ، اما الدوحة ومجموعة المهرولين فانهم خارج السرب لان اتجاههم واحد وظني نهايتهم ستكون هناك في الدوحة وليس مكان آخر! فان هم وقعوا علي هذه الوثيقة الاستسلامية وهو الاتجاه الغالب فانهم سيكونون بين (اللدايات) الثلاث ، المؤتمرالوطني والاعيبه في ظل عدم وجود ضمانة واحدة لتنفيذ الاتفاق من ناحية وأهل الاقليم الرافضين للاتفاق من ناحية اخري فضلاًعلي قوي المقاومة الحقيقية الموجودة علي الارض ، اما اذا لم يوقعوا وهو الاحتمال الاضعف فأنهم سيتفرقون الي بلاد الله الواسعة وبالتأكيد الاراضي المحررة ليست من بينها ليكونوا نسياً منسيا .علي كل حال ليس هذا المهم فاكمال مشروع وحدة المقاومة المسلحة الدارفورية ووحدة اهل الاقليم هو التحدي الاكبر الذي ينبغي قبوله والعمل له كطريق اوحد لانتزاع الحقوق . تأبي الرماح اذا اجتمعن تكسرا **** واذا افترقن تكسرت آحادا